السيد الخلفي يتباحث ببروكسيل مع رئيس مجلس النواب البلجيكي

أجرى وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة السيد مصطفى الخلفي٬ يوم الثلاثاء ببروكسيل مباحثات مع رئيس مجلس النواب البلجيكي السيد أندري فلاهو٬ تمحورت حول مسلسل الجهوية والإصلاحات التي انخرطت فيها المملكة وخاصة في مجال تعزيز حقوق الإنسان.
وقدم السيد الخلفي بالمناسبة للمسؤول البلجيكي لمحة عن مختلف الأوراش الاصلاحية التي باشرها المغرب منذ سنوات٬ وكذا التطور الذي حققته المملكة في العديد من المجالات في جو من الاستقرار والوحدة.
وتطرق السيد الخلفي في هذا الإطار إلى الجهوية المتقدمة واللامركزية٬ مستعرضا النموذج الجديد للتنمية بالأقاليم الجنوبية والذي يكرس الحقوق الأساسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية للساكنة المحلية.
وندد الوزير بالاستغلال السياسوي لقضية حقوق الإنسان في وقت انخرط فيه المغرب وبمبادرة ذاتية٬ في إصلاحات شجاعة تعزز التزامه وخياره في النهوض باحترام حقوق الإنسان في مجموع التراب الوطني.
كما أشار السيد الخلفي إلى تجربة الإنصاف والمصالحة المتعلقة بالطي النهائي لملف ماضي انتهاكات حقوق الإنسان ومصادقة المملكة على اتفاقيات دولية لحقوق الإنسان وكذا التطورات الحاصلة في مجال القضاء وقانون الصحافة.
وأبرز السيد الخلفي من جهة أخرى٬ أن بلجيكا التي تعد إحدى الدول المؤسسة للاتحاد الأوروبي يمكن أن تضطلع بدور مهم في تطوير العلاقات بين المغرب والاتحاد.
من جهته٬ شدد السيد فلاهو على دور الدبلوماسية البرلمانية في تعميق العلاقات بين البلدين معلنا بالمناسبة عن زيارته المملكة قريبا.
وأضاف أن هذه الزيارة ستتميز بتوقيع اتفاقية شراكة بين مجلسي النواب المغربي والبلجيكي تهدف إلى تكثيف العلاقات بين البرلمانين والبلدين على حد سواء.
واستعرض السيد فلاهو من جهة أخرى٬ التاريخ الطويل لبلجيكا في مجال الجهوية٬ والذي بلغت فيه الآن محطة الإصلاح السادسة٬ مؤكدا أهمية إرساء سياسة جهوية تتم في إطار الاحترام لجميع التعدديات وخاصة اللغوية منها.
العالم العربي يشهد دينامية إصلاحية حقيقية ويتجه بخطى واثقة نحو الديمقراطية
أكد وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة السيد مصطفى الخلفي أن العالم العربي يشهد دينامية إصلاحية حقيقية ستفضي إلى تحولات عميقة على كافة المستويات.
وقال السيد الخلفي خلال ندوة ببروكسيل حول موضوع 'الانتقال في منطقة الشرق وشمال إفريقيا الفاعلون السياسات والمواقف' إن " عددا من بلدان المنطقة شهدت بعد أحداث الربيع العربي بروز ثقافة سياسية جديدة وفقا لرغبة الشعوب التي ثارت على أنظمتها المتسلطة".
وأوضح أن المعالم الرئيسية لهذه الثقافة الجديدة تتمثل في التعددية واحترام حقوق الأقليات وتوسيع حقل الحريات وتعزيز حقوق الإنسان ومشاركة المجتمع المدني في السياسات العمومية وترسيخ مبادئ الشفافية والحكامة الجيدة ومكافحة التجاوزات والفساد.
وفي هذا الصدد أبرز الوزير أن حالة المغرب الذي يعطي مثالا مختلفا في ما يتعلق بالإصلاحات في سياق الربيع العربي تستحق التوقف عند نقاط قوتها وتفردها.
وسجل في هذا السياق أن المغرب يعد البلد الوحيد في المنطقة الذي نجح في التوفيق بين الإصلاحات السياسية والاقتصادية في ظل الاستقرار والوحدة مشيرا إلى أن هذه الإصلاحات التي تم الانخراط فيها منذ عدة سنوات تم تسريع وتيرتها في سياق أحداث الربيع العربي في مناخ يسوده الهدوء والاستقرار.
وشدد على أن المغرب يبقى دائما منصتا لانتظارات الساكنة وخاصة الشباب ويعكف حاليا على تفعيل المقتضيات الجديدة للدستور وترجمتها على أرض الواقع في شكل إصلاحات وقوانين تدعم اختيارات المغرب لتعزيز دولة القانون والمؤسسات.
كما تطرق السيد الخلفي إلى التحديات الجديدة التي تواجهها بعض المناطق في العالم مبرزا بالخصوص مشكل عدم الاستقرار في منطقة الساحل والصحراء ومخاطر الأزمة المالية معبرا عن اقتناعه بأن بلدان الشمال والجنوب يجمعهم مستقبل واحد والكثير من القيم ويتعين عليهم بالتالي العمل بشكل أكبر على تعزيز شراكتهم لمواجهة التحديات الجديدة التي تطبع "عالما معولما".
يذكر أن هذه الندوة نظمت بالتعاون مع كارنجي أوروبا المعهد الملكي البلجيكي للعلاقات الدولية والوزارة الفدرالية السويسرية للشؤون العامة.
(ومع)