الشعب المغربي يشاطر الأسرة الملكية الاحتفال بزفاف صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد

العادة، وكما في كل المناسبات، حرصت الأسرة الملكية على إشراك الشعب المغربي في الحدث السعيد لزفاف صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، الذي ترأس صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، يوم الخميس بساحة المشور برحاب القصر الملكي بالرباط، حفله الخاص بتقديم التهاني و"الهدية"، وذلك من خلال الاحتفال بقران العديد من الأزواج من جميع جهات المملكة، تزامنا مع زفاف سمو الأمير مولاي رشيد.
وبالفعل، شكل هذا الحفل، الذي حضرته العديد من الشخصيات الوطنية والدولية المرموقة، حدثا شعبيا ووطنيا عكس بصدق مدى الارتباط القوي الذي يجمع العرش بالشعب، وكذا الحب الكبير الذي يكنه الشعب المغربي لأفراد الأسرة الملكية الشريفة.
وفي هذا الصدد أبدى عدد من الشباب الذين احتفلوا بزواجهم بالموازاة مع زواج صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، سعادتهم الغامرة وتأثرهم البالغ، معبرين عن امتنانهم لجلالة الملك على هذه الالتفاتة المليئة بالدلالات، التي تعكس بحق العناية الخاصة التي يوليها جلالته للشباب.
وقال خلاف عبد الله، وهو شاب من مدينة زاكورة، وأحد الأزواج الذين أقيم زواجهم تزامنا مع حفل زفاف صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، إن هذه الالتفاتة الملكية ما هي إلا دليل على العناية الموصولة لجلالة الملك بمختلف شرائح الشعب المغربي، من مختلف الجهات، وبخاصة الشباب، معربا عن عظيم امتنانه وشكره لجلالة الملك وللأسرة الملكية.
أما الشاب منتصر عريان، من مدينة بن سليمان، فاعتبر أن هذه المبادرة كان لها وقع كبير في نفسه، مؤكدا أن انشغالات وانتظارات مختلف مكونات الشعب المغربي ظلت على الدوام في صلب انشغالات الأسرة الملكية.
وفي السياق نفسه، عبر الشاب عز العرب من مدينة مكناس، عن تأثره الكبير، بعد أن حظي بشرف الاحتفال بزواجه بالموازاة مع الاحتفال بزواج صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، مؤكدا من جهته أن قضايا الشباب حاضرة بقوة ضمن انشغالات واهتمامات جلالة الملك أينما حل وارتحل.
وأضاف أن تزامن زفافه مع حفل زفاف صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، شرف كبير وتحقيق لحلم طالما راوده، مبرزا أن مثل هذه المبادرات تشكل أكبر تحفيز للمغاربة وللشباب، بالخصوص، على الإقبال على الحياة بروح الإبداع والابتكار والاجتهاد والانخراط الفعال والايجابي في الدينامية التنموية التي تعرفها المملكة.
وقد تميز هذا الحفل بمرور موكب بهيج أمام المنصة الملكية، التي أقيمت بساحة المشور، يتقدمه قائد المشور. وتواصل الموكب بمرور طلبة المدارس القرآنية مرتدين زيا أبيض ناصعا، رمز صفاء الروح ونقاء السريرة، حاملين ألواح القرآن الكريم تشبثا بكتاب الله، الحامل لرسالة السلام والتسامح.
وتلا استعراض مجموعة الغناء الشعبي"اللعابات"، موكب بديع لفتيات في مقتبل العمر مرتديات الأزياء التقليدية، وحاملات الشموع وبتلات الورود، كتجسيد رمزي لنور الحياة، ولمعالم الجمال والسلام.
وشكلت "الهدية"، الحدث الأبرز في هذه المراسم، وهي مجموع الهدايا التي يحملها رجال في أطباق أو "طيافير" وموائد تزدان بالمبخرات، والحناء، والمسك العربي، وعود خشب الصندل، التي تمثل المظهر الأكثر دلالة في حفل الزفاف المغربي.
وشكل الموكب الذي يتألف من ممثلي الجهات الـ16 للمملكة، إحدى أقوى لحظات هذا الحفل البهيج، بما يجسد التلاحم المتين بين الشعب المغربي الأبي والعرش العلوي المجيد.
وقد قامت كل جهة، ممثلة بوفد يضم نساء ورجالا يرتدون الأزياء التقليدية الأصيلة، بتنشيط هذا الحدث المهم بأدائهم لأغان وأهازيج فولكلورية، حاملين، إلى جانب ذلك، هدايا قدمت بمناسبة الزفاف الأميري الميمون.
ومع: 14\11\2014
زفاف صاحب السمو الملكي الامير مولاي رشيد: ضيوف مرموقون يعبرون عن سعادتهم لتقاسم الأفراح مع الاسرة الملكية
عبر عدد من الضيوف الأجانب المرموقين، الذين حضروا حفل زفاف صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وللا أم كلثوم، الذي انطلق يوم الخميس بساحة المشور برحاب القصر الملكي بالرباط، بحفل تقديم التهاني و"الهدية" الذي ترأسه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، عن سعادتهم لتقاسم الأفراح بهذه المناسبة السعيدة مع الأسرة الملكية.
وقد عبر هؤلاء الضيوف، ومن ضمنهم الوزير الأول التونسي السيد المهدي جمعة والسيدة الأولى لفرنسا سابقا، بيرناديت شيراك، في تصريحات للصحافة بهذه المناسبة، عن تهانئهم الحارة ومتمنياتهم الصادقة بموفور الصحة والسعادة وطول العمر لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وصاحب السمو الملكي الامير مولاي رشيد وكافة أفراد الأسرة الملكية الشريفة.
وفي هذا الصدد، قال الوزير الأول التونسي إنه سعيد بحضور هذه الاحتفالات، مضيفا أنه قدم التهاني لجلالة الملك ولصاحب السمو الملكي بهذه المناسبة السعيدة.
وأضاف "بهذه المناسبة أتقدم بمتمنياتي لجلالة الملك ولصاحب السمو الملكي بالصحة والعافية وطول العمر".
من جهتها، أبرزت السيدة الأولى لفرنسا سابقا، بيرناديت شيراك، علاقات الصادقة المتينة التي جمعت منذ زمن بعيد عائلتها بالأسرة الملكية بالمغرب، وهو ما يجعل من حضورها لهذا الحفل "أمر بديهيا". وتابعت أن أسرة شيراك تكن حبا كبيرا للأسرة الملكية المغربية.
وقد حضر العديد من الضيوف المرموقين، حفل زفاف صاحب السمو الملكي الامير مولاي رشيد الذي انطلق من ساحة المشور برحاب القصر الملكي بالرباط بحفل تقديم التهاني و"الهدية" التي تطبع بداية هذه الاحتفالات.
وتميز هذا الحفل بالخصوص بمرور موكب بهيج أمام المنصة الملكية التي أقيمت بساحة المشور يتقدمه قائد المشور. وتواصل الموكب بمرور طلبة المدارس القرآنية مرتدين زيا أبيضا ناصعا، رمز صفاء الروح ونقاء السريرة وألواح القرآن الكريم تشبثا بكتاب الله، الحامل لرسالة السلام والتسامح.
ومع: 14\11\ 2014
العرس المغربي تقاليد تعكس نمط حياة عريقة
يعكس الزفاف المغربي تقاليد وروح أمة عريقة لأزيد من 1400 سنة، في أبهى احتفالاتها، سواء في البادية أو المدينة، في المناطق الشمالية الجبلية أو السهول الوسطى والغربية الممتدة على الأطلسي أو الجنوب الصحراوي، فخيطه الناظم واحد، هو إبراز مناسبة الفرح والحبور، وإشهارها في كل جزئياتها كأسلوب عيش ونمط حياة يثيران إعجاب العالم.
المغرب المحافظ الأمين على إرث ثقافي عريق، مع انصهاره في روح العصر، يحرص أبناؤه على أن تعكس أيام الأعراس أصالة يهيمون بها، كفن موسيقي كل لون فيه يتماهى مع أيام الزفاف المتعددة، وكأناقة لباس واسطتها القفطان والجلابة، وكأكلات شهية يطيب معها المقام لتطول أيام الزفاف وأفراحه أملا ألا تنقضي.
وتختلف الطقوس المرافقة للاحتفال بهذا الحدث باختلاف الجهات تبعا للتقاليد المحلية، غير أن هناك قواسم تطبع الاحتفال بالزفاف عبر مجموع تراب المملكة.
يبدأ الزفاف في المغرب بالخطوبة، وهي الخطوة التي تطلب من خلالها أسرة العريس يد العروس، بعد أن يكون قد وقع عليها الاختيار، وبعد فترة تطول أو تقصر يأتي عقد القران، إيذانا بانطلاق حفلات الزفاف.
ويسبق الليلة الأولى لانطلاق الحفل، طقس ذهاب العروس رفقة صبايا العائلة إلى الحمام. وفي اليوم الموالي يقام حفل الحناء في بيت العروس، حيث تتولى "النقاشات" وضع أجمل الزخارف على يدي وقدمي العروس لتضفي عليها جمالا، وهو حفل تحضره النسوة فقط في الغالب، وتعزف فيه فرق موسيقى عيساوة أمداحا صوفية وأغاني المناسبة.
وفي الليلة الثانية وهي ليلة العرس الرئيسية، تتولى "النكافات" اللائي يتولين تزيين العروس مع العناية بجميع تفاصيل اللباس والزينة، قبل دخولها في موكب تتخلله أهازيج موسيقية متميزة إلى قاعة الحفل وسط احتفاء المدعوات، إنه "التعشيق" الذي يتم خلاله، التغني بمحاسن ومزايا العروس قبل أن تبدأ مراسيم تقديم الهدايا من قبل المدعوات والتي تتولاها "معلمة النكافات" التي تعلن عن نوع الهدية وصاحبتها في ما يطلق عليه "الغرامة".
ويحل المساء، تقتعد العروس منصة مغطاة بأثواب مطرزة وتحملها "النكافات" على أكتافهن لتطفن بها في باحة مكان الحفل، على إيقاع مقطوعات من الموسيقى والصنائع الأندسلية، تلك هي "الدورة"، وترتفع الموسيقى (... ألف هنية وهنية.. العروسة في العمارية)، وتسري مشاعر الفرح والغبطة في نفوس الحاضرين، ويمر الاحتفال ساهرا إلى الساعات الأولى من الصباح على إيقاع الموسيقى والرقص، بينما العروس تطوف في "العمارية" وأعناق الحاضرين تشرئب لرؤيتها. وقبل ذلك تكون النكافات قد هيأن منزل العروسين.."نهار الفرش".
وفي صباح اليوم الموالي، يقوم أقارب العروس بزيارة ابنتهم في بيت الزوجية حاملين للعروسين فطورا شهيا (فطور الصباح). وبدوره يقوم الزوج بدعوة عائلة العروس لتناول وجبة الغداء في اليوم نفسه، تعبيرا عن سعادته بحلول عضو جديد بين ظهراني العائلة وبداية حياة جديدة.
وبعد مرور أسبوع كامل على احتضان عش الزوجية للعروسين يقيمان أمسية على شرف المقربين تسمى "الحزام"، حيث يتم خلالها شد حزام العروس التي تتولى طبخ أول وجبة أكل في حياتها الزوجية رمزا بذلك لكونها قد حزمت أمرها وأعدت لوضعها الجديد عدته.
وتختلف التفاصيل الدقيقة المصاحبة لحفل الزفاف حسب المناطق والظروف المادية لكل أسرة، وإن كانت التقاليد الأصيلة هي نفسها، باعتبار أهمية الحدث في المجتمع المغربي الذي عادة ما يضرب به المثل بالقول "زواج ليلة تدبيره عام".
وتبدأ التحضيرات للزفاف في البوادي بما يسمى "الكسوة"، حيث تحرص والدتي العروسين على التوجه سوية إلى المدينة لاقتناء الملابس والمجوهرات والعطور ولوازم بيت العروس، أما في المدن فتحرص العروس بنفسها على اقتناء الأثواب الضرورية لإعداد ملابس القفطان الخاصة بها ليلة الزفاف وخياطتها يدويا وهي العملية التي تستمر أشهرا، وكذا انتقاء مجوهراتها الفريدة، لتبدو في ليلة الزفاف في أبهى صورة زينة وملبسا.
كما تحرص أسرتا العروسين على إعداد الحلويات التقليدية الخاصة بالمناسبة في المنزل وعدم اقتنائها من الأسواق.
طقوس أعراس المغرب متنوعة ومتعددة، ولا غرو إن أصبحت مهنا مرتبطة أساسا بتفاصيل الزفاف المغربي تلقى منذ سنوات طلبا في عدد من البلدان، من قبيل النكافات (متعهدات إعداد العروس) ومنظمي الحفلات، والأجواق الموسيقية. فتنظيم عرس على الطريقة المغربية أمر محبوب ومرغوب فيه بشدة ليس عربيا فقط بل أيضا غربيا، وفنادق مراكش شاهدة على الأعداد المرتفعة لحجوزات الأجانب الذين يرغبون في الاحتفال بليلة العمر على الطريقة المغربية. إنه سحر الحضارة المغربية بكل ألقها وأصالتها.
ومع: 14\11\2014