الرئيس الفرنسي يغادر طنجة في ختام زيارة صداقة وعمل رسمية للمملكة
غادر رئيس الجمهورية الفرنسية، السيد فرانسوا هولاند، مدينة طنجة، مساء يوم الأحد، في ختام زيارة صداقة وعمل رسمية للمملكة استغرقت يومين.
وكان في وداع الرئيس الفرنسي، قبل مغادرته مطار ابن بطوطة الدولي بطنجة، رئيس الحكومة، السيد عبد الإله ابن كيران.
وبعد أن استعرض تشكيلة من اللواء الخفيف للأمن التي أدت التحية، تقدم للسلام على فخامة رئيس الجمهورية الفرنسية، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، السيد صلاح الدين مزوار، ووالي جهة طنجة تطوان، السيد محمد اليعقوبي، وممثلو الهيئات المنتخبة والسلطات المدنية والعسكرية المحلية وأعضاء السفارة الفرنسية وأعضاء بعثة الشرف.
السيد هولاند: نتمنى أن تؤدي مراكز تسجيل المهاجرين بأوروبا وظيفتها على أحسن وجه وتتوفر على الوسائل والموارد الكافية لأداء مهامها
أعرب رئيس الجمهورية الفرنسية السيد فرانسوا هولاند ، يوم الأحد من طنجة، عن متمنياته ورغبته أن تؤدي مراكز تسجيل المهاجرين بأوروبا وظيفتها على أحسن وجه وتتوفر على الوسائل والموارد الكافية لأداء مهامها .
وأضاف ،خلال مؤتمر صحافي عقده أمس، في أعقاب الزيارة التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي لمركب ميناء طنجة المتوسط، أن "ما نتوقعه من مجلس وزراء داخلية أوروبا ، الذي سيلتئم الثلاثاء في إطار المجلس الاستثنائي للاتحاد الأوروبي ،هو أن يناقش مهام وأدوار مراكز تسجيل المهاجرين حتى تؤدي وظيفتها على أحسن ما يرام ، الأمر الذي يتطلب موارد أكبر بكثير مما هو عليه الحال اليوم ".
واعتبر الرئيس الفرنسي أن الأمر لا يجب ان يقتصر على تسجيل المهاجرين، ولكن يجب أن تكون القدرة على استقبالهم والحرص على ضمان تطبيق مبادئ "شينغن" والتمييز بين اللاجئين بين من له الحق في الحصول على حق اللجوء ممن ليس لهم الحق في ذلك من أجل السماح بالعودة عند الضرورة. وبعد أن أكد الرئيس الفرنسي على إرادة بلده واستعداده لتقديم المساعدة للدول المستضيفة للاجئين والذين لم يعد بمقدورهم اليوم تحمل ذلك ، قال السيد هولاند انه يتعين توفير الدعم الكافي والضروري للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين وتقديم الدعم المباشر للدول المعنية كالأردن ولبنان وتركيا.
وفي ما يتعلق بتركيا تحديدا، قال الرئيس الفرنسي أن هذا البلد يشكل نقطة انطلاق العديد من المهاجرين ، مضيفا "علينا أن نعمل معا بحيث يمكن لتركيا الاحتفاظ بهؤلاء اللاجئين ودعمها في الوقت ذاته."
وأكد أنه على اوروبا أن تكون في جانب تركيا لمساعدتها على تحمل هذا الوضع ، وإلا فإن أوروبا ستواجه تدفقات أخرى للمهاجرين.
وفي هذا الصدد، أعرب السيد هولاند عن أمله في أن يكون هناك توزيع لهؤلاء اللاجئين في إطار حق اللجوء، الذي ينبغي أن يتم على مستوى جميع الدول الأوروبية دون استثناء.
وتعليقا على العلاقات بين فرنسا والدول العربية، أشار الرئيس الفرنسي إلى أن هذه الروابط ليست وليدة اليوم و يجب تقويتها اليوم أكثر في ضوء خطورة التطورات في المنطقة، بما في ذلك الوضع في سوريا.
وبخصوص العراق، قال الرئيس الفرنسي "يجب علينا أن نعمل حتى تتمكن الحكومة من جمع كل المكونات واستعادة أراضيها المحتلة من قبل داعش ".
وأشار هولاند أيضا الى أن بلاده تتقاسم مع الدول العربية العديد من المخاوف، داعيا إلى "التحلي بالهدوء وأن كل شيء يمكن إصلاحه بالحوار وعبر إرادة استئناف الحوار والمفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين".
وفي الجانب الاقتصادي ، دعا السيد هولاند الى بذل جهود مشتركة بين المغرب، حيث تتواجد استثمارات كبيرة من الدول العربية ،وفرنسا ودول الخليج العربي ،لاستقطاب مزيد من الاستثمارات .
وحسب السيد هولاند، فإن رؤية فرنسا لا تنبني فقط على الجانب الاقتصادي بل تأخذ بعين الاعتبار التطور السياسي وتضع السلام في مركز اهتمامها .
الرئيس الفرنسي يؤكد أن زيارته إلى المغرب كانت "ناجحة على جميع الأصعدة"
أكد الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، أن زيارته الرسمية للمملكة والتي استغرقت يومين، بدعوة كريمة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، كانت "ناجحة على جميع الأصعدة". وأوضح السيد هولاند، خلال مؤتمر صحفي، عقده يوم الأحد بطنجة، عقب الزيارة التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي لميناء طنجة المتوسط، أن هذه الزيارة، وهي الثانية من نوعها في ظرف سنتين، كانت ناجحة على جميع الأصعدة، سواء بالنسبة للمغرب أو بالنسبة لفرنسا، خصوصا وأنها تأتي بعد فترة صعبة.
وأعرب الرئيس الفرنسي، بهذه المناسبة، عن أمله في أن يقطع البلدان خطوات جديدة في مسار الشراكة الثنائية وتعزيز صداقتهما. وعلى المستوى الاقتصادي، قال السيد هولاند إنه كان يأمل في أن يكون بوسع العديد من رؤساء المقاولات التواجد ضمن الوفد المرافق له، بما في ذلك المقاولات الكبرى والمتوسطة والصغرى، مبرزا أن المقاولات الفرنسية أكدت بهذه المناسبة، نيتها الاستثمار في المغرب في مجالات جديدة، لاسيما صناعة الطائرات والسيارات والبنى التحتية والبيئة، والمدن المستدامة والتكنولوجيا والفلاحة والصناعات الغذائية. وأشار إلى أنه، فضلا عن الاتفاقيات التي تم توقيعها بين المقاولات المغربية والفرنسية، تم فتح آفاق عديدة. وبخصوص مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري، أكد الرئيس الفرنسي التزام فرنسا والمغرب من أجل هذه القضية، مشيدا، في هذا الصدد، بالمشاريع الكبرى التي أطلقتها المملكة في مجال الطاقة المتجددة والاقتصاد الأخضر.
وأضاف أن هذه الزيارة شكلت فرصة لاستعراض مواضيع سياسية، تتعلق أساسا بالوضع في إفريقيا، بغية وضع العلاقات الفرنسية المغربية في خدمة القارة الإفريقية، مشيرا إلى أن المقاولات المغربية والفرنسية قررت العمل معا على تطوير الصادرات والاستثمار في كلا الجانبين من خلال التمويلات التي يمكن أن يقدمها القطاع البنكي والوكالة الفرنسية للتنمية.
وفي ما يتعلق بالوضع في دولة بوركينا فاسو، أعرب الرئيس الفرنسي عن "دعم بلاده للحوار الذي يرعاه العديد من رؤساء الدول الإفريقية مع أولئك الذين، بطريقة غير قانونية، قاموا بأفعال تقوم على العنف، للعودة إلى المسلسل الانتقالي وكذلك للوساطة الإفريقية الجارية ".
وأشار إلى أن قضايا الأمن والإرهاب أيضا كانت في جدول أعمال الزيارة، مبرزا إرادة البلدين لتكثيف التعاون بينهما في هذا المجال أكثر فأكثر.
وبخصوص موضوع الإعلان المشترك الفرنسي المغربي للتعاون في مجال تكوين الأئمة، اعتبر الرئيس الفرنسي أن هذا التكوين سيساعد في تعميق المعرفة بتعاليم الإسلام وفي الوقت ذاته سيبين أن فرنسا هي "بلد حيث وضعت المبادئ التي يجب اتباعها والتحلي بها ".
وأبرز الرئيس الفرنسي أن الشيء البليغ والمعتبر الذي يجب استخلاصه من هذه الزيارة هو الثقة المتبادلة بين البلدين، مضيفا أن "الثقة تتجسد في أن المقاولات الفرنسية تستقر بالمغرب وتعمل على تطوير التعاون أكثر وأكثر مع نظيراتها المغربية، كما تتجسد هذه الثقة أيضا في كون الجالية الفرنسية الكبيرة العدد والتي تقارب 80 ألف شخص تستطيع العيش في سلام وأمن هنا في المغرب".
كما تترجم هذه الثقة، حسب السيد فرانسوا هولاند، في إمكانية وقدرة المغاربة المقيمين في فرنسا على العيش بأمان وفي انسجام مع المبادئ والقوانين التي تتبناها فرنسا. وأكد السيد فرانسوا هولاند أنه "يجب أن يكون المغاربة فخورين بمسلسل التنمية الذي تقوده المملكة بتميز، وهو ما يعطي الدليل على أن بلدا مثل المغرب يستطيع أن يحقق التطور والتنمية كما يمكن أن يشكل النموذج والمثال الذي ينبغي الاقتداء به".
وكان رئيس الجمهورية الفرنسية السيد فرانسوا هولاند، قد حل بعد ظهر أول أمس السبت بمدينة طنجة، في زيارة صداقة وعمل رسمية للمملكة المغربية، بدعوة كريمة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وأجرى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أول أمس السبت بقصر مرشان بطنجة، مباحثات رسمية مع رئيس الجمهورية الفرنسية، فخامة السيد فرانسوا هولاند، وتناولت هذه المباحثات، الإرادة والطموح المتجدد، الذي يحذو البلدين في تقوية الشراكة الاستثنائية التي تربط المغرب وفرنسا.
كما كانت هذه المباحثات مناسبة للإشادة بالمرتكز التاريخي القوي للشراكة المغربية الفرنسية، والتأكيد مجددا على الأفق الطموح والتوجه الريادي والطلائعي لهذه الشراكة على المستوى الأورو متوسطي و الأورو إفريقي.
وقد تم بمناسبة الزيارة التوقيع تحت رئاسة صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند على اتفاقية ثنائية تتعلق بتكوين الأئمة الفرنسيين بالمغرب.
كما أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس ورئيس الجمهورية الفرنسية السيد فرانسوا هولاند، أول أمس السبت في حي امغوغة، على تدشين ورشة صيانة القطارات فائقة السرعة، التي تعتبر مشروعا مهيكلا يتوخى نقل التكنولوجيات والخبرة بين البلدين.
كما استقبل الرئيس الفرنسي، السيد فرانسوا هولاند، مساء أول أمس السبت بقصر الضيافة بطنجة، رئيس الحكومة، السيد عبد الإله ابن كيران، ورئيسي مجلسي النواب، السيد رشيد الطالبي العالمي، والمستشارين، السيد محمد الشيخ بيد الله.
وأقام صاحب الجلالة الملك محمد السادس مرفوقا بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وصاحبة السمو الملكي الأميرة للا سلمى، وصاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، وللا أم كلثوم حرم صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، مساء أول أمس السبت بالقصر الملكي بطنجة، حفل استقبال على شرف رئيس الجمهورية الفرنسية فخامة السيد فرانسوا هولاند والوفد المرافق له.
وخلال يوم أمس الأحد، أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس مرفوقا بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، ورئيس الجمهورية الفرنسية السيد فرانسوا هولاند، بالجماعة الحضرية "اجزناية" (عمالة طنجة- أصيلة)، على إعطاء انطلاقة أشغال إنجاز معهد التكوين في مهن الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية.
وترأس صاحب الجلالة الملك محمد السادس مرفوقا بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، ورئيس الجمهورية الفرنسية فخامة السيد فرانسوا هولاند، أمس الأحد بالجماعة الحضرية "جزناية" (عمالة طنجة- أصيلة)، حفل إطلاق "نداء طنجة، من أجل مبادرة تضامنية قوية لفائدة المناخ"، وهي مبادرة تعكس عزم البلدين على توحيد جهودهما لحث المجتمع الدولي على إيجاد إجابات مناسبة وناجعة لإشكالية التغير المناخي.
كما أقام صاحب الجلالة الملك محمد السادس مرفوقا بصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، أمس الأحد بمدينة طنجة، مأدبة غداء على شرف رئيس الجمهورية الفرنسية السيد فرانسوا هولاند.
وقام صاحب الجلالة الملك محمد السادس مرفوقا بصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، ورئيس الجمهورية الفرنسية السيد فرانسوا هولاند، أمس الأحد بإقليم الفحص- أنجرة (جهة طنجة- تطوان- الحسيمة)، بزيارة المركب المينائي طنجة- المتوسط.
وغادر رئيس الجمهورية الفرنسية، السيد فرانسوا هولاند، مدينة طنجة، مساء الأحد، في ختام زيارة صداقة وعمل رسمية للمملكة استغرقت يومين، وكان في وداع الرئيس الفرنسي، قبل مغادرته مطار ابن بطوطة الدولي بطنجة، رئيس الحكومة، السيد عبد الإله ابن كيران.
تكوين أئمة فرنسيين بالمغرب يتوخى تجنب التطرف بمساجد فرنسا
كتبت صحيفة (لو باريزيان) أن اتفاق تكوين أئمة فرنسيين بمعهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدات، الذي تم التوقيع عليه أس السبت بطنجة، بحضور صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، يهدف إلى تجنب وقوع المساجد في أيدي دعاة متشددين، والمساهمة، بالتالي، في نشر الإسلام الحقيقي بفرنسا.
وقالت الصحيفة، في مقال بعنوان "هولاند يرغب في تكوين أئمة بالمغرب وفرنسا"، إنه بفضل هذا الاتفاق، الذي وقعه وزير الخارجية والتنمية الدولية الفرنسي لوران فابيوس، ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، يلتزم المغرب بتكوين خمسين إماما فرنسيا في السنة.
ونقلت الصحيفة عن رئيس اتحاد مساجد فرنسا محمد الموساوي قوله إن الدروس، التي ستلقن بمعهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدات، تتمحور حول إسلام منفتح ومتسامح.
وأضافت الصحيفة أن المغرب يكون عددا من الأطر الدينية لفائدة مساجد مالي وغينيا وكوت ديفوار، بمعهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدات، الذي تم تدشينه في شهر مارس الماضي، حيث يتابع عدد من الطلبة الفرنسيين تكوينهم.
ميناء طنجة - المتوسط مركب استراتيجي ضخم وأرضية مينائية مندمجة
يعد المركب المينائي طنجة - المتوسط، الذي قام صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ورئيس الجمهورية الفرنسية السيد فرانسوا هولاند، بزيارته، بعد ظهر يوم الأحد، مركبا استراتيجيا ضخما وأرضية مينائية مندمجة ذات أهداف متعددة. ويطمح هذا المركب، الذي تطلب استثمارا إجماليا بقيمة 70 مليار درهم، إلى إبراز المغرب كفاعل هام على صعيد التجارة العالمية. كما يهدف الميناء إلى تعزيز موقع المغرب كمركز متوسطي ?وعلى مفترق طرق الشحن الرئيسية، وأن يجعل من مضيق جبل طارق نقطة لا محيد عنها للتدفقات اللوجستيكية العالمية على مستوى الخط الرئيسي شرق - غرب، وكنقطة لعبور 20 بالمائة من التجارة العالمية.
ويتوفر المركب المينائي طنجة - المتوسط، الذي يصنف في المرتبة ال46 على المستوى العالمي ورابع ميناء بالحوض المتوسطي، على أول أرضية معدة لمعالجة الحاويات بالحوض المتوسطي، وذلك بطاقة إجمالية تقدر ب2ر8 مليون حاوية.
ويمكن هذا المركب المينائي المغرب، إلى جانب ذلك، من التموقع ضمن لائحة العشرين الأوائل عالميا في مجال الربط اللوجستيكي (المرتبة 16 حسب ترتيب مؤتمر الأمم المتحدة حول التجارة والتنمية لسنة 2015)، من استقبال أزيد من 100 ألف باخرة وخمسة ملايين مسافرا سنويا (سبعة ملايين مسافرا مستقبلا).
ويتعلق الأمر ببرنامج مندمج حقيقي، أنجز في إطار شراكة تجمع بين القطاعين العام والخاص، والتي تتمحور حول المركب المينائي طنجة - المتوسط (1000 هكتار) ومنطقة صناعية مساحتها 5000 هكتار، منها 1200 تم إنجازها.
وقد مكن تطوير المركب المينائي، المرتبط بنحو 160 ميناء يتواجد ب 60 بلدا، من تحفيز بروز مناطق للأنشطة الصناعية واللوجستيكية والثلاثية الموجهة للأسواق العالمية، وتمركز شركات ذات صيت عالمي في المنطقة الداخلية، والتي تنشط في قطاعات السيارات والنسيج والصناعات شبه الطبية والصناعات الغذائية والإلكترونيك وصناعات الطيران.
وقد سجل الميناء في سنة 2014، عبور نحو ثلاث ملايين حاوية و250 ألف عربة و3.8 مليون طن من المحروقات، علاوة عن مليوني مسافر وعبور 220 ألف شاحنة. وبخصوص الأنشطة الاقتصادية الرئيسية بالميناء، فهي تهم السيارات (مقاعد، أسلاك كهربائية، ونظام تكييف الهواء)، صناعة الطيران والالكترونيات، علاوة على النسيج والصناعات الغذائية. علاوة على ذلك، تنشط شركات عالمية رائدة في عدة قطاعات اقتصادية رئيسية في منطقة طنجة الحرة التي تحتل الرتبة الأولى في مجال صناعة السيارات في إفريقيا، بواقع 400 ألف عربة تصدر إلى أكثر من 63 وجهة. ويشكل ميناء طنجة المتوسطي بنية مينائية إقليمية للتنافسية الصناعية، تتوفر على خدمات صناعية ولوجستيكية ومينائية بمضيق جبل طارق، ما يمكنها من التوفر على بنيات متطورة واحتياط عقاري هام وعلى نسيج صناعي متين وتموقع إقليمي قوي. كما أن نحو 650 مقاولة تنشط في هذا المركب المينائي، الذي يخصص نحو 40 مليار درهم من رقم معاملاته للتصدير و22 مليار درهم للاستثمارات الخاصة، علاوة على توفره على أزيد من 1200 هكتار من المناطق وعلى احتياط عقاري تقدر مساحته ب3800 هكتار.
معهد التكوين في مهن الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية بطنجة يروم الاستجابة للطلب المتزايد على الطاقة والأطر ذات الصلة
أكد وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة، السيد عبد القادر اعمارة، أن معهد التكوين في مهن الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية، الذي أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مرفوقا بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، ورئيس الجمهورية الفرنسية فخامة السيد فرانسوا هولاند، يوم الأحد، بالجماعة الحضرية "اجزناية" (عمالة طنجة - أصيلة)، على إعطاء انطلاقة أشغال إنجازه، يروم الاستجابة للطلب المتزايد على الطاقة وعلى الأطر في المهن ذات الصلة بالمجال.
وأضاف السيد اعمارة، في تصريح للصحافة بالمناسبة، أن هذا المعهد يندرج في إطار تفعيل ومواكبة الاستراتيجية الطاقية الوطنية التي تم إطلاقها سنة 2009، والتي تهدف إلى الرفع من مساهمة الطاقات المتجددة في القدرة الكهربائية الإجمالية المحدثة في أفق 2020 إلى ما نسبته 42 بالمائة.
وأبرز، في هذا الصدد، أن هذه النسبة تمثل رقما غير مسبوق على المستوى الإقليمي والدولي، وسيمكن المغرب من تقليص تبعيته الطاقية ومن التوفر على بنية صناعية وتكنولوجية في مجال الطاقات الشمسية والريحية.
وأشار إلى أن هذا المشروع، الذي رصدت له استثمارات بقيمة 95 مليون درهم، يأتي كتفعيل لاتفاقية الشراكة الموقعة في 31 ماي من سنة 2011 تحت رئاسة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بين الدولة، ومهنيي قطاع الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية، والتي تهم إحداث وتسيير ثلاثة معاهد للتكوين في مهن الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية بكل من وجدة وطنجة وورزازات.
ميناء طنجة - المتوسط مركب استراتيجي ضخم وأرضية مينائية مندمجة
يعد المركب المينائي طنجة - المتوسط، الذي قام صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ورئيس الجمهورية الفرنسية السيد فرانسوا هولاند، بزيارته، بعد ظهر يوم الأحد، مركبا استراتيجيا ضخما وأرضية مينائية مندمجة ذات أهداف متعددة. ويطمح هذا المركب، الذي تطلب استثمارا إجماليا بقيمة 70 مليار درهم، إلى إبراز المغرب كفاعل هام على صعيد التجارة العالمية. كما يهدف الميناء إلى تعزيز موقع المغرب كمركز متوسطي ?وعلى مفترق طرق الشحن الرئيسية، وأن يجعل من مضيق جبل طارق نقطة لا محيد عنها للتدفقات اللوجستيكية العالمية على مستوى الخط الرئيسي شرق - غرب، وكنقطة لعبور 20 بالمائة من التجارة العالمية.
ويتوفر المركب المينائي طنجة - المتوسط، الذي يصنف في المرتبة ال46 على المستوى العالمي ورابع ميناء بالحوض المتوسطي، على أول أرضية معدة لمعالجة الحاويات بالحوض المتوسطي، وذلك بطاقة إجمالية تقدر ب2ر8 مليون حاوية.
ويمكن هذا المركب المينائي المغرب، إلى جانب ذلك، من التموقع ضمن لائحة العشرين الأوائل عالميا في مجال الربط اللوجستيكي (المرتبة 16 حسب ترتيب مؤتمر الأمم المتحدة حول التجارة والتنمية لسنة 2015)، من استقبال أزيد من 100 ألف باخرة وخمسة ملايين مسافرا سنويا (سبعة ملايين مسافرا مستقبلا).
ويتعلق الأمر ببرنامج مندمج حقيقي، أنجز في إطار شراكة تجمع بين القطاعين العام والخاص، والتي تتمحور حول المركب المينائي طنجة - المتوسط (1000 هكتار) ومنطقة صناعية مساحتها 5000 هكتار، منها 1200 تم إنجازها.
وقد مكن تطوير المركب المينائي، المرتبط بنحو 160 ميناء يتواجد ب 60 بلدا، من تحفيز بروز مناطق للأنشطة الصناعية واللوجستيكية والثلاثية الموجهة للأسواق العالمية، وتمركز شركات ذات صيت عالمي في المنطقة الداخلية، والتي تنشط في قطاعات السيارات والنسيج والصناعات شبه الطبية والصناعات الغذائية والإلكترونيك وصناعات الطيران.
وقد سجل الميناء في سنة 2014، عبور نحو ثلاث ملايين حاوية و250 ألف عربة و3.8 مليون طن من المحروقات، علاوة عن مليوني مسافر وعبور 220 ألف شاحنة. وبخصوص الأنشطة الاقتصادية الرئيسية بالميناء، فهي تهم السيارات (مقاعد، أسلاك كهربائية، ونظام تكييف الهواء)، صناعة الطيران والالكترونيات، علاوة على النسيج والصناعات الغذائية. علاوة على ذلك، تنشط شركات عالمية رائدة في عدة قطاعات اقتصادية رئيسية في منطقة طنجة الحرة التي تحتل الرتبة الأولى في مجال صناعة السيارات في إفريقيا، بواقع 400 ألف عربة تصدر إلى أكثر من 63 وجهة. ويشكل ميناء طنجة المتوسطي بنية مينائية إقليمية للتنافسية الصناعية، تتوفر على خدمات صناعية ولوجستيكية ومينائية بمضيق جبل طارق، ما يمكنها من التوفر على بنيات متطورة واحتياط عقاري هام وعلى نسيج صناعي متين وتموقع إقليمي قوي. كما أن نحو 650 مقاولة تنشط في هذا المركب المينائي، الذي يخصص نحو 40 مليار درهم من رقم معاملاته للتصدير و22 مليار درهم للاستثمارات الخاصة، علاوة على توفره على أزيد من 1200 هكتار من المناطق وعلى احتياط عقاري تقدر مساحته ب3800 هكتار.
معهد التكوين في مهن الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية بطنجة يروم الاستجابة للطلب المتزايد على الطاقة والأطر ذات الصلة
أكد وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة، السيد عبد القادر اعمارة، أن معهد التكوين في مهن الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية، الذي أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مرفوقا بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، ورئيس الجمهورية الفرنسية فخامة السيد فرانسوا هولاند، يوم الأحد، بالجماعة الحضرية "اجزناية" (عمالة طنجة - أصيلة)، على إعطاء انطلاقة أشغال إنجازه، يروم الاستجابة للطلب المتزايد على الطاقة وعلى الأطر في المهن ذات الصلة بالمجال.
وأضاف السيد اعمارة، في تصريح للصحافة بالمناسبة، أن هذا المعهد يندرج في إطار تفعيل ومواكبة الاستراتيجية الطاقية الوطنية التي تم إطلاقها سنة 2009، والتي تهدف إلى الرفع من مساهمة الطاقات المتجددة في القدرة الكهربائية الإجمالية المحدثة في أفق 2020 إلى ما نسبته 42 بالمائة.
وأبرز، في هذا الصدد، أن هذه النسبة تمثل رقما غير مسبوق على المستوى الإقليمي والدولي، وسيمكن المغرب من تقليص تبعيته الطاقية ومن التوفر على بنية صناعية وتكنولوجية في مجال الطاقات الشمسية والريحية.
وأشار إلى أن هذا المشروع، الذي رصدت له استثمارات بقيمة 95 مليون درهم، يأتي كتفعيل لاتفاقية الشراكة الموقعة في 31 ماي من سنة 2011 تحت رئاسة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بين الدولة، ومهنيي قطاع الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية، والتي تهم إحداث وتسيير ثلاثة معاهد للتكوين في مهن الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية بكل من وجدة وطنجة وورزازات.
معاهد التكوين في مهن الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية تروم تكوين الكفاءات الضرورية لمواكبة الاستراتيجية الطاقية الوطنية
يكمن الهدف الأساس من خلق معاهد للتكوين في مهن الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية، في تكوين الكفاءات الضرورية لمواكبة الاستراتيجية الطاقية الوطنية.
وتروم هذه المعاهد (التي سيتطلب إنشاؤها غلافا ماليا يفوق 285 مليون درهم)، والتي يصل عددها إلى ثلاثة، بما فيها معهد طنجة، التي أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ورئيس الجمهورية الفرنسية السيد فرانسوا هولاند، على إعطاء انطلاقة أشغال إنجازها، تكوين عاملين وتقنيين وأطر في المهن ذات الصلة بالطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية، لاسيما صيانة واستغلال حظائر الطواحين الريحية، وتثبيت وصيانة آليات الطاقة الشمسية والحرارية والضوئية، وصيانة واستغلال الطاقة الشمسية الدينامي-حرارية، وتثمين واستغلال مصادر الغاز الحيوي.
ويندرج إحداث هذه المعاهد، ومن ضمنها معهد وجدة، الذي تم بناؤه وتجهيزه، في إطار تنمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص من خلال إشراك مهنيي تدبير التكوين بهدف الارتقاء بالتكوين المفضي إلى الشغل.
وتسعى هذه المعاهد، التي ستستفيد من تدبير مستقل، لأن تكون مرجعا إقليميا من حيث التكوين في هذا القطاع، وفضاء تكنولوجيا، لاسيما بالنظر لنمط وطبيعة اشتغالها.
وتهدف هذه المعاهد، ومن ضمنها معهد ورزازات، إلى تأمين تكوين قبل الشغل، علاوة على تكوين أثناء الشغل، وذلك من أجل الاستجابة للحاجيات من الكفاءات لفائدة المقاولات التي تنشط في القطاع. كما تلتزم معاهد التكوين في مهن الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية بتأمين خدمة المرفق العام من حيث توفير تكوين في مهن الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية، وتكوين ما لا يقل عن 250 شخص من قبل كل معهد، وفق معايير الجودة المعتمدة دوليا، علاوة على تكوين قبل الشغل ودعم إدماج المستفيدين في سوق الشغل. وتكتسي هذه الدورات التكوينية التي تتيحها هذه المعاهد طابعا تحضيريا لفائدة العاملين والتقنيين في مجالات الطاقة الشمسية والريحية والطاقة الكهربائية المستخرجة من الماء والنجاعة الطاقية.
ويفتح باب الاستفادة من هذا التكوين في وجه الشباب الراغبين في اكتساب معارف تقنية ذات الصلة بالطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية، علاوة على المستخدمين في المقاولات التي تنشط في هذه المجالات (عاملون، فنيون، وأطر). ويعد إحداث شبكة معاهد التكوين في مهن الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية ثمرة شراكة تجمع، من جهة، وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، ووزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة، ووزارة الاقتصاد والمالية، والوكالة المغربية للطاقة الشمسية، والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، والوكالة الوطنية لتنمية الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية، وفيدرالية الصناعات الحديدية والميكانيكية والإلكترو-ميكاينيكية، والفيدرالية الوطنية للكهرباء والإلكترونيك والطاقات المتجددة، ومن جهة أخرى، الاتحاد الأوروبي، والوكالة الفرنسية للتنمية والوكالة الألمانية للتعاون الدولي.
ومن أجل ضمان نجاحها، عهد بتسيير معاهد التكوين في مهن الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية لمهنيي القطاع (الوكالة المغربية للطاقة الشمسية، المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، الوكالة الوطنية لتنمية الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية، فيدرالية الصناعات الحديدية والميكانيكية والإلكترو-ميكاينيكية، الفيدرالية الوطنية للكهرباء والإلكترونيك والطاقات المتجددة)، التي التأمت في شركة خاصة "معاهد التكوين في مهن الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية".
وبخصوص المشروع الرائد لمعهد طنجة، الذي رصدت له استثمارات بقيمة 95 مليون درهم، فإنه سيشيد على مساحة 19 ألف و735 متر مربع، من طرف وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني في أجل 18 شهرا، حيث سيعمل على توفير تكوينات في صيانة واستغلال حظائر الطواحين الريحية، وتثبيت وصيانة آليات الطاقة الشمسية، واستغلال مصادر الغاز الحيوي وتثمينه، والنجاعة الطاقية (البنايات، الصناعة، النقل)، وهي تخصصات يكثر عليها الطلب بالنظر لتوجه الجهة والمشاريع الطاقية المحدثة بها.
ويأتي إحداث هذه المعاهد في سياق مواكبة تفعيل الاستراتيجية الطاقية الوطنية التي تم إطلاقها سنة 2009، والتي تتوخى، عبر تطوير مشاريع للطاقة الشمسية والريحية، تلبية الحاجيات المتنامية للمغرب من الطاقة.
وتهدف هذه الاستراتيجية، بالأساس، إلى تأمين تزويد المغرب بمختلف أنواع الطاقة وضمان الولوج إليها بشكل دائم، وبأثمان مناسبة وعقلنة استعمال واستغلال مصادر الطاقة في احترام تام للبيئة.
وتروم هذه الاستراتيجية، أيضا، تطوير الموارد الوطنية المهمة التي يتوفر عليها المغرب في مجال الطاقة، خاصة الشمسية والريحية، وذلك لتغطية جزء كبير من حاجيات المغرب من الطاقة والتخفيف من التبعية الطاقية والتقليص من انبعاث الغازات الدفيئة وحماية البيئة.
السيدة سيغولين روايال : نداء طنجة مؤشر على تعبئة المغرب وفرنسا للانخراط في الانتقال الطاقي
قالت سيغولين روايال وزيرة البيئة والتنمية المستدامة والطاقة الفرنسية إن نداء طنجة الذي أطلقه يوم الأحد صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، يعد مؤشرا على تعبئة المغرب وفرنسا من أجل الانخراط في الانتقال الطاقي.
وقالت الوزيرة في تصريح للصحافة بمناسبة إطلاق "نداء طنجة"، كمبادرة متضامنة لفائدة المناخ، وأشغال إنجاز معهد التكوين في مهن الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية بجزناية (عمالة طنجة- أصيلة) أن "صاحب الجلالة الملك محمد السادس جد ملتزم بقضية البيئة التي يعتبرها جلالته مصدرا للرفاهية وخلق فرص العمل".
وأضافت السيدة روايال أن معهد التكوين في مهن الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية يشكل مصدر أمل لتوفير مناصب الشغل بالنسبة للشباب.
وقالت الوزيرة إن الزيارة التي يقوم بها الرئيس فرانسوا هولاند للمغرب تكتسي طابعا متميزا، بالنظر لكونها تأتي على بعد أقل من 80 يوما من انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة حول التغيرات المناخية الذي تعقد دورته ال21 بباريس.
وأضافت السيدة روايال أن فرنسا، التي اعتمدت مؤخرا قانونا للانتقال الطاقي، تريد أن تشكل "نموذجا" في أفق استقبال هذا المؤتمر.
وبعد أن ذكرت الوزيرة بأن المقاولات الفرنسية والمغربية مرتبطة بشراكات جد هامة تشمل الطاقات المتجددة، ووسائل النقل النظيفة، والطاقات الضوئية والشمسية والريحية والمائية، أكدت أن المغرب يمكن أن ينقل خبرته في هذا المجال إلى بلدان أخرى بالقارة الإفريقية، وأن البلدين يتقاسمان رسالة مشتركة يتعين تبليغها لباقي بلدان المعمور.
طنجة المتوسط، ملتقى بحري حقيقي في الفضاء المتوسطي
تحول الميناء المغربي الضخم، طنجة المتوسط، الذي دخل طور التشغيل في يوليوز 2007، الى ملتقى بحري حقيقي في الفضاء المتوسطي وقاعدة مينائية صناعية ولوجستيكية من الدرجة الأولى، تتيح تواصلا مثاليا لتعزيز تنافسية الاقتصاد الوطني على الصعيد الدولي.
ويعد هذا المشروع المهيكل، الذي صمم لاستقبال الجيل الأحدث من السفن ناقلات الحاويات، أرضية موجهة للنشاط العالمي للشحن والافراغ ومدخلا نحو المغرب يتيح استقبال حركة النقل المرتبطة بأنشطة التصدير والاستيراد ومواكبة اتفاقيات التبادل الحر والاتفاقات التفضيلية الموقعة من خلال تسهيل الوصول الى سوق أوسع من المستهلكين.
ومنذ وضع التصور الخاص بالمركب المينائي لطنجة المتوسط، تم وضع رهانات التنمية الترابية في طليعة الانشغالات، حيث شكلت موضوع سياسة طموحة وإرادية للمملكة التي استثمرت أزيد من 20 مليار درهم في البنيات الاساسية للدعم بما يتيح ربط الميناء بمحيطه.
وسيمكن طنجة المتوسط 2، بطاقة تناهز 2ر5 مليون حاوية، تنضاف إلى 3 ملايين حاوية بالنسبة لطنجة المتوسط1، من تحويل المركب المينائي الى ميناء رائد في الحوض المتوسطي وعلى الواجهة الأطلسية.
ويستقطب المركب المينائي طنجة المتوسط، الذي يمتد تطويره الى 2016/2015 استثمارا إجماليا بقيمة 35 مليار درهم تشمل ميناءي طنجة المتوسط 1 و طنجة المتوسط 2 والبنيات الاساسية وتجهيزات مجموع المحطات.
وعمليا، فإن الأرقام تتحدث عن نفسها. فالحركة التي سجلها ميناء طنجة المتوسط خلال عام 2013 في ارتفاع ملحوظ مقارنة مع سنة 2012. ويهم هذا الارتفاع مجمل أنشطة الميناء.
وتم تسجيل نمو ب 39 في المائة من حيث وزن النشاط الكلي لميناء طنجة المتوسط، وفق الأرقام التي أعلنتها الهيئة المينائية لطنجة المتوسط، التي كشفت أن زنة البضائع المنجزة بلغت 34 مليون و 900 ألف طن.
وفضلا عن ذلك، عرف رواج الحاويات ارتفاعا ب 40 في المائة (مؤشر معادل عشرين قدما" و ب 61 في المائة من حيث الوزن مقارنة مع العام 2012، ليتجاوز مليوني و 500 ألف (معادل عشرين قدما) و 26 مليون و 150 ألف طن، في رقم قياسي جديد.
وبالنسبة لحركة الشاحنات في محطة رونو، فقد حققت نموا ب 81 في المائة مقارنة مع عام 2012. وتم إفراغ حمولة 181 ألف و 500 شاحنة في ميناء طنجة المتوسط منها 93 ألف و 700 عند التصدير قادمة من مصنع رونو ملوسة و 35 ألف شاحنة عابرة.
وبخصوص تجارة المحروقات، سجلت عمليات تزويد السفن بالمحروقات انطلاقا من طنجة المتوسط نموا قويا. ففي ثاني سنة استغلال، عرف هذا النشاط نقل 4 ملايين و 100 ألف طن من بينها مليونان و 50 ألف طن من مواد التزويد بالمحروقات.
ومن جهته، عرف ميناء طنجة المتوسطي الخاص بالمسافرين عبور 198 ألف وحدة بارتفاع قدره 11 في المائة مقارنة مع 2012، وزيادة خفيفة في حركة المسافرين والسيارات الخفيفة بمليونين و 150 ألف مسافر و 700 ألف سيارة، أي بنمو يناهز على التوالي 2 و 3 في المائة.
جلالة الملك و رئيس الجمهورية الفرنسية يقومان بزيارة المركب المينائي طنجة- المتوسط
قام صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مرفوقا بصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، ورئيس الجمهورية الفرنسية فخامة السيد فرانسوا هولاند، يوم الأحد بإقليم الفحص- أنجرة (جهة طنجة- تطوان- الحسيمة)، بزيارة المركب المينائي طنجة- المتوسط، المنشأة التي تكرس توجه المملكة المغربية كقطب للمبادلات بين أوروبا وإفريقيا، والحوض المتوسطي والواجهة الأطلسية.
ولدى وصول صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي فخامة السيد فرانسوا هولاند، إلى المركب المينائي طنجة- المتوسط على متن القطار الملكي، استعرضا تشكيلة من الحرس الملكي أدت التحية، قبل أن يتقدم للسلام عليهما وزير التجهيز والنقل واللوجستيك السيد عزيز الرباح، ووالي جهة طنجة- تطوان، وعامل إقليم الفحص أنجرة، والمنتخبون، وممثلو السلطات المدنية والعسكرية بالإقليم، والمدير العام للوكالة الخاصة طنجة المتوسط، وأطر المركب المينائي.
ويروم المركب المينائي طنجة- المتوسط، الذي كان جلالة الملك قد أعطى انطلاقة أشغال إنجازه سنة 2003، تطوير أرضية مينائية فعالة ومندمجة بشكل جيد حول الأنشطة التكميلية المتعلقة بإعادة الشحن، والتصدير- الاستيراد، واللوجستيك ذي القيمة المضافة العالية.
ويتعلق الأمر ببرنامج مندمج حقيقي (70 مليار درهم)، أنجز في إطار شراكة تجمع بين القطاعين العام والخاص، والتي تتمحور حول المركب المينائي طنجة- المتوسط (1000 هكتار) ومنطقة صناعية مساحتها 5000 هكتار، منها 1200 تم إنجازها (طنجة فري زون، رونو طنجة- المتوسط، طنجة أوتوموتيف سيتي، تطوان بارك، وتطوان شور). ويتألف المركب المينائي طنجة- المتوسط، الممتد على مساحة إجمالية قدرها 6000 هكتار، من ميناء طنجة المتوسط 1، الذي يشتمل على محطتين للحاويات، ومحطة سككية، ومحطة للهيدروكاربورات، ومحطة للبضائع المختلفة، ومحطة للعربات، وميناء طنجة المتوسط 2، الذي يضم محطتين للحاويات و ميناء طنجة المتوسط للمسافرين الذي يضم مناطق للولوج و المراقبة الحدودية وأرصفة لإركاب المسافرين والنقل الطرقي الدولي، ومناطق الضبط، والمحطة البحرية، ومنطقة لوجستيكية حرة ومركزا للأعمال.
ومع مرور السنوات، تمكن المركب المينائي طنجة- المتوسط، الذي بدأ العمل به في يوليوز 2007، من التموقع كنقطة لا محيد عنها للتدفقات اللوجستيكية العالمية على مستوى الخط الرئيسي شرق- غرب، وكنقطة لعبور 20 بالمائة من التجارة العالمية، وكجسر يربط قارتين تفصل بينهما مسافة قدرها 14 كلم: أوروبا وإفريقيا.
ويتوفر المركب المينائي طنجة- المتوسط، الذي يصنف في المرتبة ال 46 على المستوى العالمي ورابع ميناء بالحوض المتوسطي، على أول أرضية معدة لمعالجة الحاويات بالحوض المتوسطي، وذلك بطاقة إجمالية تقدر ب 2ر8 مليون حاوية. ويمكن هذا المركب المينائي، الذي مكن المغرب إلى جانب ذلك من التموقع ضمن لائحة العشرين الأوائل عالميا في مجال الربط اللوجستيكي (المرتبة 16 حسب ترتيب مؤتمر الأمم المتحدة حول التجارة والتنمية لسنة 2015)، من استقبال أزيد من 100 ألف باخرة و5 ملايين مسافرا سنويا (7 ملايين مسافرا مستقبلا).
كما مكن تطوير المركب المينائي من تحفيز بروز مناطق للأنشطة الصناعية واللوجستيكية والثلاثية الموجهة للأسواق العالمية، وتمركز شركات ذات صيت عالمي في المنطقة الداخلية، والتي تنشط في قطاعات السيارات والنسيج والصناعات شبه الطبية والصناعات الغذائية والإلكترونيك وصناعات الطيران.
ويندرج إنجاز المركب المينائي طنجة- المتوسط ضمن رؤية ملكية لتنمية شاملة ومندمجة للجهة الشمالية، والعزم الراسخ الذي ما فتئ يعبر عنه جلالة الملك من أجل تعزيز تنافسية الاقتصاد الوطني.
وبعد زيارة مختلف منشآت وتجهيزات ميناء طنجة- المتوسط 1، وأرضية مشروع طنجة- المتوسط 2، ودع صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، رئيس الجمهورية الفرنسية فخامة السيد فرانسوا هولاند.
جلالة الملك يقيم مأدبة غداء على شرف الرئيس الفرنسي
أقام صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مرفوقا بصاحب السمو الملكي الامير مولاي رشيد، يوم الاحد بمدينة طنجة، مأدبة غداء على شرف رئيس الجمهورية الفرنسية ، فخامة السيد فرانسوا هولاند، الذي يقوم بزيارة صداقة وعمل رسمية للمملكة.
إطلاق أشغال إنجاز معهد التكوين في مهن الطاقات المتجددة .. المغرب يعد سبل نجاحه
خطا المغرب خطوة جديدة في تفعيل استراتيجيته الطاقية، من خلال إطلاق أشغال إنجاز معهد التكوين في مهن الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية، يوم الأحد، بالجماعة الحضرية "جزناية" (عمالة طنجة - أصيلة).
وقد أعطى انطلاقة أشغال إنجاز هذه البنية الجديدة، التي تحظى بأهمية كبيرة، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مرفوقا بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، ورئيس الجمهورية الفرنسية السيد فرانسوا هولاند.
ويندرج إنجاز هذا المعهد في إطار تطبيق اتفاقية الشراكة الموقعة في 31 مايو 2011 تحت رئاسة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بين الدولة ومهنيي قطاع الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية، والتي تهم إحداث وتسيير ثلاثة معاهد للتكوين في مهن الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية بكل من وجدة وطنجة وورززات.
وتروم هذه المعاهد (285 مليون درهم)، بما في ذلك معهد وجدة، الذي تم بناؤه وتجهيزه، تكوين عاملين وتقنيين وأطر في المهن ذات الصلة بالطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية، لاسيما صيانة واستغلال حظائر الطواحين الريحية، وتثبيت وصيانة آليات الطاقة الشمسية والحرارية والضوئية، وصيانة واستغلال الطاقة الشمسية الدينامي-حرارية، وتثمين واستغلال مصادر الغاز الحيوي.
ويتطلع المغرب، من خلال التركيز على التكوين كعامل رئيسي في الاستراتيجية الطاقية الجديدة التي تم إطلاقها سنة 2009، إلى رفع إسهام الطاقات المتجددة في الإنتاج الكهربائي إلى 42 في المائة سنة 2020.
وبدافع تأمين تزوده بالطاقة في سياق تنامي الطلب عليها، وضع المغرب سياسة طاقية وطنية تشجع تنمية الطاقات المتجددة للتحكم في التكاليف المستقبلية للخدمات الطاقية بالنظر للمنحى التصاعدي لأسعار المواد البترولية ومن أجل الحفاظ على البيئة وتقليص انبعاثات الغازات الدفيئة.
وتتمحور هذه الاستراتيجية حول تفعيل إطار تشريعي جديد، لا سيما القانون رقم 09 - 13 المتعلق بالطاقات المتجددة والقانون رقم 09 - 16 المتعلق بإحداث وكالة خاصة بالطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية. وتتضمن، أيضا، إحداث صندوق للتنمية الطاقية رصد له مليار دولار أمريكي بهدف الاستثمار في مشاريع الطاقة.
وتهم هذه الاستراتيجية، كذلك، برمجة سلسلة استثمارات من قبيل برنامج تحسين الشبكة الوطنية في أفق سنة 2015 بمبلغ 21 مليار درهم، في حين سيتم تعزيز الربط مع إسبانيا بخط كهربائي ثالث سيرفع طاقة التبادل إلى 2100 ميغاوات.
ويستفيد المغرب من شروط مشجعة للغاية لاستخدام الطاقات المتجددة خاصة بفضل معدل الأيام المشمسة التي تصل إلى 300 يوم في السنة، وسرعة الرياح والموارد المائية المهمة وتموقع وطني بفضل التنمية المستدامة وسياسة الطاقات النظيفة التي تتلاءم مع أهداف طموحة.
ويضاف إلى هذه المؤهلات تأطير استراتيجي مهيكل، وإطار تشريعي مشجع يتضمن قوانين حول الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية، وإطار مؤسساتي واعد (الوكالة الوطنية لتنمية الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية، والوكالة الوطنية للطاقة الشمسية، ومعهد البحث في الطاقات الشمسية والطاقات المتجددة)، بالإضافة إلى إطلاق برامج مندمجة، وتمكين المستثمرين والفاعلين من أدوات متنوعة تسهل الاندماج الصناعي (البنية التحتية والرأسمال البشري والتحفيزات).
اتحاد مساجد فرنسا يعرب عن قناعته بأن تكوين الأئمة بالمغرب يجب ان يكون في صلب أي سياسة للوقاية من الانحرافات
أعرب اتحاد مساجد فرنسا المنخرط في محاربة كل اشكال التطرف، عن قناعته بأن تكوين الأئمة بالمغرب،من اجل النهوض بإسلام معتدل ووسطي، يجب ان يكون في صلب أي سياسة للوقاية من الانحرافات. واكد الاتحاد في بلاغ صدر غداة التوقيع بطنجة على إعلان مشترك يتعلق بالتعاون المغربي الفرنسي في مجال تكوين الأئمة بمعهد محمد السادس ، ان المعهد سيستقبل كل سنة ، خمسين طالبا فرنسيا من اجل متابعة تكوين لمدة تصل في المتوسط الى ثلاث سنوات .
وذكر الاتحاد بأن الفوج الاول المتكون من عشرين طالبا، ينحدرون من مختلف مناطق فرنسا، التحقوا بمعهد محمد السادس ، منذ تدشينه، فيما سيلتحق بهم ثلاثون آخرون خلال شتنبر الجاري ، مشيرا الى ان الاتفاق الثنائي ل19 شتنبر ، حول تكوين الأئمة الفرنسيين بالمغرب، يفتح آفاق جديدة في ميدان تكوين الأطر الدينية، خاصة عبر وضع آليات للمتابعة ترمي الى ضمان تنسيق أفضل بين فرنسا والمغرب .
واضاف الاتحاد ان المرشحين الفرنسيين الذين سيتم تكوينيهم بمعهد محمد السادس، سيسجلون بفرنسا من اجل متابعة تكوين جامعي اضافي. واوضح البلاغ ان هذا التكوين الذي سيتم بعشرة جامعات ومعاهد فرنسية، مفتوح في وجه الائمة ومسؤولي الجمعيات المكلفة بتدبير اماكن العبادة ، والمرشحين ليصبحوا وعاظا.
وقال المصدر ان الطلبة الذين قدمهم الاتحاد، والذين تابعوا بنجاح تكوينهم بكل من المغرب وفرنسا، سيلتحقون بمكان عملهم،المحدد سلفا ، بموجب اتفاقية ثلاثية بين اتحاد مساجد فرنسا والمرشح و الجمعية المدبرة لمكان العبادة. وكان قد تم التوقيع أمس السبت بطنجة على الاتفاقية المتعلقة بالتعاون المغربي الفرنسي في مجال تكوين الائمة ، بمعهد محمد السادس ،وذلك بحضور صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند. ووقع الاتفاقية السيدان لوران فابيوس، وزير الشؤون الخارجية والتنمية الدولية الفرنسي ، وأحمد التوفيق وزير الاوقاف والشؤون الاسلامية.
وكان أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس،قد دشن في 27 مارس الماضي ، معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات. وقرر جلالته يوم 24 يونيو الحاق هذه المؤسسة بجامعة القرويين العريقة . ويضطلع المعهد الجديد الذي يقدم تكوينا للائمة من بلدان عربية وافريقية واوروبية ، بدور هام إلى جانب باقي المؤسسات في الحفاظ على الهوية الإسلامية للمغرب التي تحمل طابع الاعتدال و الانفتاح والتسامح.
نداء طنجة: من أجل عمل تضامني وقوي لفائدة المناخ
في ما يلي نص "نداء طنجة: من أجل عمل تضامني وقوي لفائدة المناخ" الذي اطلقه يوم الاحد صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي فخامة السيد فرانسوا هولاند:
" يشكل تغير المناخ أحد أخطر التهديدات التي تواجه البشرية جمعاء وتشكل آثاره السلبية والمتزايدة على البيئة وعلى النمو الاقتصادي ،وكذا على السلم والأمن في العالم مصدر قلق بالغ لكل من المغرب وفرنسا.
وقبيل التئام المؤتمر الحادي والعشرين للدول الأطراف في الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية الذي ستحتضنه باريس في أواخر سنة 2015 ، وفي أفق انعقاد المؤتمر 22 للدول الأطراف والذي يقترح المغرب استضافته في مراكش في 2016، نوجه نداء للمجتمع الدولي لتعزيز تعبئته في مواجهة التغيرات المناخية. لقد آن الأوان لعمل تضامني وقوي من أجل المناخ. علينا التحرك بسرعة وبشكل فعال وجماعي لكي نواكب القرارات التي سنتخذها على المستوى الدولي بمبادرات ملموسة وسريعة على أرض الواقع.
ففي الوقت الذي تستعد فيه المجموعة الدولية لاعتماد أهداف التنمية المستدامة خلال شهر شتنبر الجاري، في إطار الأمم المتحدة، يتوجب استثمار مؤتمري باريس ومراكش لتسريع وتيرة الانتقال نحو "اقتصاد عالمي أخضر"، يلائم بين التطلعات المشروعة لتحقيق التنمية من جهة، ومتطلبات استدامة الموارد وتقليص المخاطر البيئية من جهة أخرى.
فالمعركة ضد التغيرات المناخية هي معركة من أجل التنمية، يمكن، بل ويجب، إدراجها ضمن السياسات الوطنية للتنمية المستدامة، سواء من منظور الأمن الغذائي، أو من حيث الولوج للطاقات المتجددة، أو محاربة الهشاشة.
إن الهوة بين دول الشمال ودول الجنوب ليست حتمية. فمواجهة التغيرات المناخية معركة جماعية، إذا انبثقت عن روح المسؤولية المشتركة والمتمايزة، ومبادئ التضامن والالتزام بالعمل الجماعي.
لن يدخر المغرب وفرنسا أي جهد من أجل التوصل، في مؤتمر باريس، إلى اتفاق عالمي شامل، مستدام، متوازن، وملزم قانونيا، يرتكز على أهداف ومبادئ الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة بشأن التغيرات المناخية ويساهم في الإبقاء على الاحترار العالمي دون مستوى درجتين مئويتين، والوصول إلى اقتصاد خال من الكربون. ولبلوغ هذا الهدف، يتعين الرفع من الجهود الوطنية والجماعية بشكل مطرد. ومن شأن مؤتمر مراكش أن يشكل محطة هامة في السياق.
كما يقتضي هذا المجهود الطويل الأمد إعلان كل الدول عن مساهماتها الوطنية قبل مؤتمر باريس وإعداد مخططات وطنية للتأقلم على المدى البعيد ولتنمية خالية من الانبعاثات الكربونية.
يجب إيلاء اهتمامنا الأكبر للدول النامية، بما فيها البلدان الأقل نموا والدول الجزرية الصغيرة السائرة في طريق النمو، باعتبارها الأكثر هشاشة أمام التغيرات المناخية. كما ندعو لإعطاء نفس الأهمية للتكيف مع آثار التغيرات المناخية، ولتقليص انبعاثات الغازات الدفيئة. إن تعبئة الدول النامية في مواجهة التغيرات المناخية ستكون أكثر طموحا ونجاعة إذا رصدت لفائدتها موارد إضافية، هامة ومستدامة.
لذا، ندعو الدول المتقدمة بتحديد حجم الدعم المالي الذي تقدمه حاليا ، وكذا الدعم الذي تعتزم تقديمه خلال السنوات القادمة ، في أفق تحقيق هدف رصد 100 مليار دولار سنويا ابتداء من سنة 2020، من مصادر عمومية وخاصة، لصالح المبادرات الهادفة للحد من التغيرات المناخية في البلدان النامية.
ونشجع المؤسسات المالية الدولية والøإقليمية والوطنية على إعطاء الأولوية لتمويل المشاريع التي لها فائدة على المناخ ، وكذا إدماج المخاطر المناخية ضمن المعايير التي تأخذ بعين الاعتبار في قراراتها.
كما نشجع تعزيز الشراكات الدولية في مجالات البحث وتطوير ونقل التكنولوجيا ، وكذا برامج دعم الكفاءات ، من أجل تسريع وتيرة انتشار التكنولوجيا النظيفة في البلدان النامية.
يجب أن ترتكز الالتزامات التي ستعتمدها الدول الأطراف على المستوى الدولي ، على مبادرات إرادوية على الصعيدين الوطني والمحلي، حتى تكون ذات مصداقية. لذا فإن الانخراط القوي للسلطات المحلية والمقاولات والمنظمات غير الحكومية والأفراد ، يشكل عنصرا مكملا لا محيد عنه في دعم تحرك الدول.
تقتضي التعبئة الدائمة والفعالة في مواجهة التغيرات المناخية ، الولوج بشكل أفضل للتربية والمعلومات في مجال البيئة. فكلما كان الاطلاع على الاشكاليات البيئية أوسع، كلما أصبح فهم الرهانات المرتبطة بها أحسن، والوعي بأهمية المبادرة لمكافحة التغيرات المناخية اكبر. إن التغيرات المناخية ،بالإضافة لارتفاع النمو الديمغرافي، تزيد من الضغط المتنامي الذي تعاني منه الانظمة البيئة الهشة أصلا، والقطاعات الفلاحية الضعيفة في القارة الافريقية، لذا، فإنه من الضروري تقديم دعم اضافي وسريع للدول الإفريقية لمواكبة جهودها الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة. وفي هذا الإطار، فإن المغرب وفرنسا ملتزمان التزاما تاما بتعزيز الدعم الذي يقدمانه ، بما في ذلك الانخراط في تعاون ثلاثي. وإيمانا منا بضرورة جعل مؤتمر باريس ومراكش محطتين متكاملتين في سبل المضي قدما على درب مكافحة التغيرات المناخية، فإننا عازمون على العمل سويا ، يدا في يد، من اجل إنجاح هذين الملتقيين، انطلاقا من روح التعاون والتضامن والتميز ، التي ما فتئت تطبع الشراكة الاستثنائية بين المملكة المغربية والجمهورية الفرنسية".
جلالة الملك والرئيس فرانسوا هولاند يطلقان "نداء طنجة،من أجل مبادرة تضامنية قوية لفائدة المناخ"
ترأس صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مرفوقا بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، ورئيس الجمهورية الفرنسية فخامة السيد فرانسوا هولاند، يوم الأحد بالجماعة الحضرية "جزناية" (عمالة طنجة- أصيلة)، حفل إطلاق "نداء طنجة، من أجل مبادرة تضامنية قوية لفائدة المناخ"، وهي مبادرة تعكس عزم البلدين على توحيد جهودهما لحث المجتمع الدولي على إيجاد إجابات مناسبة وناجعة لإشكالية التغير المناخي.
وفي مستهل هذا الحفل، تلى وزيرا الشؤون الخارجية المغربي والفرنسي السيدان صلاح الدين مزوار ولوران فابيوس التصريح المشترك "نداء طنجة"، الذي يذكر البلدان من خلاله المجتمع الدولي ومختلف الفاعلين والرأي العام العالمي بضرورة التصدي العاجل للتغير المناخي بكيفية جادة، ناجعة ومنصفة.
ويعد "نداء طنجة" ، الذي يأتي إطلاقه بعد "نداء مانيلا" (الفلبين)، و"نداء فور دو فرونس"، بمثابة ناقوس للخطر، بالنظر لاستعجالية القيام بعمل تضامني وقوي لفائدة المناخ ، وضرورة العمل (بسرعة، وبشكل جيد وجماعي) لتكثيف جهود محاربة التغيرات المناخية.
ويدعو المغرب وفرنسا، اللذان سيضطلعان برئاسة المؤتمرين العالميين لتغير المناخ (كوب 21 وكوب 22) ، لاغتنام فرصتي هذين المؤتمرين بباريس ومراكش لتسريع التحول نحو اقتصاد عالمي أخضر، بشكل تنصهر فيه بانسجام ، التطلعات المشروعة للتنمية مع ضرورة استدامة الموارد والتقليص من المخاطر البيئية.
وذكر "نداء طنجة" أن المغرب وفرنسا لن يدخرا أي جهد من أجل التوصل إلى اتفاق عالمي شامل، مستدام، متوازن، وملزم قانونيا، يرتكز على أهداف ومبادئ الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة بشأن التغيرات المناخية، ويساهم في الإبقاء على الاحترار العالمي دون مستوى درجتين مئويتين، والوصول إلى اقتصاد خال من الكربون.
وأبرز النداء أن مؤتمر مراكش يشكل محطة هامة في هذا السياق، مضيفا أن "هذا المجهود الطويل الأمد يقتضي إعلان كل الدول عن مساهماتها الوطنية قبل مؤتمر باريس وإعداد مخططات وطنية للتأقلم على المدى البعيد ولتنمية خالية من الانبعاثات الكربونية".
ويدعو المغرب وفرنسا، الدول المتقدمة بتحديد حجم الدعم المالي الذي تقدمه حاليا ، وكذا الدعم الذي تعتزم تقديمه خلال السنوات القادمة ، في أفق تحقيق هدف رصد 100 مليار دولار سنويا ابتداء من سنة 2020، من مصادر عمومية وخاصة، لصالح المبادرات الهادفة للحد من التغيرات المناخية في البلدان النامية.
وبهذه المناسبة، أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، والرئيس الفرنسي فخامة السيد فرانسوا هولاند على توقيع التصريح المشترك "نداء طنجة".
حضر هذه المراسم أعضاء الوفد الرسمي المرافق لرئيس الجمهورية الفرنسية، ورئيس الحكومة، ورئيسا غرفتي البرلمان، ومستشارو صاحب الجلالة، وعدد من أعضاء الحكومة، وفاعلون اقتصاديون من كلا البلدين، وشخصيات سامية.
جلالة الملك ورئيس الجمهورية الفرنسية يعطيان بطنجة انطلاقة أشغال إنجاز معهد التكوين في مهن الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية
أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مرفوقا بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، ورئيس الجمهورية الفرنسية فخامة السيد فرانسوا هولاند، يوم الأحد بالجماعة الحضرية "جزناية" (عمالة طنجة- أصيلة)، على إعطاء انطلاقة أشغال إنجاز معهد التكوين في مهن الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية.
وسيمكن هذا المشروع الرائد، الذي رصدت له استثمارات بقيمة 95 مليون درهم، من مصاحبة تفعيل الإستراتيجية الطاقية الوطنية التي تم إطلاقها سنة 2009، والتي تتوخى، عبر تطوير مشاريع للطاقة الشمسية والريحية، الرفع من مساهمة الطاقات المتجددة في القدرة الكهربائية الإجمالية المحدثة في أفق 2020 إلى ما نسبته 42 بالمائة، والحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، وخفض استهلاك المصادر الطاقية التقليدية.
ويندرج إنجاز هذا المعهد في إطار تطبيق اتفاقية الشراكة الموقعة في 31 ماي 2011 تحت رئاسة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بين الدولة، ومهنيي قطاع الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية، والتي تهم إحداث وتسيير ثلاثة معاهد للتكوين في مهن الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية بكل من وجدة وطنجة وورزازات.
وتروم هذه المعاهد (285 مليون درهم)، بما في ذلك معهد وجدة، الذي تم بناؤه وتجهيزه، تكوين عاملين وتقنيين وأطر في المهن ذات الصلة بالطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية، لاسيما صيانة واستغلال حظائر الطواحين الريحية، وتثبيت وصيانة آليات الطاقة الشمسية والحرارية والضوئية، وصيانة واستغلال الطاقة الشمسية الدينامي- حرارية، وتثمين واستغلال مصادر الغاز الحيوي. كما تتوخى التكوين المستمر لموظفي قطاع الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية.
وسينجز معهد التكوين في مهن الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية، الذي سيشيد على مساحة 19 ألف و735 متر مربع، من طرف وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني في أجل 18 شهرا، حيث سيعمل على توفير تكوينات في صيانة واستغلال حظائر الطواحين الريحية، وتثبيت وصيانة آليات الطاقة الشمسية، واستغلال مصادر الغاز الحيوي وتثمينه، والنجاعة الطاقية (البنايات، الصناعة، النقل)، وهي تخصصات يكثر عليها الطلب بالنظر لتوجه الجهة والمشاريع الطاقية المحدثة بها.
ويعد إحداث شبكة معاهد التكوين في مهن الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية، ثمرة شراكة تجمع، من جهة، وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، ووزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة، ووزارة الاقتصاد والمالية، والوكالة المغربية للطاقة الشمسية، والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، والوكالة الوطنية لتنمية الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية، وفدرالية الصناعات الحديدية والميكانيكية والإلكتروميكاينيكية، والفدرالية الوطنية للكهرباء والإلكترونيك والطاقات المتجددة، ومن جهة أخرى، الاتحاد الأوروبي، والوكالة الفرنسية للتنمية ، والوكالة الالمانية للتعاون الدولي.
ومن أجل ضمان نجاحها، عهد بتسيير معاهد التكوين في مهن الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية لمهنيي القطاع (الوكالة المغربية للطاقة الشمسية، المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، الوكالة الوطنية لتنمية الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية، فدرالية الصناعات الحديدية والميكانيكية والإلكتروميكاينيكية، الفدرالية الوطنية للكهرباء والإلكترونيك والطاقات المتجددة)، التي التأمت في شركة خاصة "معاهد التكوين في مهن الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية".
التعاون مع الشركة الوطنية الفرنسية للسكك الحديدية سيمكن المكتب الوطني للسكك الحديدية من نقل تجربته إلى بلدان أخرى في المنطقة
أكد السيد محمد ربيع لخليع ، المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية ، يوم السبت بطنجة ، أن التعاون مع الشركة الوطنية الفرنسية للسكك الحديدية سيمكن ، في نهاية المطاف ، المكتب من استثمار خبرته التي سيراكمها في هذا المجال لنقلها إلى بلدان أخرى في المنطقة.
وقال السيد لخليع، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ، بمناسبة تدشين صاحب الجلالة الملك محمد السادس رفقة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورشة صيانة القطارات فائقة السرعة " لقد أحدثنا مشروعا مشتركا مع الشركة الوطنية الفرنسية للسكك الحديدية للاستفادة من 30 سنة من خبرة راكمتها الشركة الفرنسية ، وذلك بنسبة 60 في المائة للمكتب الوطني للسكك الحديدية ، و40 في المائة للشركة الوطنية الفرنسية للسكك الحديدية ، وهو ما سيمكن المكتب من كسب خبرة عالية ويساهم في نهاية المطاف في تصدير خبرته إلى بلدان أخرى في المنطقة من بينها بلدان إفريقية".
وينضاف إلى ذلك ، يقول المتحدث نفسه، إحداث معهد التكوين السككي بالرباط بنسبة 50 في المائة من طرف المكتب الوطني للسكك الحديدية و50 في المائة بالنسبة للشركة الفرنسية حيث سيتولى تكوين سككيين مغاربة وفرنسيين ، إذ يتم تكوين حوالي 40 سككيا فرنسيا أسبوعيا داخل المعهد منذ أبريل 2015.
وأبرز المسؤول المغربي أن ورشة صيانة القطارات فائقة السرعة ، التي تمتد على مساحة 14 هكتارا ، 20 ألف متر مربع منها مخصصة للبنايات ، تشكل حلقة مهمة في مشروع الخط السككي فائق السرعة ، مشيرا إلى أن موقعها على بعد كيلومترين من محطة القطار بطنجة المدينة سيمكن من تسهيل حركة تنقل القطارات بين المحطة والورشة .
وأضاف " تم إحداث الورشة من طرف تجمع شركات مغربية بغلاف مالي قدره 640 مليون درهم "، مشيرا إلى أنه سيتم بداخلها تركيب أجزاء القطارات التي يتم جلبها على شكل قطع ، وكذا توفير مختلف مستويات صيانة القطارات فائقة السرعة" .
وأكد السيد لخليع أن الورشة تتوفر على تجهيزات متطورة تمكنها من القيام بمختلف أشغال الصيانة ، مشيرا إلى أن هذه المنشأة ستستقبل 12 قطارا كمرحلة أولى رغم أنها مبرمجة لاستقبال 30 قطارا ، وذلك حتى يتسنى استباق وصول قطارات جديدة موازاة مع تطوير خطوط سككية أخرى .
وبشأن تقدم مشروع الخط فائق السرعة أكد المسؤول أن المشروع في جميع مستوياته يسير بوتيرة سريعة حيث أصبح جانب الهندسة المدنية باديا للعيان ، موضحا أن المشروع ، برمته ، يوفر حوالي 30 مليون يوم عمل كما يمكن من نقل الخبرة لمهندسي المكتب الوطني للسكك الحديدية ومكاتب الدراسات المغربية وذلك حتى يتم الدفع بالشراكة مع الجانب الفرنسي على المدى الطويل.
وقال في هذا الصدد " إن إنجاز مشروع القطار فائق السرعة ، برمته، والذي يندرج في إطار التعاون رابح- رابح بين المغرب وفرنسا ، تقدم بنسبة 75 في المائة" ، لافتا الانتباه إلى أنه قبل نهاية 2015 سيشرع المكتب الوطني للسكك الحديدية في عملية وضع التجهيزات السككية والتي ستستمر إلى غاية النصف الأول من سنة 2017 ، وستتم مواكبتها بالتجارب تقنية لاعتمادها بالشكل الذي سيمكن من استغلال المشروع السككي طنجة -الدارالبيضاء تجاريا في النصف الأول من عام 2018 .
فرنسا تقدر جيدا مساهمة المغرب الثمينة في محاربة الإرهاب
قال المحلل السياسي المغربي مصطفى السحيمي إن فرنسا تقدر جيدا مساهمة المغرب الثمينة في محاربة الإرòهاب.
وأشار السيد السحيمي ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ، إلى أن فرنسا تثمن أيضا فعالية ومصداقية مشاركة المغرب في محاربة الإرهاب سواء داخل المملكة ، أو في فرنسا وأوروبا وغيرها .
وفي تعليق على زيارة العمل والصداقة الرسمية ، التي يقوم بها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند للمغرب بدعوة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أكد الخبير السياسي المغربي أن فرنسا تثمن الجهود القيمة التي يبذلها المغرب لمحاربة التعصب والأفكار المتطرفة واستغلالها السياسي على أساس تحريف تعاليم الإسلام.
وتميزت هذه الزيارة بتفعيل محاربة التعصب والتطرف ، وهو أحد أهم محاور الشراكة المغربية الفرنسية ، من خلال التوقيع على اعلان مشترك حول تكوين الأئمة الفرنسيين بالمغرب كبادرة تؤكد مدى فعالية ونجاعة النموذج المغربي في تدبير الشأن الديني .
وأبرز الأستاذ الجامعي ، أن المغرب تميز بسياسة النهوض بإسلام معتدل ، ومتسامح ، يحمل رسالة سلام ، وقد نالت خبرته في هذا المجال إعجاب الكثير من الدول الإفريقية ، مشيرا إلى أن هذه الخبرة اللافتة كانت الدافع لتكوين الأئمة في معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدات .
ولاحظ الخبير المغربي أن فرنسا أولت اهتمامها لهذه المؤسسة ، التي ستستقبل دفعة أولى من حوالي 50 إماما فرنسيا ، مشيرا إلى أن هذا التأطير المقرون بإضفاء مهنية على مهمة الأئمة ، وتأهيل جامعة القرويين بمدينة فاس للنهوض بمهمتها في نشر المعرفة الدينية عاملان يساهمان في هذه المقاربة .
أما على المستوى الاقتصادي ، فقد تطرق المتحدث نفسه إلى أحد أوجه التعاون المتعدد بين فرنسا والمغرب و المتمثل أساسا في طبيعة وأهمية المشاريع الثنائية الكبرى ( القطار فائق السرعة ، وميناء طنجة المتوسط، وغيرهما)، وأيضا استمرارية وتنفيذ المشاريع ضمن منطق " الاحتضان المشترك" والذي انطلق العمل به قبل سنتين والذي ساهم في توثيق روابط النسيج الاقتصادي خصوصا بين المقاولات الصغيرة والمتوسطة والصغيرة جدا في إشارة لتطوير شراكات مثمرة في أفق تعزيز موقع البلدين في الانتاج الصناعي لا سيما في ظل حركة إعادة التشكل الإقليمية الجارية .
وبالنسبة للسيد السحيمي فإن مؤهلات البلدين ، وبحكم قربهما ، ينبغي أن ترتكز على تكاملهما سواء بالمغرب أو باتجاه إفريقيا.
وبعد أن عبر عن قناعته بأن مؤهلات المغرب على المستوى الدبلوماسي متعددة وتعزز من قيمته الجيوستراتيجية ، اعتبر الأستاذ الجامعي أن بين باريس والرباط محور آخر للتعاون يتمثل في العمليات العسكرية المشتركة ، بعضها ذات طابع ثنائي ، وبعضها الآخر تحت إشراف حلف الشمال الأطلسي ( ناتو) أو الأمم المتحدة .
وفي هذا السياق ، أبرز أن المغرب منخرط في الدفاع عن قضايا الوحدة الترابية للبلدان ، وعن وحدتها الوطنية وكذا من أجل الاستقرار ويناهض كل التوترات والنزعات الانفصالية ، مشيرا إلى أن " هذه الفلسفة تمثل مرجعية للمغرب منذ أكثر من نصف قرن لأنها ترتكز على قيم الحفاظ على السلم والتعاون والأمن" .
وخلص الباحث المغربي إلى القول بأن زيارة فرانسوا هولاند للمغرب تكرس تطبيع العلاقات بين فرنسا والمملكة لاسيما " بعد سحابة التوتر الدبلوماسي التي خيمت على أجواء السنة الفارطة . فالأمر يتعلق الآن بديناميكية ثنائية أساسها احترام سيادة المملكة وخدمة المصالح المشتركة. فهناك مكسب تم تعزيزه ، ولكن ينبغي النهوض به وتوسيعه ليشمل مجالات عدة" .
المغرب في طور تحقيق الريادة عالميا في مجال النقل السككي بإنشائه خط القطار فائق السرعة
أكد رئيس الشركة الوطنية الفرنسية للسكك الحديدية غيوم بيبي، يوم السبت بطنجة، أن المغرب في طور تحقيق "الريادة" عالميا في مجال النقل السككي وذلك بفضل مشروعه الرائد في إفريقيا الخاص بخط القطار الفائق السرعة.
وقال، في تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء بمناسبة إشراف صاحب الجلالة الملك محمد السادس مرفوقا بصاحب السمو الملكي ولي العهد الامير مولاي الحسن، وصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، ورئيس الجمهورية الفرنسية فخامة السيد فرانسوا هولاند، على تدشين ورشة صيانة القطارات فائقة السرعة بمدينة البوغاز، إن "هذا المشروع الذي يعد الاول من نوعه على مستوى القارة الافريقية، سيمكن المغرب من تصدير خبرته الى الدول الافريقية ودول الخليج العربي واحتلال موقع الريادة على الصعيد العالمي في مجال النقل السككي".
وأشار إلى أن اختيار المغرب للقطارات الفائقة السرعة "مدهش ونوعي" ويدل على أن المملكة بصدد كسب خطوات متقدمة في هذا المجال ، مسجلا بأن التعاون بين الشركة الوطنية الفرنسية للسكك الحديدية والمكتب الوطني للسكك الحديدية من شأنه تمكين السككيين المغاربة من تطوير معارفهم في المجال ونقل هذه المعارف لبلدان أخرى بالمنطقة .
واعتبر المسؤول الفرنسي أن "المغرب في طريقه ليصبح بلدا كبيرا للغاية في مجال التكنولوجيات الحديثة المرتبطة بالقطاع السككي"، مشيدا، في هذا الصدد، بالشراكة النموذجية التي تربط بين المغرب وفرنسا في العديد من المجالات الاقتصادية، من ضمنها مجال السكك الحديدية.
كما أشاد بإنشاء معهد للتكوين السككي بالرباط من قبل المكتب الوطني للسكك الحديدية والشركة الوطنية الفرنسية للسكك الحديدية، يرمي إلى تكوين السككيين المغاربة والفرنسيين في هذا القطاع الحيوي.
المغرب فاعل أساسي على مستوى الاستقرار الاقليمي
أكدت الرئاسة الفرنسية يوم السبت أن المغرب يعتبر فاعلا أساسيا على مستوى الاستقرار الاقليمي.
وأضافت في وثيقة نشرتها بمناسبة زيارة الصداقة والعمل الرسمية التي يقوم بها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند حاليا للمغرب، بدعوة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، أن هذه الزيارة ، تمثل فرصة لتأكيد التزام البلدين في مجال مكافحة الارهاب.
واعتبرت الرئاسة الفرنسية أن دعم المغرب للمبادرات التي تنهجها فرنسا على المستوى الدولي ، يكتسي طابعا أساسيا. وبعد أن ذكرت بالروابط التي تجمع المغرب ببلدان غرب إفريقيا ،والبلدان العربية ، خاصة بلدان الخليج، أكدت الرئاسة الفرنسية أن منطقة غرب افريقيا تحظى بالأولوية في السياسة الخارجية المغربية ، مشيرة الى أن المملكة تقيم مع دول هذه المنطقة علاقات تتميز بالقرب الثقافي واللغوي والديني.
وتابعت الرئاسة الفرنسية أن العلاقات الاقتصادية جد قوية على اعتبار أن المملكة تعتبر أول مستثمر بإفريقيا الغربية ، حيث تتواجد عدة مقاولات مثل اتصالات المغرب، والخطوط الملكية المغربية والتجاري وفا بنك ، مشيرة الى أن المغرب يحتضن العديد من المهاجرين والطلبة من المنطقة. وأضافت الوثيقة من ناحية أخرى ان المغرب تجمعه علاقات قوية ومثمرة مع بلدان الخليج وخاصة مع المملكة العربية السعودية، والامارات العربية المتحدة.
وأكدت الوثيقة أن المغرب الذي سيحتضن في مارس 2016 قمة الجامعة العربية ، يضطلع بدور هام على الساحة العربية .
(ومع-20/09/2015)
جلالة الملك يقيم حفل استقبال على شرف الرئيس الفرنسي
أقام صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مرفوقا بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وصاحبة السمو الملكي الأميرة للا سلمى، وصاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، وللا أم كلثوم حرم صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، مساء يوم السبت بالقصر الملكي بطنجة، حفل استقبال على شرف رئيس الجمهورية الفرنسية فخامة السيد فرانسوا هولاند والوفد المرافق له.
حضر حفل الاستقبال، على الخصوص، رئيس الحكومة، ورئيسا غرفتي البرلمان، ومستشار صاحب الجلالة السيد فؤاد عالي الهمة، وعدد من أعضاء الحكومة، وفاعلون اقتصاديون من كلا البلدين، وعدد من الشخصيات التي تنتمي للوسطين الثقافي والفني، وممثلو الجالية الفرنسية المقيمة بالمغرب والجالية المغربية المقيمة بفرنسا.
فرانسوا هولاند في طنجة من اجل تعميق الشراكة الاستثنائية بين المغرب وفرنسا
اكدت الرئاسة الفرنسية ان زيارة العمل والصداقة التي بدأها الرئيس فرانسوا هولاند يوم السبت للمغرب، بدعوة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تهدف الى مواصلة تعميق التعاون الثنائي، الذي يتميز بجودة وكثافة استثنائية في عدد من المجالات .
واضافت الرئاسة الفرنسية في بيان نشر اليوم بمناسبة هذه الزيارة ، ان العلاقات المغربية الفرنسية، التي تقوم على شراكة استثنائية مدعوة لان تتعمق اكثر ، سواء في المجال الاقتصادي او الانساني، مذكرة بان فرنسا تعتبر اول شريك اقتصادي للمغرب، من خلال اهمية المبادلات التجارية وتدفق الاستثمارات ،كما تعد اول مانح للمملكة، على اعتبار ان المغرب هو اول مستفيد من الوكالة الفرنسية للتنمية.
وأضافت الرئاسة الفرنسية ان المغرب يعد ايضا اول وجهة للاستثمارات الفرنسية بالقارة الافريقية حيث يوجد 700 فرع لمقاولات فرنسية.
وتابع البيان ان فرنسا اكدت سنة 2014 وضعها كأول مستثمر بالمغرب مشيرا الى ان حصة فرنسا بلغت 28.4 في المائة (780 ملون يورو) من التدفق الصافي للاستثمارات الاجنبية المباشرة التي استقطبها المغرب سنة 2014.
من ناحية اخرى ظلت فرنسا خلال سنة 2014 ثاني ممون للمغرب وراء اسبانيا، كما تعد اول مستثمر اجنبي بعمليات تتمركز خاصة في القطاع الصناعي.
واكد المصدر نفسه انه على مستوى عدد السياح الذين يزورون المغرب ،والمساعدة العمومية ، تظل فرنسا ايضا في الصدارة ، كما تعد اول بلد على مستوى تحويلات المغاربة بالخارج.
وقال المصدر ذاته انه في سنة 2014 بلغت تحويلات المغاربة المقيمين بفرنسا 1.9 مليار يورو أي 36 في المائة من مجموع التحويلات التي وردت على المملكة ، مبرزا ان عدد السياح الفرنسيين بلغ 1.8 مليون سنة 2014 أي 33 في المائة من اجمالي السياح دون احتساب المغاربة المقيمين بالخارج، أي بنمو نسبته 1 في المائة مقارنة مع سنة 2013 .
كما اشار المصدر الى ان المغرب هو اول بلد مستفيد من تمويلات الوكالة الفرنسية للتنمية في العالم، وتتوزع هذه التمويلات على قطاعات التشغيل والتكوين، والطاقة الشمسية والفلاحة والسياحة والبيئة.
واشار البيان ايضا الى ان الصادرات الفرنسية تجاه المغرب، انخفضت سنة 2014 لتصل الى 3.8 مليار يورو، بالمقابل ارتفعت واردات المملكة الى هذا البلد بنسبة 9 في المائة (3.6 مليار يورو).
وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية : توقيع الإعلان المشترك المغربي الفرنسي حول تكوين الائمة "حدث ديبلوماسي مهم "
أكد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية السيد أحمد التوفيق ، يوم السبت بطنجة، ان توقيع الاعلان المشترك المغربي الفرنسي حول تكوين الائمة ،الذي جرى اليوم تحت رئاسة صاحب الجلالة الملك محمد السادس مرفوقا بصاحب السمو الملكي ولي العهد الامير مولاي الحسن وصاحب السمو الملكي الامير مولاي رشيد، والرئيس الفرنسي السيد فرانسوا هولاند ، هو "حدث ديبلوماسي مهم".
وأضاف السيد التوفيق ،في تصريح صحافي بمناسبة التوقيع على الإعلان ، أن "ترأس أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي السيد فرانسوا هولاند حفل توقيع الاعلان المشترك المغربي الفرنسي حول تكوين الأئمة "حدث ديبلوماسي غير عادي " مبرزا أنه "لأول مرة يوقع إعلان مشترك مع بلد ينتسب الى الحضارة الغربية ويقع اتفاق حول مسائل اساسية تهم استعمال الدين وتضع الاصبع على ما ينبغي ان يكون عليه الدين كمصدر للخير والسلام والمحبة ".
وأشار السيد التوفيق الى أن "تكوين الائمة في المغرب ليس بالأمور المستجدة، في حين ان تكوين الائمة في بلد مثل فرنسا يبقى من الامور الجديدة " ،مبرزا ان "الاعتراف بأهمية تكوين الأئمة هو اعتراف بالنموذج المغربي ،الذي ينبع من إمارة المؤمنين ،التي هي حامية الملة والدين من كل ما يسيئ اليه والساهرة على ترقية الامور المرتبطة بالدين ،ومواكبة ما استجدت عليه من امور عديدة ،منها ما يتعلق بتفاصيل الحضارة الحديثة وما ينبغي الاجوبة عنه من اسئلة هذه الحضارة، ومواكبة ما يقع من تقدم في العلوم الانسانية، ومواجهة ما وقع من تلوث في الجو السياسي ومحاولة استغلال الدين في السياسة" .
وابرز في هذا السياق ان "المستجدات التي تعرفها الحضارة الانسانية جعلت إمارة المؤمنين تعطي أوامرها في المغرب منذ 12 سنة لتكوين جيل جديد من الائمة"، مجددا التأكيد على أن "التحاق فرنسا بهذه الفكرة اعتراف بالنموذج المغربي الاصيل" .
وتنص الاتفاقية ،حسب ذات المصدر ، على أن يتولى المغرب تكوين أئمة لفرنسا على أن يختارهم المغرب وفق مقاييس معهد محمد السادس لتكوين الائمة والمرشدات وبتوافق مع مساجد فرنسا وجمعيات المساجد، مع حرص باريس على أن يكون هناك تكوين تكميلي في فرنسا حسب ما تقتضيه قوانينها ومساطرها.
وأشار السيد التوفيق ،بخصوص ديباجة الاعلان المشترك المغربي الفرنسي ،الى أن هذه الديباجة تنص على " امور مشتركة حول إرادة تكوين جيل جديد من الأئمة من أجل إسلام بعيد عن التحريف والفتنة ،التي هي عدوة الدين ،وبعيدا عن كل ما يسيئ الى هذا الدين، وهي مسألة مشتركة لأن المسلمين أينما كانوا ترعاهم إمارة المؤمنين ،خاصة اذا كانوا من رعايا أمير المؤمنين في المغرب أو في غيره من البلدان".
وينص الإعلان على إنشاء آلية للتتبع والتنسيق بين البلدين وعقد اجتماعين على الاقل في السنة بحضور وزارتي الداخلية والشؤون الخارجية والتنمية الدولية عن الجانب الفرنسي،ووزراتي الاوقاف والشؤون الاسلامية ووزارة الشؤون الخارجية والتعاون عن الجانب المغربي.
وقد وقعت هذه الاتفاقية من طرف السيدين لوران فابيوس، وزير الشؤون الخارجية والتنمية الدولية، وأحمد التوفيق وزير الاوقاف والشؤون الاسلامية.
وتيرة نمو وتطور العلاقات المغربية الفرنسية أخذت طريق اللاعودة
أكد السيد تاج الدين الحسيني، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس، اليوم السبت بالرباط، أن وتيرة نمو وتطور العلاقات المغربية الفرنسية أخذت طريق اللاعودة.
وأوضح السيد الحسيني، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة زيارة الصداقة والعمل الرسمية التي يقوم بها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند للمملكة، أن هذه الزيارة تعتبر تكريسا للتعاون الثنائي المهم بين البلدين.
واعتبر أن تنظيم هذه الزيارة في مدينة طنجة له دلالته، حيث يوجد بها أكبر مصنع في المنطقة لصناعة السيارات من طرف الشركة الفرنسية (رونو)، ومنطلق القطار فائق السرعة الذي ستدشن في القريب إحدى محطاته المهمةº وهي عبارة عن مصنع لترتيبات الأمن والسلامة الخاصة بهذا النوع من القطارات.
وأضاف السيد الحسيني أن فرنسا تعتبر اليوم أن الميناء المتوسطي لطنجة لا يشكل فقط نافذة على البحر الأبيض المتوسط لكن نقطة استراتيجية مهمة، مشيرا إلى مشاركة الرئيس الفرنسي في تدشين المحطتين الثانية والثالثة لهذه المؤسسة الضحمة.
وأبرز أن العلاقات المغربية الفرنسية تتميز بعدة أبعاد أهمها الجانب الاقتصادي، حيث توجد في المغرب أكثر من 900 مقاولة فرنسية تعمل في عدة مجالات، فضلا عن البعد الاجتماعي بحكم الجالية الفرنسية المهمة المقيمة بالمغرب والتي يتجاوز عددها 90 ألف نسمة، إلى جانب حوالي مليون و500 ألف مغربي يعيشون في فرنسا.
وذكر أيضا بالشق الثقافي في العلاقات بين البلدين الذي يتجسد على الخصوص من خلال التبادل في إطار المجمعات الفرنكوفونية، وتواجد المؤسسات التعليمية الفرنسية في المغرب، وكذا نسبة عالية من الطلبة المغاربة الذين يتابعون دراستهم في الجامعات والمؤسسات العلمية الفرنسية، مؤكدا أن هذه الزيارة ستفتح مجالات جديدة في كل التخصصات.
وأشار السيد الحسيني إلى التنسيق على مستوى حماية البيئة، حيث ستعرف فرنسا هذه السنة عقد المؤتمر الدولي حول المناخ، وتنسق مع المغرب في هذا الاتجاه باعتباره سيستضيف نفس المؤتمر في مدينة مراكش سنة 2016، معتبرا أن هذا التنسيق المهم أصبح يضع المغرب في لائحة الدول المتميزة في ضبط الانبعاثات المضرة بالمناخ بفضل ما يستثمره في ميدان الطاقة المتجددة والذي يؤثثه التعاون المغربي الفرنسي بشكل قوي.
واستحضر السيد الحسيني الدور الذي أصبح يضطلع به المغرب في منطقتي شمال إفريقيا وإفريقيا جنوب الصحراء، حيث أصبح شريكا استراتيجيا، ومنصة مركزية في المنطقة للربط بين الاتحاد الأوروبي ككل وفرنسا بالأساس وباقي بلدان منطقة جنوب الصحراء وشمال إفريقيا، "ولما لا الشرق الأوسط"، خاصة أن شركات فرنسية كبرى أصبحت تعمل على الاستثمار في المغرب في مجالات متعددة وأهمها شركة بوجو ستروين التي ستفتتح في القريب معملا ضخما لصناعة السيارات في ضواحي القنيطرة، وهو ما يؤكد هذا البعد الاستراتيجي لهذه العلاقات.
من جهة أخرى، نوه الاستاذ الجامعي بالنموذج الجيد الذي قدمه المغرب بعد رياح الربيع العربي، وما أقره من دستور جديد يفرض تطورا ديمقراطيا إيجابيا، وكذا بالاستقرار والأمن اللذين ينعم بهما مما يشكل عاملا محفزا لجذب المستثمرين.
وتعتبر فرنسا المغرب شريكا مركزيا في محاربة الإرهاب والتطرف، يضيف السيد الحسيني، ولعل سعي الفرنسيين لاقتباس النموذج المغربي في تكوين الأئمة وفرض قيم التسامح والوسطية أصبح له صدى مهما لدى السلطات الفرنسية لتطبيقه بالنسبة للجالية المسلمة المقيمة في فرنسا.
وقد حل رئيس الجمهورية الفرنسية السيد فرانسوا هولاند، بعد ظهر اليوم السبت بمدينة طنجة، في زيارة صداقة وعمل رسمية للمملكة المغربية، بدعوة كريمة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
الرئيس الفرنسي يستقبل السيد ابن كيران بقصر الضيافة بطنجة
استقبل الرئيس الفرنسي، السيد فرانسوا هولاند، مساء يوم السبت بقصر الضيافة بطنجة، رئيس الحكومة، السيد عبد الإله ابن كيران.
وقال السيد ابن كيران، في تصريح للصحافة عقب هذا اللقاء، إن السيد هولاند، الذي حل بعد زوال اليوم بطنجة في إطار زيارة صداقة وعمل رسمية للمملكة، بدعوة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس "يتعاطف كثيرا مع المغرب وعلاقتنا جيدة مع فخامته، وحتى حينما نمر من بعض اللحظات الصعبة نتمكن من تجاوزها " مبرزا في هذا الصدد الاستقبال الذي خص به جلالة الملك الرئيس الفرنسي والحفاوة التي لوقي بها فخامته خلال هذه الزيارة.
وشدد رئيس الحكومة على أن العلاقات المغربية الفرنسية "استثنائية"، مبرزا، في هذا السياق، الروابط التاريخية بين البلدين وكذا العلاقات الجيدة التي جمعت المغرب مع مختلف الحكومات الفرنسية المتعاقبة.
وأضاف أن السيد هولاند أكد خلال هذا اللقاء على "أهمية تكوين المغرب لبعض الأئمة الفرنسيين أو الذين سيشتغلون في فرنسا، ونحن أكدنا له على الحريات التي من المفروض أن يتمتع بها المسلمون الفرنسيون أو الذين هم في ضيافة فرنسا كإخوانهم المواطنين الفرنسيين الآخرين".
زيارة الرئيس الفرنسي للمغرب تكريس للشراكة التاريخية والاستراتيجية المتجددة بين البلدين
أكد السيد محمد بن حمو، رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، أن زيارة الصداقة والعمل الرسمية التي يقوم بها رئيس الجمهورية الفرنسية، السيد فرانسوا هولاند، للمغرب "تأتي تكريسا للشراكة التاريخية والاستراتيجية المتجددة بين البلدين، القائمة على الاحترام المتبادل وبناء فضاء أوسع للمصالح الثنائية".
وأوضح السيد بن حمو، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء اليوم السبت أن هذه الزيارة تأتي، كذلك، على خلفية تداعيات ملف الهجرة ووضعية اللاجئين الذي ألقى بثقله على القارة الأوروبية، مسجلا أن المغرب، كبلد مستقر وفاعل أساسي في الأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة، يمكنه أن يساهم، بشكل إيجابي، في إيجاد حلول لمثل هذه القضايا والمعضلات.
وأشار إلى أن فرنسا بحاجة إلى شريك إقليمي يمتاز بقوة مؤسساته وبأمنه واستقراره وبانخراطه في تنمية اقتصادية اجتماعية بشرية حقيقية، مضيفا أن المغرب يبرز، على ضوء هذه الاعتبارات، كشريك "نموذجي لفرنسا" خصوصا في هذه المرحلة وفي هذه المنطقة التي تعرف "انكسارات كبيرة وشبه غياب لفاعلين أقوياء".
واعتبر أن الملف الأمني سيكون حاضرا بشكل كبير، خاصة على ضوء تداعيات وامتدادات بعض الجماعات الإرهابية الراديكالية التي تنشط في الشرق الأوسط ومنطقة الساحل والصحراء، مشددا على أن المغرب، بفضل تعاونه الاستخباراتي وحكامته الأمنية، يمكن أن يساعد كثيرا في مواجهة هذا التهديد المشترك، لاسيما في شقه المتعلق بالجريمة الدولية العابرة وتهريب الاسلحة والمخدرات وشبكات الهجرة السرية.
الرئيس الفرنسي يستقبل بقصر الضيافة بطنجة رئيسي مجلسي النواب والمستشارين
استقبل الرئيس الفرنسي، السيد فرانسوا هولاند، مساء يوم السبت بقصر الضيافة بطنجة، رئيسي مجلسي النواب، السيد راشيد الطالبي العالمي، والمستشارين، السيد محمد الشيخ بيد الله.
وقال السيد الطالبي العلمي، في تصريح للصحافة عقب هذا اللقاء المشترك، إن استقباله إلى جانب السيد بيد الله من طرف الرئيس الفرنسي، الذي حل بعد زوال اليوم بطنجة في إطار زيارة صداقة وعمل رسمية للمملكة تستغرق يومين، بدعوة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، كان مناسبة لبحث مجموعة من القضايا الحيوية التي تهم المنطقة عامة، والنموذج المغربي لإشاعة السلم والامن والاستقرار بشكل خاص.
وأشار إلى أن الرئيس الفرنسي نوه، خلال هذا الاستقبال، بالانتخابات الجهوية والجماعية التي جرت مؤخرا بالمغرب، واعتبر أن هذه الاستحقاقات تعزز المسار الديموقراطي للمغرب وتؤسس لمرحلة سياسية متطورة.
كما اشاد الرئيس الفرنسي، حسب السيد الطالبي العلمي، بالأمن والاستقرار الذي ينعم بهما المغرب، وكذا بالدور الذي يضطلع به في تطوير المفهوم الأمني على أسس متينة، خاصة على مستوى الامن الروحي.
من جهته، قال السيد بيد الله، في تصريح مماثل، إن المباحثات مع الرئيس الفرنسي تمحورت حول " النموذج الديمقراطي التنموي الذي أرسى دعائمه صاحب الجلالة الملك محمد السادس ودور المملكة في ضمان الأمن والاستقرار، ليس فقط في منطقتنا ولكن كذلك في منطقة الساحل والصحراء".
كما شكل اللقاء، يضيف السيد بيد الله، فرصة للتأكيد على دور البرلمانين المغربي والفرنسي في تقوية أواصر المحبة والصداقة بين الشعبين المغربي والفرنسي.
ورقة تقنية حول البنية التحتية والتجهيزات السككية المتعلقة بمشروع القطار فائق السرعة
فيما يلي ورقة تقنية حول البنية التحتية والتجهيزات السككية المتعلقة بمشروع القطار فائق السرعة، الذي أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مرفوقا بالرئيس الفرنسي فرونسوا هولاند، اليوم السبت بطنجة، على تدشين ورشة الصيانة الخاصة به.
البنية التحتية (هندسة مدنية) الأراضي : اقتناء 1800 هكتار من الأراضي 360 منها غابوية- وتشجير 2100 هكتار الردم والحفر: 67 مليون متر مكعب التزويد بمواد خاصة: 12 مليون متر مكعب الجسور:12 جسر(بطول إجمالي يبلغ 10 كلم) من ضمنها جسر الحاشف الذي يعتبر الأطول 3.5 كلم الأوتاد: 100 كلم من الطول الإجمالي القناطر السككية والطرقية: 169 وحدة المنشآت الهيدرولية: 117 وحدة التجهيزات السككية السكة القضبان الحديدية : 48000 طن العوارض الخرسانية : 700000 وحدة أجهزة التحويل : 100 وحدة الكتينة سلك تماس: 430 كلم سلك حامل: 430 كلم سلك تحت أرضي: 200 كلم عمود كتينة: 7400 وحدة الطاقة والمحطات الفرعية محطتين فرعيتين (ك في 25 * 2) محطة فرعية بالرباط التشوير ومركز التحكم عن بعد
مركز تحكم عن بعد بالرباطº مراكز للفصل المعلوماتيº نظام التشوير تجهيزات السلامة و الكشف والإنذارº الإتصالات نظام جهاز إرسال رقمي: بالنسبة لراديو أرض قطار و إرسال المعطياتº نظام مركزي لتسيير استغلال الشبكة.
مشروع القطار فائق السرعة..أهم المحطات التاريخية
فيما يلي لمحة عن أهم المحطات التاريخية المتعلقة بمشروع القطار فائق السرعة، الذي أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مرفوقا بالرئيس الفرنسي فرونسوا هولاند، اليوم السبت بطنجة، على تدشين ورشة الصيانة الخاصة به.
أكتوبر 2007: التوقيع على مذكرة التفاهم الخاصة بإنجاز مشروع الخط فائق السرعة طنجة - الدار البيضاء.
أبريل 2009 : تعيين مساعد صاحب المشروع (سخأئ)
شتنبر 2009 : الإعلان عن المنفعة العامة للمشروع
فبراير 2010: التوقيع تحت رئاسة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله على البرنامج التعاقدي بين الدولة والمكتب الوطني للسكك الحديدية 2015 - 2010 واتفاقية تمويل مع صندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية و الاجتماعية.
يوليوز 2010 : المصادقة البيئية للمشروع من طرف اللجنة الوطنية لدراسة التأثيرات
دجنبر 2010: التوقيع تحت رئاسة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله على 6 اتفاقيات خاصة بتمويل المشروع والصفقة الخاصة باقتناء القطارات الفائقة السرعة.
إكمال تمويل المشروع (20 مليار درهم أي ما يعادل 1.8 مليار يورو).
شتنبر 2011 : إعطاء الانطلاقة الرسمية من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله مرفوقا بالرئيس الفرنسي لأشغال الخط الفائق السرعة بين الدار البيضاء- طنجة.
أبريل 2013: التوقيع تحت رئاسة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله مرفوقا بالرئيس الفرنسي على 3 صفقات خاصة بأشغال التجهيزات السككية وبروتوكول الاتفاق النهائي لمعهد التكوين السككي وبروتوكول الاتفاق الأولي الخاص بصيانة القطارات الفائقة السرعة.
يونيو 2015 : استقبال أول قطار فائق السرعة إلى ورشة الصيانة بطنجة
شتنبر 2015 : استقبال ثاني قطار فائق السرعة إلى ورشة الصيانة بطنجة
الخط فائق السرعة بالمغرب .. مشروع ضخم مزود بأكبر جسر مخصص لخط فائق السرعة في العالم
يشكل الخط فائق السرعة بالمغرب، وهو أكبر ورش سككي بإفريقيا، مشروعا ضخما من حيث حجم الأشغال والمنشآت، وهو مزود بأكبر جسر مخصص لخط فائق السرعة بالعالم.
وأوضح المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، محمد ربيع لخليع، مؤخرا، أن مشروع الخط فائق السرعة، الذي ستتم إقامته على مسافة تصل إلى 200 كلم بسرعة 320 كلم في الساعة، هو "مشروع ضخم من حيث حجم الأشغال وضخامة المنشآت، وبالخصوص الجسر الكبير المخصص لخط فائق السرعة على الصعيد العالمي".
وبذلك يسعى الخط فائق السرعة طنجة -الدار البيضاء إلى أن يشكل لبنة إضافية لمنظومة نقل مندمجة ومتعددة الأشكال، والتي تأتي لتقدم حلا ملائما ومستداما لطلب متنام باستمرار وبشكل منتظم لحركة نقل المسافرين ومواكبة تطور القطب الاقتصادي الجديد لمدينة طنجة.
ويستفيد هذا الورش السككي، حسب السيد لخليع، من تدبير ديناميكي وإشراف عن كثب، وتحليل للمخاطر ومتابعة للقرب لمختلف المقاولات التي تتولى إنجاز الأشغال، موضحا أن 80 إلى 90 في المائة من الأشغال تنجزها مقاولات مغربية، وهو ما سيغني، بالتالي، الخبرة المغربية.
وسيكون للخط فائق السرعة انعكاسات سوسيو اقتصادية وسيساهم بشكل ملموس في التقليص من المدة الزمنية للمسافات التي يتعين قطعها، مع الرفع من طاقة نقل المسافرين.
وبحسب السيد لخليع، فإنه من المتوقع أن يتم الشروع في تسويق الخط في نهاية سنة 2017، أو في النصف الأول من سنة 2018، بتعريفة مدروسة ستكون في متناول زبناء شبكة النقل السككي.
وعلى مستوى تشغيل اليد العاملة، سيمكن المشروع، فضلا عن 30 مليون يوم عمل مباشر وغير مباشر خلال فترة إنجاز الأشغال، من خلق 2500 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة خلال فترة الاستغلال.
وتشغل "إدارة المشروع"، حاليا، زهاء 250 مهندسا، 120 منهم مغاربة. وبالموازاة مع تقدم أشغال المشروع، سيكون من الضروري تعزيز الموارد البشرية لتصل إلى 450 مهندسا، 250 منهم مغاربة.
كما سيكون لتشغيله، الذي سيشكل ركيزة أساسية في اختيار إقامة مقاولات أو ترحيلها، وقع لا يمكن نكرانه على الأنشطة الاقتصادية بالمدن والجهات المعنية، إذ سيمكن المقاولات الجهوية من تحسين تنافسيتها وتوسيع أسواقها.
وبخصوص نقل المسافرين، يراهن المكتب الوطني للسكك الحديدية، اعتبارا من السنة الأولى للشروع في استغلال الخط، على نقل أزيد من ستة ملايين مسافر، وهو العدد القابل للارتفاع بالتزامن مع فتح أشطر جديدة وتبعا للمؤشرات السوسيو اقتصادية الشاملة.
وأوضح المكتب ، في الإطار نفسه، أن الخط فائق السرعة سيكون في متناول أغلبية المواطنين المغاربة، وليس فقط الأغنياء منهم، وذلك ضمن مقاربة وطنية تختلف عن تلك التي يعتمدها الغربيون، والتي تم تطويرها بالخصوص في أوروبا، حيث القطار فائق السرعة يناسب زبناء النقل عبر الطائرة.
وكشف المكتب أنه فضلا عن ذلك، ستكون التعرفة محفزة وتنافسية، وقريبة من القدرة الشرائية لمستعملي القطارات في الوقت الحالي، وسترتكز على نظام للتدبير، مضيفا أن دراسة العرض التجاري توجد في طور الإعداد.
وفي ما يتعلق بمردودية الخط فائق السرعة، فقد قدرها المكتب الوطني للسكك الحديدية ب4ر9 في المائة، تحتسب على أساس التدفقات الاقتصادية (تكاليف الاستثمار والاستغلال)، وجوانب غير تجارية يمكن تحديد قيمتها نقدا، من قبيل ربح الوقت والسلامة الطرقية والتقليص من تلوث الهواء وانبعاثات الغاز المسبب في الاحتباس الحراري، وخلق فرص الشغل.
يذكر أن انجاز هذا المشروع الطموح يستفيد من الخبرة الفرنسية، في إطار الشراكة التي تجمع بين المغرب وفرنسا، البلد الرائد عالميا في هذا الميدان.
وفي هذا الصدد، كان المكتب الوطني للسكك الحديدية والشركة الوطنية الفرنسية للسكك الحديدية قد وقعا في أبريل 2009 بالرباط، عقود مساعدة بقيمة 65 مليون أورو، لانجاز المشروع المذكور.
وتهم هذه العقود، بالخصوص، صياغة وتشغيل واستغلال القطارات وكذا صياغة العرض التجاري وصيانة الخط السككي فائق السرعة.
ويأتي هذا الورش الجديد، الذي يأخذ بعين الاعتبار احترام البيئة، ليدخل المملكة في دينامية مواكبة التكنولوجيا العالية، في زمن جديد للسرعة ومستقبل واعد بالنسبة للنقل السككي.
وكان المكتب الوطني للسكك الحديدية قد تسلم مؤخرا بميناء طنجة المتوسط، القطار الثاني فائق السرعة، في إطار اقتناء 12 قطارا فائق السرعة برسم مشروع بناء الخط فائق السرعة الذي سيربط طنجة بالدار البيضاء.
مشروع القطار الفائق السرعة .. تكريس للإرادة الملكية الطموحة لتأهيل كل جهات المملكة وتجهيزها ببنيات النقل واللوجستيك
تمكن المغرب خلال الخمس عشرة سنة الأخيرة، بفضل سياسة الأوراش الكبرى التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، من تطوير البنى التحتية بالمملكة بشكل كبير.
وتهدف هذه السياسة الطموحة إلى تأهيل كل جهات المملكة وتجهيزها ببنيات النقل واللوجستيك التي من شأنها أن تتيح لهذه المناطق نموا اقتصاديا واجتماعيا متكافئا.
ولأجل تطوير نظام النقل الوطني، وإعطاء الأولوية للنقل المتعدد الأنماط وحماية البيئة، يتبين أن تكنولوجيا السرعة الفائقة بفضل مزاياها المتعددة، هي الحل الأنجع والخيار الذي يندرج بشكل طبيعي في مسلسل تنمية الشبكة الحديدية الوطنية، فهي تفرض نفسها كوسيلة نقل الأشخاص الأكثر فعالية على المسافات المتوسطة والطويلة.
ومن هذا المنطلق، انخرط المكتب الوطني للسكك الحديدية في إنجاز المخطط المديري لخطوط السرعة الفائقة بهدف بناء شبكة على طول حوالي 1500 كلم، مكونة من محور "أطلسي" يربط طنجة والدار البيضاء وأكادير ومحور "مغاربي" يربط بين الرباط و فاس وجدة.
ويعتبر مشروع الخط الفائق السرعة بين طنجة والدار البيضاء، أولى مراحل هذا المخطط المديري، إذ سيمكن من تحسين جودة العرض من خلال تقليص مدة السفر والرقي بمستوى الخدمات وكذا الراحة والسلامة المقدمة للزبناء.
ويشمل المشروع إنجاز خط حديدي جديد طوله 200 كلم بين طنجة والقنيطرة مزدوج ومكهرب بتيار (ثض ءأ 25) ومجهز بنظام تشوير من المستوى الثاني مصمم لسرعة 350 كلم/ ساعة وسرعة استغلال تصل 320 كلم/ساعةº وكذا بناء قاعدتين للأشغال على مساحة إجمالية تبلغ 94 هكتار بكل من القنيطرة واثنين سيدي اليمني وربطهما بالخط الكلاسيكي وبالخط الجديد للسرعة الفائقة.
كما يضم المشروع تهييئ منشآت محطتي القنيطرة وطنجة وبناء ورشة لصيانة القطارات الفائقة السرعة بطنجة، واقتناء 12 قطارا فائق السرعة، وبناء محطات جديدة للقطار الفائق السرعة بطنجة والقنيطرة والرباط- أكدال والدار البيضاء-المسافرين، فضلا عن تصميم العرض التجاري، و تهييئ استغلال وصيانة البنيات التحتية والقطارات. وعلى مستوى الأهداف، سيمكن خط القطار الفائقة السرعة طنجة-الدار البيضاء من ربط هذين القطبين الاقتصاديين للمملكة وذلك بتقديم حل ناجع لتلبية الطلب المتزايد باستمرار على التنقل وكذا تقليص مدة السفر بين طنجة- القنيطرة لتصبح 47 د عوض 3س و15 د، وبين طنجة- الرباط لتصبح ساعة و 20 د عوض 3س و 45 د، وبين طنجة- الدار البيضاء لتصبح ساعتان و10 د عوض 4س و 45 د.
كما سيمكن هذا المشروع أيضا من رفع عدد المسافرين إلى أزيد من 3 مليون حاليا إلى 6 مليون سنويا على هذا المحور، ومن تعزيز السلامة الطرقية والحفاظ على البيئة (تفادي 150 قتيل و 20000طن من انبعاث الغازات سنوياº وخلق فرص الشغل (30 مليون يوم عمل مباشر وغير مباشر طيلة فترة الأشغال و 1500 منصب شغل مباشر و 800 منصب شغل غير مباشر أثناء الاستغلال)º فضلا عن ضمان انسياب حركة نقل البضائع على المحور طنجة- الدار البيضاء بتحرير الطاقة الاستيعابية على الخط الحالي.
يشار إلى أن المشروع سجل إلى نهاية شهر غشت من السنة الجارية نسبة تقدم إجمالي بلغت 75 في المائة، بما في ذلك الدراسات والأشغال. وسيشرع في الاستغلال التجاري للخط خلال الأسدوس الأول من سنة 2018.
ورشة صيانة القطارات الفائقة السرعة بطنجة .. من أجل ضمان استغلال ناجع ومستدام للقطارات
تهدف ورشة صيانة القطارات الفائقة السرعة، التي أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس مرفوقا بالرئيس الفرنسي فرونسوا هولاند، على تدشينها اليوم السبت بطنجة، إلى ضمان استغلال ناجع ومستدام لهذه القطارات.
وتروم هذه الورشة، التي قام المكتب الوطني للسكك الحديدية ببنائها في إطار مشروع الخط الفائق السرعة الذي سيربط طنجة بالدار البيضاء، والتي قام بإنجازها تجمع شركات مغربية، أيضا تهيئ وصيانة القطارات بالقرب من محطة نهاية السير طنجة.
ويكمن الهدف الرئيسي لهذا الورش، الذي ستمكن في البداية من إعادة تركيب القطارات إثر وصولها من معامل "ألستوم" المتواجدة في مدينة لروشيل الفرنسية عبر ميناء طنجة المتوسطي الذي توصل بأول قطار في 29 يونيو من الماضي، في توفير التجهيزات الضرورية التي تمكن من إنجاز الصيانة الوقائية والصيانة الإصلاحية لحظيرة تتسع ل30 قطارا فائق السرعة.
ويمتد الورش، الذي انطلقت الدراسات والأشغال الخاصة به في أكتوبر من سنة 2011 وبلغت تكلفته 640 مليون درهم، على مساحة إجمالية تبلغ 14 هكتارا، منها 20000 متر مربع مساحة مغطاة، كما يضم، على مستوى التجهيزات السككية، 14 سكة بطول إجمالي يبلغ 10 كلم، منها 4 سكك مغطاة، ومركزا للتحكم المعلوماتي.
وقد صممت هذه الورشة من أجل إنجاز عمليات الصيانة على أربع مستويات يهم الأول منها عمليات المراقبة خلال الاستغلال، ويتعلق الثاني بالفحص خلال الخدمة عند كل 7500 كلم 13 ذهاب و إياب طنجة/ الدار البيضاء والفحص الميكانيكي كل 37 يوم بالإضافة إلى فحوصات أجهزة الراحة التي تمكن من ضبط الاختلالات المحتملة التي قد تؤثر على أجزاء التوقف المتحركة ولاقطات التيار الكهربائي وتتم برمجة الفحوصات بين دورتين من أجل تحسين جاهزية المعدات توقف لمدة ساعتين تقريبا).
وبالنسبة للمستوى الثالث من الصيانة، تتضمن المراقبة الدورية التجارب والفحوصات التي تمكن من ضبط أو استبدال القطع المعطلة، كما يتم تغيير الأجزاء أثناء المراقبة أو بعد ملاحظة أي خلل يستدعي سحب القطار من الاستغلال التجاري لمدة تستغرق ما بين يومين أو خمسة أيام. ويتعلق المستوى الرابع من الصيانة بإجراء مراقبة دورية للأجزاء التي تستوجب الإزالة للقيام بالفحص (أسرة، محاور ومكيفات).
ومن أجل القيام بمختلف وظائفها تشتمل ورشة الصيانة على بهو رئيسي مغلق يتكون من 4 سكك على طول 230 متر صممت من أجل استقبال القطارات الفائقة السرعة مجهزة بكتينة.
كما تشتمل الورشة على ورش للفحص خلال الخدمة (2 سكك مجهزة بحفرة على طول 400 م قابلة لاحتواء قطارين) تمكن من فحص العربات وعربات الجر ولاقطات التيار ومراقبة الأسرة والمحاور والجسور المتحركة، وكذا ورش للخدمة الداخلية للعربات يتكون من سكتين للتنظيف الداخلي للمقطورات والصيانة الإصلاحية وتفريغ المرافق الصحية بواسطة آليات متحركة، فضلا عن آلة لتنظيف القطارات من الخارج، وبناية بها مخرطة بحفرة ورافعة بحفرة، وورش يهم المستوى الرابع من الصيانة لمراقبة الأعضاء الميكانيكية.
كما تضم الورشة منشأة لتزويد العربات بالرمل ومرافق لمواكبة الإنتاج بداخل البناية الرئيسية ومرافق إدارية، ومستودع لقطع الغيار، وآليات خاصة تشمل ثمانية (8) قناطر متحركة ومقعد لضغط الأسرة وست (6) رافعات بقوة 20 طن وثماني (8) عبارات ثابتة تمكن من القيام بالمراقبات والتدخلات فوق سقف القطارات، وثماني (8) عبارات متحركة تمكن من القيام بجميع الأشغال على العلو على طول السكك الأربعة داخل الورشة.
كما تضم الورشة مركزا للتشوير سيؤمن تشكيل المسارات الضرورية لتأمين مختلف التحركات وذلك من خلال نظام معلوماتي خاص بسكك الخدمة. وسيضمن هذا المركز أيضا سلاسة الاستغلال وسلامة تحركات القطارات داخل الورشة.
ومن أجل استغلال الورشة والقيام بصيانة القطارات الفائقة السرعة اختار المكتب الوطني عقد شراكة مع الشركة الوطنية للسكك الحديدية الفرنسية بغية الاستفادة من تجربة هذه الأخيرة، حيث ستمكن هذه الشراكة من ضمان استغلال ناجع ومستدام للقطارات فائقة السرعة ومن اكتساب المكتب الوطني للسكك الحديدية للخبرة في مجال صيانة القطارات.
فرنسا تعتبر الاسلام الوسطي الذي ينهجه المغرب "مرجعا قيما"
أكدت الرئاسة الفرنسية يوم السبت، أن فرنسا تعتبر الاسلام الوسطي الذي ينهجه المغرب "مرجعا قيما"، مجددا عزم باريس على تعميق تعاونها أكثر مع المملكة في مجال التصدي للتطرف.
وشددت الرئاسة الفرنسية في بيان نشر اليوم السبت، بمناسبة زيارة العمل والصداقة الرسمية التي يقوم بها الرئيس فرانسوا هولاند للمغرب بدعوة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أن فرنسا تشاطر المغرب مقاربته المتمثلة في أن الرد على انتشار جماعات مثل (داعش ) (وبوكو حرام)، يجب ان يمر عبر عمل دبلوماسي وأمني، وكذا عبر الوقاية من التطرف.
وأكد البيان أن المغرب عضو نشيط في "حوار خمسة زائد خمسة دفاع " و"الحوار المتوسطي" لحلف شمال الاطلسي، مذكرا بالتزام المغرب في عمليات لحفظ السلم (كوسوفو وكوت ديفوار، والكونغو الديموقراطية وغيرها ) أو من أجل تقديم مساعدة طبية استعجالية (فلسطين ، تونس، الكونغو، غينيا كوناكري).
رئيس الجمهورية الفرنسية : تحدوني رغبة كبيرة في أن يدخل المغرب وفرنسا مرحلة جديدة من الشراكة
أكد رئيس الجمهورية الفرنسية السيد فرانسوا هولاند، الذي يقوم بزيارة صداقة وعمل رسمية للمملكة، اليوم السبت بطنجة، أنه تحدوه رغبة كبيرة في أن يدخل المغرب وفرنسا "مرحلة جديدة من الشراكة".
وقال السيد هولاند، في تصريح للصحافة بعد وصوله الى مطار طنجة ابن بطوطة ، " قدمت إلى طنجة في إطار زيارة عمل وصداقة تم الاعداد لها منذ عدة أشهر، وتحدوني الرغبة في أن يدخل البلدان مرحلة جديدة من الشراكة".
وأضاف أن "المغرب وفرنسا تجمعهما العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، الاقتصادية منها والثقافية واللغوية، كما يجمع البلدان ليس فقط تاريخ طويل مشترك بل وايضا المستقبل المثمر جدا".
وقال الرئيس الفرنسي بالمناسبة "منذ زيارتي للمغرب قبل سنتين حقق البلدان معا تقدما كبيرا بعد مرحلة صعبة، ونسعى معا إلى أن نعطي لهذه الزيارة بعدا دوليا، لأن المغرب وفرنسا يمتلكان إرادة للعمل سويا في إفريقيا ومكافحة الإرهاب، الذي لا يزال يشكل بالنسبة لنا مصدر قلق كبير".
كما أبرز الرئيس الفرنسي أن المغرب وفرنسا يجمعهما "رابط خاص وذلك بمناسبة انعقاد مؤتمر حول التغييرات المناخية (كوب)، الذي سينعقد بباريس في دجنبر القادم، والذي سيستضيفه مجددا المغرب بعد فرنسا"، مضيفا أن "ما سيتم انجازه والقيام به في باريس سيكون قد تم التحقق منه ارتباطا بالالتزامات التي تم التوقيع عليها في مراكش".
وأكد الرئيس الفرنسي أن زيارة العمل والصداقة الرسمية للمغرب "موجهة لملامسة التحديات الكبرى للمرحلة الراهنة، والمتمثلة في قضايا الأمن والاقتصاد والشغل والمناخ"، معربا عن شكره وامتنانه لصاحب الجلالة الملك محمد السادس والحكومة المغربية على حفاوة الترحيب والاستقبال "التي أحاطوني بها".
وبعد أن أعرب الرئيس الفرنسي عن ثقته الكبيرة في أنه، بعد هذه الزيارة للمملكة والزيارة التي سبقتها قبل نحو سنتين، فإن الروابط التي تجمع المغرب وفرنسا "ستتقوى أكثر فأكثر وستزداد تماسكا وقوة"، أشار الى أن "العلاقات الانسانية القائمة بين البلدين "أمر واقع وقائم ، خصوصا وأن الكثير من الفرنسيين يقيمون في المغرب سواء للعمل به أو لقضاء عطلهم، كما أن العديد من المغاربة يستقرون في فرنسا".
وكان رئيس الجمهورية الفرنسية السيد فرانسوا هولاند، قد حل بعد ظهر اليوم السبت بمدينة طنجة، في زيارة صداقة وعمل رسمية للمملكة المغربية، بدعوة كريمة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
ويتألف الوفد المرافق للرئيس فرانسوا هولاند خلال زيارة الصداقة والعمل الرسمية التي يقوم بها للمملكة، على الخصوص، من السيد لوران فابيوس وزير الشؤون الخارجية والتنمية الدولية، والسيدة سيغولين روايال وزيرة البيئة والتنمية المستدامة والطاقة، والسيدة نجاة فالو بلقاسم وزيرة التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث، والسيدة مريم الخمري وزيرة العمل والتشغيل والتكوين المهني والحوار الاجتماعي، والسيد جون ماري لوغن كاتب الدولة المكلف بالعلاقات مع البرلمان، والسيدة إليزابيث غيغو نائبة برلمانية عن منطقة السين- سان دوني رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالجمعية الوطنية، والسيد ميشيل فوزيل نائب برلماني عن منطقة بوش دي رون نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالجمعية الوطنية.
جلالة الملك والرئيس الفرنسي يدشنان بطنجة ورشة صيانة القطارات فائقة السرعة
أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مرفوقا بصاحب السمو الملكي ولي العهد الامير مولاي الحسن، وصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، ورئيس الجمهورية الفرنسية فخامة السيد فرانسوا هولاند، يوم السبت بحي مغوغة بطنجة، على تدشين ورشة صيانة القطارات فائقة السرعة، المشروع المهيكل الذي يحفز تبادل التكنولوجيات والخبرات بين المغرب وفرنسا.
وتشكل هذه الورشة، المنجزة باستثمار إجمالي قدره 640 مليون درهم، جزء من مشروع الخط فائق السرعة طنجة- الدار البيضاء الذي يشمل، أيضا إنجاز خط حديدي جديد طنجة-القنيطرة بطول 200 كلم مزدوج وموصول بالتيار الكهربائي، وبناء قاعدتين للأشغال بكل من القنيطرة واثنين سيدي اليماني، وتهييئ منشأتي محطتين (محطتي السكة الحديدية بالقنيطرة وطنجة)، واقتناء 12 قطارا فائق السرعة، وبناء محطات جديدة للخط فائق السرعة بكل من طنجة، والقنيطرة، والرباط- أكدال، والدار البيضاء المسافرين.
وكمرحلة اولى، سيعمل المركز الجديد للصيانة، المنجز على بعد بضع كيلومترات من محطة نهاية السير طنجة، على إعادة تركيب عناصر القطار فائق السرعة المستقدمة من مصانع "ألستوم" بلاروشيل (فرنسا)، وذلك عبر ميناء طنجة المتوسطي.
وسيتكفل بعد ذلك، في مرحلة ثانية، لاسيما عند مرحلة الاستغلال، بعمليات المراقبة وإصلاح القطارات فائقة السرعة.
وقد استقبلت ورشة مغوغة قطارين فائقي السرعة، أولهما في يونيو الماضي وثانيهما بداية الشهر الجاري. حيث تم الشروع في تركيب مكونات هذين القطارين مباشرة بعد الاستلام.
وقد جهزت هذه الورشة، التي انجزت طبقا للمعايير الدولية من طرف تجمع للمقاولات الوطنية، بمعدات وتجهيزات متطورة ، للقيام بمختلف مستويات الصيانة التي يمكن أن تشمل في نفس الوقت عمليات المراقبة خلال الاستغلال ، وعمليات الصيانة الدورية للمكونات ، والفحوصات الميكانيكية المنتظمة وتعويض القطع.
وتشتمل الورشة (14 هكتار)، التي تقدر طاقتها ب 30 قطارا، بالخصوص، على بنايات تقنية وإدارية (20 ألف متر مربع)، و14 سكة مكهربة بطول 10 كيلومترات مع تشوير مركزي مزود بمركز معلوماتي للتحكم، ومحطة للغسل، وورشات متخصصة.
وبالنسبة لاستغلال الورشة والقيام بصيانة القطارات فائقة السرعة، دخل المكتب الوطني للسكك الحديدية في مشروع مشترك مع الشركة الوطنية للسكك الحديدية (فرنسا)، حيث يتمثل هدف الشريكين في استثمار خبرة الشركة الوطنية للسكك الحديدية، والمساهمة في ضمان استغلال آمن ومنتظم للقطارات فائقة السرعة، وتمكين المكتب الوطني للسكك الحديدية من التعزيز المتدرج لقدراته في هذا المجال. وفي متم شهر غشت 2015، بلغت النسبة الإجمالية لتقدم الأشغال بمشروع القطار فائق السرعة 75 بالمائة، وينتظر الشروع في الاستغلال التجاري للخط عند النصف الأول من سنة 2018.
ويندرج هذا المشروع الضخم في إطار المخطط التوجيهي للخطوط فائقة السرعة الذي يروم إنجاز شبكة بطول يناهز 1500 كلم، والتي تتألف من المحور "الأطلسي" طنجة- الدار البيضاء- أكادير، والمحور "المغاربي" الرباط- فاس- وجدة.
ويشكل مشروع خط القطار فائق السرعة طنجة- الدار البيضاء، الذي رصدت له استثمارات هامة، الشطر الأول من المخطط التوجيهي ، حيث يروم تحسين عرض الخدمات من خلال تقليص مدة الرحلات وتوفير أكبر قدر من الراحة والأمن لمستعملي القطار.
وهكذا، سيتيح خط القطار فائق السرعة طنجة الدار البيضاء، تقليصا هاما في مدة الرحلة (طنجة- الرباط في ساعة و20 دقيقة عوض 3 ساعات و45، وطنجة- الدار البيضاء في ساعتين و10 دقائق عوض 4 ساعات و45 دقيقة)، والرفع من عدد المسافرين على هذا الخط من ثلاثة ملايين حاليا إلى 6 ملايين مستقبلا، والتقريب والجمع بين الجهتين الأكثر دينامية في الاقتصاد المغربي، وهما القطب التاريخي الدار البيضاء- الرباط والقطب الصاعد حول مدينة طنجة.
كما سيمكن خط القطار فائق السرعة من تحسين مستوى السلامة الطرقية، وتجنب انبعاث 20 ألف طن من غاز ثاني أوكسيد الكربون في السنة، علاوة على تحرير الخط الموجود حاليا لفائدة النقل السككي للحاويات بين الدار البيضاء وميناء طنجة المتوسطي. هكذا، وبفضل إنجاز هذا الخط الأول للقطارات فائقة السرعة، سيكون المغرب أول بلد إفريقي وعربي يمتلك منظومة للنقل السككي من مستوى تكنولوجي عال، والذي يفسح الطريق أمام إنجازات مستقبلية ذات وقع كبير. وبهذه المناسبة قام صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وفخامة الرئيس السيد فرانسوا هولاند، بزيارة تفقدية للقطارين فائقي السرعة اللذين سلمتهما الشركة الفرنسية (ألستوم) للمغرب ، وتم تركيبهما بورش الصيانة بمغوغة.
جلالة الملك يجري بطنجة مباحثات مع الرئيس الفرنسي
أجرى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، يوم السبت بقصر مرشان بطنجة، مباحثات رسمية مع رئيس الجمهورية الفرنسية، فخامة السيد فرانسوا هولاند، الذي يقوم حاليا بزيارة عمل وصداقة للمملكة.
وتناولت هذه المباحثات، الإرادة والطموح المتجدد، الذي يحذو البلدين ، في تقوية الشراكة الاستثنائية التي تربط المغرب وفرنسا.
كما كانت مناسبة للإشادة بالمرتكز التاريخي القوي للشراكة المغربية الفرنسية، والتأكيد مجددا على الأفق الطموح والتوجه الريادي والطلائعي لهذه الشراكة على المستوى الأورو متوسطي و الأورو إفريقي.
ويتعلق الأمر، على الخصوص، بالتطور النوعي للشراكة الثنائية التي جسدتها مشاريع ثنائية كبرى، تحمل دلالة رمزية كبيرة، وقوية من حيث مضمونها الاقتصادي ، كما هو الشأن بالنسبة للقطار فائق السرعة ، والشراكات الصناعية في قطاعات السيارات، وكذا في قطاع الطاقات المتجددة.
وتقع أيضا في صلب هذه الشراكة الثنائية المواضيع المركزية للشباب والتكوين، وهي المجالات التي تم فيها إحراز تقدم هام في إطار هذه الشراكة. وقد تجسدت محاربة الارهاب والتطرف، كبعد هام في الشراكة بين البلدين، خاصة من خلال التوقيع على اتفاقية ثنائية تتعلق بتكوين الأئمة الفرنسيين بالمغرب، الشيء الذي يعكس بشكل كبير نجاعة النموذج المغربي في تدبير الحقل الديني.
وقد وقعت هذه الاتفاقية من طرف السيدين لوران فابيوس، وزير الشؤون الخارجية والتنمية الدولية، وأحمد التوفيق وزير الاوقاف والشؤون الاسلامية.
وجرى حفل التوقيع تحت رئاسة صاحب الجلالة الملك محمد السادس مرفوقا بصاحب السمو الملكي ولي العهد الامير مولاي الحسن، وصاحب السمو الملكي الامير مولاي رشيد، والرئيس الفرنسي.
وفي ما يتعلق بإشكالية التغيرات المناخية، جدد البلدان، اللذان سيترأسان المؤتمران المقبلان للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ (كوب 21 و كوب 22) عزمهما العمل على توحيد جهودهما حتى يتمكن المجتمع الدولي من إيجاد الأجوبة الملاءمة والمناسبة لهذا الرهان العالمي.
ويستند البلدان إلى التطابق الثنائي الكبير من أجل مبادرة متشاور بشأنها بخصوص القضايا الشاملة. وهكذا فإن السياسات الإرادية والناجعة للمغرب ازاء هذه المواضيع تؤهل المملكة لكي تتموقع بشكل نشيط على الصعيد الدولي، وفي أن تكون شريكا مفضلا.
كما يشكل لقاء القمة بطنجة بين صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس فرانسوا هولاند، فرصة لمواصلة الحوار الاستراتيجي بشأن القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وتعزيز وضع المملكة المغربية كفاعل اقليمي محوري، وشريك ذي مصداقية ومسموع، بخصوص كافة القضايا والتحديات التي تعترض الفضاء العربي المتوسطي وإفريقيا.
وفي هذا الصدد، فإن ضرورة التوصل بشكل سريع من طرف المجموعة الدولية من أجل مواكبة و دعم مسلسل الصخيرات بين الفرقاء الليبيين على أساس ما تم إحرازه من تقدم مشجع على الحوار الليبي - الليبي، يشكل انشغالا مشتركا للبلدين.
كما أن التحديات المرتبطة بظاهرة الهجرة بين افريقيا وأوروبا، و التجربة النموذجية للمملكة في هذا المجال، تشكل عوامل ينبغي أن يكون معها التحكم في حركات الهجرة، إدماجيا، ومتعدد الابعاد، و يولي الاهتمام التام و الضروري لبعد تنمية افريقيا.
وشكلت الزيارة الحالية للرئيس الفرنسي مناسبة لقائدي البلدين لاستعراض شامل حول الأزمات التي تهز بلدان منطقة الشرق الاوسط وبلدان منطقة الساحل والصحراء في افريقيا.
وكان اللقاء مناسبة للاشادة بمساهمة المغرب الايجابية تحت قيادة جلالة الملك من أجل إحلال السلم والأمن في هذا الفضاء الجيوسياسي.
وتوسعت المباحثات التي جرت على انفراد بين قائدي البلدين، لتشمل من الجانب الفرنسي ، السادة لوران فابيوس ، والسيدة سيغولين روايال وزيرة البيئة والتنمية المستدامة والطاقة، والسيدة نجاة فالو بلقاسم وزيرة التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث، والسيدة مريم الخمري وزيرة العمل والتشغيل والتكوين المهني والحوار الاجتماعي، والسيد جون ماري لوغن كاتب الدولة المكلف بالعلاقات مع البرلمان، والسيد جاك لانغ وزير سابق، رئيس معهد العالم العربي، ومن الجانب المغربي رئيس الحكومة السيد عبد الاله ابن كيران، ومستشار جلالة الملك السيد فؤاد عالي الهمة، ووزير الداخلية السيد محمد حصاد ، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد صلاح الدين مزوار، وسفير صاحب الجلالة بباريس السيد شكيب بنموسى.
الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند يحل بمدينة طنجة
حل رئيس الجمهورية الفرنسية السيد فرانسوا هولاند، بعد ظهر يوم السبت بمدينة طنجة، في زيارة صداقة وعمل رسمية للمملكة المغربية، بدعوة كريمة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
ولدى وصوله إلى مطار "ابن بطوطة"، وجد رئيس الجمهورية الفرنسية في استقباله صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، الذي كان مرفوقا بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد.
إثر ذلك، استعرض جلالة الملك وضيفه الكبير تشكيلة من الحرس الملكي أدت التحية، قبل أن يتقدم للسلام على فخامة السيد فرانسوا هولاند كل من رئيس الحكومة السيد عبد الإله ابن كيران، ورئيس مجلس النواب السيد رشيد الطالبي العلمي، ورئيس مجلس المستشارين السيد محمد الشيخ بيد الله، ومستشار صاحب الجلالة السيد فؤاد عالي الهمة.
بعد ذلك، تقدم للسلام على رئيس الجمهورية الفرنسية وزير الداخلية السيد محمد حصاد، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد صلاح الدين مزوار، ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية السيد أحمد التوفيق، ووزير التربية الوطنية والتكوين المهني السيد رشيد بلمختار، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر السيد لحسن الداودي، ووزير التجهيز والنقل واللوجستيك السيد عزيز الرباح، ووزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة السيد عبد القادر اعمارة، ووزير التشغيل والشؤون الاجتماعية السيد عبد السلام الصديقي، والوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني السيد عبد العزيز العمري، والوزيرة المنتدبة المكلفة بالبيئة السيد حكيمة الحيطي.
كما تقدم للسلام على فخامة السيد فرانسوا هولاند، الحاجب الملكي، والناطق الرسمي باسم القصر الملكي- مؤرخ المملكة، وسفير الجمهورية الفرنسية المعتمد بالرباط، وسفير صاحب الجلالة بباريس، والجنرال دوكور دارمي المفتش العام للقوات المسلحة الملكية قائد المنطقة الجنوبية، والجنرال دوكور دارمي قائد الدرك الملكي، والجنرال دوديفزيون قائد الحرس الملكي، والمدير العام للأمن الوطني المدير العام لمراقبة التراب الوطني، والمدير العام للدراسات والمستندات، ووالي جهة طنجة- تطوان- الحسيمة، وممثلو الهيئات المنتخبة والسلطات المدنية والعسكرية المحلية بالولاية.
بعد ذلك، تقدم للسلام على جلالة الملك أعضاء الوفد الرسمي المرافق للرئيس الفرنسي، وكذا أعضاء سفارة فرنسا بالرباط.
كما تقدم للسلام على رئيس الجمهورية الفرنسية أعضاء بعثة الشرف التي تتألف، على الخصوص، من وزير الشؤون الخارجية والتعاون، وسفير المغرب بفرنسا السيد شكيب بنموسى.
بعد ذلك، قدم للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند التمر والحليب جريا على التقاليد المغربية الأصيلة.
وبعد استراحة قصيرة بالقاعة الملكية لمطار "ابن بطوطة"، توجه موكب قائدي البلدين نحو قصر مرشان.
ويتألف الوفد المرافق للرئيس فرانسوا هولاند خلال زيارة الصداقة والعمل الرسمية التي يقوم بها للمملكة، على الخصوص، من السيد لوران فابيوس وزير الشؤون الخارجية والتنمية الدولية، والسيدة سيغولين روايال وزيرة البيئة والتنمية المستدامة والطاقة، والسيدة نجاة فالو بلقاسم وزيرة التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث، والسيدة مريم الخمري وزيرة العمل والتشغيل والتكوين المهني والحوار الاجتماعي، والسيد جون ماري لوغن كاتب الدولة المكلف بالعلاقات مع البرلمان، والسيدة إليزابيث غيغو نائبة برلمانية عن منطقة السين- سان دوني رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالجمعية الوطنية، والسيد ميشيل فوزيل نائب برلماني عن منطقة بوش دي رون نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالجمعية الوطنية.
كما يضم الوفد السيد بوريا أمير شاهي نائب برلماني عن الفرنسيين المقيمين خارج فرنسا، والسيد هيرفي مارساي نائب رئيس مجلس الشيوخ، عضو مجلس الشيوخ للهو- دو سين نائب رئيس مجموعة الصداقة فرنسا- المغرب، وجان بول باشي رئيس المجلس الجهوي للشمباني- أردين، والسيد جاك لانغ وزير سابق، رئيس معهد العالم العربي، والجنرال دارمي بونوا بوغا رئيس الأركان العامة الخاص لفخامة رئيس الجمهورية الفرنسية، و السيد جاك أوديبير المستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي و السيد لوران ستيفانيني رئيس التشريفات، والسيدة كلودين ريبير- لاندلير مستشارة الاتصال والاستراتيجية و الشؤون الدولية برئاسة الجمهورية، والسيدة أودري أزولاي مستشارة الثقافة والاتصال برئاسة الجمهورية، والسيد دافيد كفاش مستشار الرئيس لشمال إفريقيا و الشرق الأوسط والأمم المتحدة.
المغرب فاعل أساسي في تعبئة القارة الإفريقية في أفق المؤتمرين الدوليين المقبلين حول المناخ
أكدت الرئاسة الفرنسية، اليوم السبت، أن المغرب يعتبر فاعلا أساسيا في تعبئة القارة الإفريقية، في أفق المؤتمرين الدوليين حول المناخ اللذين ينظمان، على التوالي، بكل من باريس (دجنبر 2015) ومراكش في 2016.
وقالت الرئاسة الفرنسية، في بيان نشر بمناسبة زيارة الصداقة والعمل الرسمية التي يقوم بها الرئيس فرانسوا هولاند للمغرب يومي السبت والأحد، بدعوة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، إن المغرب يضطلع بدور إيجابي في ما يتعلق بهذا الموضوع بإفريقيا.
وأضاف المصدر نفسه أن دعم المغرب للبلدان الإفريقية في أفق هذه المواعيد الحاسمة، يتجسد، أساسا، من خلال تنظيم اجتماعات للتشاور الإقليمي، من قبيل المنتدى الإفريقي للكربون من 13 إلى 15 أبريل الماضي بمراكش، وورش التكوين حول المساهمات الوطنية لفائدة البلدان الإفريقية الناطقة بالفرنسية يومي 26 و27 غشت المنصرم بالرباط، فضلا عن إحداث مركز لتعزيز القدرات في مجال المناخ التي تتوجه، بالخصوص، إلى البلدان الإفريقية جنوب الصحراء.
وأضاف المصدر أن المغرب قدم، أيضا، مساهمة طموحة في مجال التغيرات المناخية، تقضي بتخفيض انبعاث الغازات الدفيئة سنة 2030 بنسبة 32 في المائة مقارنة بسنة 2010.
وأشار الإليزيه إلى أن المغرب وفرنسا ينسقان جهودهما من أجل دعم المساهمات الوطنية للبلدان الإفريقية، من خلال الاعتماد على الخبرة الفرنسية والوكالة الفرنسية للتنمية، مضيفا أن المغرب يدعم، على غرار فرنسا، اتفاقا ملزما عبر الأخذ بعين الاعتبار أولويات المجموعة الإفريقية.
من ناحية أخرى، أكد الإيليزيه أن المغرب انخرط، بداية من عقد الستينيات من القرن الماضي، في سياسيات تأخذ بعين الاعتبار ضرورات التنمية المستدامة، خاصة عبر بناء السدود والتشجير.
وتسلط الوثيقة الضوء على القوانين الأولى حول البيئة التي صدرت سنة 2003، وعلى السياسة الطاقية المغربية التي شرع فيها سنة 2010 بهدف نقل حصة الطاقات المتجددة إلى 42 في المائة ضمن الحزمة الطاقية المغربية سنة 2020.
وأكدت الرئاسة الفرنسية أن دستور المغرب الجديد لسنة 2011 كرس الحق في بيئة سليمة وتنمية مستدامة.
كما أكدت الرئاسة الفرنسية أن التنمية المستدامة ومكافحة التغيرات المناخية توجد في صلب التعاون المغربي - الفرنسي، مضيفة أن الوكالة الفرنسية للتنمية تدعم سياسات التصدي للتغيرات المناخية بالمغرب، سواء في بعدها المتعلق بالملاءمة أو التخفيف من التأثيرات، وذلك خاصة عبر التمويل المشترك لمشروع المدينة البيئية (زناتة) بين الرباط والدار البيضاء، فضلا عن دعم المخطط المغربي للطاقة الشمسية، ومشروع معهد التكوين المهني في مجال مهن الطاقة المتجددة والنجاعة الطاقية.
زيارة الرئيس الفرنسي للمغرب ستتيح الوقوف على أبرز تجليات التعاون الثنائي
اكدت اذاعة فرنسا الدولية (إر إف إي) يوم السبت ان زيارة الصداقة والعمل الرسمية التي يقوم بها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند يومي 19 و20 شتنبر للمغرب ، بدعوة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس ،والتي تكتسي حمولة اقتصادية قوية ، ستمكن من الوقوف عل أبرز تجليات التعاون الثنائي. وتطرقت الاذاعة في مقال على موقعها الالكتروني الى المشاريع الرئيسية التي تم انجازها في طار هذا التعاون، ومنها مصنع رونو طنجة، والخط السككي فائق السرعة، مبرزة ان مدينة طنجة ، تعد الواجهة المثالية من اجل تجسيد هذه الشراكة الاستثنائية مع فرنسا.
وذكر كاتب المقال بان سبعمائة مقاولة فرنسية تتوفر على فروع بالمغرب ،ولها منافذ بافريقيا، مشيرا لى ان زيارة رئيس الدولة الفرنسية لطنجة ، تتمحور اساسا حول القضايا الاقتصادية والمناخية ، كما يفترض ان تطوي بشكل نهائي صفحة سوء الفهم بين باريس والرباط . واكدت الاذاعة ان لا احد يشك في ان هذه الصفحة قد طويت، بالنظر الى كثافة المبادلات الاقتصادية والانسانية. وقالت الاذاعة ان فرانسوا هولاند سيكون مرفوقا خلال هذه الزيارة بوزيرتين في حكومته من اصل مغربي هما نجاة فالو بلقاسم وزيرة التربية الوطنية، ومريم الخمري ، وزيرة العمل التي عاشت بطنجة الى غاية التاسعة من عمرها.
فرانسوا هولاند في حديث لجريدة ( لوماتان) : فرنسا تريد أن تذهب بعيدا في شراكتها الاستثنائية مع المغرب
أكد الرئيس الفرنسي السيد فرانسوا هولاند ، الذي يبدأ يوم السبت زيارة صداقة وعمل رسمية إلى المغرب بدعوة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، عزم بلاده على أن تذهب بعيدا في شراكتها الاستثنائية مع المغرب.
وقال السيد هولاند في حديث خص به جريدة ( لوماتان الصحراء والمغرب العربي) في عددها اليوم السبت، "رسالتي عنوانها طموح مشترك. إننا نريد أن نذهب بعيدا في تعاوننا مع المغرب، لاسيما في سياق ما فتئت فيه التهديدات والفرص تتنامى" .
وفي هذا الحديث، لم يفت السيد هولاند التذكير بأن اللقاء الذي جرى ، على مستوى عال بين الحكومتين في باريس يومي 28 و29 ماي قد مكن من تحديد " الأهداف الكبرى لشراكتنا الاستثنائية للسنتين المقبلتين" ، ومن ثم رغبته في " القدوم إلى طنجة ليتطرق مع جلالته إلى مسألة تنفيذ الأولويات التي سطرناها سويا"، على حد تعبيره .
وأشار في هذا السياق إلى أن الأمر يتعلق "بزيارة صداقة. ويتجلى ذلك في الوفد المرافق لي إلى طنجة ، والذي يضم وزراء ، وأيضا منتخبين وطنيين ومحليين ، وباحثين ، وفنانين ، ومثقفين ،ورياضيين ، وممثلين عن هيئات دينية ، وجمعويين ، ومسيري مقاولات. وأغلبهم تربطهم بالمغرب علاقة حميمة وعميقة".
وفي معرض رده على سؤال بشأن مجالات العمل الجديدة التي سيتم الانكباب عليها حتى يتسنى لهذه الشراكة الاستثنائية أن تتجدد وتواكب التحولات الإقليمية والدولية، لاسيما، تطوير التعاون جنوب -جنوب، أبرز الرئيس الفرنسي أن الأمر يتعلق أولا بمحاربة التطرف نظرا ليقينه التام بأن خلف التطرف يكمن دائما تأطير ديني سيئ ، مشيرا الى أنه في ما يخص المغرب، فقد اكتسب "خبرة قيمة في مجال التكوين الديني قوامها إمارة المؤمنين التي يتولاها الملك محمد السادس والنموذج الإسلامي المعتدل".
ومن جهة أخرى ، أضاف الرئيس الفرنسي بأن التوجه نحو إفريقيا "هذه القارة الشاسعة التي تكاد ، من هنا من طنجة ، تلامس أوروبا" هي المحور الثاني الذي سيتم تطويره في إطار هذه الشراكة الاستثنائية ، معبرا عن قناعته بأن فرنسا والمغرب" يضطلعان بدور مهم في تنميتها وتربطهما بالبلدان الإفريقية علاقات ثقة".
وتابع "لدينا تجربة سابقة مع اتفاقيات عقدتها الوكالة الفرنسية للتنمية مع الأبناك المغربية º (التجاري وافا بانك ، والبنك الشعبي ، والبنك المغربي للتجارة الخارجية)، وسيتعزز ذلك لاسيما بعد إحداث مصنع (بيجو ستروين) بالمغرب مستقبلا . ولكن الآفاق ما تزال غزيرة في مجالات البيئة ، والبنية التحتية ، واللوجستيك.
أما المحور الثالث فيهم، حسب السيد هولاند، التصدي للتغيرات المناخية، " هذا التهديد الذي بحدق بالإنسانية" مشيرا في هذا الصدد إلى أن المغرب من بين البلدان "السباقة إلى مجال الطاقات المتجددة ".
وفي هذا الشأن، ذكر بأن فرنسا ستترأس شهر دجنبر القادم المؤتمر الدولي حول المناخ، نسخة ( كوب 21) ، فيما سيحتضن المغرب النسخة التي تليها سنة 2016 بمراكش ( كوب 22)، مشيرا إلى أن هذين المؤتمرين " في غاية الأهمية بالنسبة لمستقبل الكرة الأرضية ، وقد قرر بلدانا التنسيق بشكل وثيق للمساهمة في نجاحهما".
وبخصوص التعاون في أفق انعقاد مؤتمر باريس حول المناخ (الدورة الحادية والعشرون لمؤتمر الأطراف) قال الرئيس الفرنسي إن "هدفنا يتمثل في بناء "تحالف باريس من أجل المناخ" الذي يمكننا من الإبقاء على تقييم متوسط حرارة الأرض دون درجتين مئويتين بحلول نهاية القرن وتكييف مجتمعاتنا مع الاختلالات الموجودة".
وأضاف السيد هولاند أن "الأمر لا يتعلق بجودة الحياة فحسب وإنما بالحياة في حد ذاتها. وحياة السكان والمناطق وحياة الأنظمة البيئية، ولهذا السبب سنرفع بعد المؤتمر، رهان التنوع البيولوجي"، مشيرا إلى أنه يدرك مدى اهتمام جلالة الملك محمد السادس بقضية البيئة وأنه يقف من وراء المشاريع الرائدة في المملكة في مجالي الطاقة الشمسية والريحية لاسيما في طنجة".
وفي معرض تطرقه للتحديات الأمنية، أكد الرئيس الفرنسي أن هذه التحديات "التي يتعين علينا رفعها معا تتطلب تعاونا وثيقا" و"هذا صحيح بالخصوص في مجال الاستخبارات، وهو مجال يتوفر فيه المغرب على خبرة ثمينة بالنسبة إلينا"، منوها في هذا الصدد بعمل الأجهزة المغربية "التي برهنت على فعاليتها الكبيرة من خلال تفكيك العديد من الخلايا الإرهابية".
ومضى الرئيس هولاند قائلا: "تحدونا أيضا الإرادة المشتركة من أجل التقدم سويا في مجال محاربة الجريمة المنظمة"، مضيفا أنه سبق له أن أشاد بمساهمة قوات الأمن المغربية في القيام بعملية حجز قياسية لعدة أطنان من المخدرات في منطقة مرسيليا. وأعرب عن ارتياحه لكون التبادل القائم بين الأجهزة المغربية والفرنسية مكن من اعتقال مواطن فرنسي - مغربي في نهاية شهر غشت الماضي، أدين في فرنسا بسبب تورطه في عملية سطو على محل لبيع المجوهرات.
وبخصوص حصيلة المبادرات التي تم اتخاذها منذ زيارته الأولى للمملكة لتنفيذ التزامه بجعل تعليم وتكوين الشباب كأولوية في العلاقات الثنائية، قال السيد هولاند أنه كان يرغب، بتشاور مع السلطات المغربية، في أن يركز هذا التعاون في مجال التعليم، على ثلاثة مواضيع وهي "توسيع التعليم باللغة الفرنسية، التي يكتسي إتقانها هنا أهمية كبيرة من أجل الولوج إلى سوق الشغل، والإستجابة لارتفاع الطلب على التعليم العالي المعبر عنه في المغرب، وأخيرا التكوين المهني". وفي مجال التكوين المهني، أكد الرئيس الفرنسي على دعم الوكالة الفرنسية للتنمية التي ساهمت في تمويل 25 مركزا في المغرب توفر التكوين في المهن المتعلقة بصناعة السيارات، والطيران و الطاقات المتجددة. وعلى الصعيد الاقتصادي، جدد السيد فرانسوا هولاند التأكيد على رغبة فرنسا في "مواكبة التنمية السريعة للمغرب"، علما بأن 750 فرعا لشركات فرنسية تستقر في المغرب وتوفر أكثر من 120 ألف منصب شغل، فضلا عن كون المغرب هو أول بلد يستفيد من تدخل الوكالة الفرنسية للتنمية، بما قيمته 2.3 مليار أورو، فيما تظل فرنسا أكبر شريك تجاري للبلاد، بأزيد من 8 مليارات أورو من المبادلات سنويا. وتابع الرئيس الفرنسي "لكننا لا نستطيع التوقف عند هذه الأرقام، بل يتعين علينا مواصلة الابتكار والتكيف مع عالم يشهد تطورا مستمرا، وهنا يكمن مغزى زيارتي لطنجة، المدينة التي شهدت طفرة استثنائية تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس".
(ومع-18/09/2015)
المغرب فرنسا : مسار شراكة واعدة بقيمة مضافة ومنفعة للبلدين
تندرج العلاقات المغربية الفرنسية التي تستمد قوتها، من التاريخ المشترك، وغنى الروابط الانسانية والاجتماعية ، ضمن مسار شراكة تشمل مختلف الميادين الواعدة بقيمة مضافة، ومنفعة للبلدين.
وتظل فرنسا في هذا الصدد الشريك الاقتصادي الاول للمغرب، باستثمارات تصل إلى نحو 15 مليار درهم سنويا . كما يظل المغرب أول مستفيد من تمويلات الوكالة الفرنسية للتنمية، التي تقدم دعما لعدد من مشاريع التنمية الاقتصادية بالمملكة. وتهم مساهمات الوكالة الفرنسية للتنمية التي تتخذ أشكال مختلفة منها خطوط القروض، عددا من القطاعات ضمنها النهوض بالمقاولات الصغرى والمتوسطة، والجانب الصناعي، والبنيات التحتية والنقل والمجال الفلاحي، من خلال دعم مخطط المغرب الاخضر. ولا شك أن زيارة الصداقة والعمل الرسمية التي يقوم بها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، للمغرب يومي 19 و20 شتنبر الجاري ، بدعوة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، ستعزز كثافة هذه العلاقات ونضجها ، من خلال اطلاق مشاريع مشتركة جديدة تنضاف الى تجربة الشراكة الناجحة، خاصة في المجال الصناعي، حيث استقر بالمملكة مصنعان فرنسيان كبيران في مجال السيارات (رونو ،وبي إي أ بوجو- سيتروين).
وقد تم التأكيد على عزم فرنسا النهوض بالشراكة الاستثنائية مع المغرب،على لسان وزير الشؤون الخارجية والتعاون، الذي شدد على أن زيارة الرئيس فرانسوا هولاند لطنجة، ستتيح تعميق التعاون الثنائي في كافة الميادين.
وتكتسي زيارة الرئيس الفرنسي لطنجة على رأس وفد وزاري هام، ورؤساء مقاولات ، رمزية قوية،ذلك ان صاحب الجلالة الملك محمد السادس لم يفتأ منذ توليه عرش المملكة ، يحيط بعنايته السامية هذه المدينة التي اضحت تتوفر على امكانيات اقتصادية ولوجيستية ضخمة، وتشكل بالتالي مركزا بين اروبا وافريقيا ،بفضل الاوراش الكبرى التي انجزت بهذه المدنية خاصة في مجال البنيات التحتية المينائية والطرقية والسككية.
ومما لاشك فيه أن نتائج التعاون الثنائي في هذه المدينة ، بادية للعيان ، من خلال مشروع ميناء طنجة المتوسط، والخط السككي فائق السرعة، ومصنع رونو طنجة.
من ناحية اخرى يعتبر المغرب الذي انخرط بشكل كبير في قطاع الطاقة المتجددة (الطاقة الشمسية والريحية) ، اول دولة عربية تنشر مساهمتها الوطنية الطموحة في يونيو الماضي، حول المناخ في افق مؤتمر الامم المتحدة حول التغيرات المناخية الذي تعقد دورته الحادية والعشرون بفرنسا من 30 نونبر الى 11 دجنبر المقبل ،والدورة الثانية والعشرون من هذا المؤتمر التي يحتضنها المغرب سنة 2016 .
وتعول فرنسا على المغرب للعب دور ريادي على المستوى الافريقي من اجل انجاح المفاوضات الرامية الى التوصل بباريس الى اتفاق دولي حول قضايا التغيرات المناخية ، خاصة وان المملكة تعتبر نموذجا للبلدان الافريقية ، في مجال تنمية الطاقات والتكنولوجيا ، فضلا عن السياسات المستدامة.
وعلى الصعيد السياسي لم تفتأ فرنسا تجدد دعمها لمخطط الحكم الذاتي كأساس جدد وذي مصداقية لحل سياسي عادل،مقبول من قبل الاطراف لقضية الصحراء، وتؤكد دعمها للجهود المبذولة في اطار الامم المتحدة، من اجل التوصل الى تسوية لهذا النزاع.
ولا شك أن زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند للمملكة ستعطي دينامية جديدة للشراكة الثنائية المثالية ، التي تقوم على اسس التنمية الشاملة والمشتركة.
المغرب حليف موثوق لفرنسا في منطقة مضطربة
أكد النائب البرلماني الفرنسي لوك شاتيل أن المغرب يعتبر حليفا موثوقا لفرنسا في منطقة غير مستقرة ومضطربة، مشيدا باستئناف التعاون القضائي الذي مكن من تحسين تبادل المعلومات بين المصالح المختصة بالبلدين.
وأضاف السيد شاتيل، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عشية زيارة الصداقة والعمل الرسمية التي يقوم بها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند للمغرب يومي 19 و20 شتنبر الجاري بدعوة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، "كان من غير المستساغ في سياق جيو-سياسي إقليمي جد متوتر، تطبعه مخاطر الإرهاب، التعاون بين البلدين في ظل تعليق التعاون القضائي".
ونوه، في هذا الصدد، بالجهود المبذولة من قبل قائدي البلدين، من أجل الطي النهائي لهذه الصفحة، من سوء الفهم التي استمرت قرابة السنة بين البلدين.
وبعد أن أشاد بالدور الذي اضطلعت به الدبلوماسية البرلمانية في تحقيق التقارب بين الشعبين، قال السيد لوك شاتيل، الذي يتولى أيضا رئاسة مجموعة الصداقة المغربية الفرنسية بالجمعية الوطنية، إن الصداقة والعلاقات الاستثنائية بين البلدين يجب أن تكون في منأى عن أي اعتبارات.
وأضاف "اتخذنا مبادرات مشتركة مع أصدقائنا المغاربة، من أجل دعوة حكومتي بلدينا إلى استئناف الحوار"، مشيرا إلى أن تبني برلماني البلدين للبروتوكول الإضافي لاتفاقية التعاون القضائي سيمكن من إقامة تعاون مثمر من أجل مواجهة التهديدات التي تقض مضجع المنطقة.
ويهدف البروتوكول الإضافي لاتفاقية التعاون القضائي بين المغرب وفرنسا، الذي تم التوقيع عليه في سادس فبراير الماضي بالرباط، إلى تيسير التعاون المستدام، والفعال بين البلدين، مع احترام القوانين الداخلية للبلدين والتزاماتهما الدولية.
المغرب وفرنسا فاعلان لا محيد عنهما في محاربة الإرهاب والوقاية من التطرف والاتجار الممنوع بشتى أنواعه
لا شك أن مختلف عوامل عدم الاستقرار بمنطقة الساحل والصحراء، وحوض المتوسط، تجعل من المغرب وفرنسا فاعلين لا مناص منهما، في محاربة الإرهاب، والوقاية من التطرف الاسلامي، والاتجار الممنوع بشتى أنواعه.
فبعد استئناف التعاون القضائي بين الرباط وباريس، الذي توج باللقاء بين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والرئيس فرانسوا هولاند، في التاسع من فبراير الماضي، توفرت كافة الشروط من أجل إعطاء دينامية للتعاون الثنائي الطموح، خاصة في المجال الأمني.
وتعكس زيارة الصداقة والعمل التي يقوم بها الرئيس فرانسوا هولاند للمغرب، يومي 19 و20 شتنبر، بدعوة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مثالية العلاقات بين المغرب وفرنسا اللذين يتقاسمان نفس الرؤى والقيم، ويتطلعان إلى نفس المصالح ومنها الاستقرار والسلم في العالم.
فقد أصبح البلدان، اللذان عانيا في السابق من الإرهاب، عازمان على تبادل المعلومات بين مصالحهما الاستخباراتية، بعد توقف دام نحو سنة، وذلك من أجل تنسيق رؤاهما بشكل عميق ومستدام، لقطع الطريق أمام انتشار ظاهرة الإرهاب، ومحاربة الشبكات الجهادية والأفكار الظلامية.
واتخذت العلاقات المغربية الفرنسية منحاها الطبيعي بعد تبني برلماني البلدين للبروتوكول الإضافي للتعاون القضائي بين البلدين، وهو النص الذي جاء ليؤكد ويعزز روابط الصداقة بين فرنسا والمغرب، التي أضحت تكتسي ضرورة ملحة ضمن سياق أمني إقليمي غير مستقر.
فالمغرب وفرنسا في حاجة لبعضهما البعض أكثر من أي وقت مضى، خاصة في مجال تبادل المعلومات من أجل محاربة فعالة للإرهاب، والجريمة المنظمة بكافة أشكالها.
وأقرت فرنسا، التي تعتبر المغرب حليفا موثوقا بالقارة الإفريقية، التي تعاني من الارهاب، بأن تعليق التعاون بين مصالح التحقيق والاستخبارات المغربية، بعد توقف العمل باتفاق التعاون القضائي بين البلدين، قد يجعل الوقاية من الأعمال الإرهابية أمرا مستحيلا.
فقد قدمت المصالح المغربية، التي تعد الأكثر فعالية وجاهزية بالمنطقة في نظر خبراء فرنسيين، مساعدة قيمة للقوات الفرنسية بالساحل. ولعل المخاطر كانت ستزداد بالنسبة للبلدين لولا استئناف التعاون القضائي الثنائي، في وقت يتنامى فيه التهديد الإرهابي بمنطقة الساحل وسوريا والعراق، فضلا عن تفاقم ظاهرة المقاتلين الأجانب بالمنطقة. وقد تم تجاوز هذه الصعوبات في الوقت الراهن منذ شهر يناير الماضي.
وتم استئناف التعاون القضائي بين المغرب وفرنسا غداة التوقيع، في السادس من فبراير المنصرم، على البروتوكول الإضافي لاتفاقية التعاون القضائي بين البلدين.
كما تم استئناف اللقاءات رفيعة المستوى فور التوقيع على هذا البروتوكول، انطلاقا من المباحثات التي أجراها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في التاسع من فبراير المنصرم بباريس.
وبعدها توجه وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، يومي تاسع وعاشر مارس الماضي. كما جرى لقاء رفيع المستوى بين رئيس الحكومة المغربية والوزير الأول الفرنسي في 28 مايو الماضي بباريس، تلاه المنتدى البرلماني المغربي الفرنسي الثاني في 16 أبريل المنصرم بالعاصمة الفرنسية، والذي مكن من التطرق إلى المشاكل الأمنية التي تواجه البلدين.
ولاشك أن العلاقات المغربية الفرنسية ستكتسي، بعد استئناف التعاون الثنائي في المجال القضائي، بعدا جديدا خلال الأشهر والسنوات المقبلة، بالنظر لأهمية بعض الملفات، ومنها حوار خمسة زائد خمسة الذي تشترك باريس والرباط في رئاسته من مايو 2015 إلى مايو 2016 ، أو المفاوضات حول المناخ، مع انعقاد الدورة الحادية والعشرين لمؤتمر الأمم المتحدة حول التغيرات المناخية بباريس في دجنبر 2015، والدورة الموالية لهذا المؤتمر في المغرب.
فرنسا تدرك أهمية الاستثناء المغربي في منطقة جنوب المتوسط برمتها
أكد المدير العام لمرصد الدراسات الجيوسياسية بباريس ، شارل سان برو ، أن فرنسا تدرك أهمية الاستثناء المغربي في منطقة جنوب المتوسط برمتها، على اعتبار أن المملكة تعتبر ضمانة للاستقرار بمنطقة الساحل والصحراء، وحليفا موثوقا لا مناص منه في مكافحة الإرهاب.
وقال شارل سان برو ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ، إن زيارة الصداقة والعمل الرسمية التي سيقوم بها الرئيس فرانسوا هولاند إلى المغرب يومي 19 و 20 شتنبر الجاري ، بدعوة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، تندرج في إطار العلاقات الخاصة بين البلدين، والشراكة الاستثنائية التي ترتكز على رؤى مشتركة إزاء الملفات الكبرى.
وأضاف أن فرنسا لا يمكنها إلا أن تقدر دور المملكة حق قدره في مجال نشر الإسلام الوسطي، ومحاربة التطرف، والتعصب، مشيرا إلى أن فرنسا تدعم السياسة الإفريقية للمغرب التي تشكل عاملا للاستقرار والأمن بالمنطقة.
وأكد الخبير الفرنسي أن اللقاء المرتقب بين صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، سيساهم ، في تطوير التعاون الثنائي، الذي يكتسي تعزيزه ضرورة قصوى في زمن الأزمة.
وأضاف أن هذا اللقاء سيتيح أيضا إعطاء دفعة جديدة للعلاقات الاقتصادية ، التي أضحت أكثر أهمية، خاصة وأن المغرب أصبح بلدا صاعدا، يسير على درب تحقيق نمو شامل، بشكل جدي وممنهج .
ولدى تطرقه إلى الأهمية الخاصة التي يوليها المغرب للحفاظ على البيئة، من خلال اعتماد الطاقات المتجددة في مخططاته التنموية ، قال شارل سان برو، إن اللقاء بين صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي ، سيشكل فرصة للتحضير للرئاسة الفرنسية للدورة الحادية والعشرين لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ ، والرئاسة المغربية للدورة الثانية والعشرين للمؤتمر نفسه.
زيارة الرئيس الفرنسي للمغرب ذات حمولة رمزية خاصة كونها ستجري بمدينة طنجة
أكد السيد جيل بارنيو، النائب الأوروبي الفرنسي، يوم الجمعة، أن الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى المغرب لها حمولة رمزية كونها ستجري بمدينة طنجة.
وقال السيد بارنيو، رئيس مجموعة الصداقة المغرب - الاتحاد الأوروبي بالبرلمان الأوروبي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إنه " بالنظر لكونها ستجري بمدينة طنجة، باب أوروبا، فإن هذه الزيارة تتضمن حمولة رمزية خاصة ".
ويحل الرئيس هولاند غدا السبت بالمغرب في زيارة صداقة وعمل رسمية، بدعوة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وذكر النائب الأوروبي بأن قائدي البلدين يتقاسمان نفس الرؤية بخصوص القضايا الراهنة، خاصة الوضع في الشرق الأوسط، وأزمة المهاجرين، ومحاربة الإرهاب، مشيرا إلى أن " هذه الزيارة المهمة ستشكل فرصة لتعزيز الروابط العريقة بين البلدين ".
وأضاف أن " البلدين يعملان معا، ولهما رغبة مشتركة في تقديم حلول لجميع هذه القضايا ".
وأشار السيد جيل بارنيو إلى أن هذه العلاقات الثنائية لا يمكن أن تشوبها شائبة تحت أي ظرف كان.
وشدد في السياق ذاته على أن " فرنسا في حاجة إلى المغرب، والمغرب في حاجة إلى فرنسا من أجل شراكة اقتصادية متينة وسياسة مشتركة في مجال الأمن".
من جهة أخرى، نوه السيد بارنيو بدعم المغرب من أجل إنجاح مؤتمر الأمم المتحدة حول المناخ (كوب 21) الذي سينعقد بباريس.
وأكد في هذا الصدد، أنه " من المؤكد أن يتم، خلال هذه الزيارة، مناقشة هذا الموعد الكبير الذي يهم مستقبل الإنسانية " معتبرا أن ذلك يؤكد الاهتمام الذي يوليه المغرب، الذي سيستضيف (كوب 22)، من أجل إنجاح هذا المؤتمر.
فرانسوا هولاند سيشيد بطنجة ب"الخصوصية" المغربية
كتبت صحيفة (لوفيغارو) الفرنسية أن زيارة الصداقة والعمل التي يقوم بها الرئيس فرانسوا هولاند للمغرب يومي 19 و20 شتنبر الجاري، بدعوة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ستشكل فرصة لرئيس الدولة الفرنسية للتنويه ب"الخصوصية" المغربية، مؤكدة أن المغرب يعتبر أحد آخر أقطاب الاستقرار بمنطقة الساحل وشمال افريقيا.
وذكرت الصحيفة بأن المغرب، الذي يوجد في منأى عن الاضطرابات التي يشهدها شمال افريقيا، من القاهرة الى تونس، استجاب لحراك الربيع العربي سنة 2011 باعتماد اصلاحات دستورية، وانفتاح سياسي قاد حزب العدالة والتنمية الى رئاسة الحكومة، مبرزة دور صاحب الجلالة الملك محمد السادس أمير المؤمنين في الدفاع عن اسلام متسامح ووسطي.
وأضافت الصحيفة ان زيارة الرئيس فرانسوا هولاند للمغرب ستضع حدا لازمة دبلوماسية استمرت زهاء سنة، مشيرة في هذا الصدد الى أنه تم تغليب منطق العقل.
وأكدت أن الرباط وباريس الحليفين اللذين تجمعهما روابط المصلحة والصداقة التي نسجت على مر عشرات السنين، لا يمكن أن تحصل بينهما القطيعة، مذكرا بأن توقف التعاون بين البلدين في مجال محاربة الارهاب، أدى الى بروز ثغرات امنية.
وأشارت الصحيفة الى وجود عضوين بالحكومة الفرنسية من أصل مغربي ضمن الوفد المرافق للرئيس هولاند خلال هذه الزيارة، وهما وزيرة التربية الوطنية نجاة فالو بلقاسم، ووزيرة العمل الجديدة مريم الخمري التي عاشت بطنجة الى غاية سن التاسعة.
(ومع-18/09/2015)
المغرب - فرنسا : علاقات ثقافية مكثفة ترقى لمستوى التاريخ المشترك
تتميز العلاقات الثقافية بين المغرب وفرنسا بمتانتها وكثافتها،على غرار روابط الصداقة التي تجمع بين البلدين، والتي نسجت على مدى مسار تاريخي غني ومشترك.
وتشكل زيارة الصداقة والعمل الرسمية التي يقوم بها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند للمغرب يومي 19 و20 شتنبر، بدعوة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، فرصة لتمتين الطابع الاستثنائي لهذه الروابط، التي تعكس، التشبث بالقيم الانسانية المشتركة.
فيتعين العودة بعيدا الى التاريخ من اجل الوقوف على أسباب اهتمام الفرنسيين بالثقافة المغربية ، وطريقة عيش الشعب المغربي، والعكس صحيح ، اذ تم تسليط الضوء على هذه العلاقة ،خلال البعثة الدبلوماسية للسفير عبد الله بن عائشة، الذي ارسله السلطان مولاي اسماعيل الى لويس الرابع عشر . ومنذ ذلك الحين، ادرك الفرنسيون خصوصية المغرب باعتباره دولة عريقة، ومستقلة، تحكمها منذ قرون سلالات أصيلة غير خاضعة لوصاية قوى الشرق.
ولم تؤد المرحلة الاستعمارية سوى الى تعزيز هذه الحقيقة، وجعل سلطات فرنسا ومثقفيها يقفون على أصالة وتنوع الثقافة المغربية.
وشكل تطور تدريس اللغة الفرنسية بالمغرب علامة أخرى بارزة في بناء العلاقات الثقافية الثنائية، واعطاء زخم للاهتمام الذي يوليه كل من البلدين للحياة الاجتماعية والثقافية للآخر.
كما أن الروابط الاجتماعية التي نسجت عبر هجرة الفرنسيين الى المغرب ابان فترة الحماية، ثم هجرة المغاربة الى فرنسا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، لم تسهم سوى في تعزيز هذه العلاقات الثقافية التي ترسخت على أسس قوية.
واليوم تقوم العلاقات الثقافية الثنائية على تعاون مكثف في مجالات التربية والتعليم، ومن خلال شبكة قوية للمعاهد الثقافية بالمغرب.
ويضم المغرب في هذا الاطار 13 معهدا فرنسا، موزعة على اكادير والدار البيضاء والجديدة وفاس والقنيطرة ومراكش ووجدة والرباط وطنجة وتطوان اضافة الى الرابطة الفرنسية المغربية بآسفي، وهو ما يشكل شبكة المعاهد الفرنسية الاكبر في العالم.
وتنظم هذه المؤسسات في المتوسط 1500 تظاهرة ثقافية في السنة (فنون مرئية، معارض، حفلات، ندوات، سينما ...) تندرج في اطار العديد من الشراكات من اجل مصاحبة السياسات العمومية الوطنية والمحلية في المجال الثقافي.
وتوجد بالمملكة أيضا ثلاثون مدرسة فرنسية، تضم ثلاثين ألف تلميذ نصفهم مغاربة، كما تستقبل فرنسا العدد الاكبر للطلبة المغاربة بالخارج (أزيد من 30 الف طالب).
من جهة أخرى يتلقى المثقفون والكتاب المغاربة ، بانتظام دعوات للمشاركة بفرنسا في مهرجانات ولقاءات، وبرامج للتعاون الثقافي، مما يتيح تعزيز المعرفة المتبادلة بين البلدين.
وتعززت العلاقات الثقافية بين البلدين الى درجة جعل المغرب محور الموسم الثقافي الاخير بباريس ، على الخصوص من خلال تنظيم معرضين ضخمين حول المملكة (المغرب الوسيط : امبراطورية من افريقيا الى اسبانيا ) بمتحف اللوفر و( المغرب المعاصر) بمعهد العالم العربي بباريس .
وسلط هذان المعرضان اللذان تم تدشينهما في أكتوبر الماضي من قبل صاحبة السمو الملكي الاميرة للا مريم، واللذان نظما تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، على أوجه مختلفة من الثقافة المغربية عبر القرون، من خلال ابراز ابداع وغنى التراث المغربي.
واشتمل معرض (المغرب الوسيط : امبراطورية من افريقيا الى اسبانيا) الذي حط الرحال بعد ذلك بمتحف محمد السادس بالرباط على ما يزيد على 300 تحفة فنية، تعكس ما حققه المغرب خلال عهود المرابطين والموحدين والمرينيين، من منجزات في العصر الوسيط في مجال الهندسة المعمارية والخزف والمنسوجات وفن الخط وصناعة الكتاب والأعمال الإبداعية في مختلف العلوم العقلية والنقلية، وما كان لهذه المنجزات من انعكاسات وآثار على النهضة الأوروبية.
أما معرض (المغرب المعاصر) الذي حقق رقما قياسيا في عدد الزوار، والذي تم تمديده الى غاية فاتح ماس الماضي، بالنظر الى النجاح الباهر الذي حققه، فيعتبر إحدى التظاهرات التي لم يسبق أن خصص مثلها بفرنسا للمشهد الفني المعاصر لبلد ما.
وضم المعرض الذي نظم انسجاما مع ديباجة الدستور المغربي التي تؤكد على تنوع وتعدد الموروث الثقافي المغربي (عربي إسلامي، وأمازيغي، وصحراوي حساني، وإفريقي، وأندلسي وعبري ومتوسطي)، أعمال فنانين من مختلف الأجيال منذ جيل رواد الفن التشكيلي المغربي الحديث إلى جيل الشباب الذين ينهجون تجارب تقنية متنوعة.
وأتاح المعرض الفرصة لأزيد من سبعمائة فنان ومبدع وموسيقي وراقص ومغني وكاتب ومثقف وجامعي، لإبراز الحراك الفني والثقافي بمغرب اليوم.
ولا شك ان هذين المعرضين، الذين ساهما بشكل كبير في اشعاع صورة المغرب، كأرض للحضارة، منفتحة على العالم، دشنا لمرحلة جديدة في العلاقات الثقافية الاستثنائية بين المغرب وفرنسا.
(بقلم هشام بومهدي)
دمج المعهد الوطني للعلوم التطبيقية بفاس ضمن الجامعة الأورومتوسطية يروم تحقيق التميز الأكاديمي ودعم الابتكار وتنمية الاقتصاد
قال المستشار الخاص لدى كاتب الدولة الفرنسي المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي دو غوديمار إيرفي أن دمج المعهد الوطني للعلوم التطبيقية بفاس ضمن الجامعة الأورومتوسطية يروم بالدرجة الأولى تحقيق التميز الأكاديمي ودعم الابتكار وتنمية الاقتصاد.
وأضاف دو غوديمار خلال ندوة صحفية ، انعقدت أمس الأربعاء على هامش حفل افتتاح المعهد ، أن التكوين بهذه المؤسسة الذي سيعتمد على حركية قوية ، والانفتاح والتنوع الثقافي ، والتسامح وتعزيز التعاون الدولي سيمكن الطلبة من تحصيل معرفة مهنية خاصة ببلدان حوض البحر الأبيض المتوسط .
وبعدما سلط المسؤول نفسه الضوء على الروابط المتينة وجودة العلاقات التي تجمع المغرب بفرنسا في مجالات متعددة،أشار إلى أن مشروع إحداث المعهد الوطني للعلوم التطبيقية بفاس تم دعمه منذ البداية من هيئات سياسية عليا خصوصا من بلدان حوار 5 زائد 5.
وأوضح أن انخراط مجموعة المعهد الوطني للعلوم التطبيقية بالمغرب منذ ما يقارب 20 سنة سيتيح لها المشاركة في الإبداع والتطوير بشراكة مع الجامعة الأورومتوسطية لفاس وبدعم من اتحاد الجامعات من المغرب وإسبانيا والبرتغال وإيطاليا .
ومن جهته أبرز رئيس الجامعة الأورومتوسطية السيد مصطفى بوسنينة أن المعهد الوطني للعلوم التطبيقية تم خلقه وفق أفضل المعايير الدولية سواء من حيث التكوين أو البحث ، كما سيوفر تكوينات لمهندسين حاملين لقيم المساواة والتفاعل الثقافي والمسؤولية.
وذكر بأن هذا الفضاء المعرفي الذي تم انشاؤه وفقا لتوجيهات ملكية مفتوح في وجه الخريجين الشباب المغاربة وطلبة من بلدان دول البحر الأبيض المتوسط ومن إفريقيا جنوب الصحراء.
وأضاف أن المهندسين الذين سيتم اختيارهم ستشرف على تأطيرهم هيئة تدريس لها مستوى علمي عال ستقود طلبة المعهد لحمل وتسيير مشاريع استراتيجية كبرى وتطوير خدمات ذات قيمة مضافة كبيرة.
وسيعتمد المعهد في السنوات القادمة مناهج جديدة في الماجستير الدولية في مجال الهندسة وبرامج البحث العلمي.
تجدر الإشارة الى أن المعهد الوطني للعلوم التطبيقية بفاس الذي فتح أبوابه أمس الأربعاء سيستقبل حوالي 70 طالبا وطالبة ينتمون لدول حوض البحر الأبيض المتوسط وإفريقيا جنوب الصحراء.
(ومع-17/09/2015)
العلاقات المغربية الفرنسية تطبعها الصداقة والود والاحترام المتبادل
أكد رئيس معهد العالم العربي بباريس السيد جاك لانغ، أن العلاقات المغربية الفرنسية، تطبعها الصداقة، والود والاحترام المتبادل، مشيدا بالدينامية الجديدة التي يعرفها التعاون الثنائي في عدد من المجالات .
وقال في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ، عشية زيارة الصداقة والعمل الرسمية التي سيقوم بها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند للمغرب يومي 19 و 20 شتنبر الجاري بدعوة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، "أنا جد مسرور" أن تعود علاقات البلدين بشكل تام إلى سالف عهدها ، ك"حليفين وصديقين استثنائيين" .
وأكد السيد جاك لانغ، وهو من بين أعضاء الوفد الذي سيرافق الرئيس فرانسوا هولاند خلال زيارته لطنجة، على عمق الروابط الفكرية بين قائدي الدولتين وبين البلدين، مبرزا أن المغرب وفرنسا يتقاسمان نفس الرؤية سواء على المستوى السياسي، أو في ما يتعلق بقضايا أخرى ذات بعد إقليمي ودولي.
كما أبرز تطابق وجهات نظر البلدين بخصوص محاربة الإرهاب والتعصب وعدم التسامح، مضيفا أن فرنسا تشاطر رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي يعمل جاهدا على تعزيز مبادئ الانفتاح والحوار والتسامح.
ووصف وزير الثقافة الفرنسي الأسبق برنامج تكوين الأئمة الذي ينهجه المغرب ، والذي سيستفيد منه أئمة فرنسيون ، ب" المبادرة الإيجابية" و"الفكرة المدهشة" .
وقال إن رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، تشكل مصدر إلهام، ومن شأنها أن تساعد سواء بالمغرب أو بفرنسا على النهوض بإسلام السلام والأنوار والانفتاح والاحترام.
وذكر السيد جاك لانغ، من جهة أخرى، بأن صاحب الجلالة الملك محمد السادس انخرط منذ توليه عرش المملكة في تنمية كل جهة من جهات المغرب، مشيرا إلى أن الرئيس الفرنسي ستكون لديه الفرصة، خلال تواجده بالمغرب ، لزيارة عدد من المشاريع الضخمة بالمغرب، منها ميناء طنجة المتوسطي ، وخط النقل السككي فائق السرعة، فضلا عن مشاريع ذات صلة بالطاقة والبنيات التحتية.
كما أشار إلى وجود عدة مشاريع متعلقة بالبنية التحتية، والتي يمضي المغرب من خلالها قدما، مضيفا أن فرنسا مستعدة للمساهمة فيها .
وخلص السيد جاك لانغ إلى القول إن وجود جالية مغربية أو فرنسية من أصل مغربي بفرنسا يشكل مبعث فخر مشترك وجسرا للصداقة وفرصة لشباب البلدين.
علاقات الشراكة المثالية بين المغرب وفرنسا تيسر شروط تنمية مشتركة وشاملة
أكد سفير المغرب بفرنسا السيد شكيب بنموسى أن علاقات الشراكة المثالية بين المغرب وفرنسا، تيسر شروط تنمية مشتركة وشاملة، مسجلا أن الروابط المتينة بين البلدين تستمد قوتها من التاريخ والقيم المشتركة.
وقال الدبلوماسي المغربي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء عشية زيارة الصداقة والعمل الرسمية التي سيقوم بها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند للمغرب يومي 19 و20 شتنبر الجاري بدعوة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، إن الشراكة الثنائية بصدد التطور كي تتخذ بعدا اقليميا افريقيا، بل وأوروبيا، خاصة في المجال الاقتصادي.
وفي هذا الصدد، أبرز السيد بنموسى أهمية روابط الصداقة الشخصية والتقدير المتبادل التي تجمع بين قائدي البلدين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والرئيس فرانسوا هولاند، في تنشيط التعاون الثنائي من خلال خارطة طريق طموحة ومحددة بشكل جيد، مضيفا أن الشراكة الاقتصادية بين المغرب وفرنسا، تندرج ضمن سياق تقاسم القيم، مما يتيح لمقاولات البلدين اكتساب مزيد من التنافسية على الصعيد العالمي، وولوج أسواق جديدة.
وبعد أن ذكر بأن فرنسا تظل الشريك الاقتصادي والمستثمر الاجنبي الأول بالمغرب، أكد السيد بنموسى أن هذه الشراكة تتجاوز كبريات المقاولات مثل (رونو) و(بي إس أ بوجو سيتروين) في قطاع السيارات، وكذا في قطاع الصناعة الغذائية وصناعة الطيران، لتشمل اهتماما متزايدا بالمقاولات الصغرى والمتوسطة والصناعات الصغرى والمتوسطة عبر اعتماد اجراءات المصاحبة والتحفيز.
وتابع الدبلوماسي المغربي أن هذه الشراكة تتجسد أيضا عبر مشاريع كبرى تنجز بدعم من فرنسا في مجال البنيات التحتية والنقل والطاقة والتجهيز، مشيرا الى أن هذا التعاون يشمل القطاعين العام والخاص في اطار مجدد ومتواصل.
وقال إن الامر يتعلق بتوجه مربح للجانبين ذلك أنه يتيح للمقاولات الفرنسية تحسين تنافسيتها وتوسيع أسواقها، كما أن المغرب يستفيد من هذه الاستثمارات الدولية، سواء في مجال احداث مناصب الشغل، او على صعيد التكنولوجيا والخبرة في المهن العالمية، مشيرا الى أن الحضور القوي للمغرب في عدد من القطاعات بإفريقيا يشكل أيضا فرصة ينبغي استغلالها بالنسبة للفاعلين الاقتصاديين الفرنسيين.
وأكد أن المغرب يمثل بفضل القطب المالي للدار البيضاء، منصة لولوج الاسواق الافريقية التي تشهد نموا اقتصاديا قويا.
وعلى صعيد آخر، سجل الدبلوماسي المغربي أن البلدين يتقاسمان نفس التحدي المتعلق بالتغيرات المناخية، خاصة وأن فرنسا ستحتضن في دجنبر المقبل الدورة الحادية والعشرين لمؤتمر المناخ، فيما ستلتئم الدورة الموالية للمؤتمر سنة 2016 بالمغرب.
وأبرز في هذا الصدد التجربة المغربية في هذا المجال والتي تبرهن على أن المغرب بلد صاعد وبمقدوره الالتزام بشكل مسؤول في مجال التنمية المستدامة.
ولدى تطرقه للقضايا الرئيسية في جدول أعمال زيارة الرئيس فرانسوا هولاند للمغرب، قال الدبلوماسي المغربي إنها تتعلق بالتعاون الثنائي في المجال الامني والتصدي للتطرف، مؤكدا أن التجربة المغربية في هذا المجال متفردة وتحظى باهتمام الجانب الفرنسي الذي يرغب في أن تتولى السلطات المغربية تكوين أئمة فرنسيين في ما يتصل بقيم الاسلام المعتدل والوسطي الذي تنهجه المملكة.
وسجل أن التعاون بين المغرب وفرنسا في مجال محاربة الارهاب غني في مجال تبادل المعلومات، حيث تم احراز نتائج ملموسة خلال الاشهر الاخيرة، موضحا أن التعاون الدولي في هذا المجال يكتسي أهمية قصوى، بالنظر الى تعدد شبكات الجريمة العابرة للحدود.
وأضاف السيد بنموسى أن التعاون في المجال الامني مدعو لان يتعزز ضمن سياق اقليمي أوسع، خاصة في اطار مجموعة الاربعة ومجموعة خمسة زائد خمسة التي يشارك فيها المغرب بفعالية.
وبخصوص مكانة الجانب الثقافي ضمن التعاون الثنائي، ذكر سفير المغرب بأن المعرضين الذين نظما مؤخرا حول المغرب بالعاصمة الفرنسية، برهنا على الاهمية التي يوليها الفرنسيون من أجل معرفة أفضل بالواقع المغربي.
وخلص الى القول بأن هناك حاجة لتعزيز التعاون الثنائي في المجال الثقافي من اجل التصدي، لجوانب من عدم المعرفة والصور النمطية حول الواقع المغربي.
(ومع-16/09/2015)
زيارة الرئيس الفرنسي للمغرب ستتيح تعميق التعاون بين البلدين في كافة المجالات
أكدت وزارة الخارجية الفرنسية، يوم الثلاثاء، أن زيارة الصداقة والعمل الرسمية التي سيقوم بها الرئيس فرانسوا هولاند للمغرب يومي 19 و20 شتنبر الجاري، بدعوة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ستتيح تعميق التعاون الثنائي في كافة المجالات.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال خلال لقاء مع الصحافة إن "زيارة رئيس الجمهورية الى طنجة، ستتيح تعميق تعاوننا في جميع المجالات".
وأضاف "تجمعنا بالمغرب شراكة استثنائية".
وكانت رئاسة الجمهورية الفرنسية قد أكدت في بلاغ لها أمس الاثنين أن زيارة فرانسوا هولاند الى المغرب، ستمكن قائدي البلدين من تبادل موسع لوجهات النظر، والعمل على تقدم التعاون الثنائي في عدد من المجالات، ومنها على الخصوص التصدي للتطرف، والتنمية الاقتصادية، والتحضير للرئاسة الفرنسية للدورة الحادية والعشرين للمؤتمر الدولي للمناخ، والرئاسة المغربية للدورة الثانية والعشرين للمؤتمر ذاته.
فرنسا - المغرب : شراكة اقتصادية متميزة يدعمها طموح مشترك للتجديد
تأتي زيارة الصداقة والعمل الرسمية التي سيقوم بها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند يومي 19 و20 شتنبر الجاري للمغرب، بدعوة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، لتؤكد قوة ومتانة الشراكة الاقتصادية الاستثنائية التي تربط بين المملكة المغربية وفرنسا، وإرادتهما المشتركة، في تعزيزها أكثر من اجل رفع تحديات القرن الحادي والعشرين.
ويعمل المغرب وفرنسا ، البلدان القويان بتاريخهما ومصيرهما المشترك، واللذان يحذوهما طموح التجديد بشكل دائم ، على تمتين تشبثهما بغنى روابط وقوة صداقتهما، والنهوض بحيوية تعاونهما، على كافة المستويات وخاصة الاقتصادية.
وبالفعل، فقد تجسدت إرادة البلدين في إعطاء دينامية جديدة لعلاقاتهما الثنائية المتجذرة في التاريخ، خلال اللقاء الذي جرى في فبراير الماضي بباريس بين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند.
وأعطى هذا اللقاء بين قائدي البلدين، والذي شكل دليلا دامغا ، على كثافة ومتانة ومرونة علاقات مستمرة، تشمل مختلف المجالات ،والتي تصمد امام اية صعوبات أو سوء فهم، دينامية جديدة للتعاون الوثيق والطموح بين المغرب وفرنسا ، خاصة في الميدان الاقتصادي.
وشكل لقاء القمة هذا الذي تلاه انعقاد الاجتماع الثاني عشر المغربي الفرنسي رفيع المستوى في ماي الماضي، فرصة لإعطاء دفعة جديدة للعلاقات المغربية الفرنسية ، التي تتميز بكثافتها على الصعيد الاقتصادي، كما تشهد على ذلك العديد من المشاريع المشتركة التي تم اطلاقها ، والحضور القوي للمقاولات الفرنسية بالمملكة.
ويجسد مصنع "رونو" بطنجة الذي مكن من جعل صناعة السيارات، نقطة قوة الصناعة المغربية، أو مشروع الخط السككي فائق السرعة الذي يوجد في مراحل متقدمة، بشكل تام الشراكة الاقتصادية المثالية، المدعوة لان تتعزز اكثر لفائدة التوجه الافريقي لمقاولات البلدين.
كما تجسدت الثقة التي يضعها الفاعلون الاقتصاديون الفرنسيون في المملكة ، مرة أخرى بالتوقيع مؤخرا على اتفاق لاستقرار مصنع فرنسي ثان في مجال السيارات بالمغرب، ويتعلق الامر ب(بي إي أ . بوجو- سيتروين)، وهي الثقة التي مكنت من جعل صناعة السيارات ، اول قطاع مصدر بالمغرب سنة 2014 .
ويعكس استقرار المصنع الفرنسي الجديد بالمغرب، الطموح المشترك لمواصلة تعزيز شراكتهما، من خلال تطوير مشاريع مشتركة في القطاعات ذات المستقبل الواعد، ومنها النقل والطاقات المتجددة، والقطاع الرقمي والسياحة، في اتجاه الاسواق الصاعدة بالمنطقة وخاصة افريقيا .
وفي هذا السياق فإن فرنسا مدعوة لانتهاز فرصة حضور مقاولات مغربية، بعدد من القطاعات بإفريقيا، من أجل تطوير تعاون ثلاثي ،يعود بالنفع والربح على الجميع.
وكان البلدان اللذان عبرا عن ارتياحهما لدينامية الشراكة الاقتصادية الثنائية ،قد اتفقا في البيان الختامي الذي توج اشغال الاجتماع الفرنسي المغربي الثاني عشر رفيع المستوى، على مواصلة التقارب بين الفاعلين بالبلدين، خاصة وأن فرنسا تظل الشريك الاقتصادي الاول للمغرب.
يجدر التذكير من ناحية اخرى بالدعم المالي الهام الذي تقدمه الوكالة الفرنسية للتنمية لفائدة عدد من مشاريع التنمية الاقتصادية بالمملكة، حيث التزم البلدان خلال الاجتماع رفيع المستوى ، بالنهوض بالمقاولات الصغرى والمتوسطة، والتعاون الصناعي، خاصة من خلال اعتماد خط ائتمان لفائدة هذه المقاولات المغربية من اجل اقتناء ممتلكات وخدمات فرنسية في حدود 25 مليون يورو.
وفي قطاع النقل التزمت فرنسا بمبلغ 65 مليون يورو من اجل توسيع شبكة الترامواي بالدار البيضاء، وتعزيز التعاون في المجال التقني السككي.
ويشمل التعاون الاقتصادي الثنائي ايضا، القطاع الفلاحي ، من خلال مصاحبة فرنسا لمخطط المغرب الاخضر ،عبر التوقيع خلال الاجتماع رفيع المستوى ،على اتفاقية قرض غير سيادي بقيمة 20 مليون يورو بين الوكالة الفرنسية للتنمية، وشركة التمويل من اجل التنمية الفلاحية (برنامج تمويل الفلاح) فرع مؤسسة القرض الفلاحي بالمغرب.
وفي ما يتعلق بالقطاع السياحي، تساهم فرنسا أساسا بقرض غير سيادي بمبلغ 20 مليون يورو في تمويل محطة للسياحة المستدامة بمنطقة اكادير.
من جهة أخرى لا يخفي المغرب وفرنسا رغبتهما في تحفيز الفاعلين الاقتصاديين في اطار قطب التنافسية الاقتصادية،على مواصلة تعاونهم، ومن خلال دراسة أشكال مواصلة النهوض بالعلاقات التجارية الفرنسية المغربية ، وتطوير الاستثمارات بالبلدين .
ومما لا شك فيه أن لقاء القمة بين صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بطنجة، سيعطي ، دفعة جديدة لهذه الشراكة الاقتصادية الاستثنائية، المدعوة لان تشكل نموذجا لبلدان الحوض المتوسطي.
(ومع-15/09/2015)