الذكرى 15 لعيد العرش المجيد

الخطاب الملكي بمناسبة عيد العرش خارطة طريق حقيقية للتنمية والقضاء على الفوارق الاجتماعية (رئيس مؤسسة الصداقة البولونية المغربية)

أكد رئيس (مؤسسة الصداقة البولونية - المغربية)، محمد جابري، أن الخطاب الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى الأمة بمناسبة الذكرى ال15 لتربع جلالته على العرش، يشكل خارطة طريق حقيقية للتنمية وتعزيز المكتسبات الديمقراطية والقضاء على الفوارق الاجتماعية.

وأشاد الجابري بمضامين الخطاب الملكي، مبرزا اهتمام جلالة الملك بتمكين المملكة من تنمية اقتصادية واجتماعية متناغمة تنعكس على الحياة اليومية للمواطن المغربي في جميع جهات البلاد.

وقال إن جلالة الملك أكد إرادته الحازمة في سد النقص ومعالجة الاختلالات المسجلة في مجال محاربة الفقر، بهدف توزيع عادل لثروات البلاد.

كما أكد أن جلالة الملك، ومنذ الأشهر الأولى لاعتلائه العرش سنة 1999، ضاعف المبادرات القوية التي تستهدف الفقراء والطبقات الهشة، مشيرا، في هذا الصدد، إلى المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي يضرب بها المثل من قبل المؤسسات الدولية، والتي ترفع رهان إشراك المكون الاجتماعي في مشروع مجتمعي من أجل تنمية وطنية مستدامة.

 

وأشاد في هذا السياق بجهود جلالة الملك الرامية إلى بناء المغرب العربي الكبير، رغم مناورات خصوم الوحدة الترابية للمملكة، مثمنا، في السياق نفسه، الإرادة الملكية لمواصلة تعزيز الشراكة مع البلدان الإفريقية في إطار التعاون جنوب-جنوب.

(ومع-06/08/2014)

صحيفة كويتية: خطاب العرش كشف عن قرب جلالة الملك من نبض الشارع المغربي

أكدت صحيفة (الوطن) الإلكترونية الكويتية أن الخطاب الذي وجهه جلالة الملك محمد السادس إلى الأمة بمناسبة عيد العرش، كشف عن قرب جلالته من نبض الشارع المغربي. 

وقالت الصحيفة يوم الإثنين إن " الخطاب كشف عن قرب الملك محمد السادس من نبض الشارع المغربي، حينما قال إنه إذا كان المغرب قد عرف تطورا ملموسا فإن الواقع يؤكد أن الثروة لا يستفيد منها جميع المواطنين".

وأضافت أن خطاب العرش كان " شاملا وجامعا "، وشكل فرصة من أجل وقفة تأمل حول مسيرة التنمية في المملكة.

من جهة أخرى، أبرزت الصحيفة الإنجازات المهمة التي تحققت في عهد جلالة الملك محمد السادس مشيرة على الخصوص إلى إعلان جلالته في ماي 2005 عن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، "وهي خارطة طريق لمحاربة التهميش والفقر ومساعدة الطفولة المحرومة مما دعا العديد من المراقبين إلى وصفه بملك التضامن".

وأضافت أن المنظمات النسائية تعتبره أيضا نصيرا لقضايا المرأة المغربية بعد أن حسم الخلاف حول مدونة الأسرة بإقراره قانونا لصالح المرأة المغربية في سنة 2004، أعطى الكثير من الحقوق والضمانات القانونية للمرأة المغربية.

"إن المغرب يشهد حاليا نهضة وتطورا في كثير من المجالات"، تضيف الصحيفة، "فهو يمتلك أكبر ميناء يطل على البحر الأبيض المتوسط ويعتبر بوابة المملكة المغربية على الاتحاد الاوروبي، كما يمتلك المغرب أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم ومصانع كثيرة للأسماك والفوسفاط وصناعة السيارات وقطع غيار الطائرات وشبكة طرق سريعة بآلاف الكيلومترات".

أما على الصعيد الدولي، فقد حصلت المملكة المغربية على كسب ثمين من الاتحاد الاوروبي سنة 2008 وذلك بمنحها وضعا متقدما وأولوية في التعامل مع السوق الاوروبية المشتركة، فضلا عن وضع حليف استراتيجي لدول مجلس التعاون الخليجي.

وأكدت الصحيفة أن النموذج المغربي يعتبر "مثالا يحتذى في الديمقراطية وعلاقة الحاكم بالمحكوم، وهو ما جعل المملكة المغربية في منأى عن تداعيات الربيع العربي".

واعتبرت أن المغرب يعد أيضا "رمزا للاعتدال الديني والعيش المشترك، وهو ما ينعكس على السياسة الخارجية لجلالة الملك وزياراته الخارجية التي تركز على الاعتدال ومحاربة الإرهاب، مما يجعل المغرب ضمانة للأمن والاستقرار في العالمين العربي والاسلامي ".

من جهتها، وفي مقال بعنوان "ملك قلبه معلق بالمساجد"، كتبت صحيفة (الأنباء) أنه "مما عرف عن المغاربة ومنذ القدم اعتناؤهم بالمساجد بناء وتشييدا، وتصميما وتفننا في هندستها".

وأشارت إلى أن عدد مساجد المملكة، حسب آخر الإحصاءات، يفوق خمسين ألف مسجد، وأنه تم بناء 256 مسجدا بتكلفة ملياري درهم ما بين سنتي 2005 و2013.

وذكرت الصحيفة أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في المغرب تولي عناية خاصة لإدماج المسجد في التخطيط العمراني واعتماد معايير هندسية جديدة للتجهيزات الخاصة بالمساجد، مضيفة أن الوزارة تواصل تنفيذ برنامج المحافظة على المساجد التاريخية بترميم 55 مسجدا أي 30 في المئة من مجموع هذه المساجد، وعددها 183 مسجدا، بتكلفة 400 مليون درهم.

وأشارت إلى أن المساجد حظيت بالأولوية في التمويل ضمن ميزانية وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، حيث خصصت لها سنة 2014 مبلغ 1857 مليون درهم، أي 60 في المئة من ميزانية الوزارة.

ومن أبرز مظاهر العناية التي يوليها جلالة الملك محمد السادس للمساجد، أشارت الصحيفة إلى وضع النصوص التشريعية الضامنة لحماية المساجد وتنميتها، من خلال تنظيم بناء المساجد وتعيين القيمين بها، وتنظيم العمل الخيري المرتبط بالمسجد، وتسهيل الإجراءات الإدارية المتعلقة برخص بناء المساجد.

وأبرزت الصحيفة أن أول مسجد جامع اعتنى به جلالة الملك بعد توليه مقاليد الحكم، هو إعادة ترميم وتجهيز مسجد جامع القرويين بفاس وكذا مكتبته التراثية المخطوطة، حيث اعتنى بالمسجد عناية فائقة باعتباره من أكبر مساجد المملكة وأقدمها، بالإضافة إلى أنه معلمة دينية وتاريخية، وجامعة شعبية مفتوحة درس بها كبار علماء المغرب الإسلامي الكبير والأندلس.

 

وهمت الإنجازات الملكية في الحقل الديني، تضيف الصحيفة، على الخصوص، إحداث الهيئة العلمية الملكية للإفتاء، وإعادة هيكلة المجلس العلمي الأعلى والمجالس العلمية المحلية والإقليمية، وإعطاء الانطلاقة لإذاعة محمد السادس للقرآن الكريم والقناة السادسة، وإعادة تنظيم وهيكلة نظارات ومندوبيات الأوقاف، وإحداث جائزة محمد السادس لأهل الحديث، وإحداث مدونة للأوقاف ومجلس أعلى لمراقبة ماليتها، إضافة إلى إحداث معهد محمد السادس للقراءات والدراسة القرآنية.

(ومع-05/08/2014)

خطاب العرش حبل برسائل قوية موجهة للداخل المغربي و المحيط الاقليمي و الدولي

أكد طه حسين ، الخبير المصري في الشؤون العربية ، أن الخطاب السامي الذي ألقاه جلالة الملك محمد السادس مؤخرا بمناسبة تخليد الذكرى الخامسة عشرة لتربع جلالته على عرش أسلافه المنعمين ، "حبل بالعديد من الرسائل القوية ،موجهة من جهة للداخل المغربي ، ومن جهة أخرى للخارج العربي والمحيط الاقليمي والدولي".

وأوضح طه حسين أن الخطاب الملكي "اتسم بالصراحة في التعاطي مع الشأن العام المغربي" خاصة حينما أكد جلالة الملك على أن الاحتفال بالذكرى ال 15 لعيد العرش مناسبة للقيام ب"وقفة تأمل وتساؤل مع الذات بكل صراحة وصدق وموضوعية حول ما طبع مسيرتنا من إيجابيات وسلبيات هي للتوجه نحو المستقبل بكل ثقة وعزم وتفاؤل". 

ولاحظ طه حسين المحلل السياسي في جريدة (الشرق) القطرية ، أن الخطاب الملكي شكل من خلال مضامينه الداعية الى مواصلة الإصلاحات، والانخراط في أربعة توجهات عددها جلالته في النهوض بالتنمية المستدامة، وفي رفع تحديات الانفتاح والتنافسية، ثم توطيد الحكامة الجيدة، فتركيز السياسات العمومية على توسيع قاعدة الطبقات الوسطى، خارطة طريق لرفع التحديات وربح الرهانات المستقبلية. 

وفي قراءته للموقف الذي عبر عنه جلالة الملك بخصوص العدوان الاسرائيلي الغاشم على قطاع غزة ، قال طه حسين "إن ما استرعى الانتباه في خطاب جلالة الملك محمد السادس هو الادانة القوية للعدوان الاسرائيلي الغاشم على قطاع غزة حيث جاءت كلمة جلالته تجسيدا للتضامن الملموس مع الشعب الفلسطيني في هذه المحنة"، مبرزا في هذا السياق أن المملكة المغربية كانت سباقة لتقديم الدعم المادي لضحايا هذا العدوان، وفتحت المستشفيات المغربية أبوابها أمام الجرحى والمصابين منهم إسهاما منها في التخفيف من معاناتهم.

ودعما لصمود المقدسيين في أرضهم، يضيف المحلل السياسي المصري، شدد جلالة الملك باعتباره رئيسا للجنة القدس ،حرصه على مواصلة وكالة بيت مال القدس الشريف لأعمالها الميدانية، وتقديم الدعم المباشر والملموس لهم، والتجاوب مع احتياجاتهم الملحة ،مذكرا في هذا الصدد بالتوصيات القوية التي أصدرتها لجنة القدس، بمناسبة انعقاد دورتها العشرين، بمدينة مراكش، دعما لمفاوضات السلام، وحفاظا على الهوية الروحية والحضارية للقدس، من الانتهاكات الاسرائيلية اللامشروعة ، ومشيرا إلى أن هذه الدورة عرفت أيضا اعتماد الخطة الاستراتيجية الخماسية لعمل وكالة بيت مال القدس الشريف، لدعم القطاعات الحيوية، من خلال مشاريع مضبوطة في برمجتها ووسائل تمويلها.

وأكد طه حسين أن اهتمام جلالة الملك بالوضع العربي الحالي "يعكس حرصا مغربيا على التضامن العربي واستقرار الدول العربية ،وقلقا على ما آلت اليه الاوضاع في بعض الدول العربية خاصة سوريا والعراق وما يعتري بعض الدول من صراعات مذهبية خطيرة "، مبرزا أن مناداة جلالة الملك بإنشاء منظمة عربية متكاملة ومندمجة اقتصاديا، وموحدة ومنسجمة سياسيا، تجعل من العالم العربي قطبا جيو-سياسيا وازنا في العلاقات الدولية، قادرا على الدفاع عن القضايا العربية المصيرية" أمر يبعث على الاعتزاز، ويعكس حرص جلالته على تعزيز روابط الاخوة والتفاهم، التي تجمع الدول العربية خاصة في ما يتعلق بعزيز التعاون بين المغرب ودول مجلس التعاون الخليجي".

على الصعيد المغاربي ، اعتبر المحلل السياسي المصري أن خطاب جلالة الملك محمد السادس في الذكرى الخامسة عشرة لاعتلائه العرش "عكس حرصا مغربيا أكيدا ومتواصلا لبناء المغرب العربي الكبير ، وإرادة جلالة الملك الراسخة في بناء اتحاد مغاربي قوي عماده علاقات ثنائية متينة ومشاريع اقتصادية اندماجية".

ولاحظ أن تجديد جلالة الملك الدعوة ،في خطابه السامي ، لبناء صرح اتحاد مغاربي قوي "تضمنت اقرارا بوجود اختلافات ،لكن هذه الاختلافات لا تحول دون الوحدة أو تعطيل مسيرة الاتحاد المغاربي أو استمرار إغلاق الحدود"، مبرزا أن هذا الأمر بالذات "يعد اعاقة لحركة الشعوب وتكاملها وأول الخطوات لتحقيق التكامل والتضامن المغاربي المنشود" .

برقيات تهاني إلى جلالة الملك بمناسبة عيد العرش 

برقية تهنئة إلى جلالة الملك من الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة بمناسبة عيد العرش

توصل صاحب الجلالة الملك محمد السادس ببرقية تهنئة من الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، السيد بان كي مون، بمناسبة ذكرى عيد العرش.

وأعرب السيد بان كي مون، في هذه البرقية، عن تهانئه الحارة لجلالة الملك وكذا للحكومة والشعب المغربيين بمناسبة هذا العيد السعيد، مشيرا إلى أنه "من المهم أن يحتفل كل بلد بثقافته وتاريخه وإنجازاته، لأن ذلك يشكل جوهر التنوع الذي يعكس ثراء عالمنا وقدرته على الاقلاع مجددا وديناميكيته".

وأضاف الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة أنه "من الضروري أيضا الإدراك بأننا مرتبطون ببعضنا البعض في عالم يتزايد تداخله باستمرار. فلكل الدول الأعضاء، مهما كان حجمها وغناها، دور تقوم به في ما يتعلق بتحقيق الوعد الذي يتضمنه ميثاق الأمم المتحدة".

وأكد السيد بان كي مون، الذي أعرب عن اعتزامه بمواصلة الاعتماد على الانخراط والدور النشيطين للمغرب، أنه "بالعمل الجماعي من أجل هذه القضية المشتركة سننجح في التقدم في إنجاز الأهداف الذي نتقاسمها والمتمثلة في السلام والتنمية وحقوق الإنسان للجميع". 

برقية تهنئة إلى جلالة الملك من الرئيس اليوناني بمناسبة عيد العرش

توصل صاحب الجلالة الملك محمد السادس ببرقية تهنئة من الرئيس اليوناني كارولوس بابولياس وذلك بمناسبة الذكرى الخامسة عشرة لاعتلاء جلالته عرش أسلافه المنعمين.

وأعرب الرئيس اليوناني في هذه البرقية باسمه الشخصي وباسم الشعب اليوناني عن تهانئه الحارة وعن متمنياته الخالصة بالسعادة لجلالة الملك محمد السادس وبالتقدم والازدهار للشعب المغربي الصديق.

برقية تهنئة إلى جلالة الملك من الرئيس الكرواتي بمناسبة عيد العرش

توصل صاحب الجلالة الملك محمد السادس ببرقية تهنئة من الرئيس الكرواتي إيفو جوزيبوفيتش وذلك بمناسبة الذكرى الخامسة عشرة لاعتلاء جلالته عرش أسلافه المنعمين.

وأعرب الرئيس جوزيبوفيتش في هذه البرقية باسمه الشخصي وباسم الشعب الكرواتي عن تهانئه الحارة ومتمنياته الخالصة بالازدهار للمملكة وللشعب المغربي.

برقية تهنئة إلى جلالة الملك من الرئيس البنمي بمناسبة عيد العرش

توصل صاحب الجلالة الملك محمد السادس ببرقية تهنئة من الرئيس البنمي خوان كارلوس فاريلا وذلك بمناسبة الذكرى الخامسة عشرة لاعتلاء جلالته عرش أسلافه المنعمين.

وأعرب الرئيس فاريلا في هذه البرقية باسمه الشخصي وباسم الشعب البنمي عن تهانئه الخالصة وتحياته الحارة لجلالة الملك محمد السادس وصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن وسائر أفراد الأسرة الملكية.

كما عبر الرئيس البنمي عن متمنياته لجلالة الملك بالتوفيق في النهوض بمسؤولياته الكبرى وعن متمنياته الخالصة بالازدهار والتقدم للشعب المغربي الذي تجمعه بالشعب البنمي روابط الصداقة والتعاون.

وأشاد الرئيس خوان كارلوس فاريلا بجهود جلالة الملك من أجل تعزيز الديمقراطية في المملكة وتوثيق أواصر العلاقة العابرة للمحيط الأطلسي بين المغرب وبنما.

برقية تهنئة إلى جلالة الملك من الرئيس اليمني بمناسبة عيد العرش

توصل صاحب الجلالة الملك محمد السادس ببرقية تهنئة من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وذلك بمناسبة الذكرى الخامسة عشرة لاعتلاء جلالته عرش أسلافه المنعمين.

وأعرب الرئيس هادي في هذه البرقية عن أحر التهاني وأجمل التبريكات لجلالة الملك بهذه المناسبة السعيدة سائلا الله العلي القدير أن يمتع جلالته بموفور الصحة والسعادة وأن يعيد هذه المناسبة على الشعب المغربي الشقيق بالمزيد من الرخاء والازدهار.

برقية تهنئة لجلالة الملك من رئيس الفيدرالية السويسرية بمناسبة عيد العرش

توصل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ببرقية تهنئة من رئيس الاتحاد السويسري السيد ديديي بولكهالتر، وذلك بمناسبة عيد العرش.

وأعرب الرئيس السويسري في هذه البرقية، باسم المجلس الفيدرالي، وباسمه الشخصي، عن أحر تهانئه وأصدق متمنياته بموفور الصحة والسعادة لجلالة الملك وللأسرة الملكية الشريفة وللشعب المغربي.

الرئيس النمساوي يهنئ جلالة الملك بمناسبة عيد العرش المجيد

توصل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، ببرقية تهنئة من رئيس جمهورية النمسا السيد هانس فيشر، وذلك بمناسبة الذكرى الخامسة عشر لتربع جلالته على عرش أسلافه المنعمين.

وأعرب الرئيس النمساوي، في هذه البرقية، لجلالة الملك عن أحر التهاني وأصدق المتمنيات بالسعادة، وللشعب المغربي بالمستقبل الزاهر.

برقية تهنئة إلى جلالة الملك من الرئيس البرتغالي بمناسبة عيد العرش

   توصل صاحب الجلالة الملك محمد السادس ببرقية تهنئة من الرئيس البرتغالي السيد أنيبال كافاكو سيلفا، وذلك بمناسبة عيد العرش.

وأعرب السيد كافاكو سيلفا، في هذه البرقية، لجلالة الملك عن أصدق التهاني وأطيب التمنيات بالسعادة، وللشعب المغربي باطراد التقدم والازدهار.

برقية تهنئة إلى جلالة الملك من الملكة إليزابيث الثانية بمناسبة عيد العرش

 توصل صاحب الجلالة الملك محمد السادس ببرقية تهنئة من الملكة إليزابيث الثانية، عاهلة المملكة المتحدة وذلك بمناسبة الذكرى الخامسة عشرة لتربع جلالته على عرش أسلافه المنعمين.

وعبرت الملكة إليزابيث الثانية في هذه البرقية، عن تهانئها الحارة لجلالة الملك، ومتمنياتها الخالصة بالنجاح للشعب المغربي.

الرئيس الغابوني يهنىء جلالة الملك بمناسبة عيد العرش

توصل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، ببرقية تهنئة من رئيس جمهورية الغابون السيد علي بانغو أونديمبا بمناسبة عيد العرش المجيد.

وأعرب الرئيس الغابوني، في هذه البرقية، لجلالة الملك عن تهانئه الحارة والصادقة مقرونة بمتمنيات الشعب الغابوني بالنجاح الباهر لجميع الإحتفالات المرتبطة بهذه المناسبة السعيدة.

كما أشاد الرئيس الغابوني بالمجهودات التي يقوم بها جلالة الملك في سبيل تنمية المغرب في مختلف الميادين، وخاصة على الأصعدة الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، منوها أيضا ب "العلاقات الأخوية القائمة بين جمهورية الغابون والمملكة المغربية، البلدان الشقيقان اللذان يعملان من أجل الرقي بالشراكة النموذجية التي تجمعهما لمستويات أفضل".  

برقية تهنئة إلى جلالة الملك من حاكم إمارة الفجيرة بمناسبة عيد العرش

توصل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله ، ببرقية تهنئة من صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم إمارة الفجيرة بمناسبة عيد العرش المجيد.

وأعرب الشيخ حمد بن محمد الشرقي لجلالة الملك ، في هذه البرقية، عن أجمل التهاني مقرونة مع أطيب أمنيات الخير والبركة وصادق الدعوات للمولى تبارك وتعالى بأن يعيد هذه المناسبة السعيدة على جلالته بموفور الصحة والسعادة وعلى الأسرة الملكية الكريمة وحكومة وشعب المملكة المغربية الشقيق باضطراد التقدم والرفعة في ظل القيادة الحكيمة لجلالة الملك. 

الرئيس الصيني يهنئ جلالة الملك بمناسبة عيد العرش

توصل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، ببرقية تهنئة من رئيس جمهورية الصين الشعبية، شي جين بينغ بمناسبة عيد العرش المجيد.

وفي هذه البرقية، عبر الرئيس شي جين بينغ باسمه الخاص وباسم الشعب الصيني عن تهانئه الحارة وتمنياته الصادقة لجلالة الملك وللحكومة والشعب المغربي الصديق، معربا عن ارتياحه لكون المغرب تمكن تحت قيادة جلالة الملك من رفع التحديات ، والحفاظ على الاستقرار السياسي والنهوض بالتنمية الاقتصادية ، كما أنه يضطلع بدور هام ومتنام في القضايا الإقليمية والدولية.

وجدد الرئيس الصيني ، بالمناسبة، التأكيد على أن بلاده والمغرب تربطهما صداقة عريقة وعميقة ، وان التعاون بينهما أثمر نتائج ملموسة في مختلف المجالات.

وبعد أن ذكر بأنه يولي أهمية بالغة لتطوير العلاقات المغربية الصينية، عبر الرئيس الصيني عن استعداده للعمل بالتشاور مع جلالة الملك من أجل مزيد من تدعيم الثقة المتبادلة في المجال السياسي ، وتعميق التعاون بما يعود بالنفع على البلدين، والرقي بعلاقات الصداقة والتعاون الثنائي الى مستويات جديدة لما فيه مصلحة البلدين والشعبين.  

برقية تهنئة إلى جلالة الملك من نائب رئيس دولة الإمارات العربية بمناسبة عيد العرش المجيد

توصل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، ببرقية تهنئة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بمناسبة ذكرى عيد العرش المجيد.

وجاء في هذه البرقية " يسرني غاية السرور أن اغتنم مناسبة عيد العرش لجلالتكم ، لأبعث إلى جلالتكم وإلى شعبكم الشقيق بأحر التهنئة القلبية، كما أرجو أن تنقلوا إلى شعبكم مشاركة شعب الإمارات العربية المتحدة بهجته بهذه المناسبة ".

وأعرب سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن أخلص أماني الصحة والسعادة والتوفيق الدائم لجلالة الملك ، متمنيا للشعب المغربي التقدم والرفاهية . 

برقية تهنئة إلى جلالة الملك من ولى العهد البحريني بمناسبة عيد العرش

توصل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، ببرقية تهنئة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولى العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء بمملكة البحرين بمناسبة ذكرى عيد العرش المجيد.

وأعرب ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة لجلالة الملك عن أصدق التهاني الأخوية وأطيب التبريكات " سائلا المولى العلي القدير أن يعيد هذه المناسبة وأمثالها على جلالتكم بموفور الصحة والسعادة وطول العمر وعلى الشعب المغربي الشقيق بمزيد من التقدم والازدهار في ظل قيادتكم الحكيمة". 

برقية تهنئة إلى جلالة الملك من ولي العهد السعودي بمناسبة عيد العرش

توصل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، ببرقية تهنئة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بالمملكة العربية السعودية بمناسبة ذكرى عيد العرش المجيد.

وجاء في هذه البرقية " يسرني بمناسبة ذكرى تولي جلالتكم مهام الحكم في بلدكم، أن أعرب لكم عن أبلغ التهاني وأطيب التمنيات بموفور الصحة والسعادة، ولحكومة وشعب المملكة المغربية الشقيق بالمزيد من التقدم والازدهار".  

برقية تهنئة إلى جلالة الملك من الرئيس السوداني بمناسبة عيد العرش

توصل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، ببرقية تهنئة من فخامة رئيس جمهورية السودان، السيد عمر حسن أحمد البشير بمناسبة ذكرى عيد العرش المجيد.

وبهذه المناسبة ، تقدم الرئيس السوداني إلى جلالة الملك بأصدق التهاني، داعيا العلي القدير أن يشمل جلالته بموفور الصحة والعناية وأن يعيد هذا العيد على جلالته والأسرة العلوية الشريفة وعلى المغرب وحكومته والشعب المغربي باليمن والخير والبركات.

وقال " أنتهز هذه المناسبة السعيدة لأشيد بالعلاقات الأخوية الصادقة التي تجمع بين بلدينا الشقيقين ولأعبر لكم عن حرصنا الشديد على مواصلة تعزيزها وتطويرها لما فيه خير بلدينا وأمتنا العربية والإسلامية ". 

برقية تهنئة الى جلالة الملك من الرئيس التونسي بمناسبة عيد العرش

توصل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، ببرقية تهنئة من فخامة الرئيس التونسي السيد محمد المنصف المرزوقي بمناسبة ذكرى عيد العرش المجيد.

وضمن الرئيس التونسي هذه البرقية، أصدق عبارات التهاني وأخلص التمنيات الأخوية لجلالة الملك بدوام الصحة والسعادة، وللشعب المغربي باطراد التقدم والرخاء في ظل قيادة جلالته الرشيدة ، معربا عن عميق ارتياحه لمستوى العلاقات الأخوية القائمة بين البلدين الشقيقين.

وأكد لجلالة الملك حرص بلاده الدائم على مواصلة العمل مع المملكة المغربية من أجل مزيد من الارتقاء بمسيرة التعاون المشترك إلى أسمى المراتب، وتوطيد عرى الأخوة بين الشعبين الشقيقين تجسيدا لتطلعاتهما نحو مزيد من الاندماج والشراكة بما يعزز المسيرة المغاربية ويوطد صرح الاتحاد المغاربي. 

عاهل مملكة البحرين يهنئ جلالة الملك بمناسبة عيد العرش

توصل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، ببرقية تهنئة من عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة بمناسبة عيد العرش المجيد.

وأعرب الملك حمد بن عيسى آل خليفة لجلالة الملك عن خالص التهاني ، ونقل " تهاني وتبريكات شعب مملكة البحرين لشقيقه شعب المملكة المغربية مشاركة منه ومنا تعظيما لهذه المناسبة الوطنية والاعتزاز بها ترسيخا للوشائج الأخوية الحميمة القائمة على المودة والتقدير الشخصي بيننا".

برقية تهنئة إلى جلالة الملك من خادم الحرمين الشريفين بمناسبة عيد العرش

توصل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، ببرقية تهنئة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود بمناسبة عيد العرش المجيد.

وأعرب خادم الحرمين الشريفين ، في هذه البرقية، لجلالة الملك باسمه الخاص وباسم شعب وحكومة المملكة العربية السعودية، عن أصدق التهاني وأطيب التمنيات بالصحة والسعادة، ولحكومة وشعب المملكة المغربية الشقيق اطراد التقدم والازدهار.

وجاء في البرقية أيضا " كما يسرنا بهذه المناسبة أن نشيد بتميز العلاقات الأخوية التي تربط بين بلدينا وشعبينا الشقيقين، والتي نسعى لتعزيزها وتنميتها في جميع المجالات". 

جلالة الملك يترأس بالرباط حفل استقبال بمناسبة عيد العرش المجيد

ترأس صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مرفوقا بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن وصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، يوم الأربعاء 30 يوليوز 2014 بالقصر الملكي بالرباط، حفل استقبال بمناسبة الذكرى الخامسة عشرة لتربع جلالته على عرش أسلافه المنعمين.

وبعد تحية العلم على نغمات النشيد الوطني وإطلاق المدفعية ل 21 طلقة، تقدم للسلام على جلالة الملك وتهنئته بهذه المناسبة السعيدة عدة شخصيات مغربية وأجنبية.

وهكذا، تقدم للسلام على جلالته السادة نيماغا إسماعيلا سفير جمهورية إفريقيا الوسطى عميد السلك الدبلوماسي الإفريقي وعميد السلك الدبلوماسي المسلم، والمونسينيور أنطونيو سوزو المبعوث الرسولي (سفير الفاتيكان) عميد السلك الدبلوماسي الأوروبي، والسيد توساري ويدجاجا سفير جمهورية أندونيسيا عميد السلك الدبلوماسي الآسيوي، والسيد فرانسيسكو كرابايو سفير جمهورية الدومينيك عميد السلك الدبلوماسي الأمريكي، والسيد حازم أحمد اليوسفي سفير جمهورية العراق عميد السلك الدبلوماسي العربي.

بعد ذلك، تقدم للسلام على جلالة الملك السادة عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة، ورشيد الطالبي العلمي رئيس مجلس النواب، ومحمد الشيخ بيد الله رئيس مجلس المستشارين، ومصطفى فارس الرئيس الأول لمحكمة النقض، ومصطفى مداح الوكيل العام لدى هذه المحكمة، ومحمد أشركي رئيس المجلس الدستوري، وادريس جطو رئيس المجلس الأعلى للحسابات، ونزار بركة رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، ومحمد يسف الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى، وادريس اليزمي رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان ورئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، وعبد العزيز بنزاكور وسيط المملكة، وأمينة المريني الوهابي رئيسة الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، وعبد العالي بنعمور رئيس مجلس المنافسة، وعبد السلام أبو درار رئيس الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة، وخليهن ولد الرشيد رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية.

كما تقدم للسلام على جلالة الملك الجنرال دوكور دارمي بوشعيب عروب المفتش العام للقوات المسلحة الملكية قائد المنطقة الجنوبية، والجنرال دوكور دارمي حسني بنسليمان قائد الدرك الملكي، والجنرال دو ديفيزيون أحمد بوطالب مفتش القوات الملكية الجوية، والفيس- أميرال محمد لغماري مفتش البحرية الملكية، والجنرال دو بريكاد لحسن إمجان مفتش القوات المساعدة (المنطقة الجنوبية)، والجنرال دو بريكاد حسن التايك مفتش القوات المساعدة (المنطقة الشمالية)، والكولونيل ماجور محمد بريظ رئيس المكتب الثالث، ومحمد ياسين المنصوري المدير العام للدراسات والمستندات، وبوشعيب ارميل المدير العام للأمن الوطني، وعبد اللطيف الحموشي المدير العام لإدارة مراقبة التراب الوطني، ومحمد الموساوي رئيس اتحاد المساجد بفرنسا والرئيس الشرفي للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية.

وتقدم للسلام على جلالته، أيضا، رؤساء الكنائس والبيع، وهم المونسينيور فانسان لامديل كبير قساوسة الرباط، والأسقف صامويل أميدرو رئيس الكنيسة الأنغليكانية بالمغرب، وماكسيم ماساليتان رئيس الكنيسة الأرتوذوكسية الروسية، ويوسف إسرائيل الحاخام الأكبر للدار البيضاء. كما تقدم للسلام على جلالة الملك السيد فيليبي كونزاليث رئيس الحكومة الإسبانية السابق.

(ومع-30/07/2014)

 جلالة الملك يوشح عدة شخصيات بأوسمة ملكية بمناسبة عيد العرش المجيد

ترأس صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مرفوقا بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن وصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، يوم الأربعاء 30 يوليوز 2014 بالقصر الملكي بالرباط، حفل استقبال بمناسبة الذكرى الخامسة عشرة لتربع جلالته على عرش أسلافه المنعمين.

 وبهذه المناسبة، وشح جلالة الملك عددا من الشخصيات المغربية والأجنبية بأوسمة ملكية.

وهكذا، وشح جلالة الملك بوسام العرش من درجة الحمالة الكبرى السيد عباس الفاسي رئيس الحكومة سابقا، والسيد عبد الواحد الراضي رئيس مجلس النواب سابقا ورئيس الاتحاد البرلماني الدولي حاليا، والسيد مصطفى بنعبد الله أستاذ في الفنون التشكيلية بالمدرسة المولوية، والسيد محمد المسطاسي مكلف بمهمة بوزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة حاليا وشغل نفس المنصب في عهدي جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني طيب الله ثراهما.

ووشح جلالة الملك بوسام العرش من درجة قائد السيد محمد بنونة قاضي بمحكمة العدل الدولية بلاهاي.

 كما وشح جلالة الملك بالوسام العلوي من درجة قائد السيدة إيرينا بوكوفا المديرة العامة للمنظمة العالمية "اليونسكو"، والسيد محمد "مو" إبراهيم رجل أعمال ومقاول رئيس مؤسسة "مو إبراهيم من أجل حكامة جيدة بإفريقيا"، وممادو ديانا نداي مستشار خاص لرئيس جمهورية السينغال في ميدان الاستثمارات الاستراتيجية وعضو الاتحاد الاقتصادي الدولي بجامعة "هارفارد". 

 ووشح جلالة الملك بوسام الكفاءة الفكرية السيد محمد شفيق عضو بأكاديمية المملكة المغربية وعميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية سابقا (تعذر عليه الحضور، وتسلم الوسام ابنه عبد الجواد شفيق)، والسيد إدغارد موران مفكر كبير وفيلسوف ومهتم بالقضايا الانسانية ومدير أبحاث بالمركز الوطني للبحث العلمي بفرنسا، والسيد عبد الرحيم العلام كاتب ناقد أدبي ورئيس اتحاد كتاب المغرب حائز على الجائزة الدولية "مانهاي" العالمية لسنة 2013 من كوريا الجنوبية، ورشيد يزمي مهندس باحث ومخترع في ميدان تكنولوجيا البطاريات "ليثيوم آيون"، حاصل على جائزة "شارلز ستارك درابر" سنة 2014 من الأكاديمية الوطنية للهندسة بواشنطن مقيم بسنغافورة، والسيد طه عبد الرحمان كاتب وفيلسوف مغربي له عدة مؤلفات في الفكر العربي. 

 ووشح جلالة الملك بوسام العرش من درجة ضابط السيد ميكاييل زاوي خبير في الميدان المالي بعدة مؤسسات بنكية دولية، كما تسلم نفس الوسام عن أخيه يوويل زاوي في نفس الميدان (تعذر عليه الحضور)، ومحمد بنعبود خبير وأستاذ التاريخ بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان، مهتم بتأهيل المدينة القديمة بتطوان.

 وبالوسام العلوي من درجة ضابط، وشح جلالة الملك السيد بيير أنطونيو بانزيري عضو البرلمان الأوروبي رئيس سابق للمندوبية الأوروبية للعلاقات المغاربية، والسيد روبيرت شاستيل طبيب ومؤلف كتاب "الرباط.. مصير مدينة ونزوات نهر".

 ووشح جلالة الملك بوسام المكافأة الوطنية من درجة ضابط السادة عبد الرحيم عثمون رئيس اللجنة البرلمانية المشتركة للمغرب والاتحاد الأوروبي، وأناس العراس باحث ومسؤول عن تصميم طائرات بدون طيار للاستخدام العسكري بالجامعة الوطنية بسيول حاصل على أكثر من 30 شهادة اختراع في ميدان الطيران، والسيد علي بنمخلوف أستاذ جامعي في الفلسفة العربية بجامعتي "باريس أيست- كريتاي" و"سيونس بي أو باريس" وعضو اللجنة الوطنية الفرنسية للأخلاقيات الطبية، وأمينة صديق أستاذة طبيبة وباحثة في ميدان علاج السرطان بجامعة "تورو" بنيفادا بالولايات المتحدة الأمريكية.

 كما وشح جلالته بنفس الوسام أسمهان الوافي المديرة العامة للمركز الدولي للزراعة الملحية بالإمارات العربية المتحدة، وحورية بنيس باحثة اختصاصية في التاريخ وفلسفة الرياضيات بالمركز الوطني للبحث العلمي بفرنسا، وليلى العلمي أستاذة بجامعة كاليفورنيا لللإبداع الأدبي، وسعاد المخنث صحفية مغربية بعدة منابر إعلامية دولية مقيمة بألمانيا، وادريس بنبراهيم خبير مغربي في الميدان المالي ومستثمر بلندن، وعبد الرحيم الجمري رئيس لجنة العمال المهاجرين وعائلاتهم بمنظمة الأمم المتحدة، وحاتم البطيوي صحفي مغربي بجريدة الشرق الأوسط مقيم بلندن. 

 وبوسام العرش من درجة فارس، وشح جلالة الملك السادة خالد الشدادي رئيس الصندوق المغربي للتقاعد، ونادية العراقي المديرة العامة للوكالة الوطنية للموانئ، وأمينة الفكيكي المديرة العامة للمكتب الوطني للصيد، وحبيبة لقلالش نائبة المدير العام بالخطوط الملكية المغربية.

 كما وشح صاحب الجلالة بوسام المكافأة الوطنية من درجة فارس السيدين فؤاد بنصديق خبير وعضو المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، وفيصل مرجاني سميرس فاعل جمعوي وخبير لدى عدة مراكز ودراسات دولية.

 ووشح جلالته بوسام الاستحقاق الوطني من الدرجة الأولى، الآنسة مريم بورحيل التلميذة المغربية القاطنة بفرنسا التي حصلت على معدل 21 على 20 في الباكالوريا لهذه السنة، كما تقدم للسلام على جلالته والدها محمد بورحيل وأمها نادية الطلحاوي، وبنفس الوسام وشح جلالته الآنسة ياسمين براوي ، التلميذة من ذوي الاحتياجات الخاصة من مدينة الدار البيضاء الحائزة على شهادة الباكالوريا بميزة مستحسن وقد تقدم للسلام على جلالته أمها مينة موميل، والآنسة هدى نايبي التلميذة الحاصلة على شهادة الباكالوريا بمعدل 19،45 بسيدي البرنوصي بالدار البيضاء وقد تقدم للسلام على جلالته أمها أمينة بوشيخي، والآنسة سارة رداد التلميذة الحاصلة على شهادة الباكالوريا بمعدل 19،35 بإنزكان آيت ملول ، وتقدم للسلام على جلالته والدها إبراهيم الرداد. 

خطاب العرش 2014: حرص قوي على الارتباط الوثيق بتحسين ظروف عيش المواطنين و تحقيق ازدهار المغرب و تقدمه

 كملك منشغل دوما بتحقيق تقدم بلده ورفاهية شعبه وكعاهل دأب على إشراك مواطنيه في ما يفكر فيه وما يقدم عليه من خطوات وضع صاحب الجلالة الملك محمد السادس أمام المواطن المغربي في الخطاب الذي ألقاه جلالته اليوم الأربعاء بمناسبة عيد العرش جملة من الأسئلة التي ينكب عليها جلالته بشكل يومي لتحسين ظروف عيش المواطنين و تحقيق ازدهار و تقدم المغرب.

وإذا كان خطاب العرش حافلا بالتساؤلات و الأسئلة ليس من باب الشك و التردد كما قال جلالة الملك و إنما لتسليط مزيد من الضوء على وجاهة الاختيارات ووضوح الطريق فإنه - الخطاب- جاء أيضا مفعما بالصدق و الصراحة و الموضوعية و ليس أدل على ذلك من قول جلالته " أنا لا تهمني الحصيلة و الأرقام فقط و إنما يهمني  قبل كل شيء التأثير المباشر والنوعي لما تم تحقيقه من منجزات في تحسين ظروف عيش جميع المواطنين ".

بل إن جلالة الملك ذهب إلى أبعد من ذلك حينما أطلع جلالته بوضوح وبشكل غير مسبوق كافة المغاربة  على أسلوب عمله اليومي في تحقيق التنمية و التقدم لبلده و مواطنيه حين أكد جلالته " من منطلق الأمانة العظمى التي أتحملها كملك لجميع المغاربة أتساءل يوميا بل في كل لحظة و عند كل خطوة أفكر و أتشاور قبل اتخاذ أي قرار بخصوص قضايا الوطن و المواطنين.. هل اختياراتنا صائبة  ما هي الأمور التي يجب الإسراع بها و تلك التي يجب تصحيحها ما هي الأوراش و الإصلاحات التي ينبغي إطلاقها".

وهكذا عبرت مختلف فقرات خطاب العرش على أن جلالة الملك مرتبط أشد ما يكون الارتباط بقضايا شعبه منصت إلى أقصى حد إلى تطلعاته حريص على تحقيق أحلامه و آماله في الرقي و التقدم و العيش الكريم يشهد على ذلك قول جلالته " هل ما نراه من منجزات  ومن مظاهر التقدم قد أثر بالشكل المطلوب و المباشر على ظروف عيش المغاربة  و هل المواطن المغربي كيفما كان مستواه المادي و الاجتماعي و أينما كان في القرية أو في المدينة يشعر بتحسن ملموس في حياته اليومية بفضل هذه الأوراش و الإصلاحات" ثم يوضح جلالته " إننا بطرح هذه التساؤلات إنما نبحث دائما عن الفعالية و النجاعة و عن أفضل السبل ليستفيد جميع المغاربة من مختلف المنجزات على حد سواء".

وبعدما استعرض الجلالة الملك مظاهر التقدم الكبير الذي شهده المغرب في مختلف المجالات بدء بالتطور الديمقراطي الذي جسده دستور 2011 ومنظومة الحقوق والحريات والإقدام على ورش الجهوية المتقدمة و البنيات التحتية الكبرى التي تم إنجازها و نسبة النمو التي شهدت ارتفاعا ملموسا بفضل اعتماد مخططات قطاعية طموحة كمخطط المغرب الأخضر ومخطط الإقلاع الصناعي وغيرها أشار جلالته إلى أن هذه المنجزات فاقت توقعات الجميع عندما قال "هل كان بإمكان المغاربة وأنا في مقدمتهم أن يتخيلوا بأن بلادهم تتوفر على أكبر ميناء بحوض المتوسط وعلى أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم  وهل كان بإمكان أي مواطن أن يتنقل عبر الطريق السيار من وجدة إلى أكادير ومن بني ملال أو الجديدة إلى طنجة ". 

غير أن جلالة الملك عاد من جديد ليطرح السؤال الجوهري التالي :"ماذا فعلنا بما حققناه من تقدم  هل ساهم فقط في زيادة مستوى الاستهلاك أم أننا وظفنا ذلك في تحقيق الرخاء المشترك لكل المغاربة  وإلى أي درجة انعكس هذا التقدم على تحسين مستوى عيش المواطنين".

و هنا انتقل جلالة الملك إلى التأكيد على أن النموذج التنموي المغربي بما حققه من نضج أضحى مؤهلا لاعتماد معايير متقدمة وأكثر دقة لتحديد جدوى السياسات العمومية والوقوف على درجة تأثيرها الملموس على حياة المواطنين.

و أشار في هذا الصدد إلى ما أكده البنك الدولي الذي أبرز أن القيمة الإجمالية للمغرب شهدت خلال السنوات الأخيرة ارتفاعا ملموسا وخاصة بفضل النمو الكبير لرأسماله غير الماديالذي يعتبر من أحدث المعايير المعتمدة دوليا لقياس القيمة الإجمالية للدول. 

وذكر جلالة الملك بأنه سبق للبنك الدولي أن أنجز في 2005 و2010 دراستين لقياس الثروة الشاملة لحوالي 120 دولة من بينها المغرب الذي صنف في المراتب الأولى على الصعيد الإفريقي وبفارق كبير عن بعض دول المنطقة.

" غير أنني يضيف جلالة الملك بعد الاطلاع على الأرقام والإحصائيات التي تتضمنها هاتين الدراستين والتي تبرز تطور ثروة المغرب أتساءل باستغراب مع المغاربة : أين هي هذه الثروة  وهل استفاد منها جميع المغاربة أم أنها همت بعض الفئات فقط ".

وخلص جلالة الملك إلى أن "الجواب على هذه الأسئلة لا يتطلب تحليلا عميقا : إذا كان المغرب قد عرف تطورا ملموسا فإن الواقع يؤكد أن هذه الثروة لا يستفيد منها جميع المواطنين. ذلك أنني ألاحظ خلال جولاتي التفقدية بعض مظاهر الفقر والهشاشة وحدة الفوارق الاجتماعية بين المغاربة".

و إذا كانت كل هذه الأسئلة و التساؤلات العميقة و الجوهرية التي أوردها جلالة الملك تنم عن إحساس كبير بجسامة المسؤولية التي يستشعرها جلالته كملك للمغربوعن معرفة دقيقة و مفصلة بمراحل تطور المملكة فإنها جعلت من خطاب العرش أيضا لحظة صدق حقيقية بين عاهل تواق إلى إسعاد مواطنيه و شعب متوتب يغمره الوفاء لملكه.

خطاب جلالة الملك: خطاب مؤسس يكرس المصالحة بين التفكير والتنفيذ 

 قال الخبير والمحلل الاقتصادي الأستاذ عبد المالك العلوي إن الخطاب الذي وجهه جلالة الملك محمد السادس يوم الأربعاء إلى الأمة بمناسبة ذكرى عيد العرش "خطاب مؤسس" يكرس "المصالحة بين التفكير والتنفيذ". 

وأضاف عبد المالك العلوي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء  بخصوص الدعوة التي وجهها جلالة الملك لإجراء دراسة لقياس القيمة الإجمالية للمغرب بين عامي 1999 و 2013  أن جلالة الملك أكد في هذا الخطاب أنه يتطلب تحليل الإنجازات التي تحققت في السنوات ال 15 الماضية وقياس أثر هذه الانجازات على المستوى الاجتماعي والبشري والاقتصادي .

وأبرز السيد العلوي الذي يشغل أيضا منصب الرئيس التنفيذي للجمعية المغربية للذكاء الاقتصادي أنه بهذه "المقاربة الشمولية" فإن جلالة الملك قرر أن تقوم هيئة مستقلة وهي المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي بإعداد هذه الدراسة المهمة حول واقع المغرب.

وأكد أن هذه الوقفة التأملية التي دعا اليها جلالة الملك ستكون مماثلة لتلك التي تم القيام بها سنة 2005 والتي مكنت من تقييم الإنجازات وتحديد أوجه القصور وسقف التطلعات.

وتعليقا على التشخيص الذي قام جلالة الملك بخصوص توزيع الثروة بين المواطنين وصف السيد العلوي هذا التشخيص ب"الشجاع" مضيفا أن المغرب حقق معدل نمو مهم خلال السنوات الأخيرة  لكن هذا النمو رغم أهميته كما أكد ذلك جلالة الملك  "لم يتم توزيعه بشكل عادل".

وحسب المحلل الاقتصادي فإنه آن الآوان بالنسبة لجميع مكونات الأمة لكي تنكب على مسألة توزيع الثروة مضيفا أنه "يتعين علينا إعطاء أهمية لمسألة مؤشر جيني (مؤشر قياس الفوارق داخل مجتمع ما) على غرار الاهتمام بالرفع من الناتج الداخلي الخام. 

وفي ما يتعلق بالدور المناط بالحكومة وبالبرلمان بهذا الخصوص  أكد السيد العلوي أنها ليست المرة الأولى التي يدعو فيها جلالة الملك غرفتي البرلمان للقيام بمبادرات في هذا الاتجاه وكذلك الشأن ذاته بالنسبة للحكومة. 

وقال "إذا اعتبرنا  والحال كذلك أن الطموح الذي حدده جلالة الملك هو في مستوى الخيارات الاستراتيجية للمغرب فإن غالبية الفاعلين يتفقون على أن التنفيذ لم يكن دائما في المستوى".

وتوقع السيد العلوي مؤلف كتاب " الذكاء الاقتصادي والحروب الخفية في المغرب" والذي أصدر بشكل مشترك عدة أعمال مع مؤلفين آخرين أن تكون هذه الدراسة "شاملة وأكثر واقعية " وأن يتم تفعيل دعوة جلالة الملك بخصوص هذه الدراسة على أرض الواقع .

السيد محمد بنحمو: الخطاب الملكي لعيد العرش يعتمد نظرة استراتيجية في تدبير الشأن العمومي

 قال السيد محمد بنحمو أستاذ العلاقات الدولية بكلية الحقوق بسلا ورئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية إن الخطاب الذي وجهه جلالة الملك محمد السادس إلى الأمة بمناسبة الذكرى ال15 لعيد العرش اعتمد نظرة استراتيجية في تدبير الشأن العمومي بالمغرب .

وأكد السيد بنحمو في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن الخطاب الملكي جعل من الذكرى ال 15 لتربع جلالته على عرش اسلافه المنعمين وقفة تأمل وتساؤل مع الذات لمسيرة اتسمت بتدبير حكيم وموضوعي وعلمي للشأن العمومي المغربي وباستراتيجية واضحة المعالم وبأهداف محددة وخيارات مضبوطة.

واشار إلى أن التساؤلات التي حملها الخطاب الملكي "ليست تشكيكا بل تساؤلات يقين للمضي قدما لبناء المستقبل الذي يتم بناؤه كما أكد على ذلك جلالة الملك بثقة وتفاؤل ".

ولاحظ أن من بين الإشارات القوية التي جاء بها الخطاب الملكي ما يتعلق بضرورة ضمان فعالية ونجاعة أكبر في إنجاز السياسات العمومية لتحقيق الرخاء المشترك للمغاربة مبرزا أن جلالته أكد في هذا السياق على أهمية توسيع ودمقرطة استفادة المغاربة من التنمية والرخاء إضافة إلى تحقيق التكافؤ بين مختلف الفئات والمناطق.

وقال السيد بنحمو إن خطاب العرش طرح ايضا أسئلة حقيقية وجوهرية في ما يتعلق بتدعيم كل ما تم التأسيس له خلال ال 15 سنة الماضية التي غيرت وجه المغرب والتي أعطت بديناميتها القوية وتيرة جديدة للتنمية ووجها حقيقيا للتقدم وإرادة حقيقية في بناء مغرب متقدم "مع حرص جلالته على أنه بعد كل الذي تحقق لا بد من التوقف على مدى تأثير ذلك على حياة المواطنين".

وأبرز السيد بنحمو أن تأكيد جلالة الملك على ضرورة التنزيل الحسن للسياسات والاستراتيجيات من قبل نخب مؤهلة  حتى يكون لها الاثر الملموس على حياة المواطنين  يبقى من بين أقوى الاشارات التي تضمنها الخطاب الملكي.

وقال السيد بنحمو أن خطاب العرش أكد على ضرورة إبراز الرأس المال غير المادي الذي يعتبر مكونا أساسيا للثروة مشيرا إلى أن جلالته أكد على أهمية القيام بتشخيص الأوضاع وضمان استفادة جميع المواطنين من الثروة "وهو ما يمكن أن يتوفر من خلال الدراسة التي دعا جلالته الى القيام بها ".

وقد حرص جلالة الملك يضيف السيد بنحمو على استحضار المقاربة التشاركية من خلال تأكيد جلالته على ضرورة إنجاز التقرير من قبل المجلس الاقتصادي والاجتماعي وبشراكة مع بنك المغرب والمؤسسات الوطنية المعنية وبتنسيق مع المؤسسات الدولية المختصة مضيفا أن جلالته لم يغفل الجانب المتعلق بالشفافية عبر التأكيد على نشر التقرير وتملكه من قبل الجميع .

وانتقل السيد بنحمو بعد ذلك لتقديم الاشارات المرتبطة بالأمن الروحي للمغرب  حيث أبرز ان جلالة الملك أكد على توطيد النموذج المغربي في تدبير الشأن الديني المرتكز على إمارة المؤمنين والمذهب المالكي وتحصين المواطن والمجتمع وحماية المساجد من اي استغلال.

وذكر السيد بنحمو في هذا السياق بتفرد التجربة المغربية في مجال تدبير الشأن الديني "والتي جعلت منه بلدا قويا بتاريخه ومتماسك بمختلف مكوناته وملتف حول ملكه" مضيفا أن هذا النموذج يحظى بالتقدير والاحترام والثقة و"خير دليل على ذلك إقبال العديد من الدول على التجربة المغربية في المجال الديني" .

وعلى مستوى الدبلوماسية المغربية قال السيد بنحمو أن الخطاب الملكي تطرق للخيارات الاستراتيجية لجلالة الملك المتمثلة أساسا في بناء اتحاد مغاربي قوي من خلال سياسة واقعية مؤكدا ان جلالته شدد على أن الخلافات لا تعني القطيعة حيث أعطى جلالته -يبرز السيد بنحمو - مثالا لذلك بالعلاقات داخل دول الاتحاد الاوروبي .

وأشار السيد بنحمو إلى أنه على عكس العلاقات داخل دول الاتحاد فإن الفضاء المغاربي يبقى معطلا بفعل قرار إغلاق الحدود الذي يبقى "قرارا سياسيا غير مفهوم يسير ضد المطالب الشعبية المغربية الجزائرية وضد التاريخ ومصالح دول وشعوب المنطقة في مرحلة تعرف تحولات استراتيجية عميقة وأوضاع جيوسياسية مبعثرة وتهديدات إرهابية كبيرة".

أما الاوضاع على المستوى العربي فكانت -برأي السيد بنحمو - من بين الاشارات القوية التي جاء بها الخطاب الملكي موضحا أن جلالة الملك تطرق للأوضاع الكارثية التي تعيشها سوريا او العراق ولتراكم المآسي بالعالم العربي التي لم تعد تطاق.

وسجل أن العلاقات مع القارة الافريقية تحتل مكانة هامة في الخيارات التي يتبناها جلالة الملك  مذكرا بالزيارات التي قام بها جلالته لعدد من الدول الافريقية وبالخطاب الذي ألقاه جلالته بأبيدجان والذي دعا من خلاله القارة الافريقية الى الثقة في مؤهلاتها .

وقال إن الخطاب الملكي تطرق أيضا لعلاقة المغرب مع دول التعاون الخليجي ومع دول الاتحاد الاوروبي في ضوء الوضع المتقدم الذي يحظى به المغرب وكذا للعلاقات مع الولايات المتحدة من خلال علاقات الشراكة الاستراتيجية.

وبخصوص القضية الفلسطينية أكد قال السيد بنحمو أن الخطاب الملكي لم يغفل التأكيد على الموقف المغربي الثابت من القضية الفلسطينية والمبادرات التي تم القيام بها لفائدة الشعب المغربي سواء من خلال المساعدات المباشرة أو من خلال الأعمال التي تقوم بها لجنة القدس لفائدة القدس والمقدسيين.

وخلص السيد بنحمو إلى القول بأن الخطاب الملكي لعيد العرش هو ترجمة "لسياسة واقعية براغماتية تقوم على المسؤولية والالتزام والقرب وبناء الامن والاستقرار وتحقيق التنمية" .

ثاباتيرو : المغرب نموذج يحتذى في العالم العربي في مجال الإصلاحات والتحديث 

أكد الرئيس السابق للحكومة الإسبانية خوسي لويس رودريغيز ثاباتيرو أن المغرب يشكل "نموذجا يحتذى" في العالم العربي في مجال الإصلاحات والتحديث.

وقال ثاباتيرو في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش حفل استقبال أقامه مساء أمس الأربعاء بمدريد سفير جلالة الملك السيد محمد فاضل بنيعيش بمناسبة الذكرى 15 لعيد العرش إن "المغرب نموذج يحتذى في العالم العربي في مجال الإصلاحات والتحديث السلمي والهادئ".

وأضاف الرئيس السابق للحكومة الإسبانية (2004-2011) والزعيم السابق للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني "عندما نتابع ما يجري في المنطقة العربية ومشاهد العنف يمكننا التأكيد أن المملكة المغربية نموذج يحتذى للبلوغ بمسلسل الإصلاحات إلى مبتغاه في إطار سلمي".

وأشاد ثاباتيرو ب"العلاقات الجيدة جدا" التي تجمع بين المغرب وإسبانيا معربا عن "تشكراته وامتنانه للمملكة ولصاحب الجلالة الملك محمد السادس على تفهمهما وتعاونهما مع إسبانيا في مواضيع شائكة مثل مكافحة الهجرة غير الشرعية والإرهاب".

وأبرز المسؤول الإسباني في هذا الصدد العلاقة العريقة والمتميزة التي تجمع بين العائلتين الملكيتين مشيرا إلى أن هذه العلاقة "ستتعزز" في عهد العاهل الإسباني الملك فيليبي السادس. 

جلالة الملك يدعو إلى منهجية جديدة لتقييم السياسات العمومية من أجل تحسينها في المستقبل 

أكد أستاذ القانون والعلوم السياسية مصطفى السحيمي أن جلالة الملك محمد السادس دعا في الخطاب الذي وجهه إلى الأمة أمس الأربعاء بمناسبة ذكرى عيد العرش إلى اعتماد منهجية جديدة لتقييم السياسات العمومية من أجل تحسينها في المستقبل.

واعتبر السحيمي المحامي بهيئة الدار البيضاء في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن جلالة الملك دعا في خطابه إلى نهج تفكير نقدي وتقييمي لما تم إنجازه وما لم يتم القيام به على مدى ال 15 سنة الأخيرة وذلك بهدف تحسين السياسات العمومية وظروف عيش واشتغال المواطنين وتحقيق التقدم الاجتماعي بالنسبة للجميع.

وأضاف الخبير القانوني أن جلالة الملك شدد على أن المغرب حقق خطوات هائلة على مستوى الازدهار الاقتصادي والتنمية والنمو متوقفا في هذا السياق عند التقارير الايجابية التي تم إنجازها من قبل المنظمات والمؤسسات الدولية ووكالات التصنيف والفاعلين الدوليين.

وأوضح أن جلالة الملك "وضع سؤالا جوهريا تمحور حوله خطابه في شقه المتعلق بالسياسة الداخلية: هل التدابير التي تم اتخاذها والسياسات العمومية التي تم وضعها كانت صائبة¿". وأضاف السحيمي مقتبسا من خطاب جلالة الملك أن "التساؤل وإجراء هذه الوقفة مع الذات لا يعني الشك أو التردد أو عدم وضوح الرؤية. بل على العكس من ذلك فطريقنا واضح واختياراتنا مضبوطة. فنحن نعرف أنفسنا ونعرف ماذا نريد وإلى أين نسير".

وبالنسبة للسحيمي فإن المشكلة لا تكمن في التوجه ولكن في تنفيذ السياسات العمومية متسائلا هل ساهم تنفيذ هذه السياسات في تحسين ظروف عيش المواطنين¿

ويضيف أن جلالة الملك أشار إلى أن هناك مكتسبات ديموقراطية لا يمكن إنكارها و إنجازات ومشاريع كبرى للبنيات التحتية ونموا اقتصاديا مستمرا ولكن هناك أيضا مسألة طبيعة و نطاق السياسات العمومية ومدى نجاعتها وتحسينها حتى يستفيد منها المواطنون بشكل أكبر.

واعتبر أن جلالة الملك سلط الضوء في هذا الصدد على مفهوم مثير للاهتمام والمتمثل في الرأسمال البشري غير المادي الذي يشمل الرصيد التاريخي والثقافي لأي بلد وجودة ومصداقية مؤسساته مشيرا إلى أن المملكة المغربية متميزة بهذا الخصوص مقارنة بعديد من بلدان المنطقة والقارة.

وأوضح أن جلالة الملك دعا وطلب من المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي بتعاون مع بنك المغرب ومع المؤسسات الوطنية المعنية وبتنسيق مع المؤسسات الدولية المختصة القيام بدراسة دقيقة للرأسمال غير المادي وتحديد معايير السياسات العمومية وتقييم الوضع الحالي من خلال التشخيص والتدقيق وذلك بهدف الخروج بتوصيات يتعين على الجهات الوطنية الفاعلة تطبيقها.

وخلص السحيمي إلى أن الخطاب الملكي شكل أيضا مناسبة لتسليط الضوء على سياسة إدارة الشؤون الدينية والدبلوماسية المغربية التي تعد مثالا للانفتاح والاعتدال والتفاعلية وروح المبادرة.

عضو بالكونغرس الأمريكي يبرز بواشنطن الإصلاحات الاستباقية التي انخرط فيها المغرب قبل "الربيع العربي"

 أبرز عضو الكونغرس الأمريكي الديمقراطي ألبيو سيرس الاصلاحات "الاستباقية" التي انخرط فيها المغرب تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس قبل مجيء الربيع العربي مبرزا أن المملكة تعد "رائدا" إقليميا في هذا المجال.

وأكد سيرس في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء عقب الخطاب الذي ألقاه صاحب الجلالة بمناسبة عيد العرش أن "المغرب قدم بفضل الرؤية الثاقبة لجلالة الملك النموذج لبلدان منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط (مينا) من خلال إحداث دينامية للإصلاحات العميقة التي ترتكز على مقاربة تشاركية وشاملة".

وأوضح عضو الكونغرس الأمريكي عن ولاية نيوجيرسي أن المغرب حقق "تقدما كبيرا" مقارنة مع بلدان منطقة (مينا) حيث قرر منذ أزيد من عقد إطلاق قطار إصلاحات تستجيب لحاجيات وطموحات المواطنين.

وبخصوص التعاون جنوب - جنوب الذي يوليه المغرب عناية خاصة أكد السيد سيرس أن إفريقيا توجد في صلب اهتمامات المملكة كما تدل على ذلك الزيارات المتعددة التي قام بها جلالة الملك للعديد من البلدان الإفريقية بهدف إعطاء دفعة جديدة للتنمية المشتركة وفق مقاربة مربحة للجميع.

وقال جلالة الملك في خطابه السامي إلى الأمة "إننا نؤمن بأن إفريقيا قادرة على تحقيق نهضتها. غير أن ذلك لن يتحقق إلا بالاعتماد على أبنائها وعلى قدراتها الذاتية. وهنا أؤكد ما قلته في أبيدجان : إن إفريقيا مطالبة بأن تضع ثقتها في إفريقيا" مجددا التزام جلالته "بنهج سياسة متناسقة ومتكاملة تجاه الأشقاء الأفارقة ترتكز على الاستثمار المشترك للثروات والنهوض بالتنمية البشرية وتعزيز التعاون الاقتصادي".

من جهة أخرى نوه عضو الكونغرس الأمريكي بالعلاقات "المتميزة" القائمة بين المغرب والولايات المتحدة في العديد من المجالات مضيفا أن هذه العلاقات ستعزز أكثر فأكثر في إطار الحوار الاستراتيجي بين البلدين الذي انطلق سنة 2012.

وأكد سيرس أنه يعتزم القيام قريبا بزيارة عمل للمغرب لاستكشاف مجالات جديدة للتعاون قادرة على إعطاء بعد جديد للعلاقات "المتميزة" بين البلدين.

وفي تصريح مماثل أكد ماريو دياز - بلارت عضو الكونغرس الأمريكي أن الإصلاحات التي أطلقها المغرب تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس والدور الريادي الذي يضطلع به جلالته على الصعيد الإقليمي يحظيان بدعم حزبي الكونغرس الأمريكي.

وأوضح الجمهوري دياز - بلارت عن ولاية فلوريدا أن "الحزبين الجمهوري والديمقراطي اللذين لا تنسجم مواقفهما دائما حول العديد من المواضيع والقضايا يجمعان على أن صاحب الجلالة يعد رائدا خصوصا في مجال الإصلاحات وحقوق الإنسان ليس فقط بالمغرب وإنما على الصعيد العالمي خصوصا بشمال إفريقيا".

أجرى الحديث .. عادل بلمعلم وكريم اعويفية 

المغرب ملاذ للسلام والاستقرار بفضل الدور الريادي لجلالة الملك 

 أكد دوف زخاييم المساعد السابق لوزير الدفاع الأمريكي من 2001 إلى 2004 أن المغرب يتميز داخل منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط بكونه "ملاذا للسلام والاستقرار" وذلك بفضل الدور الريادي المتبصر الذي يضطلع به صاحب الجلالة الملك محمد السادس.

وقال زخاييم في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء عقب الخطاب الذي ألقاه صاحب الجلالة بمناسبة عيد العرش إن "الدور الريادي لجلالة الملك كان وراء اعتماد الدستور الجديد الذي يعد من بين الإصلاحات التي جعلت من المملكة ملاذا للاستقرار والتفاؤل أكثر من أي بلد آخر بالمنطقة".

ولاحظ زخاييم الذي كان يشغل أيضا منصب منسق مدني بالبنتاغون من أجل إعادة إعمار أفغانستان من 2002 إلى 2004 أن الريادة الملكية "حصنت المملكة ضد الاضطرابات والتوترات التي هزت البلدان الأخرى بمنطقة (مينا) في احترام تام لقيم التسامح والتعايش".

وذكر في هذا السياق بأن المغرب كان دائما حليفا "قويا" للولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف الديني مؤكدا على أن جلالة الملك سبط النبي يتوفر على "رؤية أصيلة للإسلام".

ووصف زخاييم ب"الهام للغاية" الخطاب الذي ألقاه جلالة الملك بمناسبة الذكرى الÜ15 لعيد العرش خصوصا عندما دعا جلالته إلى "ضرورة التصدي الجماعي للتنظيمات الإرهابية التي تجد في عصابات الانفصال والاتجار في البشر والسلاح والمخدرات حليفا لها لتداخل مصالحها والتي تشكل أكبر تهديد للأمن الإقليمي والدولي".

وخلص إلى أن الخطاب الملكي "يكتسي أهمية بالغة" لأنه يقطع الطريق على الجماعات الإرهابية والانفصالية التي تنشط في منطقة الساحل والصحراء وتسعى إلى زعزعة الأمن والوحدة الترابية للدول.

أجرى الحديث .. فؤاد عارف 

احتفال الشعب المغربي بعيد العرش المجيد يجسد التلاحم المكين القائم عبر قرون بين العرش والشعب 

 أكد سفير صاحب الجلالة بالدوحة السيد المكي كوان أن احتفال الشعب المغربي بعيد العرش المجيد " يجسد التلاحم المكين القائم عبر قرون بين الشعب المغربي الوفي وبين العرش العلوي المجيد" مبرزا أن هذا التلاحم قوامه البيعة والمحبة والثقة المتبادلة بين الأمة والعرش الذي ناضل وقدم التضحيات من أجل تحرير المملكة وعزتها وصيانة عقيدتها ووحدتها وتحقيق ازدهارها ورقيها.

وقال الديبلوماسي المغربي  في حديث مع صحيفة (الشرق) القطرية نشرته يوم الاربعاء 30 يوليوز 2014، إن تخليد هذه الذكرى مناسبة "نربط فيها الماضي بالحاضر في تطلع مستمر للمستقبل وهي مناسبة نعيشها بكل فخر واعتزاز انطلاقا مما تحقق لبلدنا العزيز تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله من تقدم وازدهار بفضل مختلف الأوراش الكبرى التي أطلقها جلالته من أجل بناء مغرب ديمقراطي تترسخ فيه دولة الحق والقانون ويقر فيه المفهوم الجديد للسلطة".

وأشار إلى عدد من الانجازات التي حققها المغرب بقيادة جلالة الملك على كافة المستويات سواء على المستوى السياسي كتمكين الشعب المغربي من دستور جديد متكامل لتكريس دولة الحق والقانون وإشراك كل القوى الحية في إدارة الشأن العام أو المستوى الاقتصادي من خلال الانطلاق في مسيرة تنموية وإصلاح اقتصادي شامل قائم على تعزيز البنيات التحتية والاستثمار في المشاريع الطاقية وترقية النشاط الفلاحي وتعزيز البنيات السياحية وجعل المملكة المغربية قطبا اقتصاديا عالميا في مجالات الصناعة والتكنولوجيا .

كما تطرق إلى الانجازات المحققة على المستوى الحقوقي خاصة تجربة الإنصاف والمصالحة التي تعد نموذجا يحتذى وإحداث ودسترة المجلس الوطني لحقوق الإنسان ومؤسسة الوسيط إضافة لعدد من الهيئات والمؤسسات الوطنية ذات العلاقة.

واستعرض أيضا ما تحقق على المستوى الاجتماعي خاصة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي مكنت من تقليص الفوارق الاجتماعية والقضاء على الفقر والهشاشة واعتماد مدونة جديدة للأسرة  وما يشهده الحقل الديني من تحصين وتكريس لنهج الوسطية والاعتدال.

ومن جهة أخرى تطرق الدبلوماسي المغربي إلى سياسة المملكة المغربية الخارجية القائمة على دعم الأمن والسلم الدوليين وتكريس التعاون الدولي وترقية حقوق الإنسان وتحقيق التنمية المستدامة.

وقال السفير المغربي في هذا الصدد إن المملكة المغربية تعمل جاهدة من أجل تفعيل الاتحاد المغاربي وتعزيز العمل العربي المشترك والدفاع عن القضايا المصيرية للأمة العربية والإسلامية وفي مقدمتها قضية الشعب الفلسطيني المجاهد وحقه في إقامة دولته متصلة الأطراف والقابلة للحياة وعاصمتها القدس الشريف.

وفي هذا الصدد – يقول السيد كوان- فإن المملكة المغربية تجدد على لسان صاحب الجلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس تنديدها بالاعتداءات الإسرائيلية الممنهجة على الشعب الفلسطيني وأرضه وممتلكاته.

كما تدعو إلى الوقف الفوري للعدوان الغاشم على غزة الذي يبقى غير مقبول وبدون مبرر ومدانا بمقتضى القانون الدولي والقيم الإنسانية التي تجمع البشرية جمعاء.

وبخصوص علاقات المملكة مع دول الخليج أكد الديبلوماسي المغربي على عمق العلاقات المتميزة والاستراتيجية القائمة بين المغرب بدول مجلس التعاون الخليجي المبنية على وشائج القربى والمودة الصادقة والمصير المشترك مبرزا استعداد المملكة على الدوام لتعزيز هذا الرصيد المشترك والارتقاء به سواء من خلال الشراكة التي باتت تجمعها بالمجلس أو من خلال التعاون الثنائي الذي يجمعها بكل دولة على حدة.

وعلى مستوى العلاقات الثنائية المغربية القطرية عبر السيد كوان عن ارتياحه واعتزازه الكبير لما وصل إليه مستوى التعاون بين المملكة المغربية ودولة قطر والذي يتجلى في هذا التواصل المتنامي يوما عن يوم مستندا إلى تلك الإرادة الصلبة المشتركة التي أعلن عنها صاحب الجلالة الملك محمد السادس وأخوه صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد في مختلف لقاءاتهما واتصالاتهما وتوجيهاتهما السديدة الرامية إلى جعل التعاون المغربي القطري نموذجا يحتذى في تحقيق الشراكة والتكامل.

ونوه بالزيارة الرسمية التي قام بها جلالة الملك للدوحة في أكتوبر 2012 والزيارة الرسمية لصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الى المملكة المغربية التي توجت بالتوقيع على عدد من الاتفاقيات الهامة في مختلف المجالات والتي شكلت دفعة قوية لشراكة قطرية مغربية متميزة قادرة على أن تخلق فرصا أوسع في العديد من المجالات من خلال تقوية دور اللجنة العليا المشتركة المغربية القطرية ومجلس رجال الأعمال القطري المغربي.

وأكد أن التعاون بين المغرب وقطر يتجه حاليا نحو جيل جديد من الشراكة الاستراتيجية تنبني على أسس اقتصادية تشكل فيه شبكة المواصلات المختلفة (الطيران المدني والنقل البحري والسكك الحديدية والطرق) احد المرتكزات الاساسية.

ونوه بآفاق الاستثمارات المغربية كمشروع (وصال الدار البيضاء الميناء) مبرزا انه يشكل دليلا إضافيا على عمق الشراكة المتميزة على أعلى مستوى التي تربط المغرب ببلدان الخليج مشيرا الى أن (وصال الدار البيضاء الميناء) يروم إعادة تحويل نشاط جزء من المنطقة المينائية للدار البيضاء ويتوخى ايضا إطلاق ورشة كبرى للتأهيل تشمل مجموع العاصمة الاقتصادية من خلال إحداث مركز حضري جديد على صعيد المدينة وتجمعاتها وتثمين الحي التاريخي للمدينة العتيقة وساحلها السياحي وإبراز المدينة بشكل واضح كوجهة رائدة للسياحة الثقافية وسياحة الأعمال والرحلات البحرية.

وقال إن العلاقات المغربية القطرية شهدت خلال النصف الاول من السنة الجارية تطورا متميزا عكسته اللقاءات الوزارية المتتالية التي جمعت المسؤولين الحكوميين في كلا البلدين كان أبرزها اجتماع اللجنة المشتركة العليا المغربية القطرية التي عقدت في مارس الماضي بمدينة الرباط وجاءت ترجمة فعلية للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وأخيه صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر بالدفع بمستوى العلاقات بين البلدين الى مستوى الشراكة الاستراتيجية.

المغرب يشهد انفتاحا متواصلا وتطورا مضطردا وأوراشا ضخمة في شتى المجالات 

أكد سفير صاحب الجلالة في موريتانيا السيد عبد الرحمن بنعمر أن تخليد الذكرى الخامسة عشرة لتربع جلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافة الميامين يأتي في وقت تشهد فيه المملكة تحت القيادة الرشيدة لجلالته انفتاحا متواصلا وتطورا مضطردا وأوراشا ضخمة وإصلاحات مهيكلة كبرى في شتى المجالات.

وقال السفير المغربي في كلمة بالمناسبة نشرتها اليوم الأربعاء وسائل إعلام موريتانية أن هذه الذكرى الغالية تحل والمغرب يعيش أوراشا ضخمة وإصلاحات عميقة في شتى المجالات منها إصلاح العدالة وتوسيع فضاء الحريات وحقوق الإنسان لاسيما وأن دستور 2011 وضع استقلال القضاء في صلب منظومته مؤكدا حرص جلالة الملك على ترسيخ المسار الديمقراطي والتوجه نحو الحداثة وتعزيز دولة الحق والقانون والرعاية الاجتماعية الشاملة والحقوق الثقافية وحرية الصحافة والتعبير.

وأشار الدبلوماسي المغربي إلى أن جلالة الملك محمد السادس أولى اهتماما بالغا لانشغالات المواطنين وما فتئ جلالته يحيط برعايته السامية أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج إلى جانب حرص جلالته على تفعيل التنظيم الترابي الجديد في إطار حكامة جيدة لتحقيق تنمية بشرية عادلة ومنصفة جاعلا العنصر البشري في صلب كل المبادرات التنموية وهو ما تجسده بحق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي سجلت نتائج إيجابية للغاية لفائدة الفئات المعوزة والهشة.

ولاحظ السيد بنعمر أن المرحلة الجديدة تتسم بارتفاع وتيرة الإصلاحات الاقتصادية الهيكلية التي اعتمدها المغرب منذ مطلع الألفية الثالثة عبر تحسين مجال الأعمال وتوفير المناخ الملائم للاستثمار وتنويع القاعدة الإنتاجية وتعزيز البنيات التحتية التي شكلت قاطرة للنمو في القطاعات الصناعية والفلاحية والصيد البحري والخدمات والطاقة والتكنولوجيا الحديثة والسياحة عبر مشروع المخطط الأزرق.

وخلص السفير إلى أن المملكة شهدت وباعتراف جميع المراقبين الدوليين تحولات عميقة خلال ال 15 سنة الأخيرة في مختلف مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والحقوقية.

وبالنسبة لقضية الوحدة الترابية التي تظل في طليعة اهتمامات المغرب ملكا وحكومة وشعبا ذكر السيد عبد الرحمن بنعمر بمبادرة تخويل الأقاليم الصحراوية حكما ذاتيا موسعا في إطار سيادة المملكة ووحدتها الوطنية والترابية مبينا أن هذه المبادرة التي حظيت باهتمام دولي كبير نظرا لانسجامها مع الشرعية الدولية ومبادئ القانون الدولي تحمل في ثناياها السلم والرخاء للجميع واحترام الخصوصية الثقافية.

وقال السفير في هذا السياق "إن المغرب لن يألو أي جهد في سبيل دعم جهود الأمم المتحدة لتجاوز المأزق الراهن والانفتاح على الحوار بالاستناد على المبادرة المغربية للحكم الذاتي باعتبارها العرض الوحيد العملي المطروح على طاولة التفاوض ".

وبخصوص العلاقات المغربية الموريتانية قال إنها علاقات ذات عمق تاريخي تقوم على وشائج القربى والترابط القبلي والاجتماعي والثقافي والروحي معربا عن تفاؤله بآفاق أرحب لهذه العلاقات اعتبارا لما يبذله قائدا البلدين صاحب الجلالة الملك محمد السادس وفخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز من جهود جبارة لوضع لبنات جديدة لتدعيم صرحها والسعي لتعزيزها في عدة مجالات على درب شراكة تنموية واستراتيجية بين البلدين.

وسجل السيد عبد الرحمن بنعمر الحركة الدؤوبة للاستثمار المغربي في موريتانيا في السنتين الأخيرتين من خلال تولي رجال أعمال وشركات مغربية كبرى إنجاز مشاريع تنموية في موريتانيا لاسيما بالمنطقة الحرة في نواذيبو والمساهمة أيضا في مشاريع كبرى في مجالات الزراعة والري والتغذية والبناء والتعمير وغيرها وهي مشاريع تقدر كلفتها بعشرات الملايين من الدولارات.

عيد العرش : تلفزيون البحرين يبث شريطا وثائقيا يبرز إشعاع المغرب جهويا وقاريا ودوليا

 بمناسبة حلول الذكرى ال15 لعيد العرش المجيد بث تلفزيون البحرين يوم الأربعاء 30 يوليوز 2014 شريطا وثائقيا يبرز الإشعاع الذي حققه المغرب جهويا وقاريا ودوليا.

ويستعرض الشريط الذي تستغرق مدته 15 دقيقة مختلف الإنجازات التي شهدها المغرب تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس على شتى الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدبلوماسية.

وأبرز الشريط  بالخصوص العمل الدؤوب الذي قام به المغرب من أجل تعزيز علاقاته مع الدول الإفريقية كما تعكس ذلك مختلف الجولات والزيارات التي قام بها جلالة الملك للعديد من دول القارة.

وتوقف عند محطة فبراير 2014 التي تعد بمثابة "خارطة طريق" واعدة بالنسبة لمستقبل إفريقيا ولما يمكن أن تكون عليه علاقات التعاون بين الدول الإفريقية موضحا أن الخطاب الذي ألقاه جلالة الملك خلال افتتاح أشغال المنتدى الاقتصادي المغربي الإيفواري في أبيدجان "عميق وغني برسائل واضحة" تروم تدعيم علاقات التعاون والشراكة الاقتصادية.

كما تطرق الشريط الذي يحمل عنوان "إشعاع مملكة" إلى مساهمة المغرب في مشاريع هامة لنقل التكنولوجيا وترحيل الخدمات بالقارة دعما للتعاون جنوب جنوب مبرزا الدينامية التي يشهدها المغرب بفضل الإصلاحات الاقتصادية التي استطاعت جلب استثمارات أجنبية مهمة ومستعرضا مختلف الأوراش الكبرى للتنمية المستدامة بالمملكة والمتعلقة أساسا بالطاقة الشمسية والبيئة والسياحة.

ولم يفت الشريط استعراض لوحات فنية تعكس تنوع وغنى الموروث الثقافي والحضاري للمملكة وتعدد روافد هويتها الوطنية.

صحيفة ليزيكو: المغرب شهد تطورا حقيقيا في عهد جلالة الملك محمد السادس

كتبت صحيفة (ليزيكو) الفرنسية، المختصة في الشؤون الاقتصادية والمالية، في عددها الصادر يوم الأربعاء، أن المغرب شهد تطورا حقيقيا في عهد جلالة الملك محمد السادس ، مشيرة إلى أنه في ظرف خمسة عشر عاما تضاعف الناتج المحلي الإجمالي في المملكة ، التي تفتخر اليوم ب 1400 كلم من الطرق السيارة ، وبالنشاط الذي يعرفه ميناء طنجة -المتوسط.

وأبرزت الصحيفة انه تم الانتهاء من كهربة 99 في المائة من العالم القروي في المغرب مقابل 32 في المائة سنة 1998، مضيفة أنه في ما يتعلق بالمشاريع الكبرى، التي تعد واحدة من أولويات جلالة الملك محمد السادس، فإنها تأخذ مجراها، وأن مدينة مراكش ستكون مجهزة بمطار ثان، بينما سيتم قريبا الربط بين مدينتي طنجة والدار البيضاء بواسطة خط للسكك الحديدية فائق السرعة.

ونقلت الصحيفة عن طارق الصنهاجي، المدير العام للصندوق المغربي للتنمية السياحية، قوله "إن المغرب اعتمد حاليا مقاربة مواطنة، حيث يستفيد الكل من التنمية الاقتصادية وتظل الفوارق أقل شساعة"، مبرزا ظهور قاعدة استهلاكية وطبقة متوسطة في البلاد. 

وأشار المسؤول المغربي إلى أن مناخ الأعمال أضحى أكثر انفتاحا، كما أضحت القطاعات أكثر ديناميكية وتتميز بزيادة عدد المتدخلين"، مستشهدا في هذا الصدد بقطاعات التوزيع والاستهلاك الكبير والعقار. 

وتنزيلا لدستور 2011، تضيف الصحيفة، خطت الجهوية خطوة مهمة إلى الأمام مع إنشاء مراكز الاستثمار الجهوي التي تشتغل كشباك وحيد تسمح للمستثمرين بتدبير مشاريعهم بشكل مباشر.

ويرى تيري أبوتيكير، رئيس مكتب للدراسات في فرنسا، أن المغرب يشهد مرحلة انتقالية، حيث تتموقع المملكة كجسر يربط  الشمال وإفريقيا جنوب الصحراء إذ يبدو أن الاستثمارات في البنيات التحتية الخاصة والإنتاجية، اللازمة للاستجابة لهذا الدور الجديد، قد تم إنجازها، مشيرا إلى أن ميناء طنجة - المتوسط الذي تم افتتاحه سنة 2007، وبناء الطرق السريعة يعدان مثالين صارخين في هذا الاتجاه .

وحسب الخبير الفرنسي، فإن الاستقرار السياسي الذي ينعم به المغرب في منطقة تعاني من نزاعات سياسية حادة، يطمئن المستثمرين الأجانب، ملاحظا أن عودة الروح للنشاط الاقتصادي في الاتحاد الأوروبي سيكون له اثر على الاقتصاد المغربي.

مسؤول لبناني: الإصلاحات الكبرى التي قام بها جلالة الملك جعلت من المغرب واحة وسط عالم عربي ملتهب

اعتبر أمين عام الشؤون الخارجية بمجلس النواب اللبناني، السيد بلال شرارة، أن الإصلاحات الكبرى التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس منذ اعتلائه عرش أسلافه المنعمين، جعلت من المغرب "واحة وسط عالم عربي ملتهب".

وأوضح شرارة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة الذكرى 15 لعيد العرش المجيد، أن جلالة الملك بادر منذ بداية الحديث عن طلائع "الحراك العربي" بإجراء إصلاحات دستورية من أجل تطوير النظام السياسي بالمغرب، مذكرا في هذا الصدد بتعديل الدستور سنة 2011 وكذا بالانتخابات التشريعية وغيرها من الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية .

وشدد المسؤول على أن هذه الإصلاحات التي أجريت بالمغرب تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس "وفرت الكثير على المملكة المغربية، التي تعيش في ظل الاستقرار والتطور المستمر للديمقراطية التي يرعاها جلالة الملك".

وبخصوص العلاقات المغربية اللبنانية، أكد السيد شرارة أنها "متطورة وخاصة" ، مشيرا في هذا الإطار إلى العلاقات "المستمرة" بين مجلسي النواب والمستشارين ومجلس النواب اللبناني .

صحيفة بلجيكية: المغرب يضطلع ب"دور أساسي'' في مواجهة تهديد التطرف الإسلامي في أوروبا وأفريقيا

أكدت صحيفة (لا ديرنيير أور)، في عددها الصادر اليوم الأربعاء، أن المغرب اعتبارا لموقعه الجغرافي، يضطلع، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، ب"دور أساسي" في مواجهة تهديد التطرف الإسلامي في أوروبا وأفريقيا. 

وذكرت الصحيفة، في مقال بعنوان " 15 سنة من حكم جلالة الملك محمد السادس"، أن المغرب ''يقوم بدور حاسم'' بالنسبة لأوروبا ضد التهديد من زحف "الإسلام الراديكالي"، وأيضا الهجرة نحو الشمال، مشيرة إلى أن "المغرب يقوم بدور حاسم في المعركة ضد التطرف الإسلامي''.

وأكدت الصحيفة، التي استقت تصريحا من رئيس البعثة المغربية لدى الاتحاد الأوروبي، السفير المنور عالم ، بمناسبة عيد العرش، على أهمية الدورات التدريبية التي تم تنظيمها بالمغرب لفائدة أئمة العديد من البلدان الأفريقية، خاصة منها مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى، مشيرة إلى أن ذلك "يعد وسيلة لمحاربة تجاوزات بعض الدعاة القادمين من الخارج''. 

وسلطت (لادرنيير أور) الضوء أيضا على الاستقرار الذي يتمتع به المغرب وحكمة وبعد نظر صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي تفاعل بشكل إيجابي مع مطالب الشعب المغربي في سياق "الربيع العربي''. 

وذكرت الصحيفة بأنه إذا كان المغرب لم يعرف في سنة 2011 حركة احتجاجية عنيفة كما كان الأمر في العديد من الدول العربية، فذلك بفضل سياسة الانفتاح والإصلاح التي بدأها جلالة المغفور له الحسن الثاني وواصلها جلالة الملك محمد السادس منذ اعتلائه العرش سنة 1999. 

وفي مقابلة مع صحيفة (لادرنيير أور)، قال السفير منور عالم إن المغرب اختار التعددية السياسية منذ الاستقلال، والأمر الذي مكن من تطور طبقة سياسية حقيقية، ولكن أيضا ثقافة سياسية في أوساط الساكنة.

كما سلط الضوء على أهمية القرارات الأولى التي اتخذها صاحب الجلالة الملك محمد السادس منذ اعتلائه العرش، مشيرا إلى أن جلالة الملك أمر بإعداد جرد كامل حول وضعية المغرب ما بين 1956-1999 حيث أنجزت لجنة مستقلة حصيلة غير مسبوقة، وقدمتها لجميع المغاربة. 

وأبرزت الصحيفة أيضا أنه من ضمن العديد من الإصلاحات الكبيرة التي ميزت 15 سنة من حكم جلالة الملك محمد السادس، إحداث هيئة الإنصاف والمصالحة في أبريل 2004 ، وهو ما أتاح إغلاق ملف انتهاكات حقوق الإنسان في الماضي، وكذا إصلاح مدونة الأسرة التي غيرت وضع المرأة المغربية بشكل جذري.

مسؤول غابوني: جلالة الملك أرسى منذ اعتلائه العرش نموذجا مبتكرا وضع المغرب في طريق التنمية

قال رئيس المجلس الوطني للإعلام بالغابون، جان فرانسوا ندونغو، إن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي تحدوه إرادة قوية والمنشغل باستمرار بتحقيق التنمية وتحديث البلاد، أرسى منذ اعتلائه العرش، نموذجا مبتكرا يقوم على الالتزام الراسخ لجلالته بشكل وضع المغرب في طريق التنمية والازدهار.

وأضاف جان فرانسوا ندونغو ، الذي تولى منصب وزير الداخلية في الفترة ما بين 2009 و2013، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة الذكرى 15 لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على العرش، أن "النموذج الذي طبع به جلالة الملك دينامية تنمية وتحديث المملكة، هو نموذج مبتكر للغاية لكونه يجمع بين متطلبات تعزيز وتكريس الخيار الديمقراطي، وتحقيق التنمية المستدامة" مؤكدا أن هذا النموذج يتميز أيضا بخصوصية تتمثل في تخصيص مكانة متميزة لمشاركة الجماعات المحلية في تدبير مبادرات التنمية المحلية لصالحها.

وتابع وزير الدولة الغابوني السابق (2006- 2008)، أنه في إطار تعزيز المسار الديمقراطي للمغرب، طبعت أحداث هامة السياسة التي نهجها المغرب تحت قيادة صاحب الجلالة الملك، رسمت معالم مستقبل البلاد بشكل واضح ، وأعطى كمثال على ذلك ، تنظيم انتخابات شفافة ونزيهة، وإقرار دستور جديد نص على ضمان المساواة بين الرجل والمرأة ، ونهج حكامة سياسية في ظل مؤسسات ديمقراطية وحرية الرأي والتعبير وحرية تأسيس الجمعيات.

وأوضح أن "هدف جلالة الملك ، الذي ندركه جيدا، هو العمل على تحقيق تقارب بين المواطنين والسلطة، في إطار علاقة مبنية على الاحترام المتبادل والتكامل. ويتعلق الأمر هنا بتصور ومفهوم للسلطة تكون في خدمة المواطن قريبة من انشغالاته وحاجياته".

وفي سياق استعراضه للإنجازات التي حققها المغرب خلال السنوات الأخيرة في مجال البنيات التحتية، أبرز رئيس المجلس الوطني للإعلام، أن المملكة خصصت ، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، استثمارات هامة لإنجاز بنيات تحتية كبرى وتحقيق نمو الاقتصاد الوطني ، معبرا في هذا الصدد عن إعجابه بالأوراش الكبرى التي أطلقها جلالة الملك ، ومنها على الخصوص مشروع طنجة المتوسط، الذي يعد أهم مركب مينائي في المنطقة المتوسطية، وكذا الشبكة الكبيرة من الطرق السيارة التي باتت تربط بين مختلف مدن المملكة، باعتبار أن الشبكة الطرقية تعد أهم عامل في تحقيق التنمية الاقتصادية.

كما استحضر الجهود الدبلوماسية الكبرى التي يبذلها المغرب في المجالين الاقتصادي والتجاري، مسجلا أن المملكة تعمل جاهدة من أجل تشجيع تعاون جنون جنوب، جريء وفعال ومتجدد، مبرزا أن هذه الدبلوماسية تضع في صلب أولوياتها تحقيق التنمية بين المغرب وباقي الدول ، وخاصة منها الإفريقية، التي يحرص المغرب على الرفع من مستوى التعاون معها إلى مستوى شراكة حقيقية متضامنة وفعالة.

وفي الجانب الاجتماعي، أشار السيد جون فرانسوا ندونغو، أنه يسجل بالخصوص، وبإعجاب وتقدير، إصلاح مدونة الأسرة باعتباره ورشا اجتماعيا مهما حقق العدالة للمرأة المغربية، وكرس مبدأ المساواة بين الجنسين.

وقال إن عيد العرش هو مناسبة ملائمة لاستعراض حصيلة الإنجازات التي تحققت، والإصلاحات التي تم الانخراط فيها ، معبرا عن تهانئه الحارة لجلالة الملك بهذه المناسبة السعيدة.

وخلص إلى القول إنه اعتبارا للمستوى المتميز للعلاقات التي تجمع بين البلدين، فإن كل المبادرات التي يقوم بها جلالة الملك يتم النظر إليها من قبل الشعب الغابوني بتقدير واحترام كبيرين.

(أجرى الحوار صلاح العوني

عيد العرش: واشنطن تنوه بالصداقة الدائمة والشراكة التاريخية القائمة بين المغرب والولايات المتحدة

أكد كاتب الدولة الأمريكي، جون كيري، في بلاغ نشرته اليوم الأربعاء الخارجية الأمريكية، أن واشنطن تنوه بالطابع "القوي" والدائم" للصداقة العريقة، وكذا بالشراكة "التاريخية" التي تبعث على الاعتزاز والقائمة بين المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بمناسبة احتفال الشعب المغربي بعيد العرش.

وقال رئيس الدبلوماسية الأمريكية "باسم الرئيس باراك أوباما والشعب الأمريكي، أعرب عن أحر التهاني لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وللشعب المغربي، بمناسبة تخليد ذكرى عيد العرش".

وأضاف كيري أن "الصداقة القوية والدائمة بين بلدينا ما فتئت تتعزز يوما بعد يوم، في وقت نسعى فيه جاهدين إلى توسيع تعاوننا الاقتصادي، والرفع من حجم مبادلاتنا التجارية والثقافية وفي المجال التربوي، إضافة إلى تعزيز الأمن والاستقرار بالمنطقة".

وجدد التأكيد على أنه "تحدونا الإرادة لمواصلة بناء شراكتنا التاريخية التي تبعث على الاعتزاز، والعمل سويا من أجل المضي قدما في تحقيق أهدافنا المشتركة".

(ومع-30/07/2014)

مسيرة أمة مقدامة وديناميكية

(بقلم خليل الهاشمي الإدريسي)

يحتفل بعيد العرش هذه السنة، كما يبدو جليا، في محيط إقليمي ودولي شديد الاضطراب. 

فالعالم العربي والإسلامي يرزح في آن واحد تحت نير تيار جهادي عدمي يمارس باسم الإسلام، لا سمح الله، سياسة الأرض المحروقة، والانعكاسات الفوضوية لبحث غير مجد عن ديمقراطية بدون دولة أو على الأقل بدول ضعيفة جدا، مهترئة أو متهالكة. والواقع أن أي ديمقراطية بدون أمن وبدون مؤسسات وبدون مساواة للجميع أمام القانون، ليس لها أي أفق للعيش المشترك في سلام . 

ويجثم على منطقة الساحل شبح إرهاب يستعمل صيغة إجرامية للدين الإسلامي، ينشر رعبه في جميع بلدان المنطقة تحت الأنظار الساخرة لدول أخرى، والتي إن لم تحرك خيوط الصراعات بين الفصائل المتواطئة، فإنها تلعب دور صانعة سلام بعيد المنال.

وعلى المستوى الاقتصادي لا يساعد الوضع الدولي مطلقا في تحقيق النمو أو الإدماج أو إعادة التوزيع. فالأزمة الاقتصادية والمالية عميقة ومستدامة، تسببت في خسائر اجتماعية ذات بعد عالمي. وركود يطال تقريبا العالم بأسره.

في ظل هذه الظرفية الدولية القاتمة يحتفل المغرب بالذكرى ال 15 لتربع جلالة الملك محمد السادس على العرش، وهي مناسبة تعني، عادة بالنسبة إلينا نحن المغاربة، تقييم حصيلتنا والوقوف على حال الأمة.

بكل تأكيد إننا لا نعيش فوق جزيرة منعزلة عن العالم أو في منأى عن تقلباته بفعل عمل سحري يتعذر فهم كنهه أو بركة ما . إننا في الواقع نتأثر شأننا في ذلك شأن الأمم الأخرى بالأزمات نفسها، وبنفس الاضطرابات والتهديدات.

وليس هذا هو مربط الفرس. ليس في إنكار وجود أزمة، أو في الاحتفال باستثناء مغربي مبهر، أو تفرد يعفينا من مسؤولياتنا الوطنية والدولية.

إن السؤال الجوهري الذي يتعين طرحه في مرحلة تقييم الحصيلة هاته هو كيف واجه المغرب وعاهله وشعبه الاضطرابات التي تعصف بالعالم¿ فأي نموذج مجتمعي، وأي نموذج للعيش المشترك وللتقدم ، طرحته الأمة المغربية ¿ وأي نتائج توصلنا إليها بالنظر للمقاييس العالمية التي لا تعتمد الارتياح الذاتي المبالغ فيه ولا جلد الذات إلى حد المرض. 

بكل وضوح، يتعين علينا معرفة موقعنا على سلم ترتيب الأمم المقدامة والديناميكية التي تسير إلى الأمام ، على مستوى الدمقرطة وبناء دولة القانون وحقوق الإنسان، وحقوق النساء، والاندماج الاجتماعي، والرعاية الاجتماعية الشاملة، والحقوق الثقافية، وحرية الصحافة والتعبير وإصلاح الدولة.

والسؤال نفسه يطرح أيضا على المستوى الاقتصادي وعلى مستوى الأوراش الكبرى المهيكلة، وعلى صعيد التوازنات الكبرى لحسابات الدولة، والتحكم في عجز الميزانية، وحقيقة الأسعار، وتفكيك المقاصة، وديمومة صناديق التقاعد، والعدالة الجبائية، وإصلاح العدالة، والتعليم والوظيفة العمومية إلى غير ذلك، فالأوراش كثيرة لا تحصى.

فبناء على ما تحقق في هذه الميادين المتعددة والحيوية والحاسمة، ينبغي الحكم على المغرب وتقييم أدائه. 

إن الالتزام الثابت لصاحب الجلالة ، وعلى كل هذه الجبهات، جعل اليوم المغرب قادرا على المرافعة عن حصيلة أكثر من مرضية في عالم متوتر ويجتاز أزمة عميقة. فمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تزعزع استقرارها بفعل انهيار دول واقتحام السلفية الجهادية المسلحة الفضاء العمومي. وفي محيط ساحلي تعيش بلدانه تحت تسلط إرهاب، في بعض الأحيان متحكم فيه عن بعد، أو تحت رحمة النفوذ الوخيم لبعض الدول التي ترهب نظيراتها من خلال ممارسة الابتزاز بزعزعة الاستقرار، ثم هناك الفوضى الاقتصادية والمالية العالمية التي لا يلوح في الأفق أي حل سريع لها .

إن الأوراش الكبرى تواصل تغيير وجه البلد. كما أن قدرة الاقتصاد المغربي على الصمود أصبحت ثابتة: النمو لم يتوقف ، والعملة حافظت على قيمتها، وتم الحفاظ على التوازنات الكبرى قدر الإمكان إذ في جميع الحالات تم وقف التدهور، وتوالت عملية خلق فرص الشغل، ولو أنها بأعداد غير كافية بالنظر للحاجيات الهيكلية، كما قلصت الدولة بدرجة ملموسة من نفقاتها، وتم الإعداد للإصلاحات الأساسية : العدالة، والتعليم ، وكل ذلك يتواصل على الرغم من ثقل جبهات المقاومة، وتقلب جماعات الضغط ووزن الهيئات النقابية. 

فرئيس الدولة، يضطلع، طبقا لصلاحياته الدستورية، بمسؤولياته ويسهر على مصالح الأمة. كما يسهر على نهوض الحكومة بمهمتها الدستورية، فضلا عن كون جلالته يمارس بدقة متناهية اللعبة الشرعية لفصل السلط . فالحكومة المنبثقة عن اقتراع 25 نونبر 2011 تجد لدى جلالة الملك السند الدائم والمواكبة الحصيفة قصد الاضطلاع بمهامها.

إن المغرب يواجه في الوقت الراهن التحديات المصيرية للعالم بنجاحات أكبر من نظرائه من نفس المستوى الاجتماعي والثقافي ونفس الهوية الإقليمية، لأنه حسم المسألة السياسية، وقام بتسوية مسألة الحكامة، وضبط بدقة موضوع الحقوق وحدد بشكل شرعي توازن السلط من خلال إقرار دستور فاتح يوليوز 2011.

فالرهان ليس في الوقت الراهن تصور تسوية جماعية ظرفية لتدبير شؤون الأمة، بقدر ما يتعلق الأمر ببساطة ، وهذا أكثر تعقيدا، بتنزيل الدستور الجديد على أرض الواقع وفق مقاربة تشاركية ومتوافق بشأنها. 

مخطئون أولئك الذين يعتقدون حاليا أن وضع السلط في مواجهة أمام بعضها البعض من شأنه أن يمكنهم، بالنسبة لرهانات مستقبلية، من اتخاذ مواقف سياسية من موقع قوة. فالتنافس السياسي في المغرب لم يعد بين السلط ، إذ أن هذه القضية الدستورية تمت تسويتها، لكن بين المشاريع، وجدواها وبما تعود به من نفع على البلد. 

إن الحكومة والأغلبية الداعمة لها ستتم محاسبتهما على أساس الحصيلة المسجلة . والمعارضة بناء على فعاليتها، وجدواها وقدرتها على طرح مقترحات مضادة واضحة وجديرة بالإنصات والقراءة . وبالنسبة لرئيس الدولة فهو يتصرف ويحث على المضي قدما ويضطلع بدور الحكم ويحافظ على التوازنات الكبرى ويسهر على مصالح البلد.

فعلى هذا المنوال يشتغل "فريق" المغرب وبهذه الطريقة يسجل أهدافا ضد خصومه ولمصلحة الجميع، وليس ضد معسكره لسوء حظ خصومه.

وعلى المستوى السياسي فإن الذين يشاركون في انحطاط مستوى النقاش العمومي يتعين عليهم الاضطلاع بكامل مسؤولياتهم في ما يسببه ذلك من إهدار لوقت الأمة، وأيضا في تردي المشهد العام الذي يمس بصورة المؤسسات التمثيلية ومؤسسات الوساطة.

إن البرلمان والنواب والحكومة والوزراء والأحزاب السياسية وقادتها ووسائل الإعلام، فالكل يرى صورته مست وتضررت بشكل كبير لدى الرأي العام. فأي نقاش عمومي لا يرقى إلى مستوى أعلى يقدم فرصا ضعيفة للبلد لكي يكون ذا فاعلية، ويحسن أداءه ويحقق أهدافه. والحالة هذه فإن الفاعلين لا يقومون بدورهم الدستوري.

وهنا أيضا وجب التأكيد على دور التهدئة والتوافق والتوازن الذي يضطلع به جلالة الملك من خلال دعوته الدائمة المباشرة أو المقترحة للتركيز على الجوهر البناء وترك الجزئيات مثار الفرقة جانبا، والتي غالبا ما تكون مشاداة كلامية لا طائل من ورائها ، تعرقل مسار الشأن العام وتشوش على صورة الديموقراطية المغربية، التي هي في واقع الأمر حقيقية وملموسة.

ولذلك فإن جلالة الملك يحرص أشد ما يكون الحرص على أن تظل مقاولة المغرب سليمة ومسيرة بشكل جيد، بتدبير كفء ومسؤول ومتطور ويوظف موارده على الوجه الأمثل في ظرفية لا تسمح بأي إقصاء أو ارتكاب أي خطأ. فهو يريد تحصينها ضد المخاطر التي تتربص بها والتهديدات ،وهي في الغالب واضحة، التي تحذق بها.

فملك المغرب يحافظ على وحدة الأمة في إطار تنوعها. ويتيح حاليا، وأكثر من أي وقت مضى، إمكانية جدية وحقيقية لأقاليمنا الجنوبية للاندماج المتجانس في صلب الأمة عبر حكم ذاتي موسع يحمل بين ثناياه السلم والرخاء للجميع، ويمكن سياسة البلد من التوازن والتجذر ما يجعل كل القوى السياسية في البلاد، عبر الديموقراطية، قادرة على تولي السلطة بشكل مشروع في إطار التناوب الديموقراطي.

فأمام عالم مضطرب تبدو "القرية المغربية" هادئة، موحدة، مطمئنة وملتزمة لبلوغ أهدافها. ويسهر جلالة الملك على الحفاظ على التوجه، والرفع من الإيقاع، يتبعه في ذلك المغاربة، بمقتضى العقد الذي يربطهم منذ عدة قرون بالملكية، والذي يكفل الاستقرار والرفاه للجميع . وحافظ هذا النموذج على استمراريته لأنه أظهر ، في إطار الوفاء المشترك، قوته وفعاليته ونجاعته.

/ 27 يوليو 2014 /ومع/ 

تدبير الشأن الديني.. تحولات عميقة لترسيخ الثوابت الدينية التي ارتضتها المملكة منذ قرون

على غرار العديد من الميادين الأخرى، يشهد الحقل الديني بالمملكة، بقيادة أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تحولات عميقة تصب جميعها في اتجاه ترسيخ الثوابت الدينية التي ارتضتها المملكة منذ قرون، والقائمة على العقيدة الأشعرية، والمذهب المالكي، والتصوف السني.

كما تؤكد المبادرات القوية والشجاعة التي اتخذها أمير المؤمنين للنهوض بمختلف مجالات الحقل الديني، على عزم جلالته القوي على تطوير التأطير الديني والتطوير المستمر للوظائف الدينية داخل المساجد وخارجها صيانة للعقيدة والمذهب وحفاظا على الهوية الروحية والوحدة الوطنية للأمة وقيمتها التاريخية والحضارية، وهو ما جعل النموذج المغربي في تدبير الشأن الديني يحظى بالاهتمام على المستويين القاري والدولي.

هذا الاهتمام يتجلى بوضوح في استقبال المملكة، بأمر من أمير المؤمنين لعدد كبير من الأئمة من الدول الشقيقة التي أبدت رغبتها في التزود من معين التجربة المغربية في مجال تدبير الشأن الديني. وبالفعل فقد توافد على المغرب أئمة من مالي وغينيا وليبيا وتونس، ونيجيريا.... كي يتلقوا تكوينا دينيا يقوم على منهج الوسطية والاعتدال والتسامح والانفتاح على الآخر، ونبذ الغلو والتطرف.

ويدل الإقبال على تكوين أئمة بلدان إفريقية بالمغرب على نجاح المقاربة الشاملة التي اعتمدها في مجال محاربة التطرف والعنف، والتي تركز على نشر قيم الإسلام المعتدل والسمح.

وتعكس الطلبات المتزايدة لتكوين الأئمة المقدمة للمغرب وجاهة سياسته في مجال تدبير الشأن الديني التي وضع أسسها الكبرى أمير المؤمنين والتي تهم مختلف جوانب الحياة الدينية للأمة، سواء من خلال تجديد الأدوار التاريخية للمساجد أو في ميدان حفظ القرآن الكريم وتكوين الأئمة والمرشدين الدينيين أو في مجال تثمين دور المؤذنين والقيمين على المساجد.

جانب آخر من جوانب الرعاية السامية للشأن الديني، يتجلى في ترؤس جلالة الملك يوم 13 يونيو الماضي بالرباط، مراسيم تقديم "خطة دعم" التي تعنى بالتأطير الديني على الصعيد المحلي، والتي تشكل لبنة إضافية في مسار إصلاح الحقل الديني، الذي ما فتئ أمير المؤمنين يوليه عناية خاصة.

كما أنها تأتي تفعيلا للتوجيهات الملكية السديدة القاضية بتطوير المجال الديني وتحديثه، خاصة عبر تمكينه من الموارد البشرية المؤهلة والوسائل المادية الضرورية، والانفتاح على التكنولوجيات الحديثة، وذلك في إطار الالتزام بثوابت الأمة.

وتروم هذه الخطة تحصين المساجد من أي استغلال، والرفع من مستوى التأهيل لخدمة قيم الدين، ومن ضمنها قيم المواطنة، وذلك في إطار مبادئ المذهب المالكي الذي ارتضاه المغاربة نهجا لهم.

كما تقوم على توسيع تأطير الشأن الديني على المستوى المحلي، بواسطة جهاز تأطيري يتكون من 1300 إمام مرشد، موزعين على جميع عمالات وأقاليم المملكة. ويتميز هؤلاء الأئمة المرشدون بكونهم حاصلين على شهادة الإجازة من الجامعة، ويحفظون القرآن الكريم كاملا، وتلقوا تكوينا شرعيا تكميليا وتكوينا مهنيا عماده الالتزام بثوابت الأمة.

كما أن الظهير الشريف المنظم لمهام القيمين الدينيين وتحديد وضعياتهم، الذي صدر بتاريخ 20 ماي 2014، يعتبر انتقالا في مسار ضبط الشأن الديني بالمغرب.

ويندرج هذا الظهير في سياق مواصلة تنفيذ وتدبير الاستراتيجية المندمجة والشمولية لإعادة هيكلة الحقل الديني التي أعطى انطلاقتها أمير المؤمنين في خطابه السامي بالدار البيضاء سنة 2004، والتي يعتبر القيم الديني أحد أهم ركائزها.

وقد مر تنظيم مهام القيمين الدينيين وتحديد وضعياتهم عبر عدة مراحل مهمة شملت إنجاز الإحصاء العام للمساجد وللقيمين الدينيين الذي أظهر أن عدد مساجد المملكة يصل إلى 50 ألف مسجد فيما يقدر عدد القيمين الدينيين بحوالي 110 آلاف قيم ديني.

كما واكب ذلك إحداث برنامج لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات، وتمتيع الأئمة والخطباء والمؤذنين بمكافآت شهرية قارة، إضافة لواجب الشرط الذي يتقاضونه من المحسنين، والتأمين الصحي عن المرض الأساسي والتكميلي، وإعانات مالية بسبب العجز عن مواصلة أداء المهام أو بمناسبة عيد الأضحى، وتأهيل الأئمة في إطار خطة ميثاق العلماء، وإصدار قرار يتضمن مهام ومسؤولية الأئمة والخطباء.

ويشمل هذا الظهير التعريف بالقيمين الدينيين والمهام التي يضطلعون بها، ووضعيتهم القانونية، والتزاماتهم وحقوقهم، وكذا القواعد المطبقة على وضعيتهم، وآلية النظر في شكاياتهم وتظلماتهم.

وبمقتضى هذا الظهير والظهير الشريف المحدث لمؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للقيمين الدينيين، فإن القيمين الدينيين يوجدون تحت الرعاية السامية لجلالة الملك، باعتباره أمير المؤمنين، الراعي لشؤونهم، والضامن لحقوقهم.

وتهم حقوق القيمين الدينيين المتعاقدين بالأساس الأجرة الشهرية والتعويضات المخولة للمتصرفين من الدرجة الثالثة (السلم 10)، والحق في الترقي طبق نفس المقتضيات السارية على هيئة المتصرفين (إلى السلم 11 وخارج السلم)، والحق في رخص إدارية ورخص لأسباب صحية.

ووفقا للظهير، يلتزم القيمون الدينيون بأصول المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية وثوابت الأمة وما جرى به العمل بالمغرب، ومراعاة حرمة الأماكن المخصصة لإقامة شعائر الدين الإسلامي، وقيام القيم الديني شخصيا بالمهمة الموكولة إليه، وارتداء اللباس المغربي عند أدائها، واحترام المواقيت والضوابط الشرعية عند أدائها، وعدم القيام بأي عمل يتنافى مع طبيعة المهام الموكولة إليه.

ويتفرد المغرب في مجال تدبير الشأن الديني أيضا بمجالس الدروس الحسنية، التي تلقى في حضرة أمير المؤمنين وتستضيفها رحاب القصر الملكي خلال شهر رمضان من كل سنة، ويحضرها صفوة من العلماء الأجلاء من جميع بلدان العالم.

ويتناول هؤلاء العلماء، في هذه المحفل الديني ، بالدرس والتحليل آيات بينات من كتاب الله وأحاديث من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، لإبراز مزايا الإسلام ومقاصده وحكمه وأحكامه. 

وتميزت الدروس الحسنية في عهد جلالة الملك محمد السادس بفتح صفحة جديدة غير مسبوقة في العالم الإسلامي، وذلك بأن أذن جلالته بأن تحاضر المرأة المغربية في هذه الدروس.

تدبير الحقل الديني هو أيضا رسالة إعلامية هادفة، تحمل لواءها إذاعة وقناة محمد السادس للقرآن الكريم، اللتان أحدثتا بمبادرة من أمير المؤمنين، وحققتا نجاحا وإشعاعا متميزين، وذلك قياسا على الإقبال الكبير ونسبة الاستماع والمشاهدة التي تعرفانها والتي تجاوزت حدود الوطن.

وما من شك في أن هذا التألق يرجع إلى رسالة التسامح والانفتاح، التي تحملها برامج الوعظ والإرشاد والتكوين التي تبثها هاتان الوسيلتان الإعلاميتان، والمستوحاة بالدرجة الأولى من القرآن الكريم والحديث الشريف، ومن الفهم العميق للدين الذي يتميز به المغرب.

وتتميز هذه البرامج، التي تذاع وتبث بالإضافة إلى العامية والعربية والأمازيغية، باللغتين الفرنسية والإنجليزية، بتخصيص حيز كبير منها لتلاوة القرآن الكريم وتفسيره، ودروس محو الأمية وفتح فضاءات للنقاش مع العلماء والمختصين حول عدد من القضايا. 

هي إذن مبادرات وأوراش إصلاحية يشهدها الحقل الديني بالمملكة، تشهد على أن هذا الحقل يشكل ركنا أساسيا ضمن المشروع المجتمعي لجلالة الملك، الذي أكد في الخطاب الملكي المنظم للمجلس العلمي الأعلى (أبريل 2004) أن التزام جلالته دينيا بالوحدة المذهبية للأمة، لا يوازيه إلا التزام جلالته دستوريا بالوحدة الترابية الوطنية.

(بقلم : لمياء ضاكة)

مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان.. جهود حثيثة لتحسين التكفل بالمصابين بالمرض الخبيث والتخفيف من معاناتهم

شكل إحداث "جمعية للا سلمى لمحاربة داء السرطان" ، بمبادرة من صاحبة السمو الملكي الأميرة للا سلمى سنة 2005 ، لحظة مفصلية في مجال محاربة هذا الداء الخبيث بالمغرب، بالنظر للجهود الحثيثة التي تبذلها للتخفيف من معاناة المصابين به من خلال توفير الدعم الاستشفائي والنفسي لهم خلال فترة العلاج.

فعلى مدى حوالي عقد من الزمن، نجحت هذه الجمعية التي أصبحت ابتداء من مارس 2013 تحمل إسم "مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان" بالنظر لاتساع حجم أنشطتها وإنجازاتها والميزانيات الهامة التي تخصصها لذلك وحضورها المتميز على الساحة الوطنية والدولية، في منح مرضى السرطان الأمل في الحياة عبر مساعدتهم على مواجهة مرضهم بصورة أفضل وجعل معركتهم مع هذا الداء في قلب انشغالاتها.

وتسعى المؤسسة بالتعاون مع مجمل شركائها، إلى جعل محاربة السرطان ضمن أولويات الصحة العمومية بالمغرب عبر تحسين التكفل بالمرضى وتشجيع أعمال الوقاية مع الانخراط في ميدان البحث العلمي عبر تعدد الشراكات داخل المغرب وخارجه.

ولتحقيق ذلك، تعتمد المؤسسة نهجا تشاركيا ومتعدد الأبعاد للإحاطة بإشكالية السرطان اعتمادا على خبرة وانخراط فريق متعدد التخصصات يتكون من أطباء وباحثين وفاعلين اقتصاديين وجمعويين فضلا عن شخصيات مغربية وأجنبية مرموقة وذلك بغية استلهام أفضل الممارسات في الميدان .

وتعتبر الحصيلة التي حققتها المؤسسة، تحت الإشراف الفعلي لصاحبة السمو الملكي الأميرة للا سلمى سفيرة النوايا الحسنة لمنظمة الصحة العالمية، على مدى السنوات الماضية جد مشرفة، وتعكسها الإنجازات الهامة المسجلة التي تروم تعزيز وتنويع العرض الطبي وتقريب الخدمات الطبية التي تستجيب لحاجيات الساكنة مع ضمان المساواة وتسهيل الولوج للعلاجات وتوفير خدمات صحية عمومية لعلاج داء السرطان.

وفي هذا الصدد، تحرص "مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان" على تزويد مختلف جهات المملكة بمراكز مرجعية للصحة الإنجابية للكشف المبكر عن سرطان الثدي وعنق الرحم بغرض تفعيل برنامج الكشف المبكر عن هذه السرطانات الذي تم تعميم أنشطته على كافة التراب الوطني ويستهدف ساكنة تقدر بحوالي 3,4 مليون امرأة، فضلا عن إحداث مراكز جهوية متخصصة لعلاج السرطان تعد الأولى من نوعها بإفريقيا، والتي يعهد لها ليس فقط بتوفير أفضل تكفل بالمريضات، ولكن أيضا التكوين والبحث.

كما عملت المؤسسة على تمكين جميع المصابين بداء السرطان، الذين يعالجون بمراكز الأنكولوجيا العمومية والحاملين لبطاقة نظام المساعدة الطبية "راميد"، من الاستفادة من الأدوية المتوفرة لعلاج السرطان بنسبة مائة في المائة.

وعرفت السنوات القليلة الماضية أيضا تعزيز البحث في مجال محاربة داء السرطان، مع إطلاق برنامج للبحث العلمي في هذا المجال والذي مكن من اعتماد 11 مشروعا سيتم تمويلها، فضلا عن تنظيم تظاهرات وندوات دولية هامة تناقش استراتيجيات الوقاية وعلاج السرطان بمشاركة ممثلي وكالات دولية للصحة العمومية ومسؤولي برامج الصحة الوطنية وجمعيات متخصصة وأطباء.

وتماشيا مع أهدافها المعلنة وتطلعاتها المستقبلية، تتعدد مجالات عمل مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان وتتسع تدريجيا، ومن أبرزها المخطط الوطني للوقاية ومراقبة السرطان الذي تم اعتماده في مارس 2010 ويعد ثمرة شراكة بين المؤسسة ووزارة الصحة بمساهمة عدة اختصاصيين مغاربة وأجانب. ويتضمن هذا المخطط 78 إجراء عمليا قابلا للتفعيل في مجالات الوقاية والكشف المبكر والتكفل العلاجي والعلاجات المخففة وإجراءات مواكبة المرضى.

وضمن مساعيها لجعل مريض السرطان في صلب الاهتمام، تندرج أيضا أنسنة مراكز ووحدات الأنكولوجيا، وتجهيز الوحدات الصحية للبحث في السرطان، وإحداث بنيات أساسية متخصصة في علاج السرطان (مراكز الأنكولوجيا ووحدات القرب للعلاج الكيماوي ومراكز الامتياز المتخصصة في علاج الأورام لدى النساء).

ولأن رحلة العلاج من الداء الفتاك تستغرق فترة طويلة وتطرح العديد من الإكراهات على المريض وأسرته ، خاصة مشكل الإيواء الذي يعاني منه المرضى القاطنون بمدن بعيدة عن مراكز الاستشفاء، عملت المؤسسة على إحداث "دور الحياة" بالقرب من مراكز الأنكولوجيا التي تأوي المرضى وذويهم طيلة مدة العلاج وتشكل فضاء لمدهم بالدعم المعنوي والنفسي الضروري، فضلا عن احتضانها لأنشطة اجتماعية وثقافية لفائدتهم.

ولإزالة الغموض ومحو الصور النمطية المرتبطة بهذا الداء لدى العموم، وخاصة كونه سببا حتميا للوفاة، بادرت المؤسسة إلى تنظيم العديد من الحملات الإعلامية واسعة النطاق لزرع الأمل في نفوس المرضى بإمكانية تحقق العلاج وبشكل نهائي وكذا للتحسيس بأهمية الكشف المبكر ودوره في الشفاء. وفي نفس الإطار، يندرج إعلان جلالة الملك في 2007 يوم 22 نونبر من كل سنة يوما وطنيا لمحاربة داء السرطان استجابة لملتمس تقدمت به صاحبة السمو الملكي الأميرة للا سلمى رئيسة المؤسسة ووزارة الصحة ووزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن ومختلف الجمعيات العاملة في ميدان محاربة السرطان، وهو موعد سنوي أضحى مناسبة لتجديد الوعي بواقع المرض في بلادنا ولإبرام شراكات مع مختلف الشركاء.

وفي هذا الاتجاه، تعتمد المؤسسة مجموعة من البرامج التي تصب في اتجاه الوقاية من الإصابة بالسرطان، أبرزها برنامج " إعداديات وثانويات بدون تدخين" الذي يستهدف 12 ألف و 752 إطارا إداريا و 52 ألف و231 أستاذا بالإضافة إلى مليون و 293 ألف و 186 تلميذا ويساهم في تعبئة 1966 ناديا صحيا و 812 ثانوية تأهيلية و 1471 ثانوية إعدادية على الصعيد الوطني بالإضافة إلى 475 من المتطوعين و 408 من الجمعيات المحلية و 758 جمعية مهنية و 1534 من جمعيات أباء وأولياء التلاميذ . ويغطي هذا البرنامج حاليا 93 في المائة من المؤسسات التعليمية عبر التراب الوطني. 

أما برنامج " مقاولة بدون تدخين" الذي يهدف إلى دعم ومواكبة المقاولات الشريكة في وضع خدمات وممارسات الوقاية والإقلاع عن التدخين، من خلال اعتماد مخططات لمحاربة التدخين تلائم ظروف كل مقاولة، فهو مفتوح في وجه جميع المقاولات والمكاتب والإدارات والمؤسسات العمومية الراغبة في الانضمام إليه. وقد حققت 45 مقاولة منخرطة فيه نتائج هامة.

وعلى صعيد آخر، يكتسي تكوين الكفاءات من مهنيي الصحة أهمية بالغة ضمن مجالات عمل "مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان" التي تدعم أنشطة التكوين المرتبطة بمحاربة هذا الداء، وأعدت لذلك برنامجا دائما للتكوين مع وزارة الصحة وشركائها بهدف تمكين مهنيي الصحة من اكتساب أو تعميق معارفهم حول علم السرطان.

وعلى مستوى التعاون الدولي، تعتبر مؤسسة للا سلمى حاليا رائدة في مجال محاربة داء السرطان في منطقة البحر الأبيض المتوسط الشرقية وفي إفريقيا، وذلك بفضل الدور الريادي الذي تضطلع به صاحبة السمو الملكي الأميرة للا سلمى على الصعيد الدولي والدعم الذي تقدمه المؤسسة في مجال محاربة السرطان في إفريقيا. 

وتتحدد الاستراتيجية الشاملة لعمل المؤسسة من طرف المجلس الإداري والمجلس العلمي، في حين يؤمن تفعيل هذه الأعمال المكتب التنفيذي واللجان الجهوية.

أما تمويل أعمال هذه المؤسسة التي لا تتوخى الربح وتتمتع بصفة المنفعة العامة، فيعتمد حصريا على الشراكات المبرمة مع مختلف الهيئات الوطنية والدولية، وكذا على سخاء العديد من المانحين الخواص المنخرطين في هذا العمل الإنساني، في حين تنفذ مهامها بتنسيق وثيق مع وزارة الصحة ومختلف المؤسسات الصحية الموجودة تحت وصايتها (مستشفيات ومؤسسات العلاج)، كما تقودها أعمالها إلى العمل مع مجمل مهنيي قطاع الصحة وكذا مع وزارة التربية الوطنية ومختلف مؤسسات الرعاية العمومية.

يتأكد سنة بعد أخرى الدور المحوري الذي أضحت تضطلع به "مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان"، فبعدما كان المرضى يواجهون بمفردهم مرضا فتاكا ينهش أجسادهم ويستنزف أموالهم، أصبحوا بفضل هذه المؤسسة يحظون بالدعم الطبي والنفسي، ويخوضون بأمل معركتهم ضد مرض كان مرتبطا بشكل حتمي بالوفاة، غير أنه أضحى في خضم ما يتحقق من إنجازات طبية عالمية ورشا هائلا للحياة. 

(ومع-21/07/2014)

الأستاذ عبد الحق المريني : العرش يجسد كل تطلعات الشعب المغربي وطموحاته في التنمية والنماء والعزة والرخاء

قال الأستاذ عبد الحق المريني، مؤرخ المملكة الناطق الرسمي باسم القصر الملكي، إن العرش المغربي، عماد الدولة المغربية، ورمز وحدتها، وركيزة قوتها وضمان مستقبلها، يجسد كل تطلعات الشعب المغربي وطموحاته في التنمية والنماء، والعزة والرخاء، وهو الساهر على تقوية الروابط، وتمتين الأواصر بين كافة الطبقات الشعبية في دولة الحق والقانون.

وأضاف الأستاذ المريني، في حديث خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، بمناسبة الذكرى الخامسة عشرة لاعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه الميامين، التي يخلدها المغاربة يوم 30 يوليوز من كل سنة، في جو من الافتخار والاعتزاز والتلاحم، أن ذكرى عيد عرش المملكة توقد كل سنة في نفوس المغاربة شعلة مواصلة السير إلى الأمام بكل قواهم وبدون تردد، واستحضار تاريخ مغربهم الحافل بالأمجاد، وبذل الجهود تلو الجهود لبناء المستقبل الزاهر.

وفي خضم التحولات الخطيرة والأحداث الجسيمة التي يعيشها العالم، يقول الأستاذ المريني، تضطلع المؤسسة الملكية المغربية، بكل عزم وحزم وثبات، بالوقوف سدا منيعا أمام مسببات كل أنواع التخلف في الأوساط الاجتماعية، سائرة، بكل تحد ومسؤولية، على نهج بناء وتشييد المنشآت الكبرى الاقتصادية والصناعية والفلاحية والطاقية لزرع بذور الأمل على أرض المغرب لصالح شعبه الناهض، وأجياله الصاعدة التي تجعل نصب عينها العمل الدؤوب والإخلاص للثوابت التاريخية المقدسة، وتقف صفا واحدا من وراء العرش العلوي أمام كل التحديات السافلة والخروج عن الطريق السوي المستقيم.

وفي تذكيره بالبدايات الأولى للاحتفال بهذا العيد المجيد العطر، ذكر الأستاذ المريني بأن الاحتفال بعيد العرش بدأ في عهد السلطان سيدي محمد بن يوسف، رحمه الله، بصفة رسمية يوم 18 نونبر 1934 ، أي بعد سبع سنوات من تربع جلالته، نور الله ضريحه، على عرش أسلافه المنعمين يوم 18 نونبر 1927 ، خلفا لوالده السلطان مولاي يوسف رحمه الله.

وكان الشباب الوطني المتحمس آنذاك، يضيف الأستاذ المريني، يحرر المقالات في الصحف الوطنية، ويقف خطيبا في جموع المواطنين، ويطلب أن يجعل حدا للاحتلال وشراسة رجاله وعساكره، ومنذ سنة 1934 انطلق الشعب المغربي بمحض إرادته يحيي ذكرى عيد العرش خلال حفلات يقيمها بالمعاهد والمدارس والأسواق والمنتزهات، تلقى فيها الخطب الرنانة والقصائد الشعرية الطافحة بالأمجاد، وبالجالس على العرش المغربي، وبمسعاه الحميد للعمل على إنقاذ شعبه من مخالب الاحتلال، معبرا بذلك عن تمسكه بالعرش المجيد وباستقلال بلاده وكرامة شعبه.

وهكذا برز الشعار التاريخي الخالد "العرش بالشعب والشعب بالعرش"، يقول الأستاذ عبد الحق المريني، شعار مكن الشعب المغربي بقيادة عاهله من تحقيق المعجزات، لإحقاق الحق وإزهاق الباطل خلال عهد الحماية، وبعد بزوغ فجر الحرية والاستقلال.

وأكد الأستاذ عبد الحق المريني، في هذا السياق، أن مسيرة العرش والشعب مسيرة تاريخية وثورة مستمرة لا ينضب لها معين، ذلك أن شعار "العرش بالشعب والشعب بالعرش" ساهم في إذكاء جذوة النضال من أجل الحرية والاستقلال، كما أنه اليوم ضمان لمستقبل مزدهر تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله.

وأشار الأستاذ المريني إلى أنه من هذه المعجزات : خطاب طنجة الملكي التاريخي (9 أبريل 1947) الذي كان بمثابة أول انطلاقة جريئة في معركة التحرير التي بدأ يخوضها الشعب المغربي للتخلص من قيود الحماية وأغلالها، وانطلاق ثورة الملك والشعب يوم 20 غشت 1953 التي خاضها الملك المجاهد والشعب المغربي المقاوم معا بكل إباء من أجل الحرية والانعتاق، والمسيرة الخضراء المظفرة لتحرير الصحراء المغربية، التي قام بها ممثلو الشعب المغربي وقادها وخطط لها المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، وتصويت الشعب المغربي على الدستور الجديد سنة 2011 الذي عرضه جلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده، على شعبه الوفي والذي يرسي دعائم دولة الحق والقانون، ويشيد صرح مغرب الحداثة والديمقراطية والمناصفة والمساواة والعدالة الاجتماعية والمواطنة الكريمة.

وقال الأستاذ المريني إن ميزة الاحتفال بعيد العرش المغربي لها دلالات كبرى، فهي لا تختصر في الاحتفال بهذه الذكرى الخالدة فقط، ولكنها ترمز معنويا إلى تجديد البيعة والولاء بين الشعب المغربي وملكه المفدى، فعيد العرش هو ميثاق دستوري ببعديه الديني والسياسي، عماده الشعار الخالد الذي ربط بين ملوك المغرب وشعبهم المغربي الأبي عبر تاريخ المغرب المجيد هو "الله .. الوطن .. الملك"، أي الإيمان بالله وحب الوطن والتمسك بالنظام الملكي دفاعا عن الوحدة الدينية والوطنية والترابية للمملكة المغربية.

وأضاف أنه المغرب الجديد، مغرب الثورة المستمرة الملكية الشعبية على الجهل والتخلف بجميع أصنافه وعلى رذائل الأخلاق وعاديات الزمن ونوائبه. إنه المغرب الواقف بالمرصاد لكل معتد أثيم على وحدته الترابية والعقدية، وعلى استقراره المثالي في خضم بوادر الزوابع والنزعات والخلافات القاتلة.

وأكد الأستاذ عبد الحق المريني أن قافلة المغرب آخذة طريقها تحت القيادة الملكية الحكيمة، وبتوفيق من الله ومنته وعونه لأداء رسالتها خير قيام، سالكة الطريق الصحيح السوي السليم، الذي لا تشوبه شائبة ابتغاء لمرضاة الوطن ورضا المواطنين.

وأضاف أن جلالة الملك محمد السادس، وارث سر محمد الخامس والحسن الثاني، طيب الله ثراهما، يتابع أداء الرسالة المثلى في تنمية البلاد والسعي إلى تحقيق رقيها ونهضتها، بما يطلقه جلالته من مشاريع تنمية كبرى، وذلك منذ اعتلائه عرش أسلافه المنعمين.

(أجرى الحديث : إدريس اكديرة)

(ومع-20/07/2014)

مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء تجربة نموذجية وفريدة من نوعها على مستوى الوطن العربي في مجال إعادة الإدماج

تعد مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء ، التي رأت النور منذ سنة 2002، تجربة نموذجية وفريدة من نوعها على مستوى الوطن العربي في مجال إعادة الإدماج، بحيث ما تزال بعد مرور 12 سنة على إحداثها، تعد الوحيدة بالمنطقة العربية التي تشتغل على موضوع إعادة إدماج السجناء.

وقد دفع هذا التميز المنظمة الدولية للإصلاح الجنائي للسعي إلى تعميم هذا النموذج ونقله إلى بلدان عربية أخرى بالنظر لما لمسألة الرعاية اللاحقة لإعادة الإدماج من أثر ايجابي، حيث تعتبر استمرارا لبرامج إعادة التأهيل التي يتم تنفيذها داخل المؤسسات الإصلاحية.

وظل عمل هذه المؤسسة الاجتماعية منسجما تمام الانسجام مع التوجيهات الواردة في الخطاب الملكي السامي بمناسبة افتتاح السنة القضائية يوم 29 يناير 2003 والذي أكد فيه جلالة الملك أن "ما نوليه من رعاية شاملة للبعد الاجتماعي في مجال العدالة، لا يستكمل إلا بما نوفره من الكرامة الإنسانية للمواطنين السجناء التي لا تجردهم منها الأحكام القضائية السالبة للحرية".

وينم هذا الحرص الملكي بقضايا إصلاح العدالة الجنائية وبالسجون على وجه التحديد على حرص إنساني عال واحترام لقيم العدالة وحقوق الإنسان، ووعي بضرورة تعزيز النهج الإصلاحي في التعامل مع الأشخاص المحكومين.

وهكذا، وتجسيدا لهذا الحرص الملكي، دأبت المؤسسة منذ إحداثها على بلورة مبادرات ومشاريع رائدة تروم تمكين نزلاء المؤسسات السجنية ومراكز حماية الطفولة من إمضاء عقوباتهم في ظل ظروف تحافظ على احترامهم لذواتهم وتضاعف إحساسهم بالمسؤولية تجاه أنفسهم وأسرهم والمجتمع وتصون كرامتهم انسجاما مع الغايات التي ابتغاها المشرع.

وبالفعل بدأت ثمار هذه المجهودات تؤتي أكلها لا سيما في ميادين التربية والتكوين المهني والصحة والأنشطة الثقافية والرياضية، وذلك من خلال اعتماد برامج هادفة لفائدة نزلاء ونزيلات المؤسسات السجنية تشمل على الخصوص مجالات التنشيط السوسيو- ثقافي والرياضي ومحاربة الأمية وتوسيع دائرة التعليم الأساسي وبناء وتهيئة سلسلة من مراكز التكوين المهني ? إلى جانب إحداث مصالح التهييء وإعادة الإدماج التي تشرف على تفعيل هده البرامج من اجل تأهيل ومصاحبة النزلاء. 

ووعيا منها بخطورة التخلي عن المفرج عنه وبأهمية الرعاية اللاحقة في تسهيل عملية إعادة الإدماج في نسيج المجتمع، بادرت مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء إلى تأسيس مراكز للرعاية اللاحقة ? أنيطت بها مهمة مساعدة المفرج عنهم عن طريق المصاحبة الاجتماعية والتتبع? وذلك من أجل تيسير إعادة إدماجهم في المجتمع كأشخاص أسوياء وكاملي الحقوق شأنهم في ذلك شأن باقي أفراد المجتمع.

وتولي المؤسسة اهتماما خاصا للأنشطة الفنية والترفيهية والتربوية بهدف إتاحة الفرصة لإبراز وصقل العديد من المواهب التي يحملها نزلاء السجون والتي يؤكدون من خلالها أن بمقدورهم الانصهار مجددا في نسيج المجتمع.

ولتفعيل برامجها واستراتيجيتها تتوفر المؤسسة على 51 مركزا للتكوين المهني توفر للنزلاء 59 تخصصا بلغ عدد المستفيدين من خدماتها 27 ألف و 42 مستفيدا في مجالات الفلاحة والصناعة التقليدية وتخصصات أخرى. 

وبلغ عدد حاملي المشاريع بمراكز الرعاية اللاحقة للمؤسسة سنة 2013 نحو 1374 شخصا في مجال الانشطة المدرة للدخل و 53 شخصا حاملي مشاريع صغرى ومتوسطة. 

وخلال سنة 2013 بلغ عدد نزلاء المؤسسات السجنية الذين استفادوا من دروس محو الامية والتربية غير النظامية والتعليم الأولي والإعدادي 8818 شخصا فيما بلغ عدد الذين تابعوا تعليمهم العالي 1690 شخصا. 

ومكنت كل هذه الجهود من إعادة إدماج العديد من نزلاء المؤسسات السجنية في النسيج الاجتماعي والاقتصادي بعد قضائهم مدة العقوبة، ذلك أنه من مجموع 6548 نزيلا استفادوا من خدمات مراكز الرعاية اللاحقة خلال سنة 2013 لم تتعد نسبة حلات العود 196 شخصا وهي نسبة تقل عن 2,99 بالمائة ، علما أن هذه النسبة تتجاوز 40 بالمائة عادة.

وخلال سنة 2013 تم إدماج 3142 من نزلاء المؤسسات السجينة في سوق الشغل في قطاعات البناء والصناعة والنسيج والألبسة والسياحة والنقل والخدمات والصناعة التقليدية والفلاحة.

الدبلوماسية الملكية وقضية القدس: انشغال أولوي بتدبير قيادي يقظ وجريء

شكلت قضية القدس الشريف على الدوام إحدى أولويات الدبلوماسية الملكية ولم يرتبط ذلك، بحسب ما قد يعني للبعض، بتسلم المغرب لرئاسة لجنة القدس، وإنما كان تخويله هذه المهمة في الأصل نتيجة واعترافا بمواقف ملكية تميزت بروح قيادية يقظة وجريئة، وانخراط فاعل في دائرة القرار العربي الخاص بتدبير هذا الملف.

وكان من مؤشرات هذه الروح القيادية اليقظة والجريئة والمتفاعلة بصورة سريعة مع تطورات الأحداث، تلك الدعوة التي وجهها جلالة المغفور له الحسن الثاني، بعد إحراق المسجد الأقصى في غشت 1969، لعقد أول قمة إسلامية في الرباط، وهي القمة التي كان من أهم نتائجها إعطاء الميلاد لمنظمة المؤتمر الإسلامي التي أعطت بدورها، في سياق توصيات المؤتمر السادس لوزراء خارجية الدول الإسلامية الذي عقد بجدة ما بين 12 و15 يوليوز 1975 شهادة ميلاد لجنة القدس. 

وتواصل هذا الانخراط الفاعل والمسؤول بتسلم جلالة المغفور له الحسن الثاني رئاسة لجنة القدس، وباستضافة المغرب للعديد من القمم العربية والإسلامية الأكثر حسما في سياق خدمة القضية الفلسطينية ككل وقضية القدس الشريف على وجه الخصوص.

وبتعقب تاريخ القمم العربية وما أسفرت عنه في هذا الاتجاه، يشهد لقمة الرباط السادسة (28 أكتوبر 1974) أنها كانت المحطة الأساس للاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل وحيد وشرعي للشعب الفلسطيني، كما أن بيانها الختامي، وفي التفاتة مميزة تصوغ قانونيا قيام حكم السلطة الفلسطينية على أراضيها المحررة، تبنى، بطلب من عرفات، بندا يمنح للشعب الفلسطيني الحق في أن يقيم سلطته الوطنية المستقلة بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية على كل جزء يتم تحريره من الأرض.

ولم يكن ذلك ممكنا، لولا قمة الرباط الخامسة (ما بين 21 و23 دجنبر 1969) التي مهدت لهذا الأمر على نحو رمزي يحمل دلالة جد قوية من خلال وضعها مقعدا لرئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في الصف الأول على قدم المساواة مع رؤساء الدول والحكومات العربية، ومنحها المنظمة حق التصويت في القمة.

وتزكت هذه الفاعلية والقيادية لتدبير قضية القدس الشريف على عهد صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وتأكد بالملموس أن السياسة الخارجية المغربية واصلت الحفاظ على ثوابتها ومحدداتها الأساسية المرتبطة بالتاريخ والجغرافيا والتوجه العربي والإسلامي كما أقرها دائما دستور المملكة.

ومن تلك الثوابت الوقوف في جبهة الدفاع عن القضية الفلسطينية في كل المنتديات الدولية ومواصلة الاشتغال بفاعلية على رأس لجنة القدس باعتبارها أحد الشروط الرئيسة لكل تحرك دبلوماسي ملكي أو رد فعل رسمي إزاء تطورات ومستجدات الأوضاع، وهو ما أكده صاحب الجلالة الملك محمد السادس عند افتتاحه للدورة العشرين للجنة القدس بمراكش (17 و18 يناير 2014 )، في حضور رئيس دولة فلسطين السيد محمود عباس، حين قال جلالته إنه منذ آخر دورة للجنة "لم نقف مكتوفي الأيدي. ذلك أن قضية القدس أمانة في أعناقنا جميعا، حيث جعلناها في نفس مكانة قضيتنا الوطنية الأولى، وأحد ثوابت سياستنا الخارجية".

وشدد على أن عمل جلالته على رأس لجنة القدس، والدفاع عن هذه المدينة السليبة، " ليس عملا ظرفيا، ولا يقتصر فقط على اجتماعات اللجنة. وإنما يشمل بالخصوص تحركاتها الدبلوماسية المؤثرة، والأعمال الميدانية الملموسة داخل القدس، التي تقوم بها وكالة بيت مال القدس الشريف، باعتبارها آلية تابعة للجنة".

وأضاف أن هذا الاجتماع "يعد خير دليل على إرادتنا المشتركة، في مواصلة الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، وعن الهوية العربية والإسلامية للقدس الشريف. كما يشكل مناسبة سانحة للتشاور والتنسيق، بشأن ابتكار الوسائل الملائمة، لمواجهة السياسات العدوانية على الشعب الفلسطيني الصامد، والمخططات الاستيطانية، والانتهاكات التي يتعرض لها الحرم القدسي الشريف، والمسجد الأقصى المبارك".

وهذه الفاعلية واليقظة والاستمرارية في دعم القدس الشريف والقضية الفلسطينية باعتبارها محور أساس ضمن التحركات الدبلوماسية المغربية هي ما حرص جلالة الملك على تجديد تأكيده في رسالة توجيهية بعث بها جلالته إلى سفراء المملكة الملتئمين في ندوة نظمتها وزارة الشؤون الخارجية والتعاون بالرباط من 30 غشت إلى فاتح شتنبر 2013 º حيث قال جلالته، وهو يرسم خارطة طريق عمل الدبلوماسية المغربية ويثير الانتباه إلى ثوابتها ومحدداتها، إن المغرب يواصل "دوره المعهود، في إرساء مقومات نظام عربي متضامن ومندمج، ملتزما بدعم القضايا العربية والإسلامية، وفي مقدمتها قضية الشعب الفلسطيني، ونضاله الوطني من أجل إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشريف".

ووفقا لهذا الموقف الفاعل واليقظ والمثابر، لم تخلف الدبلوماسية الملكية قط موعدها مع التاريخ، بل كانت سباقة بجرأة وكثير من الدأب، مستحضرة في معالجة كل قضية، ومنها قضية القدس الشريف الأبعاد القانونية والاقتصادية والإنسانية، وذلك في خضم عالمي مطبوع بالتجاذب والتنافر وتغليب المصالح .

وفي هذا الصدد، جاءت مبادرة جلالته، في سياق العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة الذي خلف العديد من الضحايا، بمنح مساعدة إنسانية عاجلة بقيمة خمسة ملايين دولار للسكان الفلسطينيين بقطاع غزة، ضحايا هذا العدوان ، وأيضا قرار جلالته تمكين الجرحى من الاستشفاء وتلقي الرعاية الطبية والعلاج في المغرب، وكذا تنديد وزارة الشؤون الخارجية بشدة بالعدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة وتقتيله للمواطنين الأبرياء بدون تمييز والدعوة إلى حشد الجهود الدولية لإيقاف هذا العدوان الغاشم.

وكرد فعل على هذا الموقف الكريم والمتضامن، سجل الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، حنا عيسى، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن "جلالة الملك كان دائما وراء مبادرات متقدمة في دعم الشعب الفلسطيني وقضاياه العادلة" وأنه "بادر كعادته، وقبل الجميع، إلى تقديم تبرع سخي لدعم أهالي قطاع غزة، وقال "نحن نثمن كفلسطينيين كل المواقف والأدوار التي يقوم بها جلالة الملك، خاصة لوقف العدوان الإسرائيلي على أبناء الشعب الفلسطيني في القطاع، وكذا جعل القضية الفلسطينية على رأس أولويات جلالته العربية ومواقفه الأصيلة".

وأكد مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية والعلاقات مع الدول الإسلامية، وقاضي قضاة فلسطين الشرعيين، السيد محمود الهباش، في تصريح مماثل، أن "هذه المكرمة مألوفة من جلالته، الذي عودنا على وقوفه الدائم مع الشعب الفلسطيني، في السراء والضراء".

وأضاف "يكفي أن جلالة الملك يضطلع بمهمة من أسمى المهمات المرتبطة بأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ممثلة في رئاسة جلالته للجنة القدس ورعايته الموصولة لوكالة بيت مال القدس، التي تقدم دعما سخيا للمقدسيين على جميع المستويات والأصعدة".

وهو ما أكده سفير دولة فلسطين بالمغرب، أمين أبو حصيرة، حين أكد، في تصريح مماثل أيضا، أن هذه المبادرة الإنسانية ليست غريبة عن جلالته الذي يترأس لجنة القدس، التي تتولى رعاية مصالح الفلسطينيين بالقدس وتساعدهم على الصمود والبقاء على أرضهم ومقاومة محاولات تهويد المدينة المقدسة، مبرزا أن "جلالته كان دوما حريصا على أن تبقى القدس بهويتها العربية الإسلامية، عاصمة لدولة فلسطين الحرة المستقلة التي نريد بناءها على أراضينا المحتلة عام 1967 ".

وأكدت الأرقام والبيانات وكذا البيان الختامي للقمة العشرين للجنة القدس بمراكش، أن اللجنة واصلت، على مدى الإثني عشرة سنة الماضية، بفاعلية أنشطتها، خاصة على المستوى الميداني من خلال ذراعها التنفيذي وكالة بين مال القدس، وأن تركيزها انصب على "الدعم المباشر والملموس، والمبادرات السياسية الهادفة، والتجاوب مع الاحتياجات الإنسانية الملحة والمتجددة للمقدسيين لمساعدتهم على الصمود في موطنهم".

كما برز عطاؤها النوعي أيضا في "الأعمال والمشاريع الميدانية في القدس الشريف لمواجهة سياسة التهويد التي تنهجها سلطات الاحتلال في المدينة المقدسة لتغيير معالمها وهويتها العربية والإسلامية والمسيحية".

وضمن هذه الاستراتيجية، شكلت وكالة بيت مال القدس الشريف، التي أحدثت منذ سنة 1998 في إطار منظمة التعاون الإسلامي، "الذراع التنفيذي لمتابعة تنفيذ قرارات المنظمة" بهذا الخصوص. 

وفي هذا الصدد، سجل المدير العام لوكالة بيت مال القدس الشريف، السيد عبد الكبير العلوي المدغري، في تصريح مماثل، أن دعم جلالة الملك للوكالة، والتي تساهم المملكة المغربية بنسبة ثمانين في المائة من الدعم المالي المرصود لما تتولى تنفيذه من مشاريع، هو ما يمنحها القدرة على مواصلة تنفيذ مشاريعها الرامية إلى دعم المقدسيين والحفاظ على المعالم الحضارية للمدينة المقدسة، وأنه يرجع لجلالته الفضل في تأسيس مقر وكالة بيت مال القدس وفي تخصيص ميزانية سنوية لتسييرها، وكذا تمويل عدد من المشاريع من ماله الخاص.

وبما أن الصراع العربي الإسرائيلي ليس مجرد نزاع حول الأرض أو نزاع سياسي فحسب، بل هو صراع ثقافي محوره الإنسان، ويرتبط بالهوية ومقومات الشخصية العربية الإسلامية وبالقدس التي تسعى إسرائيل إلى محوها، فقد محورت وكالة بيت مال القدس الشريف تدخلها في الميدان الثقافي على تخصيص منح جامعية لطلبة مقدسيين للدراسة بالجامعات، وتأسيس مكتبة متخصصة في تاريخ القدس وفلسطين، ودعم العديد من المشاريع والأنشطة الثقافية داخل القدس وخارجها.

وتتابع لجنة القدس، وفق ما هو مخول لها من مهام، بالدرجة الأولى تطور الأوضاع في مدينة القدس بغرض التصدي للمحاولات الإسرائيلية الرامية إلى طمس الطابع العربي الإسلامي عن المدينة المقدسة، كما تتابع تنفيذ القرارات الصادرة عن مؤتمرات وزراء خارجية البلدان الإسلامية، وكذا القرارات المصادق عليها حول القدس من مختلف الهيئات والمحافل الدولية، وتتولى الاتصال بالمنظمات الدولية الأخرى التي قد تساعد على حماية القدس، كما تجتهد في تقديم مقترحات للبلدان الأعضاء ولكل المنظمات المعنية بخصوص الخطوات المناسبة لضمان تنفيذ القرارات في مواجهة كل المستجدات.

العلاقات المغربية الأمريكية "قوية جدا" بفضل الإرادة المشتركة لصاحب الجلالة والرئيس أوباما

قال السفير الأمريكي الأسبق، إدوارد غابرييل، إن العلاقات المغربية الأمريكية أصبحت اليوم "قوية جدا" بفضل الرؤية والإرادة المشتركة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس باراك أوباما، مؤكدا على أن محور الرباط واشنطن قطع مرحلة جديدة بعد الزيارة الأخيرة التي قام بها جلالة الملك إلى الولايات المتحدة.

وأوضح غابرييل أن "جلالة الملك والرئيس أوباما تمكنا، خلال لقاء القمة الذي جمع بينهما في نونبر الماضي بالبيت الأبيض، من الاطلاع على مدى تقارب وجهات نظرهما بشأن عدد من القضايا الإستراتيجية، انطلاقا من النهوض بحقوق الإنسان، والإصلاحات الاقتصادية مرورا بأولويات التنمية بالقارة الإفريقية وقضية الصحراء".

وبخصوص تنمية إفريقيا، أبرز الدبلوماسي الأمريكي الأسبق الطابع "المثير للإعجاب" والرؤية "المتقدمة" لجلالة الملك لإرساء شراكات مستدامة ومربحة للجميع مع البلدان الإفريقية، ملاحظا أن قمة الولايات المتحدة - إفريقيا، التي ستحتضنها واشنطن مستهل غشت المقبل، تتماشى مع هذه الرؤية للقارة الإفريقية، خصوصا في المجالين الفلاحي والأمن الغذائي.

وذكر بأن هذا التقارب في وجهات النظر بين الرباط وواشنطن تدعمه اتفاقية التبادل الحر بين المملكة والولايات المتحدة التي دخلت حيز التنفيذ سنة 2006، والتي اعتبرها فريدة من نوعها تجمع الولايات المتحدة ببلد إفريقي، مشيرا إلى أن "هذا يجعل المغرب يضطلع بدور متميز على مستوى القارة، ليس فقط مع الولايات المتحدة في إطار تعاون ثلاثي الأطراف، ولكن أيضا كمركز اقتصادي ومالي هام".

وبخصوص قطار الإصلاحات التي أطلقها جلالة الملك منذ اعتلائه العرش، أشار غابرييل إلى أن الرؤية الملكية خلقت دينامية جديدة في مجال النمو الاقتصادي والتنمية البشرية، من خلال ولوج أفضل إلى المنظومة الصحية، والتربوية، وإلى الخدمات المالية، في إطار ماكرو اقتصادي يرتكز على مشاريع هيكلية كبرى. 

وأكد غابرييل على أن المغرب حقق أيضا تقدما جوهريا في مجال حقوق الإنسان، مستحضرا في هذا السياق موقف المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، نافي بيلاي، التي أكدت خلال زيارتها الأخيرة للرباط، على أن "المغرب شهد انتقالا مهما ووضع معايير رفيعة بفضل قوانينه ودستوره".

وسجلت بيلاي أن "المغرب حقق تقدما واضحا في اتجاه النهوض بحقوق الإنسان وحمايتها بشكل أفضل"، وهو التقدم الذي كانت انطلاقته مع إحداث هيئة الانصاف والمصالحة سنة 2004 للتحقيق في ماضي انتهاكات حقوق الإنسان، والتي كانت بمثابة المحفز لإطلاق العديد من الإصلاحات واسعة النطاق، بما في ذلك اعتماد دستور جديد سنة 2011.

(ومع-18/07/2014)

تنمية إفريقيا خيار استراتيجي للمغرب وتجسيد لرؤية ملكية ثاقبة لقارة سمراء واثقة في مستقبلها

جعلت المملكة المغربية من النهوض بالقارة الإفريقية وتنميتها خيارا استراتيجيا في سياساتها القائمة على دعم الشراكات جنوب جنوب، في إطار رؤية ملكية ثاقبة ومتقدمة لقارة سمراء واثقة في مؤهلاتها وقدراتها على تحقيق التقدم والازدهار المنشود من قبل شعوبها.

ولم يتوان المغرب، في ظل القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، عن التعبير عن تشبثه وانفتاحه على جذوره الإفريقية، واستعداده للمساهمة، بجميع الأشكال، في إعادة البناء والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في بلدان القارة، إيمانا منه بأن النهوض بالقارة الإفريقية وتعزيز أمنها واستقرارها هو السبيل الوحيد لتعزيز الأمن الإقليمي والدولي.

وتأتي الزيارات المكثفة التي قام بها جلالة الملك مؤخرا إلى العديد من البلدان الإفريقية لتؤكد هذا الالتزام والتوجه الذي يؤسøس لتحرøك فعøال للمملكة على الصعيدين الإقليمي والدولي يروم تفعيل نموذج تنموي مبتكر في إفريقيا، يرتكز على إعادة الثقة للقارة في إمكاناتها ومواردها، وفي ما تزخر به من كفاءات ومواهب بشرية، قادرة على إطلاق مشروع نهضوي طموح واللحاق بالركب الحضاري الذي تتسارع وتيرته دون أن يترك مكانا للضعفاء.

وكان جلالة الملك محمد السادس، قد أكد في خطاب ألقاه بأبيدجان خلال افتتاح المنتدى الاقتصادي المغربي الإيفواري (فبراير الماضي)، أن إفريقيا "لم تعد قارة مستعمرة، بل قارة حية، ليست في حاجة لمساعدات إنسانية، بقدر حاجتها لشراكات ذات نفع متبادل ولمشاريع التنمية البشرية والاجتماعية".

وأكد الملك محمد السادس أن "استتباب الأمن والاستقرار في القارة يقتضي احترام سيادة الدول ووحدتها الوطنية والترابية، والتنسيق لمواجهة التنظيمات الإرهابية، وعصابات الاتجار في السلاح والبشر والمخدرات، التي تهدد، ليس فقط الأمن الإقليمي بالساحل والصحراء، بل أيضا المنطقة الأورو - متوسطية، والأمن الدولي برمته".

وفي هذا الصدد، أشادت العديد من وسائل الإعلام وصناع الرأي الأمريكي، بالتزام جلالة الملك، المتجذر في التاريخ العريق للمغرب، وكذا بنجاعة المقاربة الملكية الرامية إلى إقامة شراكات للتنمية، وتحقيق التقدم بشكل متضامن مع إفريقيا.

واعتبرت مجلة (فوربس مغازين) الأمريكية أن جلالة الملك محمد السادس "يحمل رؤية متقدمة لقارة إفريقيا واثقة بمؤهلاتها، وأكثر حرية وازدهارا، رؤية تروم التخلص من ثقل أعباء وهموم حقبة استعمارية بائدة".

وقال ريشارد مينيتر، كاتب المقال، إن "الأمر يتعلق برؤية للأمل لحرية المبادرة والتغيير بالنسبة لإفريقيا"، موضحا أن هذه الرؤية الملكية "تفند أسطورة استعمارية لا تزال تعتقد أن إفريقيا تعاني دوما من ماضيها الكولونيالي، وبالتالي، فإن القارة بحاجة إلى مزيد من المساعدة أكثر من الفرص".

وأبرز مينيتر أن المقاربة الملكية تمد اليد للفرص، في وقت لا يرى فيه الآخرون سوى الخطر، مستدلا على ذلك بÜ"الاستثمارات المباشرة الضخمة للمغرب في غرب إفريقيا، وخاصة في قطاعات البنوك والاتصالات والأسمدة".

وأكد المحللون الدوليون المهتمون بالشأن الإفريقي أن المغرب قدم الدليل الواضح على استعداده للاضطلاع بدور طلائعي على صعيد القارة الإفريقية، معتبرين أن الأمر يمثل "إشارة قوية" خاصة وأن واشنطن وباريس وباقي العواصم الغربية الكبرى في حاجة ماسة إلى "شريك يمكن الاعتماد عليه لتعزيز الأمن الإقليمي، ودعم الشراكة من أجل التقدم الذي ترنو إليه شعوب القارة.

ومن جانبها، أشارت صحيفة (هافينغتون بوست) الأمريكية، الواسعة الانتشار، إلى أن هذا الالتزام الراسخ، الذي يتميز بعراقته واستعداده دوما لخدمة القضايا العادلة والانشغالات الكبرى للقارة، "نابع من المكانة الروحية لجلالة الملك محمد السادس، بصفته أميرا للمؤمنين، وسبط النبي، إضافة إلى كثير من الفضائل التي تعطي مكانة خاصة لجلالة الملك في قلوب سكان المنطقة.

وهذا ما دفع العديد من البلدان الإفريقية إلى التقدم بطلبات لتكوين أئمتها بالمغرب، وهو ما يمثل، برأي المحللين، "اعترافا واضحا" بواجهة المقاربة الشاملة للمملكة تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس في مجال مكافحة التطرف الديني والعنف والإرهاب بالمنطقة.

وقال الدبلوماسي الأمريكي السابق، روبرت هالي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن "تقديم طلب للمغرب لتكوين أئمة بلدان إفريقية يشكل بكل وضوح اعترافا بنجاح المقاربة الشاملة التي اعتمدتها المملكة تحت قيادة جلالة الملك في مجال محاربة التطرف والعنف بالمنطقة".

وبالنسبة لهذا الدبلوماسي السابق، فإن المغرب يتميز في هذا المجال بفضل مقاربته الشاملة التي تركز على المثل الروحية من خلال نشر قيم الإسلام المعتدل والمتسامح التي تتفرد بها المملكة، موضحا أن هذا "العمل المهم للغاية" الذي قام به المغرب قادر أيضا على تعزيز الاستقرار والأمن والازدهار بالمنطقة.

وفي سياق متصل، أكد بيتر فام، مدير أفريكا سانتر، التابع لمجموعة التفكير الأمريكية، أطلانتيك كاونسيل، أن المغرب أضحى يمثل "قوة للاعتدال والسلام" في إفريقيا، قادرة على مساعدة بلدان القارة لمواجهة خطر التطرف الديني الذي يهدد مجتمعاتها.

فتكوين الأئمة الأفارقة، بالنسبة لهذا الخبير الأمريكي، سيمكن الجالية المسلمة في هذه البلدان من استلهام النموذج المغربي للتحصين ضد تهديدات التطرف الديني. 

وحاصل القول، فإذا كان المغرب قد نجح في رهان مكافحة الإرهاب والتطرف عبر تبني مقاربة شاملة وإطلاق دينامية إصلاحية في الحقل الديني، فإن رهانه الأكبر اليوم يكمن في تنمية القارة الإفريقية والنهوض بأوضاعها، مقدما بذلك نموذجا بارزا للمساهمة المغربية في الجهود الدولية لمحاربة التطرف والإرهاب وإرساء فضاء قاري للرخاء والتنمية المستدامة.

زيارة جلالة الملك إلى تونس: الدبلوماسية الملكية في خدمة الاندماج المغاربي

شكل إحياء اتحاد المغرب العربي الذي يحظى بالأولوية في السياسة الخارجية للمملكة، أحد القضايا المركزية خلال الزيارة التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في يونيو الماضي إلى تونس، وهو حدث جسد بامتياز الرغبة الملكية الدائمة في ميلاد مغرب عربي موحد، قوي وقادر على الاستجابة لانتظارات شعوب المنطقة.

وقد ترجم هذا التصور الملكي الرصين من اجل مغرب عربي موحد ، من خلال هذه الزيارة التي جددت التأكيد على دعم وتضامن جلالة الملك مع بلد مغاربي يعيش على إيقاع مرحلة الانتقال الديمقراطي.

وتجسيدا واضحا على الالتحام القائم على الدوام بين الشعوب المغاربية الموحدة انطلاقا من حتمية التاريخ والثقافة والدين ووحدة المصير، شكلت زيارة جلالة الملك إلى تونس مناسبة لبحث سبل إحياء اتحاد المغرب العربي الذي يوجد في وضعية جمود دامت فترة طويلة.

وفي هذا السياق، أطلق جلالة الملك خلال خطابه التاريخي بالمجلس الوطني التأسيسي التونسي، نداء من أجل الاستثمار الأمثل للعلاقات المتميزة بين الرباط وتونس لإعطاء التكامل المغاربي تعبيرا ملموسا عمليا وواقعيا.

وفي هذا الصدد، قال جلالة الملك في خطابه الموجه لأعضاء المجلس، والذي حظي بإشادة كبيرة من قبل الطبقة السياسية التونسية لقوة مضمونه وعمقه السياسي، من أجل بناء مغرب عربي جديد متضامن ومتناغم مع منطق التاريخ، إن "الاستثمار الأمثل للعلاقات المتميزة المغربية التونسية سيشكل، بالتأكيد، التجسيد الواقعي والعملي للتكامل المغاربي. ذلك أن تحقيق طموحنا في بناء مغرب كبير، قوي وقادر على القيام بالدور المنوط به، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وأمنيا، يجب أن يرتكز على علاقات ثنائية وطيدة بين دوله الخمس من جهة، وعلى مشاريع اندماجية، تعزز مكانة ومسار الاتحاد المغاربي من جهة أخرى".

وفي هذا السياق، شدد السياسيون التونسيون والمراقبون الدوليون على أهمية هذه الدبلوماسية الملكية، واصفين الخطاب الملكي بالمجلس الوطني التأسيسي التونسي ب"خارطة طريق" نحو اندماج مغاربي قادر على وضع المنطقة في قلب التحولات السريعة التي يعرفها العالم.

وتأتي هذه الرؤية الملكية من اجل مغرب عربي مفتوح ومندمج، لتذكرنا بالقضية المأساوية المتمثلة في الكلفة المرتفعة لغياب البناء المغاربي والتي ما فتئت تهيمن على النقاش من اجل رفع هذا المأزق وحالة الجمود التي يوجد عليها اتحاد المغرب العربي . 

وتبرز كلفة غياب الاتحاد المغاربي بإلحاح وبشكل ملفت للنظر من خلال ضعف حجم التبادل التجاري بين الدول المغاربية التي لديها كل الإمكانات لإنجاح اندماجها الاقتصادي.

وعلى سبيل المقارنة، فإن حجم المبادلات التجارية بين دول الاتحاد الاوروبي يصل إلى 60 في المئة ، في الوقت الذي يصل فيه إلى 25 في المئة بين دول الأسيان (دول جنوب شرق اسيا) و15 في المئة بين دول تجمع الميركوسور (أمريكا الجنوبية) و9 في المئة بين دول غرب إفريقيا ( سيداو).

وحسب البنك الدولي، فإن اتحاد المغرب العربي بإمكانه على الأقل مضاعفة حجم مبادلاته التجارية الحالي .

ووفقا لدراسة أنجزها معهد (بروتون وودز)، فإن عدم تحقيق الاندماج الاقتصادي يكلف دول المغرب العربي خسائر ما بين 3 و9 مليار دولار سنويا.

وأشارت هذه الدراسة إلى أن عدم تحقيق الاندماج الاقتصادي في منطقة المغرب العربي يكلف مجموع اقتصاديات دول المنطقة من 2 إلى 3 نقطة من الناتج الداخلي الخام في كل السنوات.

وأمام هذه الوضعية، فإن مغربا عربيا موحدا لم يعد خيارا فحسب ، بل التزاما بالنسبة للمنطقة إذا كانت لا ترغب في أن تفوت فرصة اللحاق بركب قطار العولمة.

لذلك فإن بحث هذا الوضع، ينسجم مع مضمون خطاب جلالة الملك أمام أعضاء المجلس الوطني التأسيسي التونسي والذي شدد فيه جلالته على أن المنطقة المغاربية "لا يجب أن تخلف موعدها مع التاريخ، كما لا يمكن لاتحادنا أن يبقى خارج منطق العصر" ، معتبرا جلالته أن "التعطيل المؤسف للاتحاد المغاربي يحول دون الاستغلال الأمثل للخيرات والقدرات، التي تزخر بها بلداننا المغاربية ، بل إنه يرهن مستقبل منطقتنا، ويجعلها بعيدة عن التوجهات السائدة في مختلف مناطق العالم، التي لا تؤمن إلا بالتكتل والتكامل والاندماج، لتحقيق التطلعات المشروعة لشعوبها إلى المزيد من التنمية والرخاء والأمن والاستقرار". 

وأعرب جلالة الملك عن يقينه بأن أي " دولة لوحدها غير قادرة على معالجة القضايا التنموية، والاستجابة للتطلعات المشروعة لشعبها، وخاصة مطالب الشباب المغاربي الذي يعد ثروتنا الحقيقية".

وقال جلالة الملك في هذا الصدد، أنه "مخطئ أيضا من يتوهم أن دولة بمفردها قادرة على حل مشاكل الأمن والاستقرار. فقد أكدت التجارب فشل المقاربات الإقصائية في مواجهة المخاطر الأمنية التي تهدد المنطقة، خاصة في ظل ما يشهده فضاء الساحل والصحراء من تحديات أمنية وتنموية" يضيف جلالة الملك.

لذلك فإن رجال السياسة و المستثمرين والباحثين عن فرص الأعمال وكذا عامة المواطنين، يجمعون على أن إغلاق الحدود البينية يشكل عقبة كبرى أمام تحقيق الاندماج المغاربي ، وهنا كان جلالة الملك واضحا في خطابه أيضا إذ قال جلالته في هذا الصدد " إنه مخطئ كذلك من يعتقد أن الإبقاء على الوضع القائم، وعلى حالة الجمود التي يعيشها مغربنا الكبير، يمكن أن يصبح إستراتيجية ناجحة، وخاصة التمادي في إغلاق الحدود الذي لا يتماشى مع الميثاق المؤسس للاتحاد، ولا مع منطق التاريخ ومستلزمات الترابط والتكامل الجغرافي. بل إنه يسير ضد مصالح الشعوب المغاربية، التي تتطلع إلى الوحدة والاندماج" مسجلا جلالته على أن "الاتحاد المغاربي لم يعد أمرا اختياريا، أو ترفا سياسيا، بل أصبح مطلبا شعبيا ملحا وحتمية إقليمية إستراتيجية".

لذلك يتعين على دول المنطقة أن تعي أكثر من أي وقت مضى أن تحقيق البناء المغاربي أضحى ضرورة اقتصادية والتي من شأنها تسريع إنشاء سوق مشتركة وقطب تنافسي قوي يضم أكثر من 100 مليون مستهلك.

ومن جانب أخر، فإن مغربا عربيا موحدا لن يفشل في إيجاد حلول ناجعة لقضايا الأمن في المنطقة ولا سيما في منطقة الساحل، فضلا عن أن الاندماج الاقتصادي، برز عبر التاريخ كمحرك للتنمية الاقتصادية .

لذلك فإن الاندماج المغاربي، الذي يظل عاملا مفتاحا لإشكالات النمو الاقتصادي والاستقرار يتعين أن يكون في صلب أجندة صانعي القرار، بعيدا عن الذرائع السياسية الجاهزة، وذلك بهدف تفادي تشتت مكونات المنطقة المغاربية، وتموقعها مجددا كوجهة جاذبة للمستثمرين. 

السياسة الجديدة للهجرة، مبادرة ملكية انسانية تعكس التزاما ثابتا بالعمل من أجل إفريقيا

تعكس السياسة الجديدة للمغرب في مجال الهجرة، والتي دعا صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى اعتمادها، التزاما ثابتا وراسخا للمملكة للعمل من أجل خدمة افريقيا والمساهمة في تنميتها والنهوض بحقوق الإنسان بها.

وإلى جانب كونها خطوة جريئة، على مستوى تعزيز انخراط المغرب في العمل من أجل تقديم أجوبة هيكلية لإشكالية الهجرة، والتي أضحت في ظل المتغيرات الراهنة، هما يؤرق بلدان العالم أجمع، فإن المبادرة الملكية الإنسانية والشمولية تندرج في إطار مسار استراتيجي حقيقي وضعه المغرب في إطار توجهه نحو تفعيل التعاون جنوب جنوب.

ذلك أن هذه الرؤية تعزز السياسة الجديدة الخاصة بإفريقيا، التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتي تكرس توجه المغرب للتحول إلى أرض للاستقبال، وتعزز علاقاته العريقة مع إفريقيا، وتأكيد التزامه الدائم من أجل التنمية البشرية، وتعزيز السلام والأمن، والنهوض بالعمل الإنساني في إفريقيا.

كما أن السياسة الجديدة للمملكة للهجرة، تكشف بوضوح عن توفر المغرب على رؤية استشرافية وشمولية، وقدرة على التكيف مع التغيرات المتسارعة والمتلاحقة المرتبطة بالموضوع، فضلا عن أنها تنخرط في عمق التحولات الشاملة التي تعرفها المملكة.

ويأتي التوجه الإرادي والمسؤول للمغرب، باعتماد سياسة جديدة للهجرة تقوم على مقاربة شاملة وإنسانية، في ظل التحولات التي شهدتها المملكة على مدى العقدين الأخيرين، ذلك أن المغرب الذي ظل على مر التاريخ أرضا للهجرة بامتياز، تحول نتيجة للتدفقات البشرية الهامة التي استقبلها إلى دولة عبور وأرضا للاستقبال والإقامة.

وإذا كان للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية نصيب في دفع آلاف المهاجرين، سواء من دول إفريقيا جنوب الصحراء أو بعض الدول الأوروبية، إلى التوجه نحو المغرب، فإن المسار الإصلاحي الرائد والمتميز الذي يشهده المغرب على المستوى الديمقراطي والحقوقي والتنموي، وكذا السياسات المتشددة للدول الأوروبية في مجال الهجرة، كلها عوامل مهدت الطريق لتحول المملكة إلى دولة استقبال.

وفي ظل هذا المسار، فقد تمكن المغرب من تحقيق تراكم ملحوظ على المستوى التشريعي والمؤسساتي في مجال تدبير شؤون الهجرة، كما سجل دستور يوليوز 2011 قفزة نوعية في مجال مقاربة المملكة لهذه الظاهرة، بعد أن نص في ديباجته على تمتع الأجانب بالحريات الأساسية المعترف بها للمواطنين، واتخذ موقفا واضحا وصريحا بخصوص التصدي لجميع أشكال التمييز.

وفي سياق المسار الإصلاحي التنموي، الذي قاده منذ تربعه على عرش أسلافه الميامين، فقد كان صاحب الجلالة الملك محمد السادس حريصا، على أن يشمل قطار الإصلاحات مجال الهجرة، وذلك وفق مقاربة إنسانية شمولية تزاوج بين التصدي لمشكل هيكلي والبعد التنموي التضامني الذي يجعل من المغرب رائدا عالميا في مجال تفعيل سياسة التعاون جنوب جنوب.

وكان صاحب الجلالة الملك محمد السادس، قد ترأس في شتنبر 2013 بالدار البيضاء، جلسة عمل خصصت لتدارس مختلف الجوانب المرتبطة بإشكالية الهجرة، في أفق بلورة سياسة شاملة جديدة لقضايا الهجرة بالمملكة.

وأصدر جلالة الملك ، بهذه المناسبة ، توجيهاته السامية للحكومة للإسراع بوضع وتفعيل استراتيجية ومخطط عمل ملائمين، بهدف بلورة سياسة شاملة ومتعددة الأبعاد لقضايا الهجرة بالمغرب، بما من شأنه أن يوفر للمغرب قوة اقتراحية حقيقية في هذا المجال ويمكنه من القيام بدور ريادي وفعال على الصعيدين الجهوي والدولي.

وسعيا منها إلى الترجمة العملية للتوجيهات الملكية، فقد التزمت الحكومة بتعبئة مختلف الوسائل لإنجاح هذا الورش الجديد، وفق منظور ومقاربة شمولية مندمجة، لإدماج اللاجئين والمهاجرين وأفراد أسرهم والمحافظة على هويتهم وإشراكهم اقتصاديا واجتماعيا وتمكينهم من المساهمة في تطوير العلاقات المنتجة والتقريب بين الشعوب والثقافات والحضارات.

كما عبرت عن استعدادها لتوسيع نطاق الشراكة والتعاون مع الفاعلين الوطنيين والدوليين المعنيين من أجل تدبير عقلاني و شمولي لمسلسل الهجرة والتنقل في كافة مراحله ومختلف أبعاده.

وتقوم أسس ومرتكزات السياسة الجديدة للهجرة على أربعة محاور رئيسية، تهم تسوية الوضعية القانونية لطالبي اللجوء والمهاجرين الذين يستجيبون لشروط معينة، و تأهيل الإطار القانوني المتعلق بالهجرة واللجوء، و بلورة وتنفيذ استراتيجية لإدماج المهاجرين واللاجئين تجعل من المهاجر عنصرا لإغناء المجتمع وعاملا لتحريك التنمية، ثم والتصدي بحزم لشبكات الاتجار في البشر.

ففيما يخص تسوية وضعية طالبي اللجوء والمهاجرين في وضعية غير نظامية، فقد بادرت السلطات العمومية يوم ثاني يناير 2014 إلى إطلاق عملية التسوية الاستثنائية للمهاجرين في وضعية غير نظامية تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية في هذا الشأن، وعملت في السياق ذاته على فتح 83 مكتبا للأجانب على مستوى عمالات وأقاليم المملكة.

أما فيما يتعلق بتأهيل الإطار القانوني المؤطر للهجرة واللجوء، فقد تم إحداث لجنة بين- قطاعية مهمتها اقتراح المشاريع اللازمة لتطوير وتأهيل الإطار القانوني للهجرة واللجوء والاتجار في البشر من خلال تحضير ثلاثة مشاريع قوانين أساسية، وهي مشروع القانون الخاص باللجوء ومشروع القانون حول مكافحة الاتجار بالبشر وحماية ومساعدة ضحاياه، ومشروع القانون الخاص بالهجرة.

وبخصوص محور إدماج المهاجرين واللاجئين اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، فقد حرص المغرب، انطلاقا من خصوصياته ومقوماته الغنية والمتنوعة، على تبني مقاربة تنظر إلى المهاجر باعتباره عنصرا إيجابيا لإغناء مجتمعنا وعاملا مساهما في التقدم الاقتصادي والاجتماعي والثراء الوطني.

ومن هنا، باشرت السلطات الحكومية، بتعاون مع مختلف الفاعلين الخواص والمجتمع المدني ، بلورة مخطط أولي للاندماج يقوم على ضمان تمتع المهاجرين وأفراد أسرهم بالحقوق الأساسية وحمايتهم من شتى أشكال التمييز، وتحقيق المساواة في الفرص، و تمكين المهاجر من الإلمام بثقافة ولغات المغرب، مع العمل على مساعدته على المحافظة على هويته الأصلية بمختلف مكوناتها، و إدماج المهاجرين في وضعية قانونية في سوق الشغل....الخ.

أما على مستوى التصدي الحازم لشبكات الاتجار في البشر، فقد وضعت السلطات المعنية خطة أمنية وطنية طموحة في مجال محاربة هذه الشبكات التي أصبحت تأخذ أشكالا جديدة من حيث التنظيم والعلاقات مع الشبكات الإجرامية الدولية الأخرى التي تتاجر في المخدرات والأسلحة.

وتجدر الإشارة إلى أن السياسة الجديدة للمملكة في مجال الهجرة، حازت اعترافا مشهودا من لدن العديد من البلدان الإفريقية ، التي أعربت عن دعمها وانخراطها الكامل في الدينامية التي أطلقها المغرب.

وبادر قادة عدد من البلدان الافريقية إلى التعبير عن تثمينهم ودعمهم للمبادرة الملكية وانخراطهم التام في الدينامية التي يعتزم المغرب إطلاقها في هذا المجال.

كما حرصت أغلب العواصم العالمية الكبرى، من جهتها، على التعبير عن إشادتها وتنويهها بمبادرة صاحب الجلالة الملك محمد السادس الرامية إلى إصلاح منظومة الهجرة، معربة عن دعمها للسياسة المغربية في مجال الهجرة والتي تهدف إلى تعزيز حماية حقوق المهاجرين واللاجئين بالمملكة. كما حظيت المبادرة الملكية بتقدير خاص من الاتحاد الأوروبي وقادة الأمم المتحدة (الأمين العام للأمم المتحدة والمفوضة السامية لحقوق الإنسان والمفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين)، والذين نوهوا في هذا الصدد بهذه الخطوة ذات البعد الإنساني القوي.

(ومع-17/07/2014)

بيتر فام: الدعم "الواضح" للرئيس أوباما لمخطط الحكم الذاتي، اعتراف بالدور الريادي لجلالة الملك على الصعيد الإقليمي

أكد بيتر فام، مدير أفريكا سانتر، التابع لمجموعة التفكير الأمريكية أطلانتيك كاونسيل، أن الدعم "الواضح" للرئيس الأمريكي، باراك أوباما، لمخطط الحكم الذاتي بالصحراء، تحت السيادة المغربية، الذي شكل "نقطة بارزة" في لقاء القمة الذي جمع بالبيت الأبيض بين الرئيس الأمريكي وجلالة الملك، "يشكل اعترافا من قبل واشنطن بالدور الريادي الذي يضطلع به جلالة الملك على الصعيد الإقليمي، كقوة لتعزيز الاستقرار في القارة الإفريقية".

وفي تصريح أبرز الخبير في الشؤون الإفريقية، الذي غالبا ما يلجأ الكونغرس الامريكي إلى خبرته، أن "هذا الدعم الواضح لوجاهة المخطط المغربي للحكم الذاتي من قبل أوباما، تماشيا مع السياسة التي اتبعتها ثلاث إدارات امريكية، منذ الرئيس بيل كلينتون ومرورا بجورج بوش، يعد بمثابة "اعتراف من قبل الولايات المتحدة بالدور الريادي الذي يضطلع به صاحب الجلالة على الصعيد الإقليمي كقوة لتعزيز الاستقرار بالقارة".

وأضاف أنه يشكل أيضا اعترافا ب"الدور البناء" الذي يضطلع به المغرب بهدف إيجاد حل نهائي لهذا النزاع المفتعل"، ملاحظا أن هذا الدعم الذي عبرت عنه الولايات المتحدة يتجاوز حدود هذه القضية "ليشمل إرساء تعاون قوي بين واشنطن والرباط بهدف إقامة تعاون ثلاثي الأطراف في إفريقيا، خصوصا في المجالين الأمني والتنموي".

وقال إنه من واشنطن، التي ستستضيف بداية غشت المقبل قمة الولايات المتحدة-الزعماء الأفارقة، "لا يمكن إلا التنويه بالالتزام الأصيل لجلالة الملك تجاه المحيط المباشر للمملكة، كما تدل على ذلك الزيارة الملكية لتونس، أو على مستوى القارة الإفريقية من خلال العديد من الجولات التي قام بها صاحب الجلالة منذ اعتلائه العرش".

وقد مكنت هذه الزيارات الملكية بالقارة الإفريقية، سواء بمالي أو غينيا كوناكري أو كوت ديفوار أو الغابون أو دول أخرى من توقيع العديد من اتفاقيات التعاون، على أساس التزام القطاع الخاص المغربي بتعزيز الشراكات المربحة للجميع لما فيه صالح سكان المنطقة.

وأشار فام إلى أن "الاعتراف بالدور الريادي لجلالة الملك بإفريقيا من قبل الرئيس أوباما يمهد الطريق لتعاون ثلاثي الأطراف مفيد لإفريقيا، التي ستستفيد من المزايا التي تتيحها الرباط وواشنطن من أجل إرساء القواعد لتحقيق تنمية مستدامة بالقارة".

-أجرى الحوار فؤاد عارف-

عيد العرش المجيد: مناسبة متجددة تجسد عمق ما يربط العرش بالشعب من أواصر الولاء الدائم والبيعة الوثقى والتلاحم العميق

تشكل الذكرى الخامسة عشرة لاعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه الكرام، التي ستحل يوم الثلاثين من شهر يوليوز الجاري، مناسبة متجددة تجسد عمق ما يربط العرش بالشعب من أواصر الولاء الدائم، والبيعة الوثقى والتلاحم العميق، واحتفال بالمفاخر والأمجاد، وتطلع نحو تحقيق المزيد من الانتصارات لهذا الوطن، وفرصة لشحذ الهمم ولتجديد العزائم وتوطيدها والاندفاع إلى الأمام في تشييد صرح المغرب الحديث.

وتتيح هذه الذكرى كذلك المناسبة لتأكيد الوفاء الصادق الذي يتبادله العرش والشعب، وتجديد العهد المقدس الذي يلحم بينهما بأواصر البيعة الشرعية المتجذرة عبر أربعة عشر قرنا من تاريخ المغرب الحافل المجيد، والتعبير عن الالتزام المتبادل بين الملك والشعب لرفع التحديات وتخطي المعيقات كيفما كانت طبيعتها.

إن المرمى الحقيقي للاحتفال بهذه الذكرى، والمغزى الكامن في استحضار هذا الحدث، كل ما مر الحول عليه، هو التشخيص الدائم، وعلى مر الحقب والأزمان، لعرى التلاحم الوثيق بين العرش والشعب، والولاء الدائم والوفاء المستمر الذي يكنه الشعب المغربي لعاهله جلالة الملك محمد السادس، والتعبير الصريح عن القيم والأصالة، والارتباط بالحرية والديمقراطية، والاستعداد الدائم للذود عن حرية الوطن واستقلاله واستكمال وحدته الترابية، وصد مناورات المتربصين بهذا البلد المعقل من معاقل الإسلام، والثورة ضد كل أشكال القهر والتخلف.

وقد أكد ذلك جلالة الملك محمد السادس، في أول خطاب للعرش، بقوله "إننا نطمح إلى أن يسير المغرب في عهدنا قدما على طريق التطور والحداثة، وينغمر في خضم الألفية الثالثة، مسلحا بنظرة تتطلع لآفاق المستقبل في تعايش مع الغير، وتفاهم مع الآخر محافظا على خصوصيته وهويته، دون انكماش على الذات، وفي كنف أصالة متجددة وفي ظل معاصرة ملتزمة بقيمنا المقدسة".

في هذه المناسبة تلبس كل مدن المغرب وأقاليمه حلة جديدة يعبر سكانها عن فرحتهم وتأييدهم وتعلقهم بملكهم، معترفين ومكبرين ما يبذله من جهد متواصل من أجل إسعادهم، وما يتخذه جلالته من قرارات سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية وتنموية لفائدتهم، مناسبة لاستحضار المنجزات الكبرى الرائدة التي عرفها المغرب في العهد المحمدي الزاخر بالأمجاد والمكرمات، والتحولات التي شهدها على امتداد الخمسة عشرة سنة الماضية والتي جعلت المملكة ورشا كبيرا مفتوحا.

إنها ذكرى يبتهج بها الشعب المغربي قاطبة في كل ربوع وأقاليم المملكة، ويفرح بها ويستبشر في كل مدينة وقرية، ويرى فيها ذلك الرمز الخالد، المتوارث كابرا عن كابر، والمتواصل ماجدا عن ماجد، المتمثل في الولاء والإخلاص والوفاء لجلالته وللعرش العلوي المجيد.

كما أنها مناسبة مواتية لتأكيد الخيارات الأساسية للبلاد التي كرسها الدستور الجديد للمملكة? الذي أجمعت الأمة على اعتباره ميثاقا متميزا? بما يفتحه أمام المغاربة من آفاق المشاركة الفعالة، ومناسبة سانحة لاستلهام روح الوفاء والعطاء المستمر، لمواصلة العمل والكفاح من أجل استكمال بناء مغرب الوحدة والتقدم والتنمية الشاملة.

وذلك ما أكده جلالة الملك، في خطابه السامي بمناسبة الذكرى الأولى لاعتلائه العرش، متوجها إلى رعاياه الأوفياء، بقوله "إن احتفاءك الخاص بعيد العرش يعود لخاصيته المتمثلة في تجسيده لتلاحم مقدسات المغرب الثلاث .. الإسلام والملكية والوطن، حيث أرسى العرش، بفضل الإسلام والملكية، مكونات الوطن التعددية، الحضارية والثقافية والجغرافية، وجعلها مصدرا مستمرا لوحدته. كما شكل هذا الالتحام بينك وبين العرش حصنا حصينا أكسب المغرب قوة ومناعة بهما تمكن من الصمود أمام أخطر الصعاب والأزمات، وتخطى أعتى العراقيل والعثرات، ورفع مختلف العوائق والتحديات، واجتاز الامتحانات الحاسمة ومنعرجات التاريخ الصعبة وهو أكثر ما يكون ثباتا وشجاعة وأقوى تضامنا وأوفى عهدا".

وفي نفس السياق، قال جلالة الملك، في خطابه السامي بمناسبة الذكرى الرابعة عشرة لاعتلاء جلالته عرش أسلافه الميامين، مخاطبا شعبه الوفي، "إن احتفالك بذكرى عيد العرش المجيد، سيرا على تقاليدك العريقة، لا ينحصر مغزاه فقط في تجسيد ولائك الدائم لخديمك الأول، المؤتمن على قيادتك، وصيانة وحدتك. إنه يؤكد أيضا، وبصورة متجددة، رسوخ البيعة المتبادلة بيني وبينك، للمضي بالمغرب في طريق التقدم والازدهار، والتنمية والاستقرار. كما يجسد وفاءك لثوابت الأمة ومقدساتها".

لذلك فإن لعيد العرش المجيد دلالات عميقة، ومرامي بعيدة، ومقاصد شريفة، وأهدافا نبيلة يوحي بها، ويرمز إليها، ويجددها كل سنة في قلوب أبناء الشعب المغربي، عيد يتجدد مع الثلاثين من شهر يوليوز من كل سنة يحمل بحلوله معاني سامية جليلة، من بشائر الخير واليمن والبركة.

ويتيح الاحتفال بهذه المناسبة المجيدة استحضار ما حققه المغرب من إنجازات ومكاسب هامة شملت? على الخصوص? إصلاح الحقل السياسي من خلال تطوير الآليات الديمقراطية، والإصلاحات الهامة التي عرفها الحقل الديني، والعمل على توفير موارد العيش للمواطنين والمواطنات بما يسهم في حل المشاكل المادية? علاوة على الجهود الحثيثة المبذولة لتحقيق التنمية البشرية، من خلال إطلاق مبادرات ومشاريع مدرة للدخل? في سعي إلى تحقيق ما أمكن من التوازنات الاجتماعية والنمو الاقتصادي.

ويرمز عيد العرش إلى ذلك النهوض الاجتماعي المتواصل، والتقدم الاجتماعي المستمر، الذي تشهده البلاد طيلة السنة وفي كل مناسبة وطنية، بما يكون فيها من مشاريع ثقافية واجتماعية، ويتحقق فيها من منشآت عمرانية كبيرة، ومنجزات عظيمة، تزيد من الأمن والطمأنينة، ومن الرخاء والازدهار لهذه الأمة في مختلف المجالات المادية والمعنوية، وتكفله من عزة وكرامة ورفاهية للفرد والجماعة.

ومنذ اعتلاء جلالة الملك محمد السادس العرش، في الثلاثين من شهر يوليوز 1999، وهو يعمل، حفظه الله، على إطلاق العديد من الأوراش الاقتصادية والاجتماعية، موازاة مع الإصلاحات السياسية والمؤسساتية، في تجاوب مع تطلعات رعاياه، جاعلا جلالته كرامة المواطن المغربي وازدهاره في صلب اهتماماته السامية، مواصلا جلالته أداء الرسالة المثلى في تنمية البلاد والسعي إلى تحقيق رقيها ونهضتها.

وما فتئ جلالة الملك محمد السادس يولي عنايته الخاصة لإرساء دعائم دولة الحق والقانون، ولتنمية بلاده تنمية بشرية مستدامة، تربويا وصحيا واجتماعيا وثقافيا، ولتعزيز البنيات التحتية للوطن بتشييد المنشآت التجهيزية الكبرى، من موانئ ضخمة وطرق سيارة وسدود نافعة وتجهيزات فلاحية عظمى، لتحقيق "المغرب الأخضر" المثمر الزاهر، حيث يضع جلالته الأسس الكفيلة لوضع المغرب الجديد على سكة الحداثة والنماء، ويحضر جلالته في جميع الجبهات والجهات للوقوف والسهر على كل المشاريع ومتابعة تطوراتها وتوسيعها وتنقيحها إذا اقتضى الأمر ذلك.

وعلاوة على الاهتمام البالغ الذي يوليه جلالة الملك محمد السادس للملفات الاجتماعية والحقل الديني وترسيخ الصرح الديمقراطي وبناء المغرب الحداثي وغيرها، بشكل لا يعرف الكلل ولا الملل، فإن جلالته لم يأل جهدا في الاهتمام بقضايا السياسة الخارجية وعلى رأسها قضية فلسطين، وبناء المغرب العربي والشراكة مع أوروبا، وتنمية القارة الإفريقية وتحقيق استقرارها على جميع الأصعدة والمستويات ما يزرع الأمل في نفوس الأشقاء الأفارقة.

ويتجسد الاحتفال بعيد العرش المجيد في تاريخ المغرب الحديث كذلك في تجديد البيعة المعهودة بين العرش والشعب، وفي الترابط بين القمة والقاعدة لبناء المغرب وإعلاء شأنه بين الأمم في كل المجالات، إنه عيد الأمل والاستمرارية والبيعة والنهضة الشاملة والإخلاص للشعار الخالد "الله .. الوطن .. الملك"، في نهضة متواصلة يقودها جلالة الملك محمد السادس في مجالات التنمية البشرية، والتقدم الاقتصادي والاجتماعي، والمواطنة الكريمة، بروح الوطنية الصادقة، والتلاحم الوثيق بين العرش والشعب، التي جبل عليها المغاربة عبر التاريخ.

وعيد العرش ليس عيدا وطنيا فقط بالمعنى الحديث، بل هو عيد لتجديد البيعة والعهد الشامل بأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، من حيث أن لهذه البيعة في المغرب بعدا روحيا كبيرا، فهي ميثاق دستوري يقوم على التشاور والتكافل والتماسك والإخلاص المتبادل بين ملك البلاد وأفراد الأمة.

ويدل هذا العيد المجيد العطر دلالة واضحة على الآصرة الدينية والرابطة الروحية، والوشيجة القوية التي تجمع بين العرش وشعبه الوفي في نطاق البيعة الشرعية، المتأصلة باستمرار، والمتجددة في كل مناسبة دينية ووطنية، والتي تتمثل فيها الطاعة الواجبة لأولي الأمر في الإسلام، كما أمر بها الله سبحانه وتعالى في قوله جل علاه "يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم"، وقوله سبحانه "وأوفوا بالعهد، إن العهد كان مسؤولا".

وها هو المغرب اليوم، وارفا في ظلال العرش العلوي المجيد، الضامن لسيادة الأمة ووحدتها، وبقيادة ملكه سادس المحمدين، يخطو، بثبات، إلى الأمام، متسلقا مدارج الرقي والتقدم والازدهار، مواصلا نهضته الإصلاحية، عاقد العزم على مواصلة مسيرة الكفاح والنضال من أجل تحقيق وحدته الترابية، وخوض معركة التنمية بكل إصرار وتفاؤل من أجل غد أفضل.

ويتابع جلالة الملك محمد السادس مسيرة البناء والتشييد للمغرب الحديث بعزم وثبات، بما يبذله من جهود هادفة إلى تحقيق أماني شعبه التواق إلى نهضة واسعة، وتنمية شاملة وحياة رغيدة، وتطلعاته في تحقيق الكرامة الإنسانية والسعادة الفاضلة، ويكرس جهوده، حفظه الله، لمعالجة القضايا الوطنية والقومية الكبرى بعقلية علمية وفكر متنور، ويجدد أسس ودعائم دولة الحق والقانون.

وما فتئ جلالة الملك، في كل مناسبة، ومنذ توليه العرش، يدعو ويحث رعاياه على مضاعفة الجهود في تجديد الرؤى والمناهج، وتمديد الآفاق بما يؤهل المغاربة، المتمسكين بالمقدسات، والمتعلقين بالثوابت، والملتزمين بالعهود، من أن يكونوا أقوى استعدادا للانخراط الفعال في مسيرة العصر والمساهمة الإيجابية فيها، وكما قال جلالته "تحفزا من المكانة اللائقة بمجدك التالد، وحاضرك الطموح، ومستقبلك المشرق الواعد، ضمن أصالة راسخة متجددة وحداثة أصيلة".

وإنه لمن حسن المناسبة ويمن الطالع أن يتزامن حلول الذكرى الخامسة عشر لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه الميامين، مع احتفاء الشعب المغربي وابتهاجه بحلول عيد الفطر السعيد، واكتمال شهر الصيام والقيام، هذا الشهر المبارك الكريم الذي يترأس فيه أمير المؤمنين الدروس الحسنية في رحاب قصره الملكي العامر، فيعيش المغرب بأكمله تلك الأجواء الروحانية، المتعطرة بأريج الرحمة والبركة، والنفحات القدسية بما يتلى ويتدارس فيها من كتاب الله وسنة رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم، وبما يتحقق فيها من إشراق هدايتهما وأنوارهما على المغاربة قاطبة، والمسلمين كافة.

الرباط واشنطن : إرادة على أعلى مستوى من أجل محور استراتيجي في خدمة المصالح الحيوية للأمتين

تنفرد الشراكة التاريخية بين المغرب والولايات المتحدة، التي حظيت بدفعة قوية بفضل الإرادة المعبر عنها على أعلى مستوى بالرباط كما بواشنطن، بطابعها القوي والمتنوع، كما دل على ذلك اجتماع القمة بين جلالة الملك محمد السادس والرئيس باراك أوباما في نونبر 2013 بواشنطن، والذي أضفى مزيدا من الشرعية على علاقات صداقة عريقة، تواجدت خلالها المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية دوما على الضفة ذاتها للأحداث والتاريخ.

وقال يوناه ألكسندر، العضو البارز في مجموعة التفكير الأمريكية بوتوماك إنستيتيوت, إن "مستقبل الشراكة الاستثنائية التي تجمع المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية يبدو واعدا، بعد الزيارة التاريخية لجلالة الملك ولقاء جلالته بالرئيس أوباما".

ومن منظور أمريكي، لاحظ الخبير أن "المغرب يشكل دون أدنى شك ملاذا للاستقرار، بالنظر إلى أن البلدين يقتسمان رؤية ومصالح مشتركة، يعززها تاريخ عريق وفلسفة متشبعة بقيم حقوق الإنسان، والحريات المدنية، والمشاركة السياسية الشاملة".

وتجدر الإشارة إلى أن محور الرباط وواشنطن لا يكتفي فقط بالمكتسبات التاريخية، بل ما فتئ البلدان يبحثان، في إطار رؤية استشرافية، عن إعلاء هذه الشراكة المتميزة وتعزيزها عبر إبرام اتفاق التبادل الحر الذي دخل حيز التنفيذ سنة 2006، والذي ما يزال فريدا من نوعه بالقارة الأفريقية، فضلا عن الحوار الاستراتيجي، الذي يعتبر الأول للولايات المتحدة مع بلد مغاربي، بالإضافة إلى تعيين المملكة كحليف استراتيجي للولايات المتحدة من خارج حلف شمال الأطلسي.

ويرى المراقبون بواشنطن أن الحوار الاستراتيجي "يشكل أرضية تمكن البلدين من العمل معا على تحقيق رؤية معتدلة ومزدهرة لشمال إفريقيا والقضاء على التطرف والظلامية".

كما تمثل هذه الأرضية إطارا نموذجيا من أجل تشجيع التعاون في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية، وكذا في مجالات التعليم والشؤون الثقافية.

ومن وجهة نظر جيو استراتيجية إقليمية، اعتبر كل من رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ، روبرت مينينديز، والسيناتور تيم باين، في هذا السياق، أن "الشراكة القوية بين المغرب والولايات المتحدة سيكون لها تأثير إيجابي على الاستقرار في المغرب العربي، ومنطقة الساحل، بل وأبعد من ذلك على المستويات الاقتصادية والتنمية".

وفي الواقع، فإفريقيا أصبحت اليوم فضاء جديدا للتعبير عن الشراكة المغربية الأمريكية، فالمغرب باعتباره أرضية اقتصادية ومالية متميزة بالنسبة للشركات الأمريكية الراغبة في الاستثمار ببلدان القارة، وبالنظر إلى الخبرة التي راكمتها المملكة تحت قيادة جلالة الملك، يدعو إلى تعاون جنوب - جنوب براغماتي وفعال ومتضامن كخيار لا محيد عنه، وفق رؤية متحررة من الأعباء الإيديولوجية وأغلال السياسات البائدة التي تقف حجر عثرة أمام المساعدة على تحقيق التنمية.

وبخصوص قضية الصحراء، أكد بيتر فام، مدير أفريكا سانتر، التابع لمجموعة التفكير الأمريكية أطلانتيك كاونسيل، أن الدعم "الواضح" للرئيس الأمريكي، باراك أوباما، لمخطط الحكم الذاتي بالصحراء، تحت السيادة المغربية، الذي شكل "نقطة بارزة" في لقاء القمة الذي جمع بالبيت الأبيض بين الرئيس الأمريكي وجلالة الملك، "يشكل اعترافا من قبل واشنطن بالدور الريادي الذي يضطلع به جلالة الملك على الصعيد الإقليمي، كقوة لتعزيز الاستقرار في القارة الإفريقية".

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أبرز هذا الخبير في الشؤون الإفريقية، الذي غالبا ما يلجأ الكونغرس الامريكي إلى خبرته، أن "هذا الدعم الواضح لوجاهة المخطط المغربي للحكم الذاتي من قبل أوباما، تماشيا مع السياسة التي اتبعتها ثلاث إدارات امريكية، منذ الرئيس بيل كلينتون ومرورا بجورج بوش، يعد بمثابة "اعتراف من قبل الولايات المتحدة بالدور الريادي الذي يضطلع به صاحب الجلالة على الصعيد الإقليمي كقوة لتعزيز الاستقرار بالقارة".

وأضاف أنه يشكل أيضا اعترافا ب"الدور البناء" الذي يضطلع به المغرب بهدف إيجاد حل نهائي لهذا النزاع المفتعل"، ملاحظا أن هذا الدعم الذي عبرت عنه الولايات المتحدة يتجاوز حدود هذه القضية "ليشمل إرساء تعاون قوي بين واشنطن والرباط بهدف إقامة تعاون ثلاثي الأطراف في إفريقيا، خصوصا في المجالين الأمني والتنموي".

(ومع-16/07/2014)