الذكرى 17 لعيد العرش المجيد

السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة يقيم حفل استقبال كبير بمناسبة عيد العرش المجيد
أقام السفير الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، حفل استقبال كبير بمناسبة الذكرى السابعة عشر لتربع جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، على عرش أسلافه الميامين.
وتميز حفل الاستقبال، الذي جرى بأحد الفنادق الشهيرة بنيويورك، بحضور الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الذي كلف السفير هلال بنقل متمنياته بالسعادة والرفاه إلى جلالة الملك محمد السادس، نصره الله. وأشاد الأمين العام للأمم المتحدة بالالتزام الشخصي لجلالة الملك في القضايا الكبرى للمنظمة الأممية.
كما طلب المسؤول الأممي من السفير هلال نقل امتنانه لجلالة الملك للمصادقة على اتفاق باريس حول التغيرات المناخية.
وأشاد بالجهود التي يبذلها المغرب لتنظيم كوب 22، وجعله مؤتمرا لإعداد وتنفيذ مخطط عمل اتفاق باريس، مجددا التأكيد على ثقته في أن مؤتمر مراكش للدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ سيشهد نجاحا كبيرا.
وحضر هذا الحفل السفراء المعتمدون بنيويورك ومسؤولون سامون بالأمانة العامة للأمم المتحدة وأعضاء السلك الدبلوماسي وممثلون عن الإعلام ورجال الأعمال وأعضاء الجالية المغربية المقيمة بنيويورك.
وأهابت الشخصيات الحاضرة في الحفل، التي فاق عددها 600 ألف مدعو، بالسفير عمر هلال، لرفع إلى جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، أحر تهانئها وخالص متمنياتها بالصحة والسعادة لجلالته، وبمزيد من التقدم والرخاء للشعب المغربي، مشيدة بالإصلاحات العميقة والمنجزات القيمة التي تحققت في عهد جلالته.
جلالة الملك يضطلع بدور متفرد في التصدي لكل أشكال التطرف والتعصب
أكد ميشيل توب مؤسس الموقع الإخباري الفرنسي(أوبينيون أنترناسيونال) أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس بصفته أمير المؤمنين، قائد دولة تنهج إسلاما معتدلا، يضطلع بدور متفرد في التصدي لكل أشكال التطرف والتعصب.
وأضاف ميشيل توب مؤسس جمعية (جميعا ضد عقوبة الإعدام) في تصريح ، أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس ذكر في خطابه إلى الأمة بمناسبة عيد العرش، بأن المغرب منخرط بشكل قوي في محاربة الإرهاب، وشدد على ضرورة ان تتخذ البلدان العربية المتشبثة بالإسلام المنفتح والمعتدل مواقع متقدمة في مجال التصدي لهذه الآفة .
وقال انه يتعين على المغرب وفرنسا الذين عانا من الإرهاب والفكر الظلامي أن يعززا أكثر تعاونهما الأمني من اجل التصدي لهذه الآفة التي لا دين لها، والتي يخطط لها أشخاص غير مسلمين بل مجرمين.
وأكد أن خطاب العرش أبرز الدور الاسترتيجي والإشعاعي الذي يضطلع به المغرب على الساحة الدولية عبر مختلف الشراكات التي أقامها مع فاعلين آخرين في العالم، وتجذره بإفريقيا ، وتعزيز علاقاته المتفردة مع فرنسا، فضلا عن الأهمية التي يوليها للأقاليم الجنوبية ضمن تصور الجهوية المتقدمة.
كما تطرق ميشيل توب الى قضية البيئة ، مشيرا الى أن المغرب الذي يحتضن مؤتمر (كوب 22 ) بمراكش، بعد النجاح التاريخي لاتفاق باريس ، منكب على تنسيق مخططات العمل التي انبثقت عن مؤتمر (كوب 21 ).
وأضاف أن السلطات والمجتمع المدني بالمغرب تبذل جهودا كبيرة من اجل الانتقال إلى اقتصاد يحترم البيئة.
الخطاب الملكي يؤكد أن المغرب ينخرط في الحداثة دون أن يفرط في أصالته (أستاذ جامعي)
أكد نائب رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، ابراهيم أقديم، أن الخطاب الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس أول أمس يوم السبت بمناسبة الذكرى السابعة عشرة لاعتلائه عرش أسلافه المنعمين، جاء ليؤكد أن المغرب ينخرط في الحداثة دون أن يفرط في أصالته.
وقال الأستاذ أقديم، في تصريح ، إن المملكة المغربية نجحت في إعطاء الاولوية للديمقراطية والمساواة وحقوق الإنسان والتنمية المستدامة التي تمارس بشكل يومي، مسجلا أن خطاب عيد العرش يعيد رسم الإصلاحات الكبرى الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والترابية والقانونية والأوراش الكبرى التي غيرت ملامح المغرب.
واعتبر أن الرهان الديمقراطي شكل أحد المواضيع الأساسية في الخطاب الملكي، موضحا أن المواطنين يجب أن يغلبوا المصلحة الوطنية في الاختيار الديمقراطي لممثليهم، على أساس مشاريع مجتمعية وبرامج ومخططات عمل مقترحة بعيدة كل البعد عن الاستغلال السياسي.
وفي موضوع آخر، أشار الأستاذ أقديم إلى أن جلالة الملك دعا في خطابه الفاعلين العموميين والخواص إلى مضاعفة جهودههم من أجل تعزيز تنافسية الاقتصاد الوطني وضمان التقييم الموضوعي للسياسات العمومية والتحيين المستمر للاستراتيجيات القطاعية والاجتماعية.
وأضاف أن المغرب يسير في الطريق الصحيح كما تؤكد ذلك الجاذبية الدولية للشركات التي تستثمر في مشاريع ضخمة والتي يعتبر المغرب رائدا فيها على المستوى الدولي.
وبالنسبة للأقاليم الجنوبية للمملكة، أشار الأستاذ أقديم إلى أن الخطاب الملكي أكد أن للمغرب مخططه الذي يروم تمكين الساكنة من الاستفادة من خيرات التنمية بهذه الربوع، وتحفيز ديناميتها العملية لفائدة الشمال والبلدان الإفريقية.
وفي هذا الإطار، قال السيد أقديم إن الخطاب الملكي أكد على الدفاع عن المصالح الوطنية العليا، ووحدة البلاد واستقرارها وازدهارها التي تمثل نماذج مشتركة ومتقاسمة من قبل جميع المغاربة.
وعبر، من جهة أخرى، عن اعتقاده بأن المغرب يعد فاعلا محوريا في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، والدفاع عن القضايا التي تهم إفريقيا.
الخطاب الملكي يحمل رسالة صارمة ذات أبعاد مختلفة (خبير سويسري)
أكد الخبير السويسري المتخصص في شؤون العالم العربي جان مارك مايار أن الخطاب الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى الأمة بمناسبة عيد العرش يحمل رسالة صارمة ذات أبعاد مختلفة سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي.
وأوضح في تصريح أن الخطاب الملكي " تعبير عن الصرامة اتجاه أولئك الذين يشجعون على عدم الاستقرار على الحدود الغير قابلة للنقاش للمغرب ".
وحسب جان مارك مايار فإن الخطاب الملكي "رسالة حازمة موجهة إلى جميع المواطنين، وأيضا لأولئك الذي يسعون إلى إيقاف الطريق الذي اختاره المغرب من أجل مستقبل أكثر أمانا وعدلا وإشراقا".
وأبرز أن مقاربة جلالة الملك، البعيدة عن الحروب الإيديولوجية، " تعتمد الحداثة التي تحترم التقاليد والتي يستمد منها جلالته القوة والصرامة على خلاف الأنظمة السلطوية التي تنتشر في عدد من المناطق".
وسجل أنه " في الوقت الذي أدت فيه نزاعات خطيرة في عدد من البلدان إلى الفوضى من خلال الاستمرار في أوهام عمياء تحمل في طياتها بذور فنائها، اختار المغرب، تحت قيادة جلالة الملك طريقا ذكيا يعتمد الحوار مع تحديد أهداف واضحة ".
وقال إن الخطاب الملكي بمناسبة عيد العرش دعا إلى التعبئة والحذر الدائمين أمام تنامي التحديات الأمنية والمؤامرات التي تحاك ضد المملكة.
وقال جلالته في هذا الصدد "وأمام تزايد التحديات الأمنية، والمؤامرات التي تحاك ضد بلادنا، أدعو لمواصلة التعبئة واليقظة " مؤكدا على أن " أمن المغرب واجب وطني، لا يقبل الاستثناء، ولا ينبغي أن يكون موضع صراعات فارغة، أو تهاون أو تساهل في أداء الواجب".
(ومع 01/08/2016)
الجالية اليهودية المغربية المقيمة بكراكاس تشيد بمضامين الخطاب الملكي السامي بمناسبة عيد العرش
أكد إلياس ملول بنتوليلة، عضو الجالية اليهودية المغربية المقيمة بكراكاس وأحد وجوهها البارزين، أن الخطاب السامي الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس للأمة بمناسبة الذكرى الـ17 لتربع جلالته على عرش أسلافه الميامين، يكتسي حمولة اجتماعية واقتصادية كبرى ويحمل آفاقا واعدة للشعب المغربي.
وقال ملول، في تصريح ٬ إن خطاب جلالة الملك يكتسي حمولة اجتماعية واقتصادية كبرى ويحمل آفاق واعدة للشعب المغربي، والذي يشكل اليوم نموذجا يقتدى بالنسبة لكافة بلدان المنطقة".
وأضاف أن التقدم الذي يشهده المغرب، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك، "باد للعيان وملموس بفضل السياسة الذكية التي نهجتها المملكة لجذب الاستثمارات والرساميل من أجل التنمية السياحية والصناعية والتجارية" للبلاد.
كما أعرب السيد ملول، باسم الطائفة اليهودية المغربية المقيمة بكاراكاس، عن تهانيه لجلالة الملك بمناسبة الذكرى الـ17 لتربع جلالته على العرش.
الاطلاع على عدد من المشاريع التنموية بعمالة وجدة أنجاد بمناسبة عيد العرش المجيد
اطلع والي جهة الشرق، عامل عمالة وجدة أنجاد، السيد محمد مهيدية، يوم الجمعة، على عدد من المشاريع التنموية بتراب العمالة، وذلك بمناسبة تخليد الذكرى ال17 لعيد العرش المجيد.
وهكذا، اطلع الوالي، الذي كان مرفوقا برئيس مجلس جهة الشرق السيد عبد النبي بعيوي وعدد من الشخصيات الأخرى، على المشاريع المبرمجة بكل من جماعتي بني درار وبني خالد، والتي تهم على الخصوص مشاريع تندرج في إطار مخطط تنمية وجدة الكبرى 2015 - 2020 وكذا البرنامج الاستعجالي لتنمية المناطق الحدودية لجهة الشرق.
وفي هذا السياق، بلغ الغلاف المالي المرصود لإنجاز مشاريع تنموية لفائدة جماعة بني درار واولاد سيدي أحمد زروق بجماعة بني خالد برسم 2015 – 2017 ما يعادل مليونين و755 ألف و842 درهم.
وتهم هذه المشاريع تهيئة مسلك سيدي أحمد بوغزال على طول 3.5 كيلومتر وربط مضخة الماء الكائنة بالثقب المائي لكصيعة بالشبكة الكهربائية في إطار اتفاقية شراكة مع جماعة بني خالد وبناء جزء من سور مقبرة لمسيد وبناء خزان مائي بدوار لكصيعة بسعة 40 متر مكعب وشراء 43 رأس من الماعز لفائدة النساء السلاليات الأرامل.
وفي ما يتعلق بمشروع تأهيل المناطق الحدودية لجهة الشرق، اطلع الوفد الرسمي بمركز بني درار على عملية تأهيل الأحياء ناقصة التجهيز وتقوية الشبكة الطرقية.
ويندرج هذا المشروع، الذي تبلغ كلفته الإجمالية 211 مليون درهم، في إطار تفعيل اتفاقية للشراكة لإنجاز البرنامج الاستعجالي لتأهيل المناطق الحدودية لجهة الشرق برسم 2016 – 2017.
إلى ذلك، تهدف المشاريع المندرجة في إطار تنمية جماعتي بني درار وبني خالد إلى تحقيق عدد من الغايات من قبيل إحداث مرافق عمومية وإنجاز مشاريع خاصة بالبنيات التحتية وفك العزلة عن جماعتي بني درار وبني خالد وإنجاز المسالك القروية ودعم الأنشطة المتعلقة بالنشاط الفلاحي وتثمين المنتوجات الفلاحية وتقوية ارتباط الساكنة بمجالها الجغرافي والتشجيع على التمدرس ومحاربة الهدر المدرسي.
وفي هذا الصدد، يتوخى البرنامج التكميلي للتأهيل الحضري لبني درار، المندرج ضمن مخطط تنمية وجدة الكبرى 2015 – 2020، تتمة مشروع إنشاء قنوات صرف مياه الأمطار – الشطر الثاني، بتكلفة تبلغ مليوني درهم وإنجاز الشطر الثاني لصيانة الطرق (10 ملايين درهم) وتهيئة ساحة بدر (مليونا درهم) وإحداث مركز للتأهيل المهني بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (5.5 مليون درهم) وبناء داخلية بإعدادية أبي ذر الغفاري (8 ملايين درهم).
وتهم المشاريع التنموية في جماعة بني خالد، المندرجة في إطار مخطط تنمية وجدة الكبرى 2015 – 2020، على الخصوص، توسعة وتقوية الطرق بجماعة بني خالد على طول 22 كيلومتر، بتكلفة تبلغ 26 مليون درهم، وتوسيع شبكة الولوج إلى الماء الصالح للشرب (1.5 مليون درهم) وتعميم الولوج إلى الكهرباء (0.4 مليون درهم) وغرس الأشجار المثمرة وتكثيف إنتاج اللحوم الحمراء وخلايا النحل (11.4 مليون درهم)، فضلا عن مشاريع أخرى.
كما اطلع السيد مهيدية، والوفد المرافق له، على مشاريع تنموية أخرى ستستفيد منها جماعتي بني درار وبني خالد في إطار اتفاقيات التعاون والشراكة المبرمة من طرف مجلس جهة الشرق والشركاء.
وتندرج هذه المشاريع في إطار اتفاقية للشراكة والتعاون لإنجاز مشاريع مندمجة بقطاع الماء لتنمية الموارد المائية والمحافظة عليها بجهة الشرق برسم 2016 – 2020، واتفاقية إطار للشراكة لتأهيل مراكز جماعات جهة الشرق برسم 2016 – 2021، وبرنامج الدعم الفلاحي للشريط الحدودي لاعتماد السقي بالرش بالتنقيط، والدعم الاستثنائي للبرنامج الاستعجالي لتأهيل المناطق الحدودية برسم 2016 – 2017، واتفاقية شراكة بين مجلس جهة الشرق ومكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل في أفق 2021.
وفي السياق ذاته، قام الوالي بالاطلاع على مشروع يتعلق بتوزيع عدد من رؤوس الماعز على جمعية العيدان للبيئة والتنمية المستدامة بجماعة بني خالد.
سيدي إفني..زيارة وإعطاء الانطلاقة لعدد من المشاريع التنموية بمناسبة عيد العرش المجيد
أعطى عامل إقليم سيدي إفني، صالح دحا، يوم الجمعة، الانطلاقة لمشاريع تنموية بمدينة سيدي إفني وقام بزيارات تفقدية لأخرى، وذلك بمناسبة تخليد الذكرى ال17 لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه المنعمين.
وهكذا، أعطى عامل الإقليم انطلاقة أشغال مشروع بناء منشأة فنية على واد سيدي إفني بالطريق الجهوية رقم 104، بتكلفة تصل إلى 18 مليون و140 ألف درهم ممول من طرف وزارة التجهيز والنقل والمديرية العامة للجماعات المحلية، والمجلس الإقليمي لسيدي إفني والمجلس الجماعي لسيدي إفني.
ودشن السيد دحا ، من جهة أخرى، مشروع تهيئة (ترميم وتجهيز) مصلحة المستعجلات بالمستشفى الإقليمي للمدينة الذي أنجز بتكلفة مليون درهم والممول من طرف وزارة الصحة.
كما زار عامل الإقليم ورش مشروع توسعة وتثنية طريق الميناء بتكلفة تبلغ 8 ملايين درهم و475 ألف و942 درهم، ممول من طرف المديرية العامة للجماعات المحلية التابعة لوزارة الداخلية، وورش مشروع بناء الطريق الرابط بين حي الفتح وطريق الميناء بتكلفة 3 ملايين و119 ألف و682 درهما ممول من طرف المديرية العامة للجماعات المحلية التابعة لوزارة الداخلية.
وزار عامل الإقليم أيضا ورش مشروع إتمام إنجاز حاجز الرمال وتقوية منشآت الحماية بميناء المدينة بتكلفة تصل إلى 133 مليون و761 ألف و90 درهما ممول من طرف الوكالة الوطنية للموانئ، وورش مشروع تهيئة شارع الحرية وشارع الشاطئ بتكلفة 5 ملايين و947 ألف و860 درهم ممول من طرف المديرية العامة للجماعات المحلية التابعة لوزارة الداخلية.
جلالة الملك يصدر عفوه السامي على 1272 شخصا بمناسبة عيد العرش المجيد
بمناسبة الذكرى السابعة عشرة لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، على عرش أسلافه المنعمين، تفضل جلالته بإصدار عفوه السامي على مجموعة من الأشخاص، المعتقلين منهم والموجودين في حالة سراح، المحكوم عليهم من طرف مختلف محاكم المملكة، وعددهم 1272 شخصا.
وفيما يلي نص البلاغ الذي أصدرته وزارة العدل والحريات بهذا الخصوص :
" بمناسبة عيد العرش المجيد لهذه السنة 1437 هجرية 2016 ميلادية تفضل جلالة الملك أدام الله عزه ونصره، فأصدر حفظه الله أمره السامي المطاع بالعفو على مجموعة من الأشخاص منهم المعتقلين ومنهم الموجودين في حالة سراح، المحكوم عليهم من طرف مختلف محاكم المملكة الشريفة وعددهم 1272 شخصا وهم كالآتي :
المستفيدون من العفو الملكي السامي الموجودون في حالة اعتقال وعددهم 992 سجينا موزعين على النحو التالي :
- العفو مما بتقى من العقوبة الحبسية أو السجنية لفائدة : 11 سجينا
- التخفيض من عقوبة الحبس أو السجن لفائدة : 939 سجينا
- تحويل عقوبة الاعدام إلى السجن المؤبد لفائدة : 23 سجينا
- تحويل السجن المؤبد إلى السجن المحدد لفائدة : 19 سجينا
المستفيدون من العفو الملكي السامي الموجودون في حالة سراح وعددهم 280 شخصا موزعين كالتالي :
- العفو من العقوبة الحبسية أو مما تبقى منها لفائدة : 53 شخصا
- العفو من العقوبة الحبسية مع إبقاء الغرامة لفائدة : 15 شخصا
- العفو من عقوبتي الحبس والغرامة لفائدة : 12 شخصا
- العفو من الغرامة لفائدة : 200 شخصا
المجموع العام : 1272
أبقى الله سيدنا المنصور بالله ذخرا وملاذا لهذه الأمة، ومنبعا للرأفة والرحمة، وأعاد أمثال هذا العيد على جلالته بالنصر والتمكين، وأقر عينه بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي الحسن، وجميع أفراد الأسرة الملكية الشريفة إنه سميع مجيب، والسلام".
إعطاء الانطلاقة لعدد من المشاريع التنموية بإقليم طانطان بمناسبة عيد العرش المجيد
أعطى عامل إقليم طانطان الحسن عبد الخلقي، اليوم الجمعة، الانطلاقة لمشاريع تنموية بجماعة الشبيكة، وذلك بمناسبة تخليد الذكرى ال17 لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه المنعمين.
وهكذا، أعطى عامل الإقليم انطلاقة أشغال بناء المسلك القروي الرابط بين واد أم فاطمة ومنطقة المنيعة على طول 15 كلم.
ويندرج هذا المشروع، الذي رصد له غلاف مالي بقيمة 4 ملايين و499 ألف درهم بتمويل مشترك بين دولة قطر (80 في المائة) ووزارة الفلاحة والصيد البحري (20 في المائة)، في إطار البرنامج العبر جهوي لتنمية المراعي وتنظيم تدفق الرعاة بإقليم طانطان.
وبالجماعة ذاتها، أعطى السيد عبد الخلقي انطلاقة عملية توزيع 100 صهريج مرن من سعة 6 متر مكعب في إطار مشروع تربية الأغنام والماعز في إطار الدعامة الثانية من مخطط المغرب الأخضر.
ويتضمن هذا المشروع، الممتد على مدى ثلاث سنوات وبكلفة إجمالية بقيمة 400 ألف درهم، إنجاز عدة عملية من بينها خلق وتجهيز 15 نقطة ماء وتوزيع 150 مضخة مائية متنقلة وتوزيع 300 صهريج مرن وكذا اقتناء عشر هراسة للأعلاف وكذا اقتناء 300 من فحول الأغنام لتحسين النسل، إضافة إلى خلق تجمع تابع للجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز، فضلا عن تأطير الكسابة وتنظيم رحلات دراسية ومباريات لانتقاء أحسن رؤوس الماشية.
ومن المنتظر أن يقوم عامل إقليم طانطان مساء اليوم بزيارة لجماعتي تلمزورن وبن خليل لتفقد ورش إنجاز قنطرة على واد درعة، وحضور نهاية دوري رمضان لكرة القدم داخل القاعة بطانطان.
الاختيار الاستراتيجي للمغرب نحو إفريقيا طبيعي وممتد في التاريخ
أكد السيد إدريس الكراوي، الأمين العام للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، أن الاختيار الاستراتيجي للمغرب نحو القارة إفريقيا، طبيعي وممتد في التاريخ.
وقال السيد الكراوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش عقد ندوة "رؤية الملك محمد السادس للتنمية المشتركة"، التي نظمتها مؤخرا بالدار البيضاء مجموعة (لوماتان)، بمناسبة عيد العرش المجيد، إن هذا الاختيار كان دوما حاضرا، ولا أدل على ذلك العلاقات التاريخية الوطيدة التي تربط المغرب بمختلف مكونات القارة الإفريقية منذ القدم.
وأشار الأمين العام للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، في هذا السياق، إلى أن الجذور التاريخية الإفريقية للمغرب تعود إلى قرون خلت، أي منذ إنشاء الدولة المغربية.
واعتبر أن تعزيز توجه المغرب نحو القارة الإفريقية، هو فقط تتويج وإضافة قيمة جديدة لهذه العلاقات التاريخية، في ظل وضع إقليمي ودولي جديدين، وفي ضوء اختيارات جيو-استراتيجية تعضد هذا الرصيد الأصلي العريق للمملكة المغربية صوب القارة الإفريقية.
وأضاف أن هذا التوجه ليس ظرفيا لأنه يشكل معطى بنيويا ينبني على الإيمان بالمصير المشترك، لأن رهانات العالم في القرن 21 تتمثل في الاستقرار واستتباب الأمن والدفع بعجلة التنمية.
وفي سياق متصل، أبرز السيد الكراوي أن التعاون جنوب/جنوب هو في صلب تصور صاحب الجلالة الملك محمد السادس، المبني على ما يجب أن تكون عليه إفريقيا الجديدة الموحدة، والتي تربط كل مكوناتها علاقات التضامن والشراكة الحقة، وتوفير شروط الأمن والسلم والتنمية البشرية لتشمل كافة مجتمعات القارة الإفريقية.
وحسب السيد الكراوي فإن تصور جلالة الملك للتعاون جنوب/جنوب يجسد المبادئ الجديدة التي يجب على المجموعة الدولية الاهتداء بها في إطار إعادة تصور العلاقات الدولية في القرن الواحد والعشرين، وفي إطار بلورة جيل جديد من التعاون الدولي ينبني على احترام استقلالية القرار لكل مكونات المنظومة الدولية ، والاحتكام إلى الشرعية الدولية.
وفي معرض تطرقه لمستقبل التنمية المشتركة على مستوى القارة الإفرقية، أوضح أن كل القطاعات هي موضوع تعاون بالنسبة لإفريقيا، وهو ما يقوم به المغرب تجاه إفريقيا.
وقال، في هذا الصدد، إن القارة الإفريقية لها حاجيات في كل المجالات، والتي تغطي البنيات التحتية، والمهن العالمية الجديدة (صناعة الطائرات والسيارات)، وكذلك الجانب المتعلق بالأمن الطافي والمائي والغذائي.
يذكر أن المشاركين في ندوة "رؤية الملك محمد السادس للتنمية المشتركة " كانوا انكبوا على تحليل الرؤية الملكية في مجال التنمية المشتركة، التي تشكل العمود الفقري لفلسفة صاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل مسيرة هادئة وثابتة نحو مستقبل أفضل بالنسبة لكافة بلدان الجنوب.
ويتعلق الأمر بتقديم قراءة علمية على ضوء الرهانات الجيو سياسية والجيو اقتصادية الجديدة التي تميز الساحة الدولية في السياق الحالي.
إصدار قطعة نقدية تذكارية من فئة 250 درهم بمناسبة عيد العرش
أصدر بنك المغرب، بمناسبة الذكرى السابعة عشرة لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه الميامين، قطعة نقدية تذكارية من فئة 250 درهما.
وأفاد بلاغ للمؤسسة بأن هذا الإصدار النقدي سيتم طرحه للبيع بمتحف البنك وبمختلف فروعه، انطلاقا من فاتح غشت 2016 بثمن البيع للعموم المحدد في 500 درهم للقطعة النقدية الواحدة.
وأوضح بنك المغرب أن هذه القطعة النقدية تتكون من مزيج من الفضة (الفضة 925 في الألف والنحاس 75 في الألف)، وتزن 28,28 غراما بقطر يصل إلى 38,61 ميليمترا.
وأضاف أن وجه القطعة يحمل صورة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وكتب على ظهر القطعة باللغة العربية "الذكرى السابعة عشرة لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على العرش"، مع تجسيد لبوابة القصر الملكي بتطوان، وأغصان الزيتون المحاطة بشعار المملكة، وكذا القيمة الاسمية بالحروف والأرقام “مائتان وخمسون درهما – 250”.
مراكش .. تدشين وإعطاء انطلاقة مشاريع ذات طابع اجتماعي وأمني بمناسبة عيد العرش المجيد
شهدت مدينة مراكش، يوم الجمعة، تدشين وإعطاء انطلاقة مشاريع ذات طابع اجتماعي وأمني وذلك بمناسبة الذكرى ال17 لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه الميامين.
وهكذا أشرف والي جهة مراكش أسفي عبد الفتاح البجيوي، رفقة رئيس المجلس الجماعي لمدينة مراكش محمد العربي بلقايد ومنتخبين محليين وشخصيات أخرى مدنية وعسكرية، على إعطاء انطلاقة أشغال تشييد مركز للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بمنطقة المحاميد على مساحة تقدر ب1757 متر مربع بغلاف مالي ناهز 5ر7 مليون درهم ممول من قبل صندوق التضامن للسكن والاندماج الحضري ووزارة السكنى وسياسة المدينة.
ويضم هذا المركز، الذي ستستغرق أشغال بنائه 10 أشهر، فضاء للاستقبالات وخمس ورشات للموسيقى والنحت والخزف والرسم والصباغة وألعاب مختلفة، إلى جانب قاعة متعددة الاختصاصات ومسبح للترويض الطبي ومرافق أخرى.
كما أشرف الوالي والوفد المرافق له على افتتاح ال دائرة الأمنية ال19 ببوعكاز بمنطقة المنارة، والمشيدة من طابقين على مساحة تقدر ب340 مترا مربعا، وتضم عددا من المكاتب، وقاعة للانتظار، وفضاء للاستقبال، وبهوا ومرافق أخرى أساسية.
ويأتي افتتاح هذه الوحدة الأمنية، التي سهرت ولاية أمن مراكش بدعم من المصالح المركزية للمديرية العامة للأمن الوطني على إحداثها وتجهيزها باللوازم اللوجستية وتأهيلها بالموارد البشرية اللازمة، في إطار الحرص على الارتقاء بالخدمات الأمنية وتكريس المبادئ العامة لشرطة مجتمعية قريبة من المواطن ومؤهلة لمواكبة التحولات التي تعرفها المدينة الحمراء.
وفي نفس الإطار، تم تدشين المقر الجديد للمنطقة الأمنية المنارة بتجزئة أبواب مراكش بالحي الحسني والمشيد على مساحة تناهز 1349 متر مربع بغلاف مالي يقدر ب11 مليون درهم، ويضم 16 مكتبا ومرافق أخرى.
سفير المغرب ببوركينا فاسو: المغرب بلد إفريقي جغرافيا، وسياسيا وثقافيا
أكد سفير المغرب في بوركينا فاسو، السيد فرحات بوعزة، في حديث لصحيفة (سيدوايا) البوركينابية، بمناسبة الاحتفال بذكرى عيد العرش المجيد، أن المغرب بلد إفريقي جغرافيا، وسياسيا وثقافيا، مبرزا أن إرادة المملكة دعم البلدان الشقيقة والصديقة مجسدة على أرض الواقع.
وقال السفير، في هذا الحديث الذي نشر اليوم الجمعة، إن "المغرب لم يغادر قط إفريقيا. إنه بلد إفريقي جغرافيا، وسياسيا وثقافيا، وبالتالي لا يمكن القول إنه في لحظة ما لم يعد إفريقيا أو خرج من إفريقيا".
وذكر بأن المغرب غادر المؤسسة المشتركة، أي منظمة الوحدة الإفريقية، تعبيرا عن عدم رضاه حيال قبول كيان لا يتوفر على مؤهلات السيادة كي يكون دولة، مستطردا أنه حتى بعد خروجها من المؤسسة الإفريقية، في سياق ظروف مضطربة حينئذ، واصلت المملكة تعزيز تعاونها الثنائي مع مجموع البلدان الإفريقية، خاصة بلدان غرب إفريقيا.
وأبرز السفير أن المغرب سيعود للاتحاد الإفريقي، الذي عوض منظمة الوحدة الإفريقية، وسيواصل جهود القرب، والتضامن والاستثمار مع البلدان الإفريقية.
وفي معرض حديثه عن الاحتفال بعيد العرش المجيد، أوضح السفير أن هذا الحدث يكتسي أهمية بالغة بالنسبة لكافة المغاربة، كونه يشكل مناسبة للشعب المغربي لتجديد تشبثه المتين بالعرش العلوي، وولائه وإخلاصه لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وأشار إلى أن الحدث يمثل فرصة، أيضا، لإبراز حصيلة السنة من المنجزات المحققة على مختلف الأصعدة، والوقوف على الصعوبات القائمة قصد تجاوزها، مبرزا أن المواطنين المغاربة قاطبة، بمن فيهم أفراد الجالية المقيمة بالخارج، يحتفون بهذه الذكرى الغالية بفخر واعتزاز كبيرين.
كما يشكل الحدث، يردف السفير، فرصة بالنسبة لسفارة المغرب في واغادوغو من أجل تقاسم هذه اللحظات الاحتفالية مع الشعب البوركينابي، وإبراز المستوى النوعي الذي بلغته العلاقات بين البلدين.
وأوضح أن المغرب وبوركينا فاسو يقيمان علاقات ودية عميقة لا تحكمها الاعتبارات الشخصية، مشيرا إلى أن تبدل الأشخاص على رأس بوركينا فاسو لم يؤثر قط على نوعية العلاقات الثنائية.
وأضاف السفير أنه "في ظل النظام السابق، وخلال الفترة الانتقالية، ومع السلطات الجديدة، ظلت العلاقات الثنائية ممتازة، ولم تتغير قط مختلف مظاهر المساندة والتقدير لدى هذا الطرف أو ذاك".
وذكر بأنه غداة أحداث أكتوبر 2014، ومباشرة بعد تنصيب سلطات الفترة الانتقالية، بعث صاحب الجلالة الملك محمد السادس "رسالة ودية للغاية" للرئيس ميشيل كافاندو، كما كان المغرب أول من أدان عملية انقلاب 16 شتنبر الماضي.
وردا على سؤال حول القطاعات التي قد تستأثر باهتمام المستثمرين المغاربة في بوركينا فاسو، التي لا يتعدى حجم اقتصادها 10 في المائة من نظيره المغربي، قال السيد بوعزة: "مقاربتنا لا ترتكز على الربح. إنها مقاربة للتنمية المتضامنة"، مبرزا أن إرادة المغرب في دعم البلدان الشقيقة والصديقة مجسدة على أرض الواقع.
وبعد أن ذكر بالاهتمام الخاص الذي يوليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس للتعاون جنوب - جنوب، أشار إلى أن الأبناك وشركات التأمين والقطاعات الصناعية ووسائل الإعلام تسترعي الاهتمام في بوركينا فاسو، باعتبار أن هناك إرادة سياسية في هذا البلد، الذي يعد أحد البلدان القريبة من المغرب في إفريقيا جنوب الصحراء، وهناك إرادة لدى الفاعلين الاقتصاديين المغاربة من أجل تعزيز نشاطهم بإفريقيا وفي البلدان الصديقة.
ووصف الدبلوماسي المغربي آفاق العلاقات بين البلدين بأنها "جيدة جدا"، مشيرا إلى أن الاستعدادات جارية من أجل انعقاد الدورة الرابعة للجنة المختلطة للتعاون المغربي - البوركينابي بالرباط.
وقال إن لقاءات تعقد حاليا مع مختلف المسؤولين السياسيين، والوزراء في سبيل الإعداد لهذه الدورة، وذلك من أجل أن "ننخرط في السياسة الوطنية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية التي عوضت إستراتيجية النمو المتسارع والتنمية المستدامة في بوركينا فاسو".
وبخصوص المبادلات التجارية بين البلدين والتي تظل ضعيفة نسبيا، أبرز السفير ضرورة مراجعة بعض القنوات الاقتصادية، موضحا في هذا الشأن أن المغرب يعتزم التوصل إلى اتفاق تجاري مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، سيمكن من تسهيل الأمور بالنسبة للبلدان الأعضاء في هذه المنظمة الإقليمية وتعزيز المبادلات التجارية بين البلدين.
وفي معرض حديثه عن تنظيم قمة المناخ (كوب 22) في نهاية السنة الجارية بمراكش، أكد السفير أن المغرب يطمح، بتنسيق مع البلدان الإفريقية، إلى أن يكون الناطق باسم إفريقيا في هذه القمة.
وقال السيد بوعزة "عندما ستتحدث إفريقيا في (كوب 22)، فإن صوتها سيكون موحدا. وهذا الهدف يكتسي إيجابية قصوى".
الطائفة اليهودية بأكادير تحتفل بذكرى عيد العرش
نظمت الطائفة اليهودية بأكادير، مساء أمس الخميس، حفلا بمناسبة تخليد الذكرى 17 لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه الكرام.
وقد حضر هذا الحفل والي جهة سوس ماسة عامل عمالة أكادير إداوتنان، السيدة زينب العدوي، ورئيس الطائفة اليهودية بأكادير السيد سيمون ليفي، وعدد من ممثلي الهيئات المنتخبة، وشخصيات أخرى مدنية وعسكرية.
وتميز هذا الحفل بكلمة ألقيت باسم الطائفة اليهودية بأكادير، تم من خلالها التعبير عن الاعتزاز بانتمائها المغربي، وبالدفاع عن المقدسات الوطنية، كما عبرت عن تشبثها بأهداب العرش العلوي، وبملك البلاد جلالة الملك محمد السادس.
وفي ختام هذا الحفل، رفع الحاضرون أدعية بالنصر والتمكين لعاهل البلاد جلالة الملك محمد السادس، ولأفراد الاسرة الملكية، وللشعب المغربي بالرخاء والطمأنينة والسعادة.
العيون... تدشين ووضع حجر الأساس لانجاز عدد من المشاريع التنموية بمناسبة عيد العرش المجيد
شهدت مدينة العيون يوم الخميس تدشين ووضع حجر الأساس لانجاز عدد من المشاريع التنموية وذلك في إطار الاحتفالات المخلدة لعيد العرش المجيد التي تصادف هذه السنة الذكرى ال17 لتربع جلالة الملك على عرش أسلافه الميامين.
وبهذه المناسبة قام والي جهة العيون الساقية الحمراء عامل إقليم العيون السيد يحظيه بوشعاب الذي كان مرفوقا برئيس الجماعة الحضرية للعيون مولاي حمدي ولد الرشيد وعدد من المنتخبين ورؤساء المصالح الخارجية بتدشين المرأب البلدي الذي تمت تهيئته وتعزيز الياته من شاحنات وشاحنات صهريجية وسيارات ودراجات نارية من اجل مواكبة الدينامية التي تعرفها المدينة على كافة المستويات .
وبحي الفداء تم وضع الحجر الأساس لصيانة واعادة تهيئة ساحة ونافورة عمر بن الخطاب على مساحة اجمالية تصل الى 10 الاف و 500 متر مربع بكلفة مالية تقدر ب 9 ملايين و 83 ألف و 805 درهم.
ويضم هذا المشروع الذي تقدر مدة انجازه بثمانية أشهر، متنزهات للراجلين وترصيف وتبليط الارضية وانشاء نافورة تفاعلية ومساحات خضراء وتشجير وحديقة تربيوية وانظمة انارة مدمجة وكامرات مراقبة وتجهيزات السلامة ومرافق صحية ومواقف للسيارات .
كما تم بنفس الحي وضع الحجر الاساس لتهيئة وتوسعة مكتب الحالة المدنية بالمقاطعة 1 على مساحة اجمالية تصل الى 500 متر مربع بقيمة مالية تقدر بملونين و 500 الف درهم.
ويضم هذا المشروع انجاز الاشغال الكبرى، و تبليط الارضيات والجدران، والانارة والتجهيزات الكهربائية، واشغال النجارة (الالومنيوم والخشب) وتهيئة الواجهة، والتجهيز بكامرات المراقبة وتجهيزات السلامة، واجهزة التكييف.
وبحي القسم، أشرف والي الجهة والوفد المرافق له على وضع الحجر الأساس لإعادة تهيئة وتجهيز المجازر البلدية، على مساحة 7 الاف و 800 متر مربع بكلفة مالية تناهز 9 ملايين و 790 الف درهم .
ويتكون هذا المشروع من محطة لتحلية المياه المالحة وانارة وتجهيزات كهربائية وغرف للتبريد وانظمة انارة مدمجة وكامرات مراقبة وتجهيزات السلامة وتجهيز خطوط الذبح ( خط ذبح الابقار، وخط نحر الجمال، وخط ذبح الماعز والغنم) ، وبناء وتهيئة المباني الملحقة وترصيص وتزويد بالمياه.
وبحي السلام تم وضع الحجر الأساس لتوسيع وإعادة تهيئة مصلحة المناطق الخضراء على مساحة اجمالية تصل الى 580 متر مربع بقيمة مالية تقدر بمليون و870 الف و 452 درهم.
ويهم هذا المشروع انجاز الاشغال الكبرى و التبليط الارضيات والجدران والانارة والتجهيزات الكهربائية واشغال النجارة الالومنيوم والخشب واعادة تهيئة الواجهة والتجهيز بكامرات المراقبة وتجهيزات السلامة واجهزة التكييف .
كما تم وضع الحجر الاساس بنفس الحي لتهيئة وتوسيع المكتب الصحي البلدي على مساحة تقدر اجمالية تصل الى 300 متر مربع بكلفة مالية بلغت مليونين درهم ، ويشمل هذا المشروع انجاز الاشغال الكبرى و التبليط الارضيات والجدران والانارة والتجهيزات الكهربائية واشغال النجارة ( الالومنيوم والخشب) وتهيئة الواجهة، والتجهيز بكامرات المراقبة وتجهيزات السلامة، وأجهزة التكييف.
وبحي الفتح، قام والي الجهة بوضع الحجر الاساس لاعادة تهيئة ساحة النيل على مساحة تبلغ 1416 متر مربع بقيمة مالية تقدر بمليون و 985 الف و 194 درهم ، ويضم هذا المشروع ممشى ومتنزهات للراجلين وترصيف وتبليط الارضية ،وانشاء نافورة تفاعلية ومساحات خضراء وتشجير، وانظمة انارة مدمجة، وكامرات مراقبة وتجهيزات السلامة، وفضاء لعب الاطفال، ومواقف للسيارات .
كما تم بنفس الحي وضع الحجر الاساس لتهيئة وتوسعة مكتب الحالة المدنية بالمقاطعة الحضرية 12 على مساحة اجمالية تقدر ب 180 متر مربع بغلاف مالي يصل الى 718 الف و 63 درهم ، ويضم هذا المشروع انجاز الاشغال الكبرى و تبليط الارضيات والجدران والانارة والتجهيزات الكهربائية، واشغال النجارة (الالومنيوم والخشب) واعادة تهيئة الواجهة والتجهيز بكامرات المراقبة وتجهيزات السلامة واجهزة التكييف.
وبمدينة الوحدة حي 25 مارس تم وضع الحجر الاساس لتهيئة ساحة الفرابي على مساحة إجمالية تصل الى 6 الاف و 15 متر مربع بقيمة مالية تناهز 5 ملايين درهم.
ويهم هذا المشروع انجاز ممشى ومتنزهات للراجلين وترصيف وتبليط الأرضية، وإنشاء نافورة تفاعلية، ومساحات خضراء وتشجير، وأنظمة إنارة مدمجة، وفضاء لعب الأطفال، وإعادة تهيئة السوق والمقاطعة ، وكامرات مراقبة وتجهيزات السلامة، ومرافق صحية، ومواقف للسيارات .
كما تمت بالمناسبة زيارة اشغال تأهيل المجموعات السكنية 204 و 240 ، والتي تشمل التهيئة الخارجية ، والطرق و، ملاعب القرب واصلاح الواجهات بشارع محمد السادس ، وزيارة ملحقة البلدية بحي السلام التي عرفت مؤخرا اعادة تهيئتها وتجهيزها .
بركان .. تدشين ووضع الحجر الأساس لعدد من المشاريع التنموية بمناسبة عيد العرش المجيد
تم، يوم الخميس، تدشين ووضع الحجر الأساس لعدد من المشاريع التنموية الرامية إلى تعزيز البنيات التحتية بعدد من الجماعات الترابية بإقليم بركان، وذلك بمناسبة الذكرى السابعة عشر لعيد العرش المجيد.
وفي هذا الإطار، قام عامل إقليم بركان السيد عبد الحق حوضي، بحي المجد بمدينة بركان، بوضع الحجر الأساس لبناء مركز للأطفال في وضعية صعبة على مساحة إجمالية تقدر ب 1000 متر مربع وبتكلفة إجمالية تقدر بحوالي مليوني و727 ألف درهم وبطاقة استيعابية تتسع لـ 60 طفلا.
ويعد هذا المشروع، الذي يحتوي على جناح إداري ومطبخ ومستودع ومرقد يضم 20 سريرا ومغسلة وورشة وقاعة متعددة الاختصاصات وقاعتين للدراسة ومرافق صحية، من بين الأوراش الداعمة للخدمة الاجتماعية بالإقليم وإرساء دعائم مجتمع متضامن للنهوض بحقوق الأسرة، لا سيما الأطفال.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا المشروع يندرج في إطار برنامج حماية القاصرين بشمال المغرب الذي كان موضوع اتفاقية شراكة موقعة بتاريخ 4 نونبر 2008 بين إدارة التعاون الوطني ووكالة الأندلس للتعاون الوطني للتنمية.
وفي إطار البرنامج الوطني لتزويد الجماعات الترابية التابعة لإقليم بركان بالماء الصالح للشرب، الذي يهدف إلى تغطية كافة المراكز والتجمعات الحضرية والقروية بقنوات الماء الصالح للشرب وتوسيع شبكة التطهير السائل والكهرباء، قام العامل بالجماعة الترابية لزكزل بتدشين مشروع تزويد دوار افري موسي بالماء الشروب.
ورصد لهذا المشروع، الذي يهدف إلى تحسين ظروف عيش ساكنة الدوار وتزويدها بالماء الشروب، مبلغ مالي يقدر ب 200 ألف درهم، بمساهمة المبادرة الوطنية، لفائدة 30 أسرة.
وفي الجماعة الترابية ذاتها، أعطى السيد حوضي انطلاقة أشغال تزويد دوار أمعزة بالكهرباء الذي سيستفيد منه حوالي 800 نسمة.
ورصد لهذا المشروع 517 ألف و994 درهم بمساهمة كل من المجلس الإقليمي (410 ألف درهم) والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب - قطاع الكهرباء (107 آلاف و994 درهم) وجماعة زكزل بتوفير العقار.
كما تم تقديم مشروع تزويد دواوير تزغين وارناد وبوقشوط بالكهرباء بالجماعة الترابية ذاتها سيستفيد منه حوالي 2280 نسمة.
وتبلغ التكلفة الإجمالية لهذا المشروع حوالي مليون و567 ألف و451 درهم، بمساهمة كل من المجلس الإقليمي (مليون درهم) والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب - قطاع الكهرباء (مليون و567 ألف و451 درهم) وجماعة زكزل بتوفير العقار.
وفي إطار المشاريع الاجتماعية التي تروم تأهيل وإدماج فئة الشباب في المجتمع، قام عامل الإقليم بحي لهبيل بالجماعة الترابية لسيدي سليمان بوضع الحجر الأساس لبناء وتجهيز مركز في خدمة الشباب على مساحة إجمالية تقدر بـ 466 متر مربع وبطاقة استيعابية تتسع لـ 500 مستفيد.
ويحتوي المشروع، الذي رصد له غلاف مالي يبلغ حوالي مليون و690 ألف درهم (بمساهمة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بمليون و600 ألف درهم)، على مكتب ومكتب استقبال وقاعة متعددة الاختصاصات ومكتبة ومرافق صحية.
كما قام العامل في الجماعة الترابية نفسها بوضع الحجر الأساس لبناء وتجهيز مركز التربية والتكوين على مساحة تقدر بـ 640 متر مربع وبطاقة استيعابية تتسع لـ 500 مستفيد.
ويحتوي هذا المشروع، الذي رصد له غلاف مالي يقدر بمليون و680 ألف درهم (بمساهمة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بمليون و600 ألف درهم)، على مكتب استقبال وقاعتين للدروس ومطبخ ومكتبة وقاعة للإعلام والتوجيه وفضاء للأطفال ومرافق صحية.
ويهدف هذان المشروعان إلى وضع هياكل ملائمة للمساعدة وإعادة التربية والاستقبال اللازم للنهوض الاجتماعي والوقاية من الآفات الاجتماعية ومحاربتها، لاسيما لدى فئة الشباب.
وفي السياق ذاته، قام السيد حوضي بالمدينة الجديدة بالجماعة الترابية لزكزل بوضع الحجر الأساس لبناء مدرسة ابتدائية على مساحة تقدر بـ 1700 متر مربع وبتكلفة إجمالية بلغت حوالي مليونين و500 ألف درهم.
ويحتوي المشروع على جناح إداري و سبعة أقسام للدراسة ومكتبة وقاعة متعددة الاختصاصات وسكن وظيفي ومستودعين للملابس (ذكور وإناث) وملعب لمختلف الرياضات ومرافق صحية.
وبالمدينة ذاتها، قام عامل الإقليم بزيارة شقة نموذجية من الشطر الأول لمشروع المدينة الجديدة، الذي أقيم على مساحة إجمالية تقدر ب 362 هكتارا تم تخصيـص 44 هكتارا منها لبناء تجزئة سكنية (605 منزل متكون من طابقين و164 منزلا متكون من 3 طوابق و7 عمارات كل عمارة سكنية تتكون من 6 طوابق و178 فيلا و13 تجهيزات عمومية و6 تجهيزات ذات ملك خاص و 32 محلا تجاريا).
أما بالجماعة الترابية لأكليم، فقد تم وضع الحجر الأساس لبناء دار الطالبة على مساحة تقدر بـ 1100 متر مربع وبتكلفة إجمالية تفوق مليوني و874 ألف و819 درهم وبطاقة استيعابية تتسع ل 64 مستفيدة.
ويحتوي هذا المشروع على جناح إداري وقاعة متعددة الاختصاصات ومطعم ومستودع ومرقدين (32 مستفيدة) وقاعة للمؤطرين ومرافق صحية، ويندرج في إطار برنامج حماية القاصرين بشمال المغرب الذي كان موضوع اتفاقية شراكة موقعة بتاريخ 4 نونبر 2008 بين إدارة التعاون الوطني ووكالة الأندلس للتعاون الوطني للتنمية.
الطائفة اليهودية بفاس- صفرو – وجدة تحتفل بذكرى بذكرى عيد العرش
نظمت الطائفة اليهودية بفاس – وجدة وصفرو أمس الأربعاء بمركزها "ميمونيد" حفلا بمناسبة تخليد الذكرى 17 لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه الميامين.
وشهد هذا الحفل الذي حضره والي جهة فاس مكناس السيد سعيد زنيبر وعدد من المنتخبين وشخصيات مدنية وعسكرية، مشاركة وفد من المعهد اليهودي العربي "هستدروت" الذي يقوم حاليا بزيارة للمغرب في إطار أنشطته الرامية لتعزيز الحوار بين الثقافات والديانات.
وفي كلمة بالمناسبة، قدم السيد أرموند كيكي رئيس الطائفة اليهودية لفاس ووجدة وصفرو تهانيه الحارة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس متمنيا له السعادة والصحة والنجاح في مهامه النبيلة لخدمة الشعب المغربي والوطن، ملتمسا من والي الجهة رفع عبارات وفائهم وإخلاصهم لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وتشبثهم الدائم بأهذاب العرش العلوي وتعبئتهم المتواصلة وراء جلالته .
وردد الحاضرون إثر ذلك أدعية بالصحة والسعادة والعمر المديد والنصر لصاحب الجلالة وأن يقر الله عينه بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة.
ومن جهته، عبر ممثل وفد المعهد اليهودي العربي (هستدروت) الأستاذ شيمون شتريت عن فرحة أعضاء المعهد الكبيرة بزيارة المملكة المغربية أرض الثقافة و التعايش والتسامح.
وسلط السيد شيمون الضوء على أهم المراحل لتواجد اليهود بالمغرب والدور الحاسم للملوك العلويين في حماية الطائفة اليهودية المغربية والمساهمة الكبيرة للمغرب في البحث عن الحلول لإحلال السلام بمختلف بقاع العالم.
وأعرب عن شكره للدكتور أرموند كيكي الذي أتاح لهم لفرصة للمشاركة في الاحتفال بعيد العرش المجيد، متمنيا لصاحب الجلالة الملك محمد السادس العمر المديد وللمملكة المغربية المزيد من التقدم والازدهار.
سفير المغرب بالأردن يبرز الانجازات التي تحققت في عهد جلالة الملك على مختلف الأصعدة
أبرز سفير صاحب الجلالة لدى المملكة الأردنية الهاشمية، السيد لحسن عبد الخالق، مختلف الإنجازات والإصلاحات التي تحققت في عهد صاحب الجلالة الملك محمد السادس، على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وقال السيد عبد الخالق، في لقاء عقده مع الصحافة، بمناسبة الذكرى السابعة عشر لعيد العرش المجيد، إن جلالة الملك، الذي يواصل مسيرة بناء المغرب الحديث، بتعزيز مساره الديموقراطي وتقوية قدراته لمواجهة ما يعترضه من تحديات داخلية وخارجية، عمل منذ توليه عرش أسلافه المنعمين، على جعل المواطن المغربي في صلب العملية التنموية بأبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ومكنت مبادرات جلالته الإصلاحية من جعل المغرب جديرا بالاحترام على الصعيد الدولي.
وأشار إلى أن دستور 2011، الذي جاء بمبادرة من جلالة الملك، شكل وثبة إصلاحية كبرى بتعزيز البناء الديموقراطي، وترسيخ دولة الحق والقانون والمؤسسات، وتعزيز احترام حقوق الإنسان، وتقوية سلطات البرلمان في التشريع ومراقبة عمل الحكومة، والفصل بين السلطات وتوطيد استقلال السلطة القضائية، وترسيخ مبادئ الحكامة الجيدة وكذا النهوض بأوضاع المرأة.
واعتبر أن المغرب أصبح بذلك مضرب المثل في أجندة الإصلاح المؤسساتي والسياسي في المنطقة العربية ونموذجا للحكمة وبعد النظر في كيفية التعامل مع متطلبات الربيع العربي.
وذكر السفير بأنه في ظل الدستور الجديد، شهد المغرب في شهر شتنبر الماضي تنظيم انتخابات المجالس البلدية والجهوية، في إطار تعزيز التدبير اللامركزي لشؤون الدولة، وانخراط البلاد في تطبيق قانون الجهوية المتقدمة، الذي سيمكن الجهات المغربية من صلاحيات واسعة في تدبير شؤونها.
وأضاف أن المغرب، الذي شهد أيضا في شهر أكتوبر المنصرم انتخاب أعضاء مجلس المستشارين، في صيغته الجديدة، يستعد لإجراء انتخاب أعضاء مجلس النواب في شهر أكتوبر المقبل، بعد إدخال إصلاحات هامة على القوانين الانتخابية، بما يعزز حضور المرأة في المؤسسة التشريعية ويرسخ نزاهة العملية الانتخابية وتوطيد الديمقراطية في البلاد.
وعلى الصعيد الاقتصادي، أكد السفير أن جلالة الملك بادر إلى إطلاق مسيرة تنموية قوامها الاستغلال الأمثل للإمكانيات المتاحة والاستفادة من الموقع الجغرافي للمغرب لجعله نقطة جاذبة للاستثمار وفي صلب اهتمامات كبار الفاعلين الاقتصاديين على المستوى الدولي.
وأوضح أن المغرب حقق، بفضل المبادرات الملكية، تقدما كبيرا في البنيات الأساسية والتجهيزات الكبرى كالموانئ والمطارات والشبكة الطرقية وتطوير النقل السككي والنقل الحضري وتزويد المدن والقرى بالماء الصالح للشرب والكهرباء، بالإضافة إلى تحقيقه لنتائج إيجابية بتنفيذ استراتيجيات قطاعية لتنمية الفلاحة والصناعة والصيد البحري والصناعة التقليدية والسياحة والطاقات المتجددة.
وأشار إلى أن الاستراتيجية الصناعية، انصبت على جلب وتنمية مهن صناعية عالمية، من بينها صناعة الطائرات واستقطاب كبريات الشركات العالمية في صناعة السيارات، مثل شركة (رونو نيسان) و(بوجو ستروين)، لتوطين صناعتها في المغرب، مضيفا أنه بفضل هذه الاستراتيجيات القطاعية تساهم السياحة والصناعة التقليدية في تعزيز النسيج الاقتصادي الوطني بمقومات التنوع ورفد خزينة الدولة بمداخيل من العملة الصعبة.
ومن جهة أخرى، أكد السيد عبد الخالق، أنه واعترافا بمكانة المغرب الدولية، ستحتضن مدينة مراكش ما بين 7 و18 نونبر المقبل الدورة الثانية والعشرين للمؤتمر العالمي حول التغيرات المناخية (كوب 22)، مشيرا إلى أن المغرب انخرط منذ نهاية السنة الماضية في الاستعدادات، لضمان نجاح هذا الحدث الدولي، الذي يرتقب أن يشارك فيه قرابة 30 ألف فاعل من مختلف دول العالم وجعله فرصة لاعتماد آليات تنفيذ اتفاق باريس.
واستعرض أيضا ما تم إنجازه بشأن تطوير العلاقات بين المغرب والأردن في كافة المجالات، تحت القيادة الرشيدة لقائدي البلدين صاحب الجلالة الملك محمد السادس وشقيقه جلالة الملك عبد الله الثاني، مشيرا بهذا الخصوص إلى التوقيع مؤخرا، بمناسبة انعقاد اللجنة العليا المشتركة بين البلدين بالرباط، على 15 اتفاقية ومذكرة تفاهم وبرنامج تنفيذي في قطاعات الصناعة والتجارة والصناعة التقليدية والإعلام والتربية والتعليم والقوى العاملة والمياه ومكافحة التصحر والسياحة والبيئة.
وأشار أيضا إلى تطابق وجهات نظر البلدين الشقيقين بخصوص الموضوعات المطروحة على الساحة العربية والإسلامية والدولية، ومن ذلك تأكيدهما الأهمية القصوى للتصدي لخطر الإرهاب، حيث يتفقان على أن الحرب على الإرهاب والتطرف بكافة صوره وأشكاله هي حرب ضد الذين يستهدفون الإسلام وقيمه السمحة وأن على المجتمع الدولي تكثيف مساعيه لمكافحة الفكر المتطرف والإرهاب أينما وجد ومهما كانت دوافعه وأشكاله، وفق مقاربة شمولية تدمج الأبعاد الأمنية والتنموية والدينية، علما أن قائدي البلدين شددا على أهمية العمل على تعزيز التضامن ووحدة الصف العربي، في ظل التحديات السياسية والأمنية التي تشهدها المنطقة، للتصدي لهذه الآفة الخطيرة التي تهدد أمن دول المنطقة العربية والقارة الإفريقية والعالم.
وأضاف أن الجانبين أكدا كذلك وجوب العمل على تجفيف منابع الإرهاب، وحث العلماء والمفكرين والمثقفين للنهوض بدورهم ومسؤولياتهم للخروج بخطاب ديني وإعلامي، فكري وتنويري، يستند إلى التعاليم الصحيحة للإسلام، وجوهره الحقيقي وسماحته، ويرسخ مبادئ الاعتدال والانفتاح والتسامح والحوار، باعتبار أن ذلك من أفضل السبل للتصدي لتشويه صورة الإسلام والدفاع عن مبادئه وقيمه الإنسانية النبيلة.
وفي ما يخص القضية الفلسطينية، يضيف السيد عبد الخالق، فإن البلدين يتفقان على أهمية تحرك المجتمع الدولي وتكثيف جهوده لإيجاد تسوية شاملة وعادلة على أساس مبادرة السلام العربية وحل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية، لتمكين الشعب الفلسطيني من جميع حقوقه غير القابلة للتصرف، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعلى حدود الرابع من يونيو لعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقا لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
واعتبر أنه تأكيدا لما تحظى به مدينة القدس الشريف من رعاية خاصة من لدن قائدي البلدين، انطلاقا من رئاسة صاحب الجلالة الملك محمد السادس للجنة القدس، التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، والوصاية الهاشمية التي يتولاها جلالة الملك عبد الله الثاني على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، أعرب البلدان الشقيقان عن إدانتهما لسياسة فرض الأمر الواقع التي تعتمدها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في القدس الشريف وجميع ممارساتها غير القانونية التي تسعى إلى تهويد المدينة المقدسة وتغيير وضعها القانوني وطابعها الحضاري وتركيبتها الديموغرافية.
وأضاف أن الجانبين جددا عزمهما الراسخ على مواصلة الدفاع عن المدينة المقدسة وتنسيق تحركهما المشترك لحث المجتمع الدولي على مضاعفة الجهود للتوصل إلى اتفاق شامل وعادل للقضية الفلسطينية وضمنها القدس الشريف.
وعلى صعيد آخر، أكد تنويه المغرب بالمجهود الكبير الذي يقوم به الأردن في استضافة اللاجئين السوريين، وما يتحمله من أعباء وتحديات كبيرة في هذا الشأن، ودعوته المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته وتقديم المساعدات لهذا البلد من أجل مواجهة تلك الأعباء التي تفوق إمكانياته وقدراته.
وتأكيدا لمتانة العلاقات بين البلدين الشقيقين، يضيف السيد عبد الخالق، بادر المغرب بتوجيهات من جلالة الملك محمد السادس إلى إقامة المستشفى الميداني الطبي الجراحي في مخيم الزعتري للاجئين السوريين في محافظة المفرق في 10 غشت 2012، لدعم الجهود المحمودة للمملكة الأردنية الهاشمية في استقبال وإيواء اللاجئين السوريين، ثم تأكيد تضامن المغرب مع الشعب السوري الشقيق في الظروف الصعبة التي يمر بها.
وأبرز في هذا الصدد أن المستشفى، الذي يشرف عليه 120 من الأطر الطبية وشبه الطبية، ويتوفر على 60 سريرا قابلة للزيادة، قدم منذ إنشائه وإلى غاية 20 يوليوز الجاري، أكثر من مليون خدمة طبية للاجئين السوريين، وسلم لهم أدوية بالمجان، فضلا عن الإشراف على إجراء 4 آلاف و840 عملية جراحية، وتوليد 1186 سيدة سورية.
سفير المغرب بالمنامة: المملكة حققت بقيادة صاحب الجلالة تحولا عميقا في مختلف المجالات
أبرز سفير صاحب الجلالة لدى مملكة البحرين، السيد أحمد رشيد خطابي، في حديث أجرته معه صحيفة (الأيام) البحرينية، بمناسبة الذكرى ال17 لعيد العرش المجيد، مختلف المنجزات الرائدة التي حققها المغرب على الصعيدين الداخلي والخارجي، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وأوضح السفير، في هذا الحديث الذي نشرته الصحيفة البحرينية، يوم الأربعاء، أن المغرب حرص منذ استقلاله على نهج خيار الانفتاح وسيادة القانون والتعددية السياسية في وقت كانت فيه جل بلدان العالم الثالث تتهافت نحو نظام "الحزب الواحد" الذي أثبت إفلاسه في مراحل لاحقة.
وأضاف أن هذا الخيار تكرس مع اعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس عرش المملكة، حيث عرف المغرب تحولا عميقا في مختلف المجالات المؤسساتية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، انسجاما مع غنى التنوع الثقافي والثقل التاريخي للأمة المغربية في إطار نظامها الملكي العريق.
وبهذه الإرادة، يقول السفير، يواصل المغرب ترسيخ مرتكزات دولة القانون وفق دستور 2011 الذي نص على مبادئ المشاركة والحكامة لبناء مجتمع متضامن يتمتع فيه الجميع بالأمن والحرية والكرامة والمساواة وتكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية بتلازم بين حقوق وواجبات المواطنة.
وأشار إلى أن الدستور استحدث آليات وطنية لحماية الحقوق والحريات، منها بصفة خاصة المجلس الوطني لحقوق الإنسان الذي يتوزع على 12 جهة بأنحاء المملكة، مشددا على أن المغرب المؤمن بكل اعتزاز بقيمه الروحية وتقاليده الأصيلة "في غنى عن شهادة حسن سيرة في هذا المجال من أي كان، ويرفض الادعاءات المغرضة التي تصدر بشأن حقوق الإنسان من بعض الجهات المعروفة".
ومن جانب آخر، أبرز السيد خطابي حرص المغرب على وضع نموذج تنموي شامل، يأخذ بالاعتبار النهوض بالمستوى المعيشي للمواطنين، علما أن ميزانية الدولة برسم سنة 2016 خصصت نصف الميزانية العامة للقطاعات الاجتماعية.
وأوضح أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أطلقها جلالة الملك منذ 2005 تعتبر قطب الرحى لهذا المسار التنموي الشامل الذي استهدف تقليص الفوارق الاجتماعية والمجالية، علما أن حوالي10 ملايين من المواطنين والمواطنات استفادوا من هذا البرنامج التنموي الذي غير على أرض الواقع ظروف عيشهم ومكنهم من موارد الدخل والحياة الكريمة.
وعلى هدي الرؤية الملكية الطموحة، يردف السفير، وضع المغرب سلسلة من البرامج والمخططات القطاعية كمخطط المغرب الأخضر في المجال الزراعي، ورؤية 2020 لجلب 20 مليون سائح في أفق 2020، والمخطط الصناعي الذي سيرفع مساهمة الصناعة في الناتج المحلي الخام من 14 بالمائة إلى 23 بالمائة، وإحداث صناعات تكنولوجية (السيارات، الطائرات...)، ومخطط الطاقات المتجددة الذي سيغطي 42 في المائة من الطلب على الطاقة في أفق 2020، مما تطلب تعزيز التجهيزات التحتية من مطارات وموانئ وتوسيع شبكة طرق السيارة التي تصل حاليا إلى 1630 كلم على امتداد المملكة.
وبخصوص العلاقات بين المغرب والبحرين، أكد السفير أنها علاقات راسخة، قائمة على الثقة والتقدير المتبادل والتضامن الكامل بخصوص القضايا الوطنية وحماية المصالح السيادية، مبرزا في هذا الإطار، مواقف البحرين الداعمة لمغربية الصحراء ومساندتها للجهود الهادفة لإنهاء هذا النزاع الإقليمي المصطنع والموروث عن مخلفات الحرب الباردة على أساس المبادرة المغربية للحكم الذاتي.
وأوضح السفير أن العلاقات بين المملكتين أصبحت تحظى ببعد دبلوماسي وسياسي استثنائي بفضل التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وأخيه صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، لتعميق الشراكة المثمرة التي تعكس الإرادة القوية في تقاسم الخبرات والاستفادة من الموقع الاستثماري المميز لكلا البلدين. وأشار إلى أن المغرب بفضل السياسات الهيكلية الكبرى التي ينتهجها يعد قوة اقتصادية صاعدة ومفتوحة على ما يزيد عن مليار مستهلك بفضل شبكة الاتفاقيات التفضيلية المبرمة مع الدول والتجمعات (55 اتفاقية) وقطبا واعدا للاستثمار في محيطه الإفريقي، كما أن مملكة البحرين في نطاق أهداف رؤية 2030 الاقتصادية الطموحة تعتبر بلدا فاعلا في الفضاء الخليجي ومركزا ماليا مهما وبوابة استثمارية للأسواق الآسيوية بفضل مناخ أعمال جذاب ومنظومة قانونية مشجعة.
وفي الوقت نفسه، يضيف السيد خطابي، يوجد تنسيق عال بين البلدين لتوحيد الرؤى والمواقف حيال مختلف القضايا الإقليمية والدولية.
وردا على سؤال بشأن الشراكة المغربية الخليجية، أشار سفير صاحب الجلالة لدى مملكة البحرين، إلى أن الزيارة الملكية لمنطقة الخليج في أبريل الماضي تميزت بانعقاد أول قمة بين المغرب ودول مجلس التعاون الخليجي بالرياض، والتي أعطت انطلاقة لشراكة ذات طابع مؤسساتي، شراكة ليست وليدة أوضاع ظرفية خاصة بقدر ما هي امتداد لتعاون وثيق يعود لعقود سابقة، ما أفرز تحالفا استراتجيا لحماية المصالح المشتركة وأمننا الجماعي.
وقال إن خطاب جلالة الملك، بالمناسبة، "دق ناقوس الخطر في ظل ما تواجهه المنطقة من تهديدات خطيرة بفعل الارتدادات العنيفة لما سمي ب(الربيع العربي) الذي أدخلها في اضطرابات أججت فيها الصراعات الطائفية والمذهبية، ورسمت فيها مخططات عدائية ضد وحدة الدول وسلامة أراضيها"، مبرزا أنه لا بديل في المنظور الملكي من مسار اندماجي جاد وتضامن حقيقي، بعيدا عن الشعارات العقيمة لمواجهة هذه التحديات الجسيمة.
وذكر في السياق ذاته، بأن زيارة الأخوة والعمل التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لمملكة البحرين، شهدت التوقيع على ثلاث اتفاقيات تهم المجال الضريبي وتشجيع الاستثمارات، والتعاون في مجال الشأن الديني (البرنامج التنفيذي 2016 - 2018) والتعاون القضائي، وبذلك أصبح رصيد الاتفاقيات 53 اتفاقية بما يعكس الإرادة لإضفاء تنوع أكبر وحيوية أوثق على التعاون الثنائي.
وأبرز التطلع المشترك لولوج قطاعات جديدة من التعاون، فضلا عن الدفع بحركية المبادلات التجارية والاستثمارات التي تتطلب انخراطا قويا وخلاقا للفاعلين الاقتصاديين وتأمين الربط الجوي والبحري.
وأشار السيد خطابي إلى أن العام الجاري عرف ديناميكية غير مسبوقة من حيث عدد الزيارات الرفيعة المتبادلة لشخصيات ووزراء من بينهم وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي، فضلا عن التبادل البرلماني على مستوى رئيسي مجلسي النواب ومجموعة الصداقة البرلمانية المغربية - البحرينية، والتعاون بين الأمانتين البرلمانيتين في إطار تفعيل مذكرة التفاهم الموقعة بين مجلسي النواب.
وجوابا على سؤال حول العمق التضامني والإنساني للدبلوماسية المغربية، شدد السفير على أن التضامن من المحددات الأساسية للعمل الدبلوماسي للمملكة وخاصة في انتمائها العربي، بدءا من القضية الفلسطينية العادلة وقضية القدس الشريف التي يرأس جلالة الملك محمد السادس لجنتها الدائمة المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي.
وتابع أن هذا التوجه يتجسد أيضا على مستوى دول الجنوب وخاصة الإفريقية جنوب الصحراء، من خلال فعل تضامني إرادي ومتواصل لا ينحصر في المساعدات الإنسانية العاجلة جراء الكوارث الطبيعية أو النزاعات المسلحة، بل يمتد لمساهمات ملموسة للتنمية البشرية والنهوض بالإنسان الإفريقي وفق الرؤية الملكية الداعية لتعبئة الجهود الذاتية بروح من التضامن من أجل تحقيق إقلاع تنموي حقيقي للقارة الإفريقية بالاعتماد على القدرات الذاتية، فضلا عن المشاركة الفعالة في عمليات الأمم المتحدة لحفظ الأمن والسلم في مناطق متعددة من العالم.
كما أن المغرب وبنفس الروح التضامنية، يوضح السيد خطابي، لا يدخر جهدا لحماية مصالحه على كافة الواجهات، بما في ذلك البيئة والتغيرات المناخية، حيث يستعد لاحتضان الأطراف المشاركة في الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة بشأن التغيرات المناخية (كوب 22) بمراكش في الفترة ما بين 7 و18 نونبر المقبل.
وعززت صحيفة (الأيام) حديثها مع السفير المغربي الذي نشرته في صفحة كاملة، بصورة لعاهلي البلدين خلال الزيارة الملكية الأخيرة لمملكة البحرين، وصور لمواقع أثرية وتاريخية ومعالم دينية وأوراش حرفية بالمغرب.
المغرب يشهد في عهد جلالة الملك نهضة كبيرة شملت مختلف المجالات
كتبت صحيفة (الأيام) الفلسطينية، أن ثمة نهضة كبيرة دبت في الحياة المغربية على مدى يزيد على خمسة عشر سنة، وبدأت نتائجها الأولية تظهر قوية في المشهد المغربي في كل المجالات والأوجه.
وذكرت اليومية الفلسطينية، في مقال للكاتب الصحفي، عبد المجيد سويلم، نشرته في عددها يوم الخميس، بعنوان "ما الذي يقف وراء نهضة المغرب الجديدة؟"، أن هذه النهضة الجديدة، بدأت بذورها مع السنوات الأولى في عهد صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي أبدى رغبة قوية للنهوض والاستنهاض الوطني بعزيمة لا تعرف التردد وبإرادة الإقدام على مواجهة التحديات.
وأبرز كاتب المقال، في هذا الصدد، تميز التجربة المغربية ونجاحها في تأمين أعلى درجة من الاستقرار السياسي، معتبرا المغرب البلد الوحيد الذي اختار الشراكة الوطنية بين مختلف المكونات السياسية، عن طواعية وبوعي وإيمان راسخ بالأهمية الإستراتيجية لهذا النهج.
وأكد أن الإرادة الوطنية الحرة والمستقلة هي التي أوصلت المكونات السياسية في المغرب إلى أهمية هذه الشراكة، خصوصا وأن العالم العربي والإسلامي تعرض لهزات عنيفة في ضوء دخوله في مرحلة ما يسمى بـ "الربيع العربي".
وأوضح، في هذا السياق، أن المغرب استطاع أن يجتاز هذا الامتحان (الربيع العربي) بدرجة من التفوق والامتياز، وذلك بترسيخ الشراكة الوطنية التي لا تلغي الآخر وتترك له الهوامش الوطنية والديمقراطية الكافية للحفاظ على نهجه المستقل من جهة، والحفاظ على مركزية ومحورية الشراكة الوطنية من جهة أ خرى، مضيفا أن الحالة المغربية "هي الحالة العربية الوحيدة التي لا تجد أطراف الشراكة فيها قيدا على الاستقلالية ولا تجد في الاستقلالية قيدا على الشراكة".
وأضاف أن نجاح هذه التجربة بالذات، يعتبر بكل المقاييس النموذج الأول لتحمل واقتسام الأعباء والمسؤوليات بدلا من نظام اقتسام الحصص والمنافع والامتيازات.
وعلى صعيد آخر، استعرض كاتب المقال أبرز المشاريع الوطنية الكبرى الاستراتيجية التي يشهدها المغرب، والمبادرات الاقتصادية الصناعية والزراعية والسياحية والخدمية التي تدعم نجاح هذه المشاريع وترفع مستوى حياة المواطنين المغاربة.
وأكد، في هذا الإطار، أن المغرب، نجح في إبرام عهد جديد وعقد جديد للشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص، حيث أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس شخصيا على الالتزامات المتبادلة بين القطاعين لهذه الشراكة الإستراتيجية المستدامة، مشيرا إلى أن الدولة المغربية أقرت عقدا اقتصاديا تحولت بموجبه هذه الشراكة إلى سياسة وطنية ثابتة ومفتاحية بمفهوم التنمية الوطنية.
وأبرز أنه تم، في هذا الإطار، إطلاق مبادرات وطنية كبرى، مثل مخطط المغرب الأخضر، والإقلاع الصناعي، ومشاريع تنموية في المنطقة الشمالية، وكذا في الصحراء، إضافة إلى الاشتراك الواسع والشراكة الشاملة ما بين الجذب الاستثماري الخارجي والرأسمال الوطني، والمساهمة الفاعلة من الدولة، إلى جانب عشرات الصناديق ذات الطابع التعاوني والإنمائي المتوسط والصغير.
وأشار أيضا إلى التقدم الهائل في مشاريع التنمية الزراعية، والخطط والبرامج التي تم وضعها في مجال الإقلاع الصناعي، خاصة منها الصناعات العالمية مثل صناعات السيارات والبترو- كيميائية، والدواء، والصناعات التكنولوجية، وكذلك الصناعات التكميلية والغذائية في مختلف المجالات.
وأضاف، من جهة أخرى، أن المغرب، يعيش أوراشا وطنية عملاقة لتحويل البنيات التحتية، من طرق وسكك حديدية ومطارات وموانئ، إلى منطلق للمنافسة الدولية، مشيرا إلى القطار الفائق السرعة الذي يربط شمال المغرب بوسطه، والمشروع الأورو- متوسطي الذي ساهم في تنمية الشمال، والميناء المتوسطي الذي تحول إلى مركز خدمي كبير.
وتطرق أيضا إلى الموارد المالية الضخمة التي رصدت لتنمية منطقة الصحراء المغربية، والتي فاقت في السنوات الأخيرة 14 مليار درهم، إضافة إلى أكبر مشروع للطاقة الشمسية في العالم، ومشاريع أخرى عملاقة يجري الإعداد لإطلاقها على مستوى النقل البحري وفي المجال السياحي.
وبخصوص مجال الإصلاح الديني، فقد اعتبره كاتب المقال بالنموذجي بكل المقاييس، وقال إن في المغرب ثورة ضد التطرف والتزمت والتشدد، والتوجه بكل عزم وإرادة نحو قيم التسامح والوسطية والإخاء والابتعاد عن استخدام وتوظيف الدين في الصراعات السياسية والنأي به عن الصراع الإيديولوجي، مضيفا أنه في المغرب يعاد النظر في الخطاب الديني بما يحمي النسيج الوطني، ويعزز ثقافة التنوع والاختلاف والحق في الاختلاف على قاعدة دستورية وديمقراطية متسامحة.
وأضاف أن المغرب تحول اليوم إلى نموذج يعول عليه في البعثات الدعوية لكل أنحاء العالم، وخاصة في أوروبا وإفريقيا، مشيرا في هذا الصدد إلى أنه في الآونة الأخيرة شكلت "رابطة العلماء الأفارقة" قاعدة وأساس قوة هذا النموذج.
وأبرز، من جانب آخر، دلالات الاحتفال بذكرى عيد العرش المجيد (30 يوليوز)، مشيرا إلى "أن أهل المغرب اعتاد الاحتفال بهذه الأعياد على المستويات الرسمية والوطنية والشعبية، في شيء فريد في الواقع العربي وهو حب المغاربة لملوكهم والاحتفاء الحقيقي بهم".
الطائفة اليهودية بمراكش تحتفل بذكرى عيد العرش المجيد
بمناسبة الذكرى السابعة عشرة لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه الميامين، أقامت الطائفة اليهودية بمراكش، مساء يوم الأربعاء بالمسرح الملكي بالمدينة الحمراء، حفلا للتعبير عن ولائها وإخلاصها لجلالة الملك بحلول هذه المناسبة المجيدة.
وأوضح رئيس الطائفة اليهودية بمراكش والصويرة السيد جاك كادوش، أن الطائفة اليهودية بمراكش تتشرف بهذه المناسبة العزيزة، بتقديم أحر تهانئها ومتمنياتها بالسعادة والصحة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، ومتمنياتها بالتوفيق في مهام جلالته النبيلة، وذلك لما فيه خير الشعب المغربي ومن أجل ازدهار هذا البلد السعيد.
وفي هذا الصدد، أكد السيد كادوش أن 30 يوليوز التي تحفل بدلالات كبيرة لدى الشعب المغربي، هي أيضا مناسبة تعكس مدى الارتباط الوثيق القائم بين الشعب المغربي والعرش العلوي، الذي يرمز الى وحدة هذه الأمة والثقة في مستقبل يستجيب لآمال المغاربة للعيش في تقدم وازدهار وأمن وكرامة.
وأشار الى أن الطائفة اليهودية بمختلف مكوناتها، متشبثة بوطنها المغرب، وتسعى الى أن تكون صلة وصل وعنصرا للانفتاح والحوار من أجل السلام، مبرزا أن أزيد من مليون يهودي لم يقطعوا قط صلتهم بمجتمعهم وبوطنهم الأصلي، الذي يعودون اليه بشكل منتظم، يحفزهم في ذلك حبهم القوي لهذا الوطن.
وأضاف أن المغرب يمضي قدما وبحزم، تحت القيادة النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، في مساره نحو التنمية والتقدم، لكي يمنح للشعب المغربي حياة مليئة بالكرامة والأمل، التي تتحقق يوما بعد يوم.
حضر هذا الحفل على الخصوص والي جهة مراكش آسفي السيد عبد الفتاح البجيوي، ورئيس المجلس الجهوي لمراكش آسفي السيد أحمد اخشيشن، ورئيس المجلس الحضري لمراكش السيد محمد العربي بلقايد، ورئيسة مجلس عمالة مراكش السيدة جميلة عفيف، بالاضافة الى شخصيات أخرى مدنية وعسكرية ومنتخبين وممثلي الطائفة اليهودية بالمغرب.
عيد العرش تجسيد لمدى ما يربط بين العرش والشعب من اواصر الولاء والبيعة والتلاحم العميق
أكد السيد عبد القادر الاشهب سفير المغرب بالفيدرالية الروسية أن احتفال الشعب المغربي في 30 يوليوز الجاري بالذكرى ال 17 لاعتلاء جلالة الملك محمد السادس العرش تكتسي أهمية خاصة ودلالات عميقة بالنسبة لجميع مكونات المجتمع المغربي حيث تجسد مدى ما يربط بين العرش والشعب من أواصر الولاء والبيعة والتلاحم العميق.
وأضاف السيد الاشهب في حديث لوكالة الانباء الروسية ريا نوفوستي أن ذكرى عيد العرش لها رمزية كبرى تتجسد في تجديد البيعة بين العرش والشعب، وفي الترابط بين كافة مكونات المجتمع المغربي لبناء مغرب قوي متشبث بمبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان ومنخرط في قيم التقدم والحداثة .
وذكر السيد الاشهب وهو ايضا عميد السلك الديبلوماسي العربي في موسكو أنه منذ تولي جلالة الملك العرش عرف المغرب تحولات عميقة بفضل الاوراش العديدة الهادفة إلى إقرار إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية عميقة في إطار مقاربة تشاركية .
وأوضح أن هذه الأوراش همت جميع القطاعات إذ في مجال الحريات وتدبير الشأن العام تم إحداث هيئة الإنصاف والمصالحة كآلية للعدالة الانتقالية، وإحداث المجلس الوطني لحقوق الإنسان، وفي المجال الاجتماعي، تم إطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وإصدار مدونة الأسرة.
وأضاف أنه على المستوى الاقتصادي تمت إعطاء الانطلاقة للعديد من الأوراش المهيكلة، بما فيها مخطط المغرب الأخضر للنهوض بالقطاع الزراعي ومخطط أليوتيس لتأهيل الصيد البحري، والمخطط الأزرق لتطوير السياحة في افق استقطاب 20 مليون سائح على المدى القصير والمغرب الرقمي ومخطط إقلاع في المجال الصناعي وهي المشاريع التي كان لها بالغ الأثر في الدفع بعجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمغرب الذي أصبح نموذجه التنموي مثالا يحتذى بين دول المنطقة .
وأبرز السيد الاشهب كون المغرب شكل استثناء في المنطقة بحفاظه على استقراره نظرا للدور المحوري للمؤسسة الملكية التي بادرت بالاستجابة لنبض الشارع وكذا لكونه كان قد باشر إصلاحات معمقة سنوات قبل حراك ما يسمى بالربيع العربي.
وقال إن تجربة المغرب إبان هذه الفترة مكنته من تعميق الاسس الديمقراطية للبلاد وتسريع وتيرة الاصلاحات بتوافق تام بين الملك والقوى الشعبية والسياسية والفكرية في البلاد، التي تجمعها النظرة المستقبلية والرغبة في تحقيق مزيد من التقدم والنمو .
وذكر في هذا الخصوص بتبني دستور جديد العام 2011 من بين أهم ملامحه إعطاء الحكومة صلاحيات واسعة في تدبير الشأن العام وإقرار رقابة برلمانية ناجعة للأداء الحكومي، مع تكريس مبدأ استقلال القضاء والتعدد الثقافي المغربي بكل مكوناته العربية الإسلامية والأمازيغية والحسانية في إطار دولة الحق والقانون.
وأكد السيد الاشهب أن كل هذه الإصلاحات جعلت من المغرب نموذجا على الصعيد الإقليمي، باعتباره بلدا ينعم بالاستقرار ويوفر إمكانيات مواتية للاستثمار وبالمناخ السياسي والاقتصادي الملائم رغم الظرفية الاقتصادية العالمية الصعبة، ومكنته من أن يلعب دورا رائدا في محيطه الإقليمي والدولي، وهو ما يتجسد من خلال إسهامه المحوري في إيجاد الحلول للعديد من الازمات التي تواجهها دول المنطقة .
وأوضح من جانب آخر أنه في الوقت الذي تكتوي فيه العديد من بلدان العالم بلهيب الإرهاب والتطرف الديني، فان المقاربة المغربية في مواجهة هذا التهديد أثبتت نجاعتها وجعلت من المملكة نموذجا فريدا في التصدي لهذه الآفة، وذلك بفضل استراتيجية شمولية محكمة تتعدى الاجراءات الأمنية الاستباقية الفعالة الى الجوانب المتعلقة بالتنمية السوسيو اقتصادية بفضل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وكذا الجهود الرائدة في مجال إصلاح الحقل الديني.
وأضاف أن سياسة المغرب في المجال الديني ولتحصينه من التطرف قد امتدت إلى تأهيل المغرب لأئمة في دول إفريقية عديدة بطلب منها من بينها ليبيا ومالي والسنغال وغينيا والكوت ديفوار والغابون وغيرها .
واشار الى أن التعاون المغربي الروسي في مجال مكافحة الارهاب شكل أحد المحاور الهامة في العلاقات بين البلدين مذكرا بالتوقيع خلال زيارة جلالة الملك الاخيرة الى روسيا على إعلان مشترك بين البلدين في هذا الصدد .
واضاف السفير أنه من منطلق إيمانه بمبدأ التضامن الدولي جعل المغرب من بين أولوياته على مستوى سياسته الخارجية، دعم التعاون جنوب-جنوب، خاصة مع الدول الإفريقية. ويعكس هذا التضامن، الالتزام الراسخ لجلالة الملك اتجاه افريقيا، والذي تجسد من خلال الزيارات التي قام بها جلالته للعديد من البلدان الإفريقية وكذا اتفاقيات التعاون المبرمة من أجل إفريقيا قادرة على النهوض بنفسها وعلى رفع تحديات التنمية.
وأكد أن هذه العلاقة بين المغرب وإفريقيا أضحت مرجعا من خلال التركيز على محاربة الفقر، وكذا النهوض بمساهمة المقاولات العمومية والخاصة المغربية في تنمية بلدان هذه المنطقة، حيث ينخرط القطاع الخاص والمؤسسات البنكية المغربية بدورهما على نطاق واسع في هذا المجهود من خلال الاستثمار والخبرة اللذين تقدمهما لتعزيز القدرات الداخلية للشركاء الأفارقة لبلوغ نمو اقتصادي مستدام .
وذكر باختيار المجتمع الدولي لمدينة مراكش لاحتضان مؤتمر الأمم المتحدة حول المناخ (كوب 22) المزمع عقده ما بين 7 و18 نونبر المقبل والذي يبرز المكانة المميزة لسياسات المغرب في مجال البيئة وكبلد رائد على المستوى العالمي في ما يخص إنتاج الطاقات المتجددة .
وأبرز من جهة أخرى متانة العلاقات التي تجمع بين المملكة المغربية وجمهورية روسيا الاتحادية والتي تميزت هذه السنة بالزيارة الملكية لروسيا في 15 و 16 مارس الماضي والتي فتحت عهدا جديدا عبر إقرار شراكة إستراتيجية معمقة بين البلدين تروم إرساء دعائم جديدة للتعاون الثنائي المثمر.
واضاف السيد الاشهب أن إعلان الشراكة الإستراتيجية المعمقة شكل خارطة طريق حقيقية للدفع بمستوى التعاون المثمر في قطاعات الاستثمار والتجارة والفلاحة والصناعة والسياحة والطاقة الى غيرها من الميادين ذات الاهتمام المشترك، مذكرا بأن هذه الزيارة توجت بالتوقيع على 16 اتفاقية ومذكرة تفاهم .
وقال إن المرحلة الحالية للعلاقات التجارية والاقتصادية بين المغرب وروسيا تتميز بارتفاع ثابت لحجم التبادل التجاري إذ وصل السنة الماضية الى 5ر2 مليار دولار، ويعتبر بذلك المغرب ثاني شريك تجاري لروسيا في افريقيا والعالم العربي .
وتصدر روسيا الى المغرب بشكل أساسي المواد الخام (النفط والحديد والكبريت) والحبوب إضافة للصفائح المعدنية والمواد الكيمياوية والاسمدة والاخشاب، كما تحتل روسيا منذ العام 1988 المركز الثاني (بعد الاتحاد الاوربي) بين مستهلكي المنتجات الفلاحية المغربية وبالخصوص الحوامض والطماطم، وتمثل المنتوجات الفلاحية 85 في المائة من قيمة صادرات المواد الغذائية الموجهة لروسيا .
وأضاف أنه بخصوص الصادرات المغربية من الخضر والفواكه فإن أهم ما يصدر منها نحو روسيا هي الحوامض والطماطم والبطاطس، وعرفت هذه المنتوجات نموا مستمرا من سنة 2009 إلى 2015 .
كما ارتفعت صادرات المغرب من الطماطم نحو السوق الروسي، حيث بلغت أربعة أضعاف الكمية المصدرة بين 2009 و2015، وارتفعت الصادرات الموجهة إلى روسيا ب 10 في المائة من إجمالي صادرات هذا المنتوج .
كما تطورت العلاقة بين الشركات الروسية والمغربية حيث تعمل في مجال التنقيب الجيولوجي في المغرب مجموعة من الشركات الروسية، حيث أن الجهود المبذولة حاليا تنصب على استكشاف فرص جديدة كتكنولوجيات الاتصالات والبحث العلمي والتقني والمسح الفضائي ومجال الفضاء واستخداماته العلمية والتكنولوجية والاقتصادية فضلا عن المشاريع الكبرى التي تهم الهندسة المدنية والتجهيز والطاقة والمعادن والفلاحة والسياحة .
وذكر السفير في هذا السياق بالزيارة التي نظمها الاسبوع الماضي المركز المغربي لانعاش الصادرات الى موسكو وسان بترسبورغ وايكاتيرينبورغ بمشاركة 13 شركة في مختلف القطاعات، والتي مكنت من تحديد فرص ملموسة للتبادل في مجالات مثل النسيج، والصناعات الجلدية والاحذية.
وأضاف أن الاجتماع الأول لفريق العمل في مجال الطاقة الذي عقد في موسكو يومي 19 و20 يوليوز الجاري مكن من الاتفاق حول خارطة طريق محددة لتطوير التعاون الطاقي في مجالات الغاز الطبيعي والنفط والكهرباء والطاقات المتجددة. ونفس الشيء ينطبق كذلك على فريق العمل في المجال الصناعي الذي عقد أول اجتماع له بالرباط في يونيو المنصرم، والذي تبنى خارطة طريق لتطوير التعاون في هذا المجال .
وقال إن ملتقى رجال الأعمال الذي سيعقد في الدار البيضاء مطلع أكتوبر المقبل سيشكل فرصة سانحة أخرى لبلورة هذا التوجه الرامي الى تنويع و تعميق المبادلات الاقصادية و الرقي بها الى مستوى العلاقات السياسية الجيدة التي تربط بين البلدين .
إقليم سيدي إفني .. زيارات تفقدية لعدد من المشاريع التنموية بمناسبة عيد العرش
قام عامل إقليم سيدي إفني، السيد صالح دحا، يوم الأربعاء، بزيارات تفقدية للاطلاع على سير مجموعة من الأوراش والمشاريع التنموية بالمناطق التابعة لنفوذ الإقليم، وذلك بمناسبة الذكرى السابعة عشر لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه المنعمين.
فبجماعة مير اللفت، تفقد السيد داحا ورش مشروع توسعة وتثنية الطريق الرابطة بين الطريق الجهوية رقم 104 وحي امنتركا، وورش مشروع بناء الملتقى الطرقي على الطريق الجهوية 104 بالقرب من مدخل شاطئ امنتركا، وكذا مشروع بناء الطريق الرابط بين تغيت ومير اللفت عبر تزايفت وتغراتين.
وبجماعة تيوغزة، اطلع السيد داحا على سير أشغال مشروع الحماية من الفيضانات، فيما وقف بجماعة تنكرفا على سير أشغال مشروع تزويد 6 دواوير بمنطقة تمونت بالماء الصالح للشرب.
وبجماعة مستي، قام عامل الإقليم بزيارة تفقدية لسد أبو عشرة والذي تم إنجازه في إطار مشروع الحماية من الفيضانات.
ومن المنتظر أن يعطي عامل إقليم سيدي إفني على مدى يومي غد الخميس وبعد غد الجمعة، انطلاقة أشغال مجموعة من المشاريع على مستوى مدينة الاخصاص، ولاسيما بجماعات سيدي عبد الله أوبلعيد، والجماعة القروية آيت الرخا، وجماعة بوطروش، إضافة إلى زيارات لأوراش تنموية بالإقليم.
نقلة نوعية للمشاريع المهيكلة في الوسط الحضري بمدينة المحمدية في سنة 2016
تشهد مدينة المحمدية، بمناسبة الذكرى السابعة عشر لعيد العرش المجيد، نقلة نوعية للمشاريع المهيكلة على المستوى الحضري منها ما تم إنجازه خلال هذه السنة ومنها ما هو في إطار الإنجاز .
وترمي هذه المشاريع، بحسب السلطات العمومية، إلى تحقيق عدد من الأهداف منا أساسا توسعة الفضاءات الاجتماعية لفائدة الساكنة، وإنجاز منافذ وولوجيات نحو المدينة بهدف التخفيف من الازدحام الذي أصبح يعرفه الوسط الحضري، خاصة في فترة الصيف والعطل الموسمية.
ومن بين المشاريع التي تم إنجازها أو توجد في طور الإنجاز خلال هذا العام مشروع بناء منشأة فنية على الواد المالح تربط بين شارع محمد الخامس على مستوى البدالين الشرقي والغربي للطريق السيار لتخفيف الازدحام على شارع الحسن الثاني وضمان الربط المباشر بالمنطقة الصناعية وبالمحطة اللوجستيكية والمنطقة العليا من المدينة (العالية).
وتبلغ القيمة الإجمالية لهذا المشروع المتوقع إنجازه خلال مدة 24 شهرا 92 مليون درهم منها 80 مليون درهم بمساهمة الجماعة المحلية والمديرية العامة للجماعات المحلية والمجلس الإقليمي.
ويجري الإعداد ، في نفس الوقت، لإطلاق مشروع تهيئة "طريق الإيطاليين" و"حي البتروليين" بغلاف مالي قدره 20 مليون درهم من تمويل المجلس الإقليمي ، فيما تم خلال السنة الجارية إنجاز مشروع توسعة الطريق الجهوية 322 بمبلغ 8ر19 مليون درهم بمساهمة كل من العمالة والمجلس الجماعي ، بالإضافة إلى إنهاء إنجاز ترصيف الطريق الجهوية 322 الربطة بالطريق الوطنية رقم 9 بمبلغ 5ر4 مليون درهم من تمويل عمالة المحمدية، علاوة على تثنية الطريق الوطنية رقم 9 التي كلفت 56 مليون درهم.
ويجري ، بحسب مصادر السلطات العمومية بالمحمدية، البحث عن مصادر لتمويل إنجاز مشروع طريق بدال ببني يخلف على التقاطع الرابط بين الطريق الجهوية رقم 313 والطريق السيار الدار البيضاء - الرباط، بغلاف مالي قدره 125 مليون درهم. كما تم الانتهاء هذه السنة من تهيئة مشرع ترصيف شارع الحسن الثاني مع إعداد موقف للسيارات على مساحة كيلومترين، وذلك بغلاف مالي قدره خمسة ملايين و400 ألف رهم .
ومن بين المشاريع الكبرى المهيكلة التي تم الانتهاء من إنجازها يوجد مشروع مركز الرياضات بقيمة 27 مليون درهم تحت إشراف وزارة الشباب والرياضة ، بينما يجري الإعداد لدراسة مشروع إنجاز ملعب كرة القدم معشوشب على مساحة أربعة آلاف متر مربع مع ممر بطول 450 متر من ثماني مسارات وبناية للاستقبال على مساحة 320 متر مربع بالإضافة إلى تجهيزات مرافقة.
وتنضاف إلى هذه المشاريع والإنجازات بعمالة مدينة المحمدية، مشروع المخيم الصيفي الذي بلغت نسبة إنجاز الشطر الأول منه 75 في المائة ، ويتكون هذا الشطر من مرفقين للنوم ومن ملعبين للرياضات المتنوعة ومطعم وإدارة ومستودعات. وتبلغ القيمة الإجمالية لهذا الشطر الذي تموله وزارة الشباب والرياضة ستة ملايين درهم.
ويتضمن الشطر الثاني من هذا المشروع، الذي يوجد في طور الدراسة ، مسبحا نصف أولمبي وخمسة أوراش وممرا للسيارات، وتقدر قيمته الإجمالية ب 7ر6 مليون درهم.
وإلى جانب ذلك ، وضعت السلطات العمومية نصب أعينها هذه السنة إنشاء سوق أسبوعي بين جماعاتي على مساحة 5ر11 هكتار بتراب الجماعة القروية سيدي موسى المجذوب بحيث ستنطلق أشغاله في النصف الثاني من السنة الجارية بشراكة مع كل من المديرية العامة للجماعات المحلية وجماعة سيدي موسى المجذوب وجماعة بني يخلف.
كما تم تخصيص مساحة 120 هكتار لموقع غابوي ترفيهي بقيمة إجمالية قدرها 18 مليون و600 ألف درهم حوالي 70 في المائة منها من تمويل المديرية العامة للجماعات المحلية . وتشتمل مرافق هذا الموقع، والتي تم الانتهاء من إنجاز أشغالها، على ممرات وملاعب رياضية وأسوار محيطية وأماكن للحراسة وبرج المراقبة وألواح معدنية للتشوير والمعلومات ومساحات للعب ومرافق صحية و150 مائدة بكراسي خشبية ومواقف للسيارات ، بينما توجد كل من قاعة المقهى ومطعم وقاعة للصلاة في طور الإنجاز.
وتشمل هذه المشاريع المهيكلة تهيئة ساحل المحمدية (الكورنيش)، والذي شرع في إنجاز الشطر الأول منه وتبلغ قيمته المالية 70 مليون درهم من أصل الغلاف المالي الإجمالي للمشرع وقدره 200 مليون من تمويل المديرة العامة للجماعات المحلية والمجلس الجماعي ومجلس العمالة. وتمتد عملية الإنجاز الشامل على مدى ثلاث سنوات.
ويتضمن هذا المشروع مرافق صحية ودوشات وغسالات القدمين وفضاءات للعب والفرجة ومنتزهات وممرات نحو الشاطئ وأبراج المراقبة ومراكز للأمن ومنافذ للماء والتدخل السريع للإنقاذ.
ويوجد ،وفق نفس المصدر، مشروع بناء قنطرة فلسطين قيد الدراسة. وتربط هذه القنطرة بين جماعة المحمدية وجماعة بني يخلف على الطريق السيار ويبلغ طولها 24 متر وتكلفتها 60 مليون درهم. كما تشمل هذه المشاريع إعادة تأهيل الأحياء ناقصة التجهيزات بإنشاء فضاءات للتنشيط والقرب والرياضة والترفيه بكل من حي النهضة ورياض السلام.
ويوجد مشروع بناء مدينة زناتة، الذي سبق لجلالة الملك محمد السادس أن أعطى انطلاقته قبل بضع سنوات، على رأس اهتمامات التعمير بإقليم المحمدية، بحيث يتوقع أن يصل تعداد سكان هذه المدينة الفتية في أفق سنة 2030 حوالي 300 ألف نسمة.
ويشتمل هذا المشروع على قطب صحي مندمج بعشر هكتارات وقطب تربوي على مساحة 20 هكتارا وقطب اقتصادي( 25 هكتار) ومنطقة صناعة ( 80 هكتار) ومنطقة لإعادة الإسكان (140 هكتار). ويرتقب أن يخلق هذا المشروع مائة ألف منصب شغل.
كما انطلق في سنة 2016 مشروع إنجاز رصيف لغاز البترول المسال بميناء المحمدية،على مدى ثلاثين شهرا، وهو المشروع الذي تصل تكلفته المالية إلى 322 مليون درهم .
الزيارة الملكية للهند.. نقطة تحول مهمة تمهد الطريق نحو شراكة استراتيجية أكثر نجاعة بين البلدين
تشكل الزيارة التاريخية التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للهند في أكتوبر الماضي، من أجل حضور أعمال القمة الثالثة لمنتدى "الهند-إفريقيا 2015"، نقطة تحول مهمة تمهد الطريق نحو شراكة استراتيجية أكثر نجاعة ومتانة بين المغرب والهند.
وتعكس هذه الزيارة، الرغبة الملكية في تعزيز التعاون الثلاثي بين المغرب والهند وإفريقيا، باعتباره الآلية المثلى التي بإمكانها تحسين ظروف عيش شعوب المنطقة، والركيزة الأساسية للتعاون جنوب–جنوب، الذي يعد مسألة استراتيجية بالنسبة للمملكة في سعيها الدائم نحو مبادرات من هذا النوع.
كما تندرج هذه المبادرة في سياق التوجهات الاستراتيجية لجلالة الملك محمد السادس، الهادفة إلى الارتقاء بعلاقات التعاون السياسي والاقتصادي التي تجمع المغرب بالهند وعدد من بلدان القارة الإفريقية، إلى مستوى شراكة شاملة وناجعة على مختلف المستويات.
ومن هنا يأتي تأكيد جلالة الملك محمد السادس، في خطابه السامي أمام القمة المغربية – الخليجية بالرياض، على ضرورة التوجه نحو إطلاق شراكات استراتيجية مع بلدان كالهند والصين وروسيا، في إطار سعي المملكة الحثيث إلى البحث عن شركاء جدد والانفتاح على مجالات سياسية جديدة وآفاق اقتصادية أخرى.
وفي هذا الصدد، اعتبر الصحفي الهندي، رودرونيل غوش، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بنيودلهي، أن زيارة جلالة الملك محمد السادس للهند، بمناسبة انعقاد القمة الثالثة لمنتدى "الهند - إفريقيا 2015"، من شأنها الدفع قدما بالعلاقات المغربية-الهندية وبالشراكة الهندية-الإفريقية على حد سواء.
وأكد الصحفي الهندي أن الزيارة الملكية التاريخية لنيودلهي تشكل كذلك منعطفا مهما سيساهم في إعطاء دفعة قوية لتعزيز مسار العلاقات المغربية-الهندية، كما يؤكد على الرغبة في الارتقاء بهذه العلاقات إلى مستوى شراكة استراتيجية عميقة بين البلدين في جميع المجالات.
وأبرز غوش أن المشاركة "المتميزة" لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في أعمال القمة الثالثة لمنتدى الهند – إفريقيا 2015، تعد بمثابة نقطة تحول أساسية من شأنها تفعيل الدينامية الجديدة بين المغرب والهند، كما أنها تعكس أهمية الدور الذي طالما اضطلع به المغرب من أجل تطوير القارة السمراء واندماجها والذود عن وحدتها.
وأشار إلى أن المحادثات التي أجراها جلالة الملك محمد السادس مع الوزير الأول الهندي ناريندرا مودي، على هامش أشعال القمة، كرست هذا المنحى بشكل واضح، حيث أفضت إلى إحداث لجنة عمل مكلفة ببحث المشاريع التي من شأنها إعطاء دينامية جديدة للتعاون المغربي-الهندي.
كما سجل غوش الدفعة القوية التي شهدتها العلاقات الثنائية على إثر الزيارة المهمة التي قام بها للمغرب نائب الرئيس الهندي، محمد حامد أنصاري، على رأس وفد مهم يضم أعضاء من الحكومة والبرلمان الهنديين، في الفترة الممتدة من 30 ماي إلى فاتح يونيو المنصرمين، والتي ناقش خلالها مع المسؤولين المغاربة سبل تطوير هذه العلاقة المتميزة على المستوى التجاري، وتوسيعها لتشمل مجالات أخرى مثل مكافحة الإرهاب والتعاون في المجالات الاجتماعية والثقافية.
وأبرز الصحفي الهندي أن هذه الزيارة توجت بتوقيع البلدين على مذكرة تفاهم بين الأكاديمية المغربية للدراسات الدبلوماسية والمعهد الهندي للخدمات الخارجية وعلى برنامج للتبادل الثقافي للفترة 2016-2019، كما عرفت الإطلاق الرسمي لغرفة مغربية - هندية للتجارة والصناعة بالرباط كبنية موجهة للنهوض بالمبادلات والتعاون بين البلدين، وقفزة جديدة في مسار العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
واعتبر الصحفي الهندي أن المغرب يمثل بالنسبة للهند نقطة ارتكاز استراتيجية للتجارة الدولية بمخطط نمو طموح واقتصاد ينمو في السوق العالمية وقرب جغرافي من أوروبا تشجع على الربط بين إفريقيا وأمريكا وآسيا. وتنهل الشراكة الاستراتيجية المرتقبة بين نيودلهي والرباط من التاريخ العريق للبلدين، وتطابق مواقفهما بشأن العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك على المستويين الثنائي ومتعدد الأطراف، المتمثلة على الخصوص في إصلاح منظمة الأمم المتحدة وتكريس دورها في إرساء السلم والأمن العالميين، ومحاربة الإرهاب، والتسوية السلمية للنزاعات وغيرها.
إن المؤهلات التي يتوفر عليها المغرب، بفضل استقراره السياسي ونموه الاقتصادي وموارده البشرية المؤهلة وحضوره الفعال، لاسيما في منطقة غرب إفريقيا الناطقة بالفرنسية، تجعل من المملكة قاعدة مهمة وبوابة مثالية بالنسبة للمقاولات الهندية لولوج الأسواق الإفريقية الواعدة.
ويمكن القول إن المغرب والهند شرعا، منذ الزيارة الملكية الأخيرة، في التأسيس لشراكة استراتيجية نموذجية، تروم تطوير العلاقات الثنائية، عبر الاستفادة من المؤهلات التقنية والبشرية والموقع الجيو-استراتيجي للبلدين، من أجل بناء مستقبل أفضل لشعبين البلدين.
تجدر الإشارة إلى أنه، منذ اعتلاء جلالة الملك محمد السادس عرش المملكة، شهدت العلاقات بين المغرب والهند تطورا ملحوظا على المستويات السياسية والاقتصادية والتجارية، ساهم في إرسائها الزيارة الرسمية التي قام بها جلالة الملك للهند في عام 2001 وتلك التي قام بها الوزير الأول الهندي الأسبق أتال بيهاري فاجبايي للمغرب في عام 1999.
تدشين وإعطاء انطلاقة مشاريع تنموية في عمالة أكادير إداوتنان بمناسبة عيد العرش
أشرفت السيدة زينب العدوي، والي جهة سوس ماسة عامل عمالة أكادير إداوتنان، يوم الثلاثاء، على تدشين وإعطاء الانطلاقة لعدد من المشاريع التنموية الموزعة على المجال الترابي للعمالة، وذلك بمناسبة تخليد الذكرى 17 لعيد العرش.
وفي هذا السياق، أشرفت السيدة العدوي على إعطاء انطلاقة اشغال بناء الطريق المداري للطريق الإقليمية 1001 على مستوى تامزاركوت، والذي سينجز على طول 29 كيلومتر، كما اطلعت بالمناسبة على برنامج إصلاح أضرار الفيضانات على مستوى عمالة أكادير إداوتنان.
وبالجماعة القروية الدراركة، المحاذية للمجال الحضري لأكادير، أعطت انطلاقة أشغال بناء سد تلي "تاوريرت" الذي سيكلف تشييده استثمارا ماليا بقيمة 45 مليون درهم، كما اطلعت على المعطيات الخاصة بمشروع إعادة هيكلة البنيات التحتية الكهربائية بالأحياء الأقل تجهيزا بالجماعة القروية نفسها، والذي خصص له غلاف مالي بقيمة 2ر22 مليون درهم.
ودشنت والي جهة سوس ماسة عامل عمالة أكادير إداوتنان، بهذه المناسبة، أيضا مشروع الربط بالماء الصالح للشرب بحي إغيل أضرضور، كما اطلعت على مشروع إنجاز شبكة الربط بين خزانات الماء لحيي بواركان وتاسيلا، وهما المشروعان اللذان تشرف عليهما الوكالة المستقلة المتعددة الخدمات بأكادير، ورصد لهما استثمار مالي بقيمة 8ر3 مليون درهم.
حضر هذه الأنشطة إلى جانب السيدة العدوي، كل من رئيس مجلس جهة سوس ماسة السيد إبراهيم حافيدي، والمنتخبون، وعدد من رؤساء المصالح الخارجية الإقليمية والجهوية، وبعض ممثلي منظمات المجتمع المدني، وعدة شخصيات مدنية وعسكرية.
عيد العرش 2016 .. عناية ملكية موصولة بالرياضة والرياضيين خدمة للوطن والتعريف به في مختلف المحافل الدولية
يعتبر الشأن الرياضي محورا أساسيا في اختيارات حكومة جلالة الملك وبرامجها ومخططاتها وهو ما يعكس بجلاء الإيمان الراسخ لصاحب الجلالة الملك محمد السادس بأهمية الرياضة في حياة الأمة ودورها الفعال في خدمة الوطن والتعريف به في مختلف المحافل الدولية.
ومنذ اعتلائه العرش ،كرس جلالة الملك، نهج الاستمرارية الذي سطره والده المنعم جلالة المغفور له الحسن الثاني بغية تحويل الرياضة إلى قطاع استراتيجي يساهم في المسيرة التنموية للمملكة.
وقد حرص جلالة الملك ومنذ سنوات، على إيلاء عناية خاصة للميدان الرياضي، وهو الذي تولى حينما كان وليا للعهد مهام عدة ومن بينها على الخصوص رئاسة اللجنة المنظمة لدورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط (الدار البيضاء 1983 ) التي اعتبرت بكل المقاييس من أنجح الدورات على الإطلاق، وذلك وعيا من جلالته بأن هذا القطاع هو قبل كل شيء مدرسة لتكوين الشباب التكوين السليم مما يؤهله للمساهمة في تنمية البلاد وتحقيق نهضتها .
وتنبع الرعاية المولوية أيضا من إيمان جلالته بالأهمية التي تكتسيها الرياضة، التي باتت تشكل مدرسة مفتوحة على الحياة، وقطاعا منتجا، بدليل أنها أضحت رافدا اقتصاديا ومجالا خصبا للاستثمار وخلق مناصب الشغل ومصدر رزق آلاف الأسر دون إغفال الدور الإشعاعي الذي يضطلع به القطاع من خلال الإنجازات الرائعة التي يحققها الأبطال المغاربة في بعض الأنواع الرياضية في مختلف المحافل الدولية .
ومن أبرز تجليات، هذه الرعاية الملكية، إشراف جلالته شخصيا على انطلاقة وتدشين المنشئات الرياضية مرورا بحرص جلالته على أن يكون أول المهنئين للأبطال الرياضيين في مختلف الأنواع الرياضية ، الذين حققوا إنجازات متميزة ورفعوا راية المغرب خفاقة في المحافل الدولية وتوشيحهم بأوسمة ملكية،وانتهاء برسم خارطة طريق للنهوض بقطاع الرياضة والشباب قوامهما التأهيل المادي والبشري وتوفير البنيات التحتية الضرورية والتجهيزات اللازمة لممارسة سليمة وعلمية لمختلف الأنواع الرياضية مع اعتماد سياسة القرب باعتبار أن ورش الرياضة يعد من الأوراش الكبرى التي ينبغي أن تحظى بدعم كامل من قبل الحكومة والجماعات المحلية ومختلف الفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين . فلا غرو إذن أن تتحول الرياضة في عهد جلالة الملك محمد السادس من مجرد ممارسة ومشاركة في المسابقات والتظاهرات الجهوية والقارية والدولية إلى أوراش ومشاريع تنموية ضخمة ، كما أضحت من الحقائق الملموسة للحياة الاجتماعية ومحورا أساسيا في السياسة الاقتصادية.
واليوم يحق للمغرب أن يفتخر بكونه بات من البلدان القلائل في العالم، التي يكرس دستورها الرياضة كحق من حقوق المواطن ورافعة للتنمية البشرية بما يتماشي والتحولات العميقة، التي تشهدها البلاد في مختلف المجالات .
فلأول مرة في تاريخ المغرب الحديث، يتم التنصيص دستوريا وبشكل صريح على الحق في الممارسة الرياضية كحق من حقوق الإنسان وتحديد دور ومسؤولية الدولة والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية في تأطير الممارسة الرياضية ومد الرياضة بالإمكانيات اللازمة على مستوى اللامركزية واللاتمركز.
وينضاف إلى ذلك، تأكيد الرسالة الملكية الموجهة إلى المشاركين في المناظرة الوطنية الثانية حول الرياضة بالصخيرات (2008) على أن الممارسة الرياضية تعتبر حقا أساسيا من حقوق المواطن مشددة على ضرورة تعميم ممارستها على جميع شرائح المجتمع وعلى دور الجماعات المحلية في التأسيس لمجتمع رياضي.
وعلى أرض الواقع حرص المغرب، بتوجيهات من جلالة الملك، على إعطاء دفعة قوية للقطاع الرياضي وتعزيز البنيات التحتية بتشييد ملاعب وقاعات رياضية متعددة الاختصاصات وترميم وإصلاح أخرى حتى تكون في مستوى التظاهرات التي قدم المغرب ترشيحه لاحتضانها سواء منها القارية أو الإقليمية أو الدولية .
كما يحرص جلالة الملك خلال جولاته التفقدية، التي لم تترك أي جهة من ربوع الملكة دون معاينة وملامسة مشاكلها وتحدياتها، على إعطاء الانطلاقة للمزيد من المشاريع الاجتماعية ذات الطابع الرياضي ، من أجل استقطاب وتأهيل الشباب وإيجاد الوسائل المشجعة لممارسة الهوايات الرياضية على اختلاف أنواعها .
وقد وضع جلال الملك التأهيل الشامل في مقدمة العوامل التي ترتقي بالممارسات الرياضية ، ينضاف إلى ذلك إطلاق مشاريع البنيات التحتية الملائمة وتوسيع مجالات الأنشطة الرياضية نحو القرى والمدن النائية والأحياء الهامشية، بما يضمن توازن الفرص أمام فئات الشباب . وانسجاما مع روح ونص الرسالة الملكية، أعدت وزارة الشباب والرياضة استراتيجية طموحة تهدف إلى تحقيق إقلاع رياضي فعلي يتماشى مع الانتظارات ذات الصلة.
وتندرج هذه الاستراتيجية في إطار الرؤية المستقبلية 2020 التي تتوخى جعل المملكة بلد شباب مواطن ومتفتح وأرض الرياضة ومنبع الأبطال.
وتعتمد هذه الاستراتيجية ، بالخصوص، على تفعيل سياسة رياضية واضحة وشفافة أهدافها محددة على المديين المتوسط والبعيد، تعطي الأولوية لإحداث بنيات تحتية رياضية للقرب وتعزيز مجال التكوين ومراجعة الإطار القانوني والرفع من وتيرة الاستثمارات الرياضية.
ومساهمة من وزارة الشباب والرياضة في النهوض بالعالم القروي من خلال عدة مجالات من أهمها الرياضة، وانطلاقا من الوعي بأهمية الرياضة والنهوض بالعالم القروي، تضمن برنامج عمل الوزارة الوصية برسم سنة 2016 مجموعة من الانجازات من أجل تقوية شبكات المنشئات الرياضية والشبابية وصيانتها وتوسيع قاعدة الممارسة في صفوف الأطفال والشباب والنساء خاصة في العالم القروي الذي بلغ عدد المراكز الرياضية فيه 430 مركزا شمل معظم ربوع المملكة وبنسبة 73 في المائة.
كما تم إصدار قوانين ونصوص تطبيقية حول الرياضة والتربية البدنية ومكافحة المنشطات والعنف في الملاعب ، فضلا عن ترسانة من القوانين المتعلقة بنظام الاحتراف في كرة القدم .
ومن هذا المنطلق حظيت رياضة النخبة بكل اهتمام وسخرت لها جميع الإمكانيات المادية والعملية والتحفيزية لإعدادها في أحسن الظروف وبطريقة علمية حتى تكون في الموعد وتمثل المغرب خير تمثيل في التظاهرات الرياضية الإقليمية والدولية. ولبلوغ هذا الهدف سخرت الوزارة كل إمكانياتها المادية والبشرية وعززت البنيات التحية بإنشاء وتشييد عدد من المنشئات الرياضية ، وضاعفت حجم الدعم المخصص للجامعات الرياضية ما بين 2008 و2016 من أجل تطوير الرياضة ، حيث انتقل حجم الدعم الممنوح لهذه الجامعات من 39,89 مليون درهم في 2008 إلى 300 مليون درهم سنة 2016.
رشيدة داتي : التنمية المشتركة، الرؤية الاستباقية لجلالة الملك تنسجم ومتطلبات المرحلة
قالت البرلمانية الأوروبية السيدة رشيدة داتي، إن الرؤية "الاستباقية جدا" لصاحب الجلالة الملك محمد السادس تنسجم ومتطلبات المرحلة.
وأوضحت السيدة داتي في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش ندوة "رؤية الملك محمد السادس للتنمية المشتركة"، التي نظمتها مؤخرا مجموعة (لوماتان) بمناسبة عيد العرش المجيد، أن هذه الرؤية تستجيب في نفس الوقت لحاجيات المغرب وإفريقيا وأوروبا "التي أعتقد أنه لم يتم إدراكها بشكل تام إلى حدود اليوم".
وقالت وزير العدل السابقة في الحكومة الفرنسية إن إنجاح تنمية مشتركة يتطلب دفعة قوية، ودولة كذلك قوية، وتوجها واضحا في تدبير الرهانات، مؤكدة أن جلالة الملك يعد من هذا المنظور نموذجا.
وذكرت السيدة داتي بأن المملكة تمكنت "بفضل ديناميتها الاقتصادية، لاسيما الناجمة عن السياسة التنموية المشتركة، من القيام بإصلاحات أساسية من أجل محاربة أوجه عدم المساواة".
وأشادت بجهود المغرب في مجال إتاحة التعليم للجميع، قائلة "لا أعرف على مستوى هذه القارة برنامجا أكثر طموحا" يقوم على تيسير الولوج المجاني إلى المدرسة (من مؤشراته الجيدة تمدرس الفتيات والفئات الهشة)، عبر وضع آليات حماية اجتماعية معززة.
وأضافت إنه "بمنحه كل فرد إمكانية التحكم في مصيره، فإن هذا البرنامج يحمل المسؤولية للمجتمع بأكمله بالسماح له بالولوج إلى المعرفة والثقافة"، مؤكدة أن الأمر يتعلق ببرنامج يشجع بروز طبقة متوسطة عصرية ومنفتحة على العالم أضحت واجهة المجتمع المغربي ونواته القارة.
وشددت أيضا على أن التنمية المشتركة التي أرساها جلالة الملك محمد السادس "تقطع مع تلك التي تشجع مقاولات الشمال على تحقيق الربح في الجنوب متناسية رفاهية الساكنة المحلية".
وفضلا عن ذلك أكدت أن هذه الفلسفة تساهم بشكل خاص وبفعالية في محاربة الظلامية بكل أشكالها، خاصة منها ما يمكن أن يؤدي إلى الإرهاب الأكثر وحشية.
وأكدت أن نجاح نموذج التنمية المشتركة المغربي، من خلال ملك نموذجي بالنسبة لشعبه وأمير للمؤمنين، تبرز كذلك نظرة أخرى للإسلام، مردفة بالقول إنه "الإسلام الوسطي الذي لا يتنكر لغير المسلمين".
وخلصت البرلمانية الاوروبية بالقول "إنه مجددا برنامج يشكل نموذجا للقارة الإفريقية والعالم الإسلامي ومنارة للغرب".
-أجرت الحديث: بشرى الناجي-
تدشين ووضع الحجر الأساس لعدد من المشاريع التنموية ببركان بمناسبة عيد العرش المجيد
تم، يوم الثلاثاء، تدشين ووضع الحجر الأساس لعدد من المشاريع التنموية الرامية إلى تعزيز البنيات التحتية بعدد من الجماعات الترابية بإقليم بركان، وذلك بمناسبة الذكرى السابعة عشر لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه الميامين.
وفي هذا الإطار، قام عامل إقليم بركان السيد عبد الحق حوضي بتدشين مشروع تقوية الطريق الجماعية الرابطة بين الطريق الوطنية رقم 6010 والطريقة الوطنية رقم 6004 على مسافة 2.3 كلم، والتي بلغت تكلفته الاجمالية حوالي 529 ألف و200 درهم، بمساهمة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والجماعة المعنية والمجلس الاقليمي (163 ألف درهم خلال الشطر الاول و163 ألف و800 درهم في الشطر الثاني و202 ألف و200 درهم خلال الشطر الثالث)، وذلك من أجل تسهيل حركة المرور وفك العزلة عن بعض الدواوير بالعالم القروي، بحسب ما ذكر بلاغ لعمالة الإقليم.
ومواكبة لمشروع القطب الفلاحي لمداغ بهدف رفع جاذبية الاقليم للاستثمارات عبر تسهيل الولوج الى الواجهة المتوسطية من خلال تقليص كلفة ومدة التنقل للمصدرين، لاسيما للمنتوجات الفلاحية، قام عامل الإقليم بتدشين مشروع تقوية الطريق الاقليمية رقم 6010 والتي بلغت تكلفته الاجمالية حوالي 14 مليون درهم .
وبنفس الجماعة الترابية، قام السيد حوضي بوضع الحجر الأساس لبناء المعهد المتخصص في الصناعة الغذائية بالقطب الفلاحي على مساحة إجمالية تقدر ب 18 ألف و285 متر مربع بتكلفة إجمالية تقدر بحوالي 96.2 مليون درهم وبطاقة استيعابية تتسع ل 2000 متدرب.
ويهدف هذا المشروع الى تعزيز القطب الفلاحي ببركان عبر تكوين الموارد البشرية اللازمة من خلال مناهج دراسية متخصصة في الصناعة الغذائية وتدعيم فرص الشغل وتسهيل وتشجيع الإدماج المهني لشباب وشابات المنطقة خاصة بالعالم القروي.
ويحتوي هذا المشروع على جناح إداري وقاعتين للتكوين المستمر ورواق للفواكه والخضر ورواق للحبوب ورواق للحليب ورواق للزيوت ومختبرات وقاعة الهندسة الكهربائية والآلية و12 قاعة للدراسة وقاعتين متخصصتين ومحلات تقنية وداخلية بسعة 120 سرير للطلبة والطالبات.
وتفعيلا لمختلف البرامج التأهيلية، خاصة منها التي تندرج ضمن البرنامج الوطني لتزويد الجماعات الترابية التابعة للإقليم بالماء الصالح للشرب والذي يهدف إلى تغطية كافة المراكز والتجمعات الحضرية والقروية بقنوات الماء الصالح للشرب وتوسيع شبكة التطهير السائل، قام العامل بتدشين مشروع تزويد دوار تعاونية العيون التابعة للجماعة الترابية للعثامنة بالماء الشروب.
ورصد لهذا المشروع، الذي يستفيد منه 44 أسرة عبر الربط الفردي، مبلغ مالي يقدر ب 540 ألف درهم (مساهمة المبادرة الوطنية تقدر ب 340 ألف درهم).
وبالجماعة الترابية للسعيدية، أعطى عامل الإقليم الانطلاقة لثلاث مشاريع مهيكلة تتمثل في مشروع تهيئة مجرى عين الشباك بتكلفة تقدر بمليون و95 ألف و516 درهم، بتمويل من الوزارة المنتدبة المكلفة بالبيئة، ومشروع تهيئة شاطئ ملوية وذلك بترصيف موقف السيارات ووضع برج للمراقبة ومظلات للحراس وكشك ومرافق صحية بتكلفة مالية تقدر ب4 ملايين و228 ألف درهم، وكذا مشروع تثبيت الكثبان الرملية بوضع حواجز طبيعية تحول دون زحف الرمال بتكلفة مالية تقدر بحوالي 598 ألف و800 درهم.
وتمت برمجة هذه المشاريع بغية الارتقاء بالتدبير البيئي لشاطئ السعيدية استجابة لانتظارات وحاجيات الساكنة المحلية والمصطافين، لا سيما وأن مدينة السعيدية تصنف ضمن أحسن الشواطئ وأنظفها على الواجهة المتوسطية.
محاربة الإرهاب: دور ريادي للمغرب بقيادة جلالة الملك
تعتبر ريادة المغرب ودوره البارز ، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، في مجال الحرب العالمية ضد الإرهاب عنصرين بارزين ومعترفا بهما ويحظيان بإشادة المجتمع الدولي.
وتضطلع المملكة بهذا الدور الرائد بفضل الرؤية المتبصرة لجلالة الملك التي تدمج البعد الاجتماعي وعنصر التنمية، إضافة إلى المكونات التربوية والدينية، وكذا الدور الهام الذي تضطلع به في إشاعة ثقافة التسامح والاعتدال.
وفي هذا الإطار، اعتمد المغرب مقاربة شاملة واستباقية ومتعددة الأبعاد على المستوى السياسي والمؤسساتي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والتربوي والديني والإعلامي تروم محاربة التطرف والفقر والإقصاء والهشاشة والأمية من خلال التنمية البشرية وتعزيز دولة القانون.
وفي الواقع، فإن المغرب الذي ينخرط في جميع قرارات مجلس الأمن الرامية إلى وضع حد لهذه الآفة يسعى من خلال جميع الوسائل التي يتوفر عليها إلى تجفيف منابع التطرف واقتلاع جذور الإرهاب.
وتشهد على ذلك مختلف المشاريع المهيكلة والتنموية وكذا برامج التكوين التي أطلقها جلالة الملك عبر مختلف ربوع المملكة بهدف تمكين، لاسيما الشباب والنساء، من تكوين مفتوح ومتجذر في القيم والمرجعيات الأصيلة للمجتمع.
ويتعلق الأمر بتأطير الحقل الديني وإعادة تأهيل القانون الجنائي ومحاربة الهشاشة والإقصاء الاجتماعي من خلال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والآلية الأمنية الجديدة "حذر".
وقد كان هذا الالتزام المتعدد الأبعاد للمغرب، في مرات عديدة، محط إشادة من قبل المنتظم الدولي، حيث تم انتخاب المغرب في الرئاسة المشتركة للمنتدى العالمي لمحاربة الإرهاب، وهو إطار هام يضم عددا من البلدان من مختلف مناطق العالم لتعزيز التعاون متعدد الأطراف، دعما لجهود الأمم المتحدة الهادفة إلى تطوير الاستراتيجية العالمية لمحاربة الإرهاب.
ومكنت النتائج الملموسة للسياسية الاستباقية التي نهجها المغرب في محاربة الإرهاب من خلال تفكيك العديد من خلايا استقطاب الجهاديين أو الخلايا التي تهيئ لتنفيذ أعمال إرهابية، من جعله شريكا جادا ولا محيد عنه بالنسبة لكافة بلدان المنطقة والعالم.
والدليل على ذلك، أن المملكة تعد البلد الوحيد في المنطقة الذي اعتمد سياسة حقيقية للهجرة ويربطه تعاون وثيق بكافة الشركاء مكن من إحباط العديد من مشاريع الهجمات بمختلف البلدان لاسيما الأوروبية.
واقتناعا منه بأن المقاربة الأمنية التي تعد عنصرا أساسيا في محاربة الإرهاب، لا يمكنها لوحدها مواجهة تصاعد حدة التطرف والإرهاب بشكل فعال، يظل المغرب تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس يحذوه اقتناع راسخ بأهمية الاندماج الاقتصادي والاجتماعي والتربية الدينية والمدنية.
النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية ...آلية مثلى لإرساء دعائم الجهوية المتقدمة
يشكل النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، الذي أعطى انطلاقته صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بالعيون بمناسبة الذكرى الأربعين لانطلاق المسيرة الخضراء المظفرة، آلية مثلى لتسريع الجهوية المتقدمة بجهات الصحراء.
وسيمكن تفعيل هذا النموذج الذي سيفتح آفاقا واعدة لكافة المناطق الجنوبية للمملكة، سواء في المجال الاقتصادي أو الاجتماعي بالنظر لما يتضمنه من مشاريع ضخمة في مجال البنيات التحتية والصحة والتكوين والصناعة والفلاحة والصيد البحري وغيرها من القطاعات.
فقد بلغ الغلاف المالي المقترح لإنجاز برنامج النموذج التنموي للأقاليم الصحراوية، 77 مليار درهم، مع توقع مضاعفة الناتج الإجمالي المحلي وخلق 120 ألف فرصة عمل.
فبالنسبة لقطاع الفوسفاط، الذي تبلغ الاستثمارات المتوقعة بشأنه ما قيمته 16,8 مليار درهم، يسعى مشروع فوسبوكراع للتنمية الصناعية إلى تثمين منتوج الفوسفاط محليا ودمج كل حلقات سلسلة الإنتاج ذات الصلة إلى غاية مراحل التسويق عبر الميناء المعدني والكيماوي الجديد، حيث سيمكن التثمين الأمثل لهذه الموارد من استفادة الساكنة من خلق 1270 منصب شغل.
وتهدف مشاريع تثمين القطاع الفلاحي إلى مواصلة تحسين الظروف المعيشية للسكان بتوفير 11 ألف فرصة عمل وتنويع مصادر الدخل والاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية، وذلك عبر التثمين الفلاحي لمنطقة الداخلة باستثمار يبلغ 1.3 مليار درهم على مساحة 5 آلاف هكتار بواسطة تحلية مياه البحر، وثانيا من خلال تثمين المنتوجات الفلاحية لمنطقة بوجدور بمبلغ يناهز 465 مليون درهم على مساحة ألف هكتار.
وفي إطار تثمين الفلاحة التضامنية بالأقاليم الجنوبية سيتم إنجاز 55 مشروعا بغلاف مالي يناهز 1.5 مليار درهم يخص 16800 مستفيد.
وعلى مستوى تثمين مشاريع الصيد البحري، سيتم إنجاز مشاريع كبرى على مستوى جهة الداخلة وادي الذهب خلال السنوات المقبلة بـ 8000 منصب شغل عبر مشروعين رئيسيين، يهم الأول تثمين المنتجات البحرية عبر استثمار يفوق 1.2 مليار درهم وإحداث قطب تنافسي يخص المنتجات البحرية، في حين يهم المشروع الثاني تطوير قطاع تربية الأحياء المائية في ثلاث مناطق جغرافية بغلاف مالي يناهز 3.7 مليار درهم.
وبخصوص برنامج تطوير السياحة الإيكولوجية، يهدف هذا المشروع إلى إحداث قطب سياحي بعرض مبتكر، بموازاة تطوير عرض تكميلي لمرافق للثقافة والبيئة والذي يهم إحداث 84 مشروعا سياحيا باستثمار يبلغ 2.1 مليار درهم.
وعلى المستوى الاجتماعي، يتوخى البرنامج المتوقع إحداث نقلة نوعية في مجال التأهيل البشري، ضمانا للإنصاف في الاستفادة من الخيرات، عبر تفعيل أقطاب التميز، من خلال إنشاء المركز الاستشفائي الجامعي بالعيون باستثمار مالي يبلغ 1.2 مليار درهم، وإنشاء مشروع "تيكنوبول" فم الواد باستثمار 2 مليار درهم باعتباره قطبا للتكوين والابتكار.
وفي ما يخص البعد البيئي، فقد تم تحديد ثلاثة محاور، تتمثل في المحافظة على الثروات البحرية والموارد المائية وتنمية الطاقات المتجددة، ثم المحافظة على النظم الإيكولوجية مما سيمكن من تنمية مستدامة، مع عقلنة استغلال الموارد المائية عبر إنجاز سد فاصك بـ 800 مليون درهم، مما سيمكن من تدارك الخصاص في التزود بالماء الصالح للشرب وتعبئة الموارد المائية السقوية.
وبشأن الربط المجالي للمناطق الصحراوية، سيتم إنجاز الطريق الساحلي السريع تيزنيت-العيون- الداخلة، حيث تبلغ كلفة مرحلته الأولى 8.5 مليار درهم، وإنجاز ميناء الداخلة الساحلي بكلفة 6 مليارات درهم وذلك على بعد 70 كيلومترا شمال مدينة الداخلة، فضلا عن رصد مبلغ 7.1 مليارات درهم لمشروع ربط مدينة الداخلة بالشبكة الوطنية للكهرباء.
ويرتكز النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية، في شقه الاقتصادي على تثمين الموارد الطبيعية، واستثمارها لفائدة الساكنة المحلية لاسيما قطاعات الصيد البحري والفلاحة والسياحة والصناعة التقليدية وقطاعات الفوسفاط والطاقات المتجددة.
و سيكون للقطاع الخاص دور أساسي في إنجاز هذه المشاريع، حيث تقدر استثماراته بحوالي 42 مليار درهم، أي ما يشكل 54 في المائة من الغلاف المالي الإجمالي المرتقب لهذا البرنامج البالغ 77 مليار درهم، فيما تقدر مساهمة الدولة ب30,7 مليار درهم ومساهمة الجهات ب 4,7 مليار درهم، حيث سيتم إنجاز المشاريع المضمنة في هذا البرنامج ما بين سنوات 2016 و2022.
ومساهمة من الدولة في تفعيل الجهوية، تم تخصيص موارد مالية تقدر بحوالي 19 مليار درهم موزعة بين الجهات الثلاث على مدى 12 سنة القادمة.
وتتوزع هذه الموارد، بين 7 مليار درهم لجهة العيون الساقية الحمراء، و6,6 مليار درهم لجهة الداخلة وادي الذهب، و5,5 مليار درهم لجهة كلميم واد نون، حيث تم اللجوء إلى مقاربة تعاقدية بين الجهة والدولة في إطار اتفاقيات شراكة لإنجاز المشاريع ذات الصلة.
ومن بين المشاريع الكبرى المبرمجة أيضا، مشروع فوسبوكراع وتكنوبول فم الواد، وخمس محطات للطاقات المتجددة (الهوائية والشمسية)، والطريق السريع تيزنيت-العيون-الداخلة، إضافة إلى المركز الاستشفائي الجامعي بالعيون، والميناء الأطلسي بالداخلة.
وتنضاف إلى هذه البرامج التنموية، مشاريع تثمين المنتجات البحرية وتطوير قطاع تربية الأحياء المائية، وتحلية مياه البحر لسقي مساحة تقدر ب 5 آلاف هكتار، والنهوض بالثقافة الحسانية وبقطاعات التعليم والتكوين المهني والاقتصاد التضامني والحفاظ على الموارد الطبيعية وإعادة التهيئة الحضرية للمدن والمراكز.
وفي إطار مواكبة الدولة والمؤسسات الوطنية المختصة لهذه الأوراش والمشاريع، سيتم في اطار هذا النموذج التنموي تعزيز وترسيخ ما حققه المغرب من مكاسب في اختياراتها الديمقراطية وفي مجال حماية الحقوق والحريات التي يضمنها الدستور، والنهوض بثقافة حقوق الإنسان في مختلف أبعادها كما هو متعارف عليها دوليا، وكما كرسها دستور المملكة تنفيذا لتوجيهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
مراكش تتطلع لتكون وجهة سياحية دولية بامتياز بفضل مشاريع برنامج "مراكش.. الحاضرة المتجددة"
تتطلع مدينة مراكش سنة بعد أخرى إلى أن تكون وجهة سياحية دولية بامتياز وتتمكن من تعزيز مكانتها وسمعتها بين المدن العالمية الكبرى، وذلك بفضل المشاريع المتنوعة وذات القيمة المضافة التي تحتضنها المدينة الحمراء منذ سنة 2014 ضمن مشروع " مراكش .. الحاضرة المتجددة".
ومن شأن هذه المشاريع التي تهم جميع القطاعات، الرقي وتحسين البنية التحتية لمدينة مراكش الى المستوى المنشود والكفيل بمواكبة النمو الحضري والديمغرافي التي تشهده المنطقة، وهو ما سيساهم لا محالة في دعم مكانة مدينة النخيل، باعتبارها قطبا سياحيا عالميا والعمل على تقوية جاذبيتها في مختلف المجالات الحيوية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، مما سيساهم في تطوير مؤشرات التنمية البشرية بها.
ويشمل هذا البرنامج، الذي رصدت له اعتمادات مالية تبلغ 3ر 6 مليار درهم ،على مدى أربع سنوات (2014-2017)، محاور تهم تثمين الموروث الثقافي، وتحسين التنقل الحضري، والاندماج الحضري، وترسيخ الحكامة الجيدة، والمحافظة على البيئة.
وفضلا عن هذه الاعتمادات، خصص مبلغ 25ر2 مليار درهم كاستثمارات مرتقبة في إطار المحور المتعلق ب "تحسين الاندماج الحضري". وستوجه بشكل أساسي لإحداث بنيات صحية جديدة ومؤسسات تعليمية وفضاءات رياضية، إلى جانب تنمية الأحياء المهمشة.
وفي هذا الصدد، يعتبر تعزيز البنية التحتية السوسيو ثقافية لهذه المدينة، التي أصبحت تستقطب كل سنة العديد من التظاهرات، بما فيها المؤتمرات الوطنية والدولية سواء منها السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية أو الرياضية، فرصة هامة لجعل مراكش منارة يحتذى بها، خاصة على الصعيدين الافريقي والعالم العربي.
وفي هذا السياق، يشكل إعادة تأهيل العديد من المآثر التاريخية من ضمنها أسوار المدينة وأبوابها التاريخية وتأهيل ثلاثة أحياء بالمدينة العتيقة، فضلا عن إحداث مدينة للفنون الشعبية ومتحف للتراث اللامادي ومعهد موسيقي ومتحف الحضارة المغربية للماء، في إطار مشروع" مراكش الحاضرة المتجددة"، مكسبا مهما لهذه الجهة، خاصة بالنسبة للقطاع السياحي الذي يعتبر أهم الركائز للاقتصاد المحلي، الى جانب على الخصوص قطاعي الفلاحة والصناعة التقليدية.
يذكر أن هذا المشروع الكبير والواعد، الذي أعطى انطلاقته صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يهدف الى تهيئة وإعادة تأهيل العديد من الطرق وشارعي الحسن الثاني وكماسة، وترحيل المحطة الطرقية، ووضع نظام معلوماتي جديد لتنظيم السير والجولان، وتحسين ولوجيات الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.
ومن بين المحاور الرئيسية لمشروع "مراكش.. الحاضرة المتجددة"، الاندماج الحضري الذي يهم تهيئة المسالك السياحية بالمدينة العتيقة، والساحات العمومية الموجودة بها، وبناء مستشفيين عموميين، ومركزين صحيين، و18 مؤسسة تعليمية وتأهيل ثمانية أخرى.
ومن جهة أخرى، وفي إطار التنمية الشاملة التي تعرفها مدينة مراكش على غرار باقي المدن المغربية، يعد ورش تطوير مطار مراكش المنارة، المنتظر أن تنتهي الأشغال به قبل انعقاد المؤتمر العالمي للتغيرات المناخية " كوب22"، والذي يروم مضاعفة الطاقة الاستيعابية للمطار بواقع مرتين، لتصل الى حوالي 9 ملايين مسافر في السنة، ركيزة أساسية للنهوض بقطاع السياحي وبالتالي المساهمة في خلق دينامية جديدة لدعم الاقتصاد بجهة مراكش - آسفي.
ويتوخى من هذا المشروع توسيع المطار لمواكبة النمو الذي يعرفه القطاع السياحي والنقل الجوي بجهة مراكش- آسفي، وتمكين المدينة الحمراء من مطار من مستوى عالمي، مطار يكون متكاملا من حيث الجمالية والمرافق والخدمات، وذلك في إطار مواكبة نمو القطاع السياحي الذي يعرفه المغرب وأيضا مواكبة سياسة الطيران المدني التي تهدف الى الرفع من القدرة الاستيعابية للمطارات ومضاعفتها في أفق 2025، و2035.
تجدر الإشارة الى أنه سيتم في إطار هذا المشروع بناء محطة جوية جديدة وإعادة تهيئة المحطة الجوية 1 الحالية، إضافة إلى بنياتها الأساسية والبنيات المرتبطة بها. وستزود المحطة الجوية الجديدة بأحدث التجهيزات التي تستجيب لأدق المعايير والمقاييس المعتمدة في مجال السلامة والأمن وجودة الخدمات، من بينها النظام الأوتوماتيكي لمعالجة الأمتعة، و6 قناطر تلسكوبيه، والمراقبة بالكاميرات ومراقبة الولوج، وتجهيزات المراقبة الأمنية، الى جانب المنارات الضوئية المحددة للمدرج، وإضاءة جهة المدرج وجهة المدينة.
وفي انتظار استكمال هذه المشاريع الشاملة والمتكاملة، التي تسير الأشغال بها، على قدم وساق لتكون جاهزة في الوقت المحدد لها، يبقى أمل الساكنة المحلية معقودا، للوقوف عن كثب على التطور الذي ستحدثه هذه الأوراش الكبرى في مختلف القطاعات عبر ، على الخصوص، خلق المزيد من فرص الشغل التي سيكون لها وقع إيجابي وكبير على القطاع الاجتماعي بالمنطقة.
تأهيل النسيج العتيق لمدينة فاس .. مجهود كبير لصيانة الطابع الحضاري لهذه المعالم وإدماجها ضمن مكونات التنمية المحلية
شكلت 2016 بامتياز، سنة رد الاعتبار وتأهيل النسيج العمراني العتيق بمدينة فاس من خلال عمليات ترميم واسعة خضعت لها مجمل المعالم التاريخية والمواقع الحضارية التي تزخر بها المدينة العتيقة للعاصمة العملية والروحية للمملكة، والتي مكنت هذه الفضاءات بعد انتهاء عمليات الترميم الواسعة من المحافظة على طابعها التاريخي والحضاري مع إدماجها ضمن مكونات وآليات دعم التنمية المحلية.
واعتمدت عمليات ترميم ورد الاعتبار وإعادة تأهيل هذه المآثر التاريخية ومختلف مكونات النسيج العتيق بالمدينة القديمة، التي حظيت بعناية خاصة من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس وهمت 26 مشروعا، مقاربة طموحة استهدفت إيجاد التوازن بين رد الاعتبار للموروث التاريخي والمحافظة عليه من جهة، واحترام المتطلبات العصرية لتأهيل هذه الفضاءات واستغلالها من جهة اخرى.
وتعكس عمليات الترميم الواسعة، التي خضعت لها هذه المآثر التاريخية والحضارية التي تزخر بها المدينة العتيقة لفاس، الإرادة القوية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل صيانة والمحافظة على الطابع التاريخي والحضاري لهذه المدينة العريقة المصنفة من طرف منظمة (اليونسكو) ضمن التراث العالمي الإنساني، وكذا انخراط والتزام مختلف الشركاء سواء على الصعيدين المحلي والجهوي أو على الصعيد المركزي من أجل إنجاح هذا الورش الكبير.
وتندرج عمليات ترميم وصيانة هذه المواقع والفضاءات التاريخية والحضارية في إطار برنامج ترميم المعالم التاريخية بالمدينة العتيقة لفاس الذي أشرف على إعطاء انطلاقته صاحب الجلالة الملك محمد السادس خلال شهر مارس من سنة 2013 وتكلفت بإنجازه وكالة التنمية ورد الاعتبار لفاس.
وهم برنامج ترميم المعالم التاريخية وكذا برنامج معالجة البناء المهدد بالانهيار بالنسيج التاريخي لمدينة فاس، الذي خصص لهما غلاف مالي يفوق 615 مليون درهم والذي يمتد على مدى خمس سنوات (2013 /2018) ترميم 27 من المعالم والمآثر الحضارية والمواقع التاريخية المبثوثة بالمدينة العتيقة داخل الأسوار، بالإضافة إلى معالجة التدهور الذي طال حوالي 4000 بناية مهددة بالانهيار، من بينها 1729 كانت توجد في مراحل متقدمة من التدهور والتردي، بالإضافة إلى ترميم مجموعة من المدابغ التقليدية والقناطر والفنادق والمدارس العتيقة يعود تاريخ بنائها إلى القرنين 13 و 14.
وبانتهاء عمليات الترميم الواسعة وإعادة التأهيل التي خضعت لها مختلف المعالم التاريخية والمآثر الحضارية، وكذا بعض مكونات النسيج العمراني العتيق والتي أشرف جلالة الملك على تدشينها خلال شهر يونيو الماضي تكون المدينة العتيقة لفاس قد استعادت توهجها وإشعاعها كحاضرة احتضنت على مر التاريخ موروثا ثقافيا وحضاريا غنيا ومتنوعا شكل ولا يزال أحد مكونات الهوية المغربية الأصيلة.
وارتكزت العمليات الواسعة لترميم وإعادة تأهيل هذه المواقع التاريخية والمآثر الحضارية والمعمارية التي تكفلت بالإشراف على إنجازها وكالة التنمية ورد الاعتبار لفاس على مقاربة طموحة استهدفت إيجاد التوازن بين رد الاعتبار للموروث التاريخي والمحافظة عليه من جهة، واحترام المتطلبات العصرية لتأهيل هذه الفضاءات واستغلالها من جهة أخرى.
وشمل هذا البرنامج مجموعة من الفضاءات التاريخية والمواقع المعمارية والحضارية منها مدرسة السباعيين التي تم بناؤها في القرن 14 من طرف السلطان أبو الحسن المريني، ثم مدرسة الصفارين التي تم بناؤها سنة 1276 ميلادية (675 هـ ) من طرف السلطان أبو يوسف يعقوب، بالإضافة إلى مدرسة الصهريج التي شيدت في القرن 14 من طرف السلطان أبو الحسن المريني.
كما همت عمليات الترميم وإعادة التأهيل المدرسة المصباحية التي بنيت شمال جامع القرويين من طرف السلطان أبي الحسن المريني سنة 1347، وكذا المدرسة المحمدية (أواخر القرن 13) وقام بتجديدها جلالة المغفور له محمد الخامس في القرن ال20 ، بالإضافة إلى مجموعة من القناطر كالخراشفيين التي يرجع تاريخ بنائها إلى القرن العاشر من طرف الأمير الزناتي دوناس، وكذا قنطرة الطرافين التي يرجع تاريخ تشييدها إلى القرن 11.
وإلى جانب هذه الفضاءات والمعالم التاريخية، التي تعكس غنى وتنوع الموروث التاريخي والحضاري للمغرب، تم ترميم وإعادة تأهيل أسوار الفضاء التاريخي (باب الماكنية) الذي تم بناؤه خلال القرن 14 ثم جنان الدرادر (القرن 12) وبرج الكوكب (القرن 14) وبرج سيدي بونافع وبوطويل اللذين يرجع تاريخ بنائهما إلى العهد السعدي (القرن 16).
وفضلا عن رد الاعتبار وإعادة تأهيل هذا الموروث التاريخي والحضاري، فقد تم الانتهاء من أشغال ترميم مجموعة من الفضاءات العريقة التي تختزل غنى وتنوع فن المعمار المغربي كفندق عشيش الذي يعود تاريخ بنائه إلى العصر السعدي (القرن 16) وفندق القطانين (القرن 19 في عهد السلطان الحسن الأول ) وفندق الصاغة (القرن 18 )، بالإضافة إلى مدابغ عين أزليتن وسيدي موسى التي تشير بعض المصادر التاريخية إلى أنهما يعودان إلى عصر الأدارسة (القرن 9 )، ثم مدبغة شوارة التي ترجع للعصر السعدي (القرن 16 ) .
وموازاة مع هذه المجهودات تضمن هذا البرنامج إعادة تأهيل سوق الصباغين الذي يرجع تاريخ نشأته حسب المؤرخين إلى العصر الزناتي ( القرن 10 ) والذي أعاد بناءه السلطان المريني أبو سعيد عثمان سنة 1325 بعد أن ضربته الفيضانات التي عرفتها المدينة خلال تلك الفترة .
وإلى جانب عمليات صيانة وإعادة تأهيل هذه المعالم التاريخية التي تم تنفيذها وفق مقاربة علمية تعتمد أحدث التقنيات والمعدات المستعملة في مجال ترميم وإعادة تأهيل المواقع الحضارية والمآثر العمرانية، استفادت عدة فضاءات تاريخية أخرى من عمليات ترميم واسعة منها برج النفارة ودار المؤقت التي يعود تاريخ بنائها إلى العهد المريني زمن السلطان أبو عنان ثم دار الضمانة ودار الأزرق التي يعود تاريخ بنائهما إلى القرنين 14 و15 ثم وكالة بنك المغرب (القرن 20) ومكتبة القرويين وضريح سيدي حرازم (القرن 12) وحمام بن عباد ( القرن 14 ) وغيرها من الفضاءات الأخرى.
وموازاة مع ذلك تم تأهيل وترميم وتجديد مجموعة من الدروب والأزقة بعدة حومات بالمدينة العتيقة، كبوجلود والطالعة الصغيرة والصفاح بالإضافة إلى العطارين والديوان والشماعين والسبيطريين وباب السلسلة والخراشفيين والنخالين والحدادين واللمطيين وغيرها.
وشهدت مختلف هذه المناطق والدروب في إطار هذا البرنامج، عمليات ترميم واسعة استهدفت صيانة هذا النسيج العمراني وتجديده مع ضمان استمرارية الوظائف التي كان ولا يزال يؤديها حيث تم على طول هذا المسار الذي يتردد عليه بكثرة السياح وزوار المدينة إقامة ازيد من 254 سقيفة تقليدية بمختلف المحلات التجارية التي تتواجد بهذه الحومات والأحياء، بالإضافة إلى استبدال أزيد من 80 من الأبواب الحديدية بأبواب مصنوعة من خشب الأرز مع تجديد حوالي 155 من أبواب المنازل والمحلات التجارية.
كما تمت تغطية العديد من الأزقة والدروب بسقيفات بديعة مصنوعة من الخشب بهدف تكثيف الظلال بمختلف المسارات لوقاية السياح والزوار خاصة في الفترات التي تعرف ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة ولإعطاء جمالية ورونق جديدين لهذه الدروب والحارات.
ومن جهة أخرى، فإن عمليات الترميم وإعادة التأهيل الشاملة التي خضعت لها المدابغ الثلاث التي تتواجد بالمدينة العتيقة لفاس وهي عين أزليتن وسيدي موسى ثم شوارة قد انتهت جميعها واستعادت هذه المدابغ نشاطها الطبيعي ودخلت بالتالي الخدمة وعاد إليها الحرفيون والصناع التقليديون الذين يمارسون مهنهم في ظروف ملائمة.
كما استعاد العديد من الصناع التقليديين والتجار محلاتهم التجارية التي استفادت بدورها من عمليات تجديد وإعادة تأهيل في إطار برنامج ترميم المعالم التاريخية والحضارية التي تتوفر عليها المدينة العتيقة لفاس، خاصة تلك المتواجدة بمحيط فضاءات تاريخية عريقة كسوق الصباغين والقطانين وغيرها.
ومن شأن عمليات الترميم والتجديد التي خضعت لها مختلف الدروب والأزقة بالمدينة العتيقة والتي أشرفت على إنجازها وكالة التنمية ورد الاعتبار لفاس أن تساهم في تحسين ظروف عيش الساكنة، وكذا تحسين شروط عمل الصناع التقليديين والتجار الذين لا يزالون يشتغلون في هذه الفضاءات مع تفعيل الحركية الاقتصادية وتثمين المحيط والفضاءات المجاورة للمعالم التاريخية والحضارية العريقة التي تتواجد بالمدينة العتيقة لفاس.
(ومع-26/07/2016)
صحيفة بحرينية: عيد العرش حدث وطني ذو دلالات عظيمة لدى الشعب المغربي
أبرزت صحيفة (البلاد) البحرينية، يوم الثلاثاء، احتفال المغرب بعيد العرش المجيد، قائلة إن هذه المناسبة "تمثل حدثا وطنيا له دلالات ومعان عظيمة لدى الشعب المغربي الذي يشهد إنجازات كثيرة، على الصعيدين المحلي والخارجي، وعلى مستوى العلاقات العربية والدولية". وأكدت الصحيفة أن العلاقات البحرينية المغربية تعد نموذجا يحتذى للتعاون والتكامل، بفضل القيادة الحكيمة لعاهلي البلدين، صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وأخيه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حيث "يرتبط البلدان بعلاقات متينة ومتميزة تقوم على أسس قوية وتتشعب في مظاهرها ومحاورها ما بين التشاور السياسي والتنسيق المستمر والدعم المتبادل في المحافل الإقليمية والدولية، والتطابق في وجهات النظر حيال القضايا العربية والإسلامية والدولية".
وأشارت الصحيفة في مقال بعنوان: "عيد عرش الملك محمد السادس.. دلالات ومعان"، إلى أن المغرب يعد من أوائل الدول العربية التي اعترفت باستقلال مملكة البحرين يوم 15 غشت 1971 وتبادل معها التمثيل الدبلوماسي على الفور، مذكرة بأن التمثيل الدبلوماسي المقيم تم في سنة 1988 بالنسبة للمغرب بالمنامة، وفي شهر يوليوز سنة 1997 بالنسبة لدولة البحرين في الرباط.
وبفضل الإرادة السياسية المشتركة والرغبة في تطوير وتعميق العلاقات، تضيف (البلاد)، خطت العلاقات الثنائية خطوات واسعة ومتقدمة على الأصعدة كافة، ووصلت لذروتها في العام 2016 الذي شهد في شهر أبريل منه زيارة الأخوة والعمل التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لمملكة البحرين، حيث أجرى محادثات مع أخيه صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، "عكست عمق العلاقات الراسخة التي تجمع البلدين الشقيقين، وجسدت حرصهما على استمرار التشاور والتعاون بما يخدم مصالحهما المشتركة ويلبي تطلعات الشعبين الشقيقين ويؤدي إلى تنمية هذه العلاقات وتطويرها وصولا بها إلى أعلى المستويات".
وأكدت الصحيفة أن هذه الزيارة الملكية أعطت زخما قويا للعلاقات الثنائية التي ترتكز على الروابط الأخوية القائمة على دعائم التضامن والتشاور المستمر والتنسيق المتواصل والدعم المتبادل، إذ تم التوقيع خلال الزيارة على بروتوكول تعديل اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي، ومنع التهرب الضريبي بالنسبة إلى الضرائب على الدخل، وعلى برنامج تنفيذي لاتفاق التعاون لسنوات 2016- 2017- 2018 في مجال الشأن الديني، وتأطير الأئمة، وتأهيل القيمين الدينيين، والتعليم العتيق، ونشر تعاليم القرآن الكريم، وعلى بروتوكول تعاون بين المعهد العالي للقضاء ومعهد الدراسات القضائية والقانونية؛ لتكوين وتأهيل القضاة.
وتعتز المملكة المغربية، تردف الصحيفة، بالمواقف المشرفة التي تتبناها مملكة البحرين بقيادة عاهلها، والداعمة لحق المغرب المشروع ووحدته الترابية وسيادته الوطنية. كما أن المملكة المغربية تقف بروح من التضامن الراسخ ضد التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين مدعمة جهودها المخلصة للسير قدما بالمشروع الإصلاحي، وتقوية صرح البناء الديمقراطي، ومؤكدة حق السلطات البحرينية في اتخاذ الإجراءات المناسبة من أجل الحفاظ على الوحدة الوطنية للبلاد وأمنها وسلامتها في إطار مبادئ المواطنة ووفق مقومات ميثاقها الوطني وثوابتها الدستورية وقوانينها الداخلية، وبما يكرس ممارسة الحريات الفردية والجماعية بروح المسؤولية وفي نطاق التلازم لكامل بين الحقوق وواجبات المواطنة. واستعرضت الصحيفة الزيارات المتبادلة للوفود الرفيعة المستوى بالبلدين، مبرزة مختلف الإصلاحات الهيكلية والقطاعية التي شهدها الاقتصاد المغربي بتوجيهات ملكية سامية، واعتماد المغرب لمقاربة تشاركية منفتحة، بمساهمة كل الفاعلين والمتدخلين من القطاعين العام والخاص.
ولم يفت الصحيفة البحرينية إبراز حدث انعقاد القمة الخليجية - المغربية الأولى، خلال أبريل الماضي في الرياض، مشيرة إلى أنها شكلت مناسبة لإعطاء دفعة جديدة للشراكة الإستراتيجية بين الجانبين، كما عكست الإرادة الملكية القوية لإضفاء طابع منتظم ومؤسساتي عن هذه الشراكة. وأوضحت أن هذه الشراكة تعززت بالبعد التشاركي على المستوى الثنائي من منطلق تراكمات التعاون مع الدول الخليجية الست وعمق روابط الأخوة والتضامن في ما يتعلق بحماية المصالح الحيوية المشتركة والدفاع عن وحدة الدول وسيادتها الوطنية والتصدي للتهديدات والمخاطر المحدقة بالمنطقة العربية والمواجهة الحازمة للتدخلات والتهديدات الخارجية.
جهة الرباط، سلا، القنيطرة.. أوراش كبرى ومشاريع مهيكلة واعدة تضع الجهة على درب تحقيق إقلاع اقتصادي قوي
انخرطت جهة الرباط، سلا، القنيطرة في سلسلة من الأوراش الكبرى والمشاريع المهيكلة الواعدة التي تروم تعزيز إشعاعها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي وبعث دينامية سوسيو اقتصادية بشكل يعزز البعد السياحي للجهة ويسهم في خلق فرص شغل جديدة. ويعد البرنامج المندمج للتنمية الحضرية لمدينة الرباط (2014- 2018 ) "الرباط مدينة الأنوار، عاصمة المغرب الثقافية"، الذي أعطى انطلاقته صاحب الجلالة الملك محمد السادس باستثمارات تفوق 18 مليار درهم أحد المشاريع المهيكلة الكبرى التي من شأنها تحقيق تنمية حضرية وسياحية لعاصمة المملكة.
وتفعيلا لهذا البرنامج، عرفت عاصمة المملكة، خلال سنة 2015، إطلاق مشاريع طموحة من قبل جلالة الملك، تهم في مجملها التهيئة الحضرية وتستجيب لإشكاليات الحركية والتنقل داخل مدينة الرباط وضواحيها، بما يساهم في تحسين ظروف عيش الساكنة المحلية.
وتهم هذه المشاريع، التي تشكل جزءا من البرنامج المندمج للتنمية الحضرية لمدينة الرباط، إعادة تهيئة الطريق المدارية الحضرية رقم 1 الرابطة بين الطريق السيار الدارالبيضاء- الرباط والطريق السيار الرباط- فاس، وإنجاز الطريق الحضرية رقم 2 الرابطة بين مدينتي الرباط وسلا، وطمر أربعة خطوط للضغط المرتفع زعير- أكدال، وتهيئة شارع عبد الرحيم بوعبيد. وستساهم هذه الأوراش، التي تعكس حرص جلالة الملك على تمكين العاصمة من ولوجيات جديدة وتعزيز بنياتها الطرقية، في تخفيف الازدحام الذي تعاني منه المدينة، وتحسين السلامة الطرقية، إلى جانب أثرها الإيجابي على البيئة، لاسيما عبر خفض معدل تلوث الهواء والتخفيف من حدة الضوضاء.
وتندرج هذه المشاريع ضمن أهداف هذا البرنامج الطموح الذي يروم صيانة وتثمين التراث الثقافي والحضاري للرباط، والمحافظة على المساحات الخضراء والمحيط البيئي للمدينة، وتحسين الولوج للخدمات والتجهيزات الاجتماعية للقرب ودعم الحكامة الجيدة، وحماية وتأهيل النسيج العمراني.
كما يتوخى البرنامج المندمج للتنمية الحضرية لمدينة الرباط، الذي رصدت لإنجازه اعتمادات مالية هامة، تعزيز وتحديث تجهيزات قطاع النقل الطرقي والسككي وتطوير الحركية الاقتصادية والتجارية ودعم القطاعات المنتجة، وتعزيز وتقوية البنية التحتية والشبكة الطرقية.
ويعد برنامج التأهيل الحضري المندمج لمدينة سلا الذي أعطى انطلاقته صاحب الجلالة الملك محمد السادس في فبراير 2014، واحدا من عدة مشاريع تنموية تروم تطوير النسيج الحضري لمدن المملكة بشكل متناسق ومتوازن.
ويسعى هذا البرنامج الممتد على مدى ثلاث سنوات ( 2014/2016) إلى جعل المدينة أحد الأقطاب الحضرية الكبرى عبر إدماج النسيج الحضري العتيق في الدينامية السوسيو-اقتصادية التي تعرفها المدينة.
ويرتكز هذا المشروع التنموي التشاركي الذي رصدت له استثمارات بقيمة مليار و38 مليون درهم، على محاور رئيسية تتمثل في تأهيل المدينة العتيقة لسلا، وتأهيل الفنادق والإقامات العتيقة، وترميم المآثر التاريخية، ومعالجة الدور الآيلة للسقوط، وتهيئة الكورنيش والطريق الساحلية، وتأهيل الطرق ومداخل الجهة الشمالية والمنشآت الرياضية، وتهيئة طريق القنيطرة، وتأهيل الأحياء الناقصة التجهيز.
ويروم المخطط الإستراتيجي للتنمية المندمجة والمستدامة لإقليم القنيطرة (2015- 2020)، الذي رصد له غلاف مالي تناهز قيمته 4ر8 مليار درهم، والقائم على مقاربة مجددة من حيث أفقية واندماج وانسجام التدخلات العمومية، مواكبة النمو الحضري والديمغرافي الذي يشهده الإقليم، وتعزيز موقعه الاقتصادي، وتحسين إطار عيش ساكنته، والحفاظ على منظومته البيئية.
ولا يقتصر هذا المخطط الإستراتيجي، على عاصمة الإقليم فحسب، بل مختلف المكونات الترابية لهذا الأخير. حيث يقوم على خمسة محاور رئيسية، هي مخطط التنمية الحضرية المندمجة والمستدامة لمدينة القنيطرة، ومخطط التنمية الحضرية المندمجة والمستدامة لمدينة سوق الأربعاء الغرب، ومخطط التنمية المندمجة والمستدامة للوجهتين الشاطئيتين المهدية ومولاي بوسلهام، ومخطط دعم التنمية المندمجة للجماعات القروية بإقليم القنيطرة (عرباوة، للا ميمونة، سيدي علال التازي، المكرن، أولاد سلامة، سوق الثلاثاء الغرب، سيدي محمد لحمر، بنمنصور، والدلالحة)، ومخطط تأهيل وتهيئة الشبكة الطرقية بإقليم القنيطرة.
ومن شأن المشاريع التنموية المهيكلة الكبرى التي انخرطت فيها جهة الرباط، سلا ، القنيطرة، مواكبة سياسة الجهوية الموسعة، والارتقاء بالبنيات السوسيو- ثقافية والرياضية بالجهة، وتعزيز البنية الطرقية، وتحسين مؤشرات التنمية البشرية، وتعزيز الجاذبية السياحية للمنطقة، وجعلها أحد الأقطاب الحضرية الكبرى.
(ومع-25/07/2016)
صحيفة بحرينية: "المغرب تاريخ وملحمة كفاح وإخلاص وولاء"
أكدت صحيفة (أخبار الخليج) البحرينية، يوم الأحد، أن "المغرب ليس أرضا وشعبا، ولا وطنا ومجتمعا فقط.. المغرب تاريخ وملحمة كفاح وإخلاص وولاء، وتضحيات ووفاء، للحاضر والمستقبل".
وأبرزت الصحيفة في مقال بمناسبة عيد العرش المجيد، تحت عنوان "مغرب محمد السادس.. وطن النماء والولاء"، أن "هذه المناسبة تمثل حدثا وطنيا غزير الدلالات، كثير المعاني، جعلت الشعب المغربي في قلب الأسرة الملكية، مثلما يعيش الشعب المغربي في قلب هذه الأسرة الكريمة".
وأوضح الكاتب الصحفي محميد المحميد أن الخيارات الإستراتيجية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس منذ توليه العرش ، تمثلت في "دولة القانون، وحقوق الإنسان، والوحدة الوطنية، والتعليم، والمجتمع المدني الحداثي، وزيادة العمل والاقتصاد، وحقوق المرأة، وصون التراب المغربي"، مبرزا أنها الثوابت المغربية الراسخة التي "أثمرت العديد من الإنجازات والمكتسبات، ولا تزال تواجه العديد من التحديات والتطورات، ولكنها قادرة على تجاوزها بحكمة ملكها وولاء شعبها المخلص". وأشار كاتب المقال إلى أن إنجازات وإسهامات المملكة المغربية كثيرة وعديدة، على المستوى المحلي والخارجي، وعلى مستوى العلاقات العربية والدولية، وحتى الإفريقية منها، والتي شهدت هذا العام طلب عودة المغرب للاتحاد الإفريقي.
كما شهد هذا العام، تضيف الصحيفة، عقد القمة الخليجية المغربية في الرياض، التي أكدت عمق العلاقات ودعم التعاون المشترك وفتح آفاق واسعة للعمل العربي في ظل التطورات والمستجدات والتحديات التي تشهدها المنطقة.
وأردفت (أخبار الخليج) أن "العلاقة البحرينية المغربية تعد أنموذجا رفيعا للتعاون والتكامل، وتكاد تكون متطابقة متشابهة في مواقف وأمور ومجالات عديدة، بفضل القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وأخيه صاحب الجلالة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية الشقيقة".
وأعربت الصحيفة البحرينية في ختام المقال عن "كل التهاني والتبريكات للمغرب الشقيق، ملكا وحكومة وشعبا، بمناسبة عيد العرش المجيد، مع خالص التمنيات بدوام الأمن والاستقرار، ومزيد من التطور والتقدم لمغرب محمد السادس.. وطن النماء والولاء".
(ومع-24/07/2016)
تنويع المغرب لشراكاته مع الدول الإفريقية يعكس رغبته في بناء تعاون تضامني ومنصف مع هذه الدول
اعتبر مشاركون في ندوة نظمت يوم الجمعة بالدار البيضاء حول "رؤية الملك محمد السادس للتنمية المشتركة "، أن مبادرة المغرب إلى تنويع شراكاته الاستراتيجية مع الدول الإفريقية يعكس رغبته في الوفاء بالتزاماته نحو هذه الدول ببناء تعاون منصف وتضامني.
وأبرز هؤلاء المشاركون، في مداخلات قدموها خلال الجلسة الثالثة من أشغال هذه الندوة التي نظمتها مجموعة (لوماتان) بمناسبة عيد العرش المجيد، أن هذه المبادرة، التي انخرط فيها المغرب تحت القيادة المتبصرة والحكيمة لجلالة الملك محمد السادس، ليست اختيارا ظرفيا أو تكتيكيا، بل هي اختيار منهجي نابع من تفكير عميق يبتغي تدعيم وتجديد وتقوية علاقات التعاون مع بلدان القارة السمراء.
وفي هذا الصدد، سجل الباحث بمعهد الدراسات الإفريقية التابع لجامعة محمد الخامس بالرباط السيد خالد الشكراوي أن المغرب حاضر بقوة بهذه الدول على الصعيد الاقتصادي خاصة ببلدان غرب ووسط إفريقيا، مشيرا إلى أن المملكة مطالبة بالانفتاح أكثر على بلدان شرق القارة، حيث إن علاقاتها مع هاته البلدان ما تزال دون مستوى التطلعات في عدة مجالات.
وأضاف أنه يتعين على المغرب العمل على استكشاف مؤهلات هذه المنطقة من إفريقيا لمعرفة إمكانياتها الاقتصادية قصد استثمارها لصالح تطوير تعاونه مع بلدان هذه المنطقة، لافتا الانتباه إلى أن البلدان الإفريقية مدعوة اليوم إلى القيام بجهود إضافية لتمتين علاقات التعاون بينها من أجل مجابهة التحديات التي تواجهها، والمرتبطة أساسا بضعف بنياتها التحتية، وخاصة في قطاع النقل البحري.
ومن جهتها استعرضت الباحثة الجامعية بشرى بنحيدة الرسائل التي تضمنتها خطب جلالة الملك محمد السادس بهذا الخصوص، والتي تبرز رؤية جلالته الحكيمة لطبيعة التعاون الذي ينبغي أن يكون قائما مع الدول الإفريقية، والذي يجب أن ينبني على شراكات استراتيجية وتنمية مشتركة.
وذكرت أنه منذ اعتلاء جلالته عرش أسلافه المنعمين، حرص جلالة الملك محمد السادس دائما على الإشارة إلى الأشقاء الأفارقة، وإلى إظهار رغبة المملكة في إرساء دعائم شراكة تضامنية تستحضر البعد الإنساني وتجعله في مقدمة أولوياتها.
وأكدت في هذا الإطار أن الأمر يتعلق برؤية ملكية رشيدة وذكية، تولي عناية فائقة ليس فقط للتنمية الاقتصادية، بل تجعل من الاستقرار والأمن داخل القارة من مرتكزاتها الرئيسية.
وإضافة إلى هذه الجلسة، التي تناولت موضوع "تنويع الشراكات لمضاعفة فرص التنمية المشتركة"، ناقش المشاركون في الجلستين الأولى والثانية موضوعي "معنى جديد للتعاون جنوب/جنوب"، و"المبادرات المحلية .. محفز ملموس للتنمية البشرية".
وتوخت هذه الندوة، التي عرفت مشاركة شخصيات بارزة من عالم السياسة والاقتصاد والإعلام من داخل المغرب وخارجه، تحليل الرؤية الملكية في مجال التنمية المشتركة، التي تشكل العمود الفقري لفلسفة صاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل مسيرة هادئة وثابتة نحو مستقبل أفضل بالنسبة لكافة بلدان الجنوب، وتقديم قراءة علمية على ضوء الرهانات الجيو سياسية والجيو اقتصادية الجديدة التي تميز الساحة الدولية في السياق الحالي.
المغرب أسس لتعاون نموذجي مع بلدان القارة الإفريقية يجعل الإنسان في قلب التنمية الاقتصادية
أكد المشاركون في الجلسة الثانية من ندوة "رؤية الملك محمد السادس للتنمية المشتركة"، التي تنظمها مجموعة (لوماتان) بمناسبة عيد العرش المجيد، أن المغرب استطاع تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس أن يؤسس لتعاون نموذجي مع بلدان القارة الإفريقية يجعل الإنسان في قلب التنمية الاقتصادية.
وأبرز المتدخلون، في هذه الجلسة التي ناقشت موضوع "المبادرات المحلية .. محفز ملموس للتنمية البشرية"، أن التجربة والخبرة التي راكمها المغرب في مجال التنمية البشرية خولت له أن يكون مرجعا ونموذجا يحتذى به على المستوى القاري، بإدماجه البعد الاجتماعي في مشاريع التنمية الاقتصادية عبر مشاريع لها القدرة على خلق الثراوت والنهوض بالأوضاع الاجتماعية للساكنة المحلية، مشيرين إلى أن رؤية جلالة الملك للتعاون جنوب/جنوب تنطلق من مقاربة أساسية تقوم على الجمع بين مفهومي التنمية المشتركة والتنمية البشرية المستدامة.
وأضافوا أن المغرب طالما عبر عن استعداده للمساهمة في تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية بالقارة الإفريقية، وهو ما أكدته زيارات صاحب الجلالة الملك محمد السادس لعدد من البلدان الإفريقية، مرفوقا بعدد كبير من المسؤولين المغاربة من مختلف القطاعات، رغبة من جلالته في إفادة البلدان الإفريقية من التجربة التنموية المغربية، ومواكبة هذه البلدان ومساعدتها على وضع مخططات تنموية تلائم احتياجاتها الاجتماعية والاقتصادية.
واستعرضوا، بهذه المناسبة، مجموعة من المبادرات التي أطلقها المغرب من أجل تعزيز تعاونه مع بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، خاصة في قطاعات الصناعة والزراعة والصحة والتعليم وتكوين الأطر والسكن والبنيات التحتية، مشيدين بالتجربة التي راكمتها الأبناك المغربية في توسعها على الصعيد الإفريقي إلى جانب عدد من المقاولات، مما يشكل بالنسبة إليهم تجربة رائدة يمكن أن تعمم لتشمل أيضا المقاولات الصغرى والمتوسطة والصغيرة جدا في أفق بناء تعاون اقتصادي واجتماعي منصف، يتيح تقاسم الخبرات والثروات معا.
وشارك في تنشيط هذه الندوة كل من الباحث الجامعي عبد الخالق التهامي، وعميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالدار البيضاء، وعبدو ديوب رئيس لجنة إفريقيا وجنوب جنوب بالاتحاد العام لمقاولات المغرب، ويوسف الرويسي المدير العام المساعد لبنك التمويل والاستثمار.
تجدر الإشارة إلى أن برنامج الندوة تضمن عقد ثلاث جلسات تناولت إلى جانب محور "المبادرات المحلية .. محفز ملموس للتنمية البشرية"، موضوعي "معنى جديد للتعاون جنوب/جنوب"، و"تنويع الشراكات لمضاعفة فرص التنمية المشتركة".
وتتوخى هذه الندوة تحليل الرؤية الملكية في مجال التنمية المشتركة، التي تشكل العمود الفقري لفلسفة صاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل مسيرة هادئة وثابتة نحو مستقبل أفضل بالنسبة لكافة بلدان الجنوب، وتقديم قراءة علمية على ضوء الرهانات الجيو سياسية والجيو اقتصادية الجديدة التي تميز الساحة الدولية في السياق الحالي.
نائب رئيس الوزراء البرتغالي الأسبق: المغرب شريك استراتيجي من أجل الاستقرار والازدهار في المنطقة
أكد باولو بورتاس، نائب رئيس الوزراء البرتغالي ووزير الخارجية الأسبق، اليوم الجمعة بالدار البيضاء، أن المغرب يعد شريكا استراتيجيا من أجل الاستقرار والازدهار في المنطقة، بفضل السياسة التي ينهجها جلالة الملك محمد السادس.
وقال السيد بورتاس، في تدخل خلال جلسة عقدت حول موضوع "مفهوم جديد للتعاون جنوب/جنوب" انعقدت في إطار ندوة "رؤية الملك محمد السادس للتنمية المشتركة"، التي تنظمها مجموعة (لوماتان) بمناسبة عيد العرش المجيد، إن المغرب يشكل قوة لا محيد عندها في إفريقيا بفضل السياسة المتنورة التي ينهجها جلالة الملك محمد السادس الذي طرح من خلال خطاباته القضايا الجوهرية من أجل التنمية في القارة السمراء.
وفيما يتعلق بالجانب الاقتصادي، قال المسؤول البرتغالي الأسبق إن المملكة أصبحت ثاني مستثمر وثاني محطة مالية بإفريقيا بحضور قوي في السوق الإفريقية خاصة في منطقة غرب إفريقيا التي تتوفر على إمكانيات مهمة، مسجلا أن تدبير المالية العمومية والسياسات الماكرو-اقتصادية توجد أيضا في وضعية إيجابية مقارنة مع بلدان أخرى بالمنطقة.
وأشاد السيد بورتاس، من جهة أخرى، بسياسة تعميم التعليم الرامية إلى ضمان حق المواطنين في الولوجية لهذه الخدمة الاجتماعية خاصة بالنسبة لفئة الشباب من أجل التصدي للجماعات المتطرفة.
وينكب المشاركون في هذه الندوة على تحليل الرؤية الملكية في مجال التنمية المشتركة، التي تشكل العمود الفقري لفلسفة صاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل مسيرة هادئة وثابتة نحو مستقبل أفضل بالنسبة لكافة بلدان الجنوب.
ويتعلق الأمر بتقديم قراءة علمية على ضوء الرهانات الجيو-سياسية والجيو-اقتصادية الجديدة التي تميز الساحة الدولية في السياق الحالي.
وتتطرق هذه الندوة، التي تشارك فيها شخصيات وطنية ودولية من عالم السياسة والفكر والدبلوماسية، لثلاثة محاور تهم "معنى جديد للتعاون جنوب/جنوب" و"المبادرات المحلية .. محفز ملموس للتنمية البشرية" و"تنويع الشراكات لمضاعفة فرص التنمية المشتركة".
السيد موراتينوس : سياسة جنوب/جنوب المعتمدة من قبل المغرب تعكس حكمة وتبصر جلالة الملك محمد السادس
اعتبر السيد أنخيل ميغيل موراتينوس وزير الخارجية الإسباني الأسبق، يوم الجمعة بالدار البيضاء، أن سياسة جنوب/جنوب المعتمدة من قبل المغرب تعكس حكمة وتبصر صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وأضاف السيد موراتينوس، في تدخل خلال انعقاد ندوة "رؤية الملك محمد السادس للتنمية المشتركة"، التي تنظمها مجموعة (لوماتان) بمناسبة عيد العرش المجيد، أن جلالة الملك نجح في إرساء رؤية استراتيجية تتعلق بتفعيل التعاون جنوب/جنوب.
واعتبر أنه بفضل هذه الاستراتيجية فإن المغرب يشكل محورا استراتيجيا هاما عى المستوى الإفريقي.
وحسب السيد موراتينوس فإن المغرب عرف كيف يحافظ على موقعه باعتباره شريكا استراتيجيا لأوروبا، مع تطويره، في الوقت ذاته، لتعاون نموذجي مع القارة الإفريقية في إطار علاقات رابح/رابح.
وقال، في هذا الصدد، "يمكننا الحديث عن نموذج مغربي في مجال التنمية المشتركة والتعاون".
وفي سياق متصل، أبرز أهمية الإنجازات والأوراش الكبرى التي شهدتها المملكة تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وينكب المشاركون في هذه الندوة على تحليل الرؤية الملكية في مجال التنمية المشتركة، التي تشكل العمود الفقري لفلسفة صاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل مسيرة هادئة وثابتة نحو مستقبل أفضل بالنسبة لكافة بلدان الجنوب.
ويتعلق الأمر بتقديم قراءة علمية على ضوء الرهانات الجيو-سياسية والجيو-اقتصادية الجديدة التي تميز الساحة الدولية في السياق الحالي.
وتتطرق هذه الندوة لثلاثة محاور تهم "معنى جديد للتعاون جنوب/جنوب" و"المبادرات المحلية .. محفز ملموس للتنمية البشرية" و"تنويع الشراكات لمضاعفة فرص التنمية المشتركة".
السيدة رشيدة داتي: انخراط المغرب في التنمية المشتركة داخليا وخارجيا هو سر قوة العمل الذي يقوم به جلالة الملك
أكدت النائبة الأوروبية السيدة رشيدة داتي ، اليوم الجمعة بالدار البيضاء ، أن انخراط المغرب في التنمية المشتركة ، على المستويين الداخلي والخارجي ، هو سر قوة العمل الذي يقوم به صاحب الجلالة الملك محمد السادس .
وأوضحت، في مداخلة خلال افتتاح ندوة "رؤية الملك محمد السادس للتنمية المشتركة "، التي تنظمها مجموعة (لوماتان) بمناسبة عيد العرش المجيد ، أن الأمر يتعلق بتغيير حياة شعب، علاوة على مواكبة شعوب أخرى.
واعتبرت في هذا السياق ، أن جلالة الملك ، الذي هو" سليل إرث أصيل "، يعمل بخطوات ثابتة، على بناء بلد تحول إلى ركيزة أساسية على مستوى القارة الإفريقية .
وحسب السيدة داتي ، التي سبق لها أن شغلت منصب وزيرة العدل الفرنسية ، " فإنه يتعين أن يحظى المغرب بكل ثقتنا ، وثقة كل البلدان التي تقيم معه علاقات تعاون " .
وفي سياق متصل ، أبرزت السيدة داتي، أن العمل الذي يقوم به المغرب هو ثمرة تاريخ طويل ، واختيارات استراتيجية ، ورؤى طموحة عمادها الإنسان .
وينكب المشاركون في هذه الندوة على تحليل الرؤية الملكية في مجال التنمية المشتركة، التي تشكل العمود الفقري لفلسفة صاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل مسيرة هادئة وثابتة نحو مستقبل أفضل بالنسبة لكافة بلدان الجنوب .
ويتعلق الأمر بتقديم قراءة علمية على ضوء الرهانات الجيو سياسية والجيو اقتصادية الجديدة التي تميز الساحة الدولية في السياق الحالي.
وتتطرق هذه الندوة لثلاثة محاور تهم " معنى جديد للتعاون جنوب-جنوب"و "المبادرات المحلية .. محفز ملموس للتنمية البشرية " و" تنويع الشراكات لمضاعفة فرص التنمية المشتركة ".
الأسمدة المغربية في خدمة الفلاحة الإفريقية .. أو تحقيق الأمن الغذائي في إطار التعاون جنوب-جنوب
مع مرور الأيام يتعزز التعاون المغربي الإفريقي في شتى المجالات، كنتيجة حتمية لتوجه جديد نحو القارة الإفريقية، والذي ضاعف المغرب في إطاره من مجهوده التنموي كي يغطي مجالات مختلفة، منها الفلاحة التي بدأت فعليا في الاستفادة من الأسمدة المغربية،التي توفرها وحدات الإنتاج بالجرف الأصفر. فبعد تدشين صاحب الجلالة الملك محمد السادس لمركب لإنتاج الأسمدة المخصصة بكاملها للقارة الإفريقية (أفريكا فيرتيلايزر كومبليكس بالجرف الأصفر، في بداية السنة الجارية، يكون قطار تنمية الفلاحة الإفريقية قد انطلق فعليا بالاعتماد على مؤهلات المغرب وجهد موارده البشرية، التي راكمت خبرة كبيرة في إنتاج الأسمدة التي تتلاءم مع الزراعات والأراضي بمختلف بلدان المعمور.
وبعد الزيارات الملكية المتتالية لعدد من بلدان القارة، والتي توجت بإبرام شراكات ذات طابع تنموي تضامني مع هذه البلدان، شرع المغرب مباشرة في تنفيذ مضامين هذه الشراكات في شتى المجالات، ولعل مركب (أفريكا فيرتيلايزر كومبليكس) الذي شيد بغاية إنتاج مليون طن من الأسمدة سنويا، يشكل أحد أوجه هذا الجهد التنموي المشترك، الذي يجعل المغرب وفيا لجذوره الإفريقية.
وحسب معطيات تقنية ورقيمة لمجموعة المكتب الشريف لفوسفاط، فإن أنشطة هذا المركب المندرج في إطار تعزيز التعاون جنوب- جنوب، تركز على إنتاج أسمدة تتلاءم مع الزراعات والأراضي الفلاحية الإفريقية، وذلك بهدف تطوير أداء الفلاحين الأفارقة وتحسين مستوى الأمن الغذائي بالقارة.
ويشكل هذا المركب تجسيدا جديدا لالتزام جلالة الملك من أجل تعاون جنوب-جنوب، وحرص جلالته على دعم مبادرات الابتكار والتنمية المستدامة لمجموعة المكتب الشريف لفوسفاط وشركائها الأفارقة، ومصاحبة استراتيجيتها الصناعية، ومن تم، تعزيز ريادة المملكة المغربية في السوق العالمية للفوسفاط.
ويروم مركب إفريقيا للأسمدة، الذي تم إنجازه تنفيذا للتعليمات الملكية، مصاحبة نمو الأسواق الإفريقية عبر تزويدها الدائم والمنتظم بالأسمدة بمختلف أصنافها.
ويتألف هذا المركب الجديد، الذي تطلب إنجازه استثمارا قيمته 5,3 مليار درهم، من وحدة للحامض الكبريتي (1,4 مليون طن/ سنة )، ووحدة للحامض الفوسفوري (450 ألف طن/ سنة)، ووحدة للأسمدة (مليون طن معادل ثنائي فوسفاط الأمونيوم/ سنة)، ووحدة مركزية كهرو- حرارية بقدرة 62 ميغاوات، ومختلف البنيات الخاصة بالتخزين، والتي بوسعها استقبال 200 ألف طن من الأسمدة.
وحسب هذه المعطيات الرقمية، فإن " أفريكا فيرتيلايزر كومبليكس"، الذي ساهم في إحداث 1,35 مليون يوم عمل خلال مرحلة البناء، من المقرر أن يحدث ما مجموعه 380 منصب شغل خلال مرحلة الاستغلال.
ويكتسي الشق البيئي في المشروع أهمية كبيرة، حيث تم تزويد وحدة إنتاج الحامض الكبريتي بنظام استرجاع الحرارة " آش. إر. إس"، والذي يعمل على استرجاع الطاقة الناتجة عن الحامض الساخن، مما يسمح للمركب بإنتاج طاقة كهربائية إضافية تصل قوتها إلى 9 ميغاوات، وتخفيض استهلاك مياه البحر ب 3000 متر مكعب في الساعة، والتي توافق استهلاك الطاقة الناجمة عن ضخ 1 ميغاواط.
وينضاف إلى هذه الابتكارات، نظام استرجاع الطاقة الصادرة عن المداخن على مستوى وحدة الأسمدة (استرجاع الحرارة المنبعثة من الغاز)، والذي يقوم على استعمال الغازات المنبعثة من مدخنة وحدة الأسمدة، في عملية تبخر الأمونياك عوض استعمال البخار متوسط الضغط.
وفي المجال البيئي أيضا، تم إنشاء وحدة جديدة لمعالجة المياه العادمة بغاية الاستجابة للمعايير الدولية واحترام الالتزامات التي تعهدت بها مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط خلال دراسة الأثر البيئي، وذلك من أجل مراقبة النفايات السائلة قبل تفريغها في الوسط البحري.
ويؤكد إنجاز هذ المركب، الذي يندرج في إطار التعاون المغربي الإفريقي، الذي يوليه جلاله الملك عناية خاصة، عزم المغرب على إرساء علاقات سمتها النجاعة والفعالية والمصداقية مع البلدان الإفريقية، حيث سيمكن المملكة من تكريس ريادة ذكية في السوق العالمية للفوسفاط والمنتوجات المشتقة، والتي أضحت تقوم على معايير الإنتاجية والمردودية، ولاسيما على مقاربة الاستدامة.
وتجدر الاشارة إلى أن إنجاز هذه الوحدة، يتماشى مع الإستراتيجية الاستثمارية الطموحة لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، التي تهدف إلى تعزيز مكانتها في السوق العالمي للأسمدة، من خلال رفع قدرتها الإنتاجية من 4,5 مليون طن سنويا في 2010، إلى 8 مليون طن سنويا في 2014، إلى 12 مليون طن سنويا بحلول 2017.
وبشكل عام ، فإن التعاون المغربي الإفريقي الذي كان يغطي مجالات لها علاقة بالأبناك والطاقة والبنيات التحتية والشأنين الديني والاجتماعي، أصبح بفضل التوجه المغربي الجديد، يغطي مجالات أخرى لتعزيز التنمية الشاملة بالقارة، والتي لا يمكن أن تكتمل بدون الفلاحة التي يشتغل بها جل الأفارقة وتحقق الأمن الغذائي لساكنة القارة.
مدير هيئات تحرير مجموعة لوماتان: المغرب يخطو خطوات هامة في كل المجالات بفضل السياسة الحكيمة لجلالة الملك
أكد مدير هيئات تحرير مجموعة لوماتان السيد عمر الذهبي، يوم الجمعة بالدار البيضاء، أن المغرب يخطو خطوات هامة في كل المجالات، بفضل السياسة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس .
وقال السيد الذهبي في كلمة خلال انعقاد ندوة "رؤية الملك محمد السادس للتنمية المشتركة "، التي تنظمها مجموعة (لوماتان) بمناسبة عيد العرش المجيد ، إن المغرب يشهد تطورا على كل المستويات، مشيرا إلى أن هذا التطور أشبه بثورة تعمل على الدفع بالأمور بسرعة لم يسبق لها مثيل في تاريخ المغرب .
واعتبر أن هذه الثورة ، المؤطرة بتفكير ومخططات، لها تفسير واحد يتمثل في الإعداد لمستقبل أفضل بالنسبة للمواطنين المغاربة ، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن هذه الثورة، التي لم تأت اعتباطا، تعد خارطة طريق مضبوطة وتحظى بالمتابعة منذ 17 سنة .
وقال في هذا السياق " لدينا قائد يحظى بالثقة، والدعم المطلق والانخراط التام من جانب كل المواطنين. وهذا هو سر قوة المملكة المغربية "، مبرزا في هذا الصدد أن ريادة جلالته تتمثل أيضا في أنه ذهب أبعد من تحسين الوضع الحالي إلى الإعداد للمستقبل .
وفي معرض تطرقه للجانب الاقتصادي، أوضح السيد الذهبي، أن جلالة الملك عمل، منذ جلوسه على عرش أسلافه المنعمين، على وضع بلده ضمن خارطة الاقتصاد العالمي، وذلك من خلال السير نحو بلورة أسس البناء الضروري لكل اقتصاد قوي وتنافسي، خاصة في الشق المتعلق بالبنيات التحتية .
واعتبر أن هذا التوجه مكن المغرب من سياسة حقيقية تروم تنمية الرأسمال البشري، وتساهم في تصالح المواطن مع محيطه ، وفي إعداد الشباب لمهن المستقبل، علاوة على إدماج المرأة في الحياة النشيطة، دون نسيان محاربة الأمية والهدر المدرسي .
وينكب المشاركون في هذه الندوة على تحليل الرؤية الملكية في مجال التنمية المشتركة، التي تشكل العمود الفقري لفلسفة صاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل مسيرة هادئة وثابتة نحو مستقبل أفضل بالنسبة لكافة بلدان الجنوب .
ويتعلق الأمر بتقديم قراءة علمية على ضوء الرهانات الجيو سياسية والجيو اقتصادية الجديدة التي تميز الساحة الدولية في السياق الحالي.
وتتطرق هذه الندوة لثلاثة محاور تهم " معنى جديد للتعاون جنوب-جنوب"و" المبادرات المحلية .. محفز ملموس للتنمية البشرية " و" تنويع الشراكات لمضاعفة فرص التنمية المشتركة ".
السيد يوسف العمراني: رؤية جلالة الملك من أجل التنمية المشتركة نابعة من التزام جلالته الراسخ بتعزيز وتطوير التعاون جنوب-جنوب
اعتبر السيد يوسف العمراني، مكلف بمهمة بالديوان الملكي، والوزير المنتدب السابق في الشؤون الخارجية والتعاون، اليوم الجمعة بالدار البيضاء، أن رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل التنمية المشتركة، نابعة من التزام جلالته الراسخ بتعزيز وتطوير التعاون جنوب-جنوب .
وقال السيد العمراني في كلمة خلال ندوة " رؤية الملك محمد السادس من أجل التنمية المشتركة " ، التي تنظم بمبادرة من مجموعة (لوماتان) ، إن هذه الرؤية نابعة أيضا من عزم المغرب على جعل القارة التي ينتمي إليها ومواردها البشرية، في صلب اهتمامات العالم الجيوسياسية.
وأبرز في هذا الصدد ، أنه في الوقت الذي يمر فيه النظام العالمي من مرحلة إعادة تشكيل، لازالت القارة الإفريقية في مواجهة مستمرة مع تهديدات أمنية متنامية وتحديات متشابكة، من إرهاب وتطرف ديني وجريمة منظمة وتهريب بكل أنواعه والاتجار في البشر، خاصة في منطقة الساحل والصحراء.
ولفت السيد العمراني إلى أن إفريقيا ، التي تزخر بهوامش هامة للتنمية المستدامة، تتطلب وضع استراتيجيات تشاورية وتعبئة إمكانات جماعية وتطوير آليات مبتكرة، من أجل مواصلة مسيرتها الحثيثة نحو التقدم، معتمدة في ذلك على قدراتها الخاصة.
ومن هذا المنطلق، يضيف السيد العمراني ، جاء البعد الذي أعطاه جلالة الملك للرؤية الإفريقية للمملكة ، التي ترتكز على مفهومي التنمية المشتركة والتنمية البشرية المستدامة.
وأوضح في هذا السياق أن جلالة الملك أعطى للشراكة مع إفريقيا بعدا استراتيجيا جديدا، يعتمد على حوار سياسي معمق وتعاون متعدد الأشكال، يجد دعامته في" قيمنا المشتركة ".
وبعد أن أبرز أن الخطاب الملكي في أبيدجان سنة 2014، يعد مرجعيا في هذا السياق ، قال إن المغرب اليوم بصدد التأسيس لتنمية مشتركة تتحرر من كل القيود والشروط التي تطبع العلاقات بين الشمال والجنوب.
واستطرد السيد العمراني قائلا إن رؤية جلالة الملك، التي وصفها بأنها " طموحة وغير مسبوقة في إفريقيا "، تسجل قطيعة تاريخية وحاسمة مع معادلات ونماذج التعاون التقليدية، لأنها تدشن لشراكة مبنية على تنمية مشتركة ذات قيمة مضافة، أساسها خلق ثروات يتقاسمها الجميع.
وتابع أن هذه القطيعة واضحة في الرسالة التي وجهها جلالة الملك منذ أيام لرؤساء الدول الإفريقية المجتمعين بمناسبة قمة الاتحاد الإفريقي بالعاصمة الرواندية، كيغالي، والتي أعلن فيها جلالته عودة المملكة إلى كنف أسرتها المؤسسية.
وحسب المسؤول ذاته، فإن هذه الآفاق الواعدة والإيجابية التي يحملها جلالة الملك للقارة الإفريقية ، تجد ترجمتها في رؤية حقيقية تتمحور حول ثلاثة مرتكزات، تتمثل في تعزيز السلم والأمن وضرورة تحقيق نمو يعود بالنفع على الجميع .
وبشأن تعزيز السلم والأمن ، قال السيد العمراني إن "المغرب يرى أنه لا يمكن تحقيق التنمية دون أمن، والعكس صحيح"، مشيرا إلى أن تحقيق التنمية البشرية في إفريقيا رهين بتعزيز السلم والاستقرار والأمن في كل مناطق القارة ، ودعم الديمقراطية وتشجيع المسار التشاركي وتطبيق مبادئ الحكامة الجيدة ، وكذا احترام سيادة الدول ووحدتها الترابية وتماسكها الاجتماعي ، وحل النزاعات بالسبل السلمية والتوافقية المبنية على احترام مبادئ حسن الجوار والأخوة.
وذكر في هذا السياق بانخراط المغرب في عمليات حفظ السلام التي تشرف عليها الأمم المتحدة من أجل دعم استقرار دول إفريقية شقيقة (كوت ديفوار، جمهورية الكونغو الديموقراطية، جمهورية إفريقيا الوسطى...)، أو في وساطات ( منطقة نهر مانو، ومؤخرا في ليبيا وفي مسلسل إعادة إعمار غينيا وفي مالي...) .
وفي سياق متصل ، أبرز السيد العمراني أن ضرورة تحقيق نمو يتقاسمه الجميع، تماشيا مع الرؤية الإفريقية لجلالة الملك ، تنبع من "قناعتنا بأن تحقيق هذا النمو لا يكتمل إلا إذا كان جماعيا، خاصة وأن قارتنا تتوفر على الموارد اللازمة لتحقيق إقلاعها الاقتصادي والاستجابة لحاجيات شعوبها وتطلعاتهم ".
وبناء عليه ، يضيف السيد العمراني ، يتعين على إفريقيا أن تتولى زمام أمورها وأن " تضع ثقتها في إفريقيا"، كما قال صاحب جلالة الملك محمد السادس، وتتجاوز معيقات تنميتها الاقتصادية والاجتماعية وتتمكن من خلق مناصب شغل لشبابها، الذي يعد القوة الحقيقية لنمو القارة.
وفي هذا السياق، أصبح من الضروري أن تنخرط القارة في مسلسل تعزيز الإصلاحات الجارية وعصرنة اقتصاداتها، يقول السيد العمراني ، وذلك من أجل بزوغ إفريقيا متحررة من عقدها ، وقادرة على التكيف مع الآثار المصاحبة لمد العولمة.
وأردف قائلا "إنه علاوة على الحوافز الاقتصادية للنمو، تضع الرؤية الملكية لتعزيز دينامية التنمية المشتركة ، في صلب اهتماماتها رفاهية وكرامة المواطن، التي تحضر في كل ما يشرف جلالة الملك على إنجازه" ، مبرزا أن الأمر يتعلق هنا بتنمية مشتركة متوازنة وعادلة لا تفرق بين المشاريع الكبرى والصغرى، بل تهتم حصرا بأثر هذه المشاريع على التنمية الاجتماعية والبشرية .
وفي معرض تطرقه للشق المتعلق بتضامن المغرب مع البلدان الإفريقية ، أكد السيد العمراني ، أن المغرب يستقبل حاليا أكثر من 8000 طالب جامعي داخل مؤسساته التعليمية، ينحدرون من 42 بلدا إفريقيا ويستفيد منهم 6500 طالب من منح دراسية .
وشدد على أن هذا التضامن يبرز كذلك من خلال أشكال أخرى من التعاون المبنية على المكتسبات التاريخية، ومنها الروابط الحضارية والروحية العريقة، التي تتمثل في الأهمية الخاصة التي يوليها المغرب لتأهيل المرشدات والمرشدين الدينيين، من خلال مؤسسة محمد السادس لتكوين الأئمة الأفارقة، والتي وضعت برامج للتكوين الديني تهدف لتلقين مبادئ الوسطية وتحصين القارة، وخاصة شبابها، ضد نزوعات التطرف والانطوائية.
وفي المجال البيئي ، ذكر السيد العمراني بأن الرؤية الملكية تركز على التنمية المشتركة المستدامة ذات البعد البيئي ، إدراكا من جلالته لآثار التغيرات المناخية المدمرة على البيئة والتنمية والأوضاع الاجتماعية للسكان ، وهو ما جعل المغرب يحرص على إيلاء الأهمية اللازمة للعوامل البيئية ( الطاقات المتجددة، احترام البيئة...) والقضايا المرتبطة بالأمن الغذائي.
وبشأن العلاقة بين إفريقيا وأوروبا، دعا السيد العمراني الشركاء الأوروبيين إلى إعادة النظر في استراتيجيتهم تجاه إفريقيا ، وعلى الاستثمار بشكل أكبر في تنمية القارة، مؤكدا أن زمن التبعية والانتظار والجمود قد ولى، وأن إفريقيا تسير اليوم بكل تؤدة نحو مستقبل كله ثقة وأمان .
أوروبا تدافع عن المقاربة الوحدوية لتسوية نهائية للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية
بفضل دوره في استقرار المنطقة، ووتيرة التنمية المتسارعة التي تعرفها الأقاليم الجنوبية، وخصوصا عدم جدوى المشروع الانفصالي الذي ترعاه الجزائر، عن طريق البوليساريو، كلها عوامل تجعل أوروبا تدافع عن المقاربة الوحدوية من أجل تسوية نهائية للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
ويقوم وفد من النواب الأوروبيين، الذي زار مؤخرا الأقاليم الجنوبية واطلع على التطور الذي عرفته هذه القضية على أرض الواقع، اليوم بحملة داخل الاتحاد الأوروبي من خلال النزول بثقله الدبلوماسي والاقتصادي من أجل اتخاذ مبادرة تدعم الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب والذي يشكل الحل التوافقي الأفضل والمقبول لتسوية هذا النزاع المفتعل.
فالنواب الأوروبيين مقتنعون اليوم أكثر من أي وقت مضى بأن المغرب يعتبر البلد المستقر الوحيد في المنطقة. ويشكل استقراره أيضا ضمانة لأمن أوروبا وحصنا ضد التطرف.
وفي رأي النائب الأوروبي، جيل بارنيو، والذي يتقاسمه عدد من النواب الأوروبيين، فإن المبادرة المغربية للحكم الذاتي تعد " الحل الوحيد المستدام " للنزاع في الصحراء.
واعتبر النائب الأوروبي، والذي دعا في مناسبات مختلفة المجموعة الدولية إلى " التحرك في هذا الاتجاه ومواجهة الحقيقة " أن مخطط الحكم الذاتي الذي اقترحته المملكة في 2007 هو " الحل المستدام الوحيد " لهذا النزاع الإقليمي.
ففي تصريح أدلى به مؤخرا بمناسبة الزيارة التي قام بها للأقاليم الجنوبية مرفوقا بنواب أوروبيين آخرين، حذر السيد بارنيو من خطر الاضطراب الذي يخيم على منطقة الساحل والصحراء في علاقته مع تناسل بؤر التوتر وتورط عدد من الشباب الصحراوي من مخيمات تندوف في الإرهاب.
كما دق ناقوس الخطر بخصوص تداعيات التفكك الاجتماعي والاقتصادي والذي يدفع بالعديد من الشباب إلى التطرف والإرهاب، مذكرا في هذا الصدد بأن وزير الشؤون الخارجية المالي السابق أكد شخصيا وجود شباب منحدرين من مخيمات تندوف من بين الإرهابيين الذين يقاتلون في شمال بلاده.
كما يجب التأكيد في هذا الصدد على أن أطروحة الانفصاليين فقدت جاذبيتها بالكامل. فالتظاهرات الأخيرة التي نظمت من قبل البوليساريو والآلة الدبلوماسية الجزائرية المعادية للمغرب لم تنجح في استقطاب إلا عددا قليلا ممن يعاودهم الحنين إلى فترة مر عليها الزمن. هذه النتيجة يجتر مرارتها الانفصاليون فيما بينهم ومع من يدعمونهم.
تراجع الأطروحة الانفصالية كان أيضا بفضل الانتصارات السياسية التي حققها المغرب بفضل دينامية دبلوماسيته، القوية بعدالة قضيتها الوطنية ومصداقيتها كرائد إقليمي وعامل أساسي للاستقرار في منطقة جنوب المتوسط.
وتزكي هذه الانتصارات الموجة الغير مسبوقة لسحب الاعتراف ب"الجمهورية الصحراوية" المزعومة، خاصة في أمريكا اللاتينية وإفريقيا والدعم الواضح لعدد من البلدان النافذة على الساحة الدولية من أجل حل سياسي لهذا النزاع المفتعل في إطار الحكم الذاتي الموسع الذي اقترحته المملكة.
فالمجموعة الدولية أكثر وعيا اليوم بالطابع الجدي للمشروع المغربي ومصداقيته وطموح المملكة من أجل هذه المنطقة العزيزة على جميع المغاربة والذي بدأت تظهر أولى نتائجه على ظروف عيش المواطنين.
كما أن وعي المجموعة الدولية تعزز أكثر بسبب الظروف الغير إنسانية التي يعيش فيها مئات المغاربة المحتجزين في مخيمات تندوف فوق التراب الجزائري وشباب بدون مستقبل مما يجعلهم يفكرون في الانخراط في جماعات إرهابية و إجرامية.
هذه الساكنة المحتجزة في مخيمات تندوف تحلم بالعودة إلى بلدها المغرب.
فالمغرب وطنهم، يوفر لهم حياة كريمة، والتمدرس، والشغل، والمستقبل والحق في المشاركة في تدبير شؤونهم المحلية بشكل ديمقراطي، وخاصة إمكانية الالتحاق بذويهم ووضع حد للتفكك العائلي الذي طال أمده.
إنها الامتيازات التي تقدمها مبادرة الحكم الذاتي الموسع التي اقترحها المغرب من أجل تسوية نهائية لهذا النزاع المفتعل.
هذا الحل يستمد قوته من النماذج الكونية الأكثر نجاحا، والوحيد القادر على وضع حد للتفرقة واللجوء. وقد وصف من قبل المجموعة الدولية ب"الجدي" و"الواقعي" و"ذي المصداقية ".
وبالفعل، فإن الحكم الذاتي الموسع نموذج للتدبير غير مسبوق سيمكن الساكنة الصحراوية من ممارسة حقوقهم بشكل كامل وتدبير شؤونهم في إطار حر وديمقراطي عن طريق أجهزة تشريعية، تنفيذية وقضائية تتوفر على صلاحيات استثنائية.
وهكذا، ستكون لجهة الصحراء حكومة وبرلمانا وهيئات قضائية. كما ستتوفر على الموارد المالية الضرورية لتحقيق تنمية المنطقة في جميع المجالات وستساهم، بشكل نشيط، في الحياة الاقتصادية، والاجتماعية والثقافية للمملكة.
إنه مشروع ملموس أطلق المغرب أولى خطواته من خلال المشاريع الكبرى للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في الجهة. ويعتبر المشروع المتعدد القطاعات الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس مؤخرا بالعيون دليلا على طموح جلالته في هذه الجهة العزيزة على المملكة.
ويتعلق الأمر بنموذج جديد للتنمية في الأقاليم الجنوبية خصص له غلاف مالي بلغ 77 مليار درهم سيحدث ثورة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية للجهة من خلال دينامية تشجع على خلق مناصب الشغل وتحسين ظروف مجموع الساكنة.
كما أن المبادرة المغربية دعوة لجميع الصحراويين، في الخارج كما في الداخل، بدون استثناء إلى كتابة صفحة جديدة من تاريخ الجهة وإعطاء للعالم أجمع درسا في السلام، والديمقراطية، والمصالحة لبناء مغرب عربي موحد، سيشكل محاورا قويا أمام التكتلات الاقتصادية عبر العالم.
-رحال الطوسي-
قطاع صناعة الطيران .. المغرب يخطو بثبات ليفرض نفسه كرقم صعب ضمن الخارطة العالمية لصناعة الطيران
تسارعت خطوات المغرب لاقتحام صناعة الطيران في العالم، وأصبح خلال السنوات الأخيرة قبلة لأبرز الشركات العالمية في مجال الاستثمار في صناعة الطيران، بعد أن وفر أرضية صلبة لهذه الصناعة في ظروف تنافسية قوية، ليفرض بذلك نفسه كرقم صعب ضمن الخارطة العالمية لصناعة الطيران.
وشهد قطاع صناعة الطيران في المغرب نموا كبيرا، خاصة منذ افتتاح المحطة الصناعية المندمجة الخاصة بمهن صناعة الطيران والفضاء "ميدبارك" في 30 شتنبر من العام 2013 في منطقة النواصر قرب مدينة الدار البيضاء.
وتأتي خطط تطوير صناعة الطيران في إطار الميثاق الوطني للإقلاع الصناعي الذي تم إطلاقه في فبراير 2009، التي تسعى لخلق 200 ألف وظيفة من خلال استقطاب الشركات العالمية عبر عروض تنافسية جذابة للمستثمرين المغاربة والأجانب.
وللنهوض بهذا القطاع وإعطائه دفعة قوية، قدمت الحكومة للمستثمرين مجموعة من الحوافز الضريبية والتسهيلات لخفض تكلفة التصنيع والشحن وبرامج لتدريب الكفاءات تغطي جميع المهارات في مجالات الإنتاج والخدمات، والصيانة والهندسة.
وتشكل المحطة الصناعية المندمجة الخاصة بمهن صناعة الطيران والفضاء "ميدبارك" التي دشنها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في أكتوبر 2013 والتي وصلت تكلفتها الإجمالية إلى 887,6 مليون درهم، وتقع على مساحة إجمالية تقدر ب 124,4 هكتارات، فضاء صناعيا ذا جودة يستجيب لحاجيات المستثمرين ويواكب زخم التنمية التي يشهدها قطاع صناعة الطيران في الوقت الراهن.
ويستفيد هذا المشروع، الذي يروم إيجاد أرضية صناعية خاصة بصناعة الطيران، بما في ذلك الأنشطة ذات الصلة (فضاء، سلامة، استشعار)، وكذا الإلكترونيك واللوجيستيك الصناعي إلى جانب أنشطة أخرى، من وضعية المنطقة الحرة للتصدير، فضلا عن المزايا المترتبة عن قربها من مطار محمد الخامس الدولي وميناء الدار البيضاء.
وتمتد الصناعات المنتشرة في المدينة من أجزاء الطائرات إلى الإلكترونيات وصناعات الدفاع والخدمات اللوجيستية وعدد كبير من الأنشطة المرتبطة بصناعة الطيران وأنشطة أخرى مرتبطة بها.
وتمكنت "ميدبارك" خلال وقت وجيز من استقطاب استثمارات كبيرة لإنشاء مصانعها في المغرب، وبينها شركات بوينغ وايرباص وبومباردييه وراتييه وفيكاس وسافران وداسول وأيربيس وزودياك وليزي وداهر وأل.أتش أفيسيون وطاليس وغيرها من الشركات.
وحقق القطاع الذي لم يكن يشغل سوى ألفي عامل في عام 2005، نموا كبيرا ليشمل صناعة أجزاء الطائرات ومختلف أعمال الصيانة والهندسة، وصولا الى صناعة الطائرات بالكامل.
وفي أبريل 2014 وقع المكتب الوطني للمطارات اتفاقية مع شركة "أل.أتش أفيسيون المغرب" تسمح للشركة بإنشاء وحدة صناعية في مركز الطيران في مدينة الدار البيضاء لإنتاج طائرات من نوع "أل.أتش- 10 إيليبس".
وتنص الاتفاقية على انشاء وتهيئة واستغلال موقع صناعي على مساحة اجمالية تقدر بنحو 19 ألف متر مربع لإنتاج تلك الطائرات، حيث سيتم تركيب هذه الطائرة بواسطة أجزاء ستصنع في المغرب لا سيما في ما يتعلق بهيكل الطائرة. ويبلغ حجم الاستثمارات في المرحلة الأولى من المشروع نحو 10 ملايين يورو. وستبلغ الطاقة الانتاجية لهذه الوحدة نحو 80 طائرة سنويا، قد ترتفع على المدى القصير لتتيح إنتاج نحو 200 طائرة سنويا.
وأكد الوزير المنتدب المكلف بالنقل، محمد نجيب بوليف، بالمناسبة، أن الاتفاقية تعتبر "مهمة جدا"، بالنظر الى كونها ستمكن ولأول مرة من تصنيع طائرة بشكل كامل في المغرب، وبمشاركة واسعة من المستثمرين المغاربة.
ويحتل المغرب المرتبة الرابعة عالميا في مجال تصنيع الأسلاك الكهربائية للطائرات وأنظمة تشغيلها٬ خلف الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والمكسيك.
ومن المتوقع أن يوفر قطاع صناعة الطيران نحو 15 ألف منصب شغل بحلول عام 2016. وقد جرى مؤخرا توقيع اتفاقيتين مع شركة أيروليا ومجموعة ألكوا، لنقل جزء من أنشطتهما الصناعية إلى “ميدبارك”.
وأكد رئيس مجموعة أيروليا سيدريك غوتيي، أن المغرب هو البلد الأكثر جاذبية في منطقة شمال إفريقيا بالنسبة لشركات صناعة الطائرات وتجهيزات الطيران في العالم.
وقررت شركة بومباردييه، ثالث مصنع للطائرات في العالم، مؤخرا، إنشاء أحد أكبر مصانعها في العالم بمنطقة النواصر جنوب الدار البيضاء. وبلغت استثمارات شركة بومباردييه المغرب ما يقارب 200 مليون دولار، وستخلق ما يناهز 850 منصب شغل مباشر وحوالي 4 آلاف وظيفة أخرى بصفة غير مباشرة.
بدورها، أعلنت شركة "هيكسيل" العالمية المتخصصة في تصنيع أجزاء الطائرات في يناير من العام الجاري إحداث مصنع لها يمتد على مساحة 11 ألف متر مربع بمدينة الدار البيضاء باستثمار يناهز 200 مليون درهم، على أن يكون جاهزا للإنتاج في منتصف العام المقبل، وسيوفر هذا المشروع حوالي 200 منصب شغل إلى غاية العام 2020.
وقام وزير التجارة والصناعة والاقتصاد الرقمي، مولاي حفيظ العلمي، بالتوقيع على اتفاق إحداث المصنع مع تيري ميرلو، نائب مدير شركة "هيكسيل" لمنطقة أوروبا وآسيا والشرق الأوسط ، مبرزا أن المشروع سيتم بناؤه في المنطقة الحرة لمدينة الدار البيضاء، وتحديدا قرب مطار محمد الخامس، موضحا أنه تم اختيار هذا الموقع لكونه قريبا من شركاء شركة "هيكسيل" ويتعلق الأمر بكل من "سافران"، و"إيرباص"، و"بومبارديي".
وعبر السيد العلمي، بهذه المناسبة، عن ارتياحه لتواجد أحد الفاعلين الأمريكيين من ذوي الصيت العالمي، ومن بين الرواد العالميين لصناعة الطيران بالمغرب، مضيفا أن ذلك يعكس مجددا مدى الثقة في وجهة المغرب التي تستقطب كبرى الشركات العالمية وتفرض نفسها بشكل متزايد كقاعدة صناعية تنافسية للطيران.
وأكد أن مشروع شركة "هيكسيل" بالدار البيضاء يعتبر فرصة سانحة لقطاع الطيران على اعتبار أنه سيواكب ارتقاءه القوي حاليا الذي يتعزز بفضل دينامية المنظومات الصناعية وسيحفز تنمية جديدة لسلسلة التوريد المحلية.
من جهته، قال نائب مدير الشركة العالمية إن سبب اختيار المغرب من أجل تشييد المصنع يرجع أولا إلى "القرب من شركائنا الذين استقروا بالمملكة، وخصوصا في المنطقة الحرة لمطار محمد الخامس، بالإضافة إلى توفر اليد العاملة المؤهلة بواسطة معهد مهن الطيران، الذي يعتبر من العوامل الحاسمة التي أقنعتنا بالتوجه إلى المغرب".
ولتلبية الطلب المتزايد على الموارد المتخصصة وخدمات المستثمرين في قطاع صناعة الطيران، وخاصة في مجال تدريب العاملين، تم إنشاء معهد لمهن الطيران في ماي 2013 أشرف على تدشينه صاحب الجلالة الملك محمد السادس. ويأتي المعهد الجديد، الذي عبئت له استثمارات بقيمة 2ر72 مليون درهم، لمواكبة الطفرة التي يشهدها قطاع صناعة الطيران وتفعيل الميثاق الوطني للإقلاع الصناعي، كما يستجيب للحاجيات من الموارد البشرية المؤهلة وعالية المستوى، وللفاعلين في مجال صناعة الطائرات المتمركزين بالمغرب، لاسيما أولئك المستقرين بالقطب الجوي للنواصر.
وسيشكل هذا القطب الخاص بالتكوين المشيد على مساحة 15 ألف متر مربع، بما في ذلك 8940 متر مربع مغطاة، رافعة هامة لهذه الصناعة ذات القيمة المضافة العالية، لاسيما في مجالات لحام الطيران، والمواد المركبة لمعدات الطائرات، وملاءمة وتركيب خلايا الطائرات، والميكاترونيك، والتصنيع على الآلات ذات التحكم الرقمي. وهكذا، ستؤمن المؤسسة التي تشتمل على فضاءات وتجهيزات تكوينية تتماشى مع المعايير والمقاييس الدولية، عرضا واسعا من التكوينات، التي يوفرها مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل بتنسيق مع مهنيي القطاع.
وهكذا، سيوفر المعهد تكوينات من مستوى "تقني" و"تقني متخصص" في مهن مختلفة تهم الطيران وصيانة الطائرات، علاوة على استكمال تكوين العاملين بالقطاع بفضل عرض تكويني مستمر ومتلائم.
ويأتي إنجاز هذا المعهد لتعزيز مكانة القطب الجوي للنواصر الذي يسير نحو التحول إلى حاضرة حقيقية للطيران، وذلك بدعم ورعاية صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله ، حيث يستقبل عددا متزايدا من الشركات العالمية في مجال الطيران، والتي تبحث عن فرص النمو (بومبارديي، بوينغ ، إيدس، سافران، لو بيستون فرونسي، كروزي آيرونوتيك، راتيي فيجيك). وتكاد جميع التخصصات تكون حاضرة في هذا القطب، حيث يوفر المعهد تكوينات في الإنتاج ومعالجة السطح وصيانة الطائرات والمحركات والهندسة والتجميع والخيوط الكهربائية والإلكترونية. وسيمكن تجميع هذه الأنشطة الصناعية، ذات التكنولوجية العالية، المغرب من التموقع على الساحة الدولية لهذه الصناعة الدقيقة وذات القيمة المضافة العالية.
ندوة دولية بالدار البيضاء تبحث موضوع رؤية جلالة الملك في مجال التنمية المشتركة
انطلقت يوم الجمعة بالدار البيضاء أشغال ندوة " رؤية الملك محمد السادس للتنمية المشتركة " ، التي تنظمها مجموعة (لوماتان) بمناسبة عيد العرش المجيد ، بمشاركة وحضور شخصيات وازنة في مختلف المجالات من بينهم وزراء.
وينكب المشاركون في هذه الندوة على تحليل الرؤية الملكية في مجال التنمية المشتركة، التي تشكل العمود الفقري لفلسفة صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، من أجل مسيرة هادئة وثابتة نحو مستقبل أفضل بالنسبة لكافة بلدان الجنوب .
ويتعلق الأمر بتقديم قراءة علمية على ضوء الرهانات الجيو سياسية والجيو اقتصادية الجديدة التي تميز الساحة الدولية في السياق الحالي.
وتتطرق هذه الندوة إلى ثلاثة محاور تهم "معنى جديد للتعاون جنوب-جنوب" و "المبادرات المحلية .. محفز ملموس للتنمية البشرية " و" تنويع الشراكات لمضاعفة فرص التنمية المشتركة ".
وينشط المحور الأول من الندوة ، التي اختير لها عنوان " السياسة الملكية للتنمية المشتركة من خلال الصورة"، كل من السيدة رشيدة داتي النائبة الأوروبية ووزيرة العدل الفرنسية السابقة، والسيد يوسف العمراني المكلف بمهمة في الديوان الملكي والوزير المنتدب السابق في الشؤون الخارجية والتعاون، والسيد ميغيل أنخيل موراتينوس وزير الخارجية الإسباني السابق، والسيد شيخ تيديان غاديو رئيس المعهد الإفريقي للاستراتيجيات والمبعوث الخاص لمنظمة التعاون الإسلامي بإفريقيا ووزير الخارجية السينغالي السابق، والسيد باولو بورتاس نائب رئيس الوزراء البرتغالي السابق ووزير خارجية ووزير دفاع سابق بالبرتغال، والسيد أحمدو ولد عبد الله وزير الخارجية الموريتاني السابق.
ويتدخل خلال الجزء الثاني من الندوة السيد عفيف الشبلي وزير الصناعة التونسي السابق، والسيد عبد الخالق التهامي أستاذ التعليم العالي بالمعهد الوطني للإحصاء والاقتصاد التطبيقي، والباحث بمركز البحث والتنمية الاقتصادية بجامعة مونريال والمستشار لدى البنك الدولي، والسيد عبدو ديوب رئيس لجنة إفريقيا وجنوب-جنوب بالاتحاد العام لمقاولات المغرب.
أما الجزء الثالث من الندوة فستقوم بتنشيطه السيدة بشرى بنحيدة الاستاذة الباحثة في المجال الجيوسياسي، والسيد خالد شكراوي الأستاذ بمعهد الدراسات الإفريقية، والسيد عفيف بن يدر رئيس المجموعة الإعلامية الإفريقية (إي سي بوبليكاسيون) والحاصل على دبلوم المدرسة العليا للتجارة بباريس ومدرسة هارفارد للأعمال.
وحسب المنظمين، فإن عدد طلبات حضور الندوة الدولية تجاوز كل التقديرات ، وهو ما يعكس " تقديرا حقيقيا من لدن اصحاب القرار والباحثين والفاعلين الاقتصاديين والطلبة للرؤية الملكية "، في شقها التنموي .
(ومع-22/07/2016)
محطة “نور 1″ بورزازات ..نحو طاقات متجددة صديقة للبيئة
يشكل مركب “نور 1″ بورززات الى جانب المشاريع والبرامج المتعلقة بالطاقة النظيفة بالمغرب مرجعا أساسيا في مجال الطاقة المتجددة على المستوى العالمي مما يعكس الالتزام القوي للمملكة وانخراطها التام في تأهيل صناعة شمسية مندمجة تحافظ على النظام البيئي .
وتجسد هذه المحطة، التي اعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس الانطلاقة الرسمية لاستغلالها في فبراير الماضي، وعي المغرب وانخراطه الطوعي من أجل تحقيق تنمية مستدامة تحترم البيئة وتحافظ عليها مما مكنه من بلوغ مرحلة هامة في الاستراتيجية الطاقية الهادفة إلى توفير قدرة دنيا قدرها 2000 ميغاوات في أفق سنة 2020، وذلك من خلال مشاريع شمسية هامة تتوزع عبر البلاد تبعا للمواقع ذات الخصائص الأكثر ملائمة.
ويسعى المغرب من خلال هذه المحطة إلى أن يكون قطبا إشعاعيا للطاقات المتجددة على المستوى العالمي عبر استثمار أشعة الشمس الطبيعية والمجانية لتصبح مصدرا للطاقة النظيفة عبر تقنيات التخزين تكون ذات مردودية ناجعة على المستويين الاقتصادي والاجتماعي وإطلاق دينامية واعدة في التصنيع والخدمات والانتاج والبحث المرتبط بالتنمية والابتكار.
والاكيد ان هذا المشروع الى جانب مشاريع “نور العيون” و “نور بوجدور” و”نور ميدلت” و"نور طاطا "، يشكل جزءا من الاستراتيجية الطاقية الوطنية التي يتم تفعليها وفقا للتوجيهات السامية لجلالة الملك، الداعية إلى الإعمال الإرادي والحازم لاستراتيجية ناجعة للطاقة المتجددة .
ويعد مركب “نور” للطاقة الشمسية بورزازات، أول محطة للطاقة الشمسية يتم انجازها من قبل الوكالة المغربية للطاقة الشمسية (مازن)، أكبر مركب للطاقة الشمية بالعالم بطاقة إنتاجية إجمالية تصل إلى 580 ميغاواط.
ويتألف مركب الطاقة الشمسية “نور”، المنجز على مساحة أزيد من 3 آلاف هكتار، من أربع محطات للطاقة الشمسية متعددة التكنولوجيات تتماشى مع المعايير الدولية، سواء على المستوى التكنولوجي أو البيئي، كما تضم منصة للبحث والتنمية تمتد على مساحة أزيد من 150 هكتار.
و تعتمد محطة “نور 1″، أول محطة ضمن مركب الطاقة الشمسية “نور ورزازات” والمتوقع أن تصل طاقتها الإنتاجية إلى 160 ميغاواط، على نمط التوليد المستقل للطاقة. وتستخدم هذه المحطة، المشيدة على مساحة تناهز 480 هكتارا، تكنولوجيا الطاقة الشمسية الحرارية بالاعتماد على ألواح لاقطة مقعرة بقدرة تخزين حراري تصل إلى ثلاث ساعات.
كما تتبنى المحطتان الثانية والثالثة من مركب الطاقة الشمسية نور (نور 2 ونور 3)، أسلوب التوليد المستقل للطاقة.
وسيتم تشييد محطة “نور 2” ، التي تبلغ طاقتها الإنتاجية 200 ميغاواط وسبع ساعات للتخزين، ( بكلفة 810 مليون اورو)، على مساحة 680 هكتار مع الاعتماد على التكنولوجيا الحرارية الشمسية من خلال ألواح لاقطة مقعرة.
أما محطة “نور 3 “، فسيتم تطويرها باستخدام التكنولوجيا الحرارية الشمسية مع برج، وستبلغ قدرتها الإنتاجية 150 ميغاواط، وستمتد على مساحة 750 هكتار بقدرة ثماني ساعات للتخزين (بكلفة 645 مليون اورو) .
وفي ما يتعلق بمحطة “نور 4″، الشطر الأخير من مركب الطاقة الشمسية نور، فسيتم تشييدها على مساحة تناهز 210 هكتار ، وستعتمد تكنولوجيا الطاقة الشمسية الضوئية، بطاقة إنتاجية دنيا تقدر ب 70 ميغاواط.
ومن شأن هذه المشاريع الأربعة المكونة لمركب الطاقة الشمسية (نور ورزازات) أن تجعل من هذا الأخير أضخم موقع لإنتاج الطاقة الشمسية متعددة التكنولوجيا في العالم بطاقة إنتاجية تصل إلى 580 ميغاواط ، وغلاف استثماري يبلغ 24 مليار درهم دون احتساب البنيات التحتية المشتركة المنجزة من قبل الوكالة المغربية للطاقة الشمسية والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب من أجل تلبية حاجيات المتعهدين.
وستعمل هذه البنيات التحتية على تلبية الاحتياجات من الربط الكهربائي والنقل الطرقي والتزويد بالماء وشبكة تصريف المياه والاتصالات والسلامة.
كما تشكل هذه المشاريع، فرصة لتثبيت دعائم التنمية السوسيو اقتصادية من خلال القيام بمنجزات في مجالات الصحة والتعليم والفلاحة وعالم المقاولة والتنشيط الثقافي والرياضي بغلاف مالي يقدر بأزيد من 62 مليون درهم ممولة من قبل الوكالة المغربية للطاقة الشمسية ومجموعة “أكوا باوار”.
وسيستفيد من هذه المشاريع أيضا، أزيد من 20 ألف شخص، فضلا عن تزويد أكثر من 30 دوارا بالماء الصالح للشرب وربط أربعة منها بالشبكة الطرقية الوطنية والمساهمة في التقليص من عزلتها .
وبفضل هذا المشروع ، الى جانب برامج ومشاريع اخرى مهيكلة في مجال الطاقات المتجددة، سواء منها الريحية أو الكهرمائية، فان المغرب تمكن من تعزيز حضوره عالميا و ترسيخ تموقعه الجيو استراتيجي مما يؤهله الى ان يشكل أرضية نموذجية ونوعية لتطوير صناعة الطاقات المتجددة على الصعيد العالمي ونموذجا يحتذى في مجال حماية البيئة.
كما ان هذه المشاريع الطاقية "الخضراء "التي انخرط فيها المغرب خلال العشرية الاخيرة تساهم بكيفية فعلية في تحقيق أهداف تقليص انبعاث الغازات الدفيئة الذي التزمت بها المملكة بموجب الاتفاقيات الدولية المبرمة بغرض مواجهة التغيرات المناخية من جهة ، والتخفيف من تبعية استيراد الطاقة الأولية وتشجيع انفتاح الصناعة المحلية على قطاع الطاقات المتجددة ، من جهة أخرى.
ويجسد اختيار المغرب لاحتضان مؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ (كوب22) خلال نونبر المقبل بمدينة مراكش دليلا على نجاعة الاختيارات الاستراتيجية التي نهجتها المملكة في مجال الطاقة المتجددة ودورها الطلائعي في مكافحة التغيرات المناخية وادراجها ضمن السياسات الوطنية للتنمية المستدامة.
المبادرة الوطنية للتنمية البشرية .. مشروع مجتمعي يجعل العنصر البشري محور الأولويات الوطنية
منذ اعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس العرش، حظي العنصر البشري بالنصيب الأوفر من اهتمامات جلالته، كما احتل مكانة متميزة في المبادرات التنموية التي يطلقها استجابة للمتطلبات الاجتماعية للمواطن، وبغية الرفع من مستواه المعيشي والارتقاء بأوضاعه الصحية والحقوقية والمجتمعية.
وفي هذا الصدد تعتبر المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وهي منتوج مغربي صرف أحدث أساليب جديدة في مجال تدبير الشأن العمومي، عبر تبني منهج تنظيمي خاص قوامه الاندماج والمشاركة، أبرز المشاريع الاجتماعية التي أطلقها جلالة الملك بهدف محاربة الفقر والهشاشة والاقصاء الاجتماعي، من خلال إنجاز مشاريع دعم البنيات التحتية الأساسية، وأنشطة التكوين وتقوية القدرات، والتنشيط الاجتماعي، والثقافي والرياضي إضافة إلى النهوض بالأنشطة المدرة للدخل. وترتكز المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على فلسفة وطريقة تسيير جديدتين، حدد مرجعيتها الأساسية وخارطة طريقها الخطاب الملكي المؤسس، لتشمل مجموعة من القيم المتمثلة في الكرامة الإنسانية، وثقة المغاربة في ذواتهم وفي مستقبل بلادهم، ومشاركة المواطنين المعنيين من خلال التشخيص التشاركي وتحقيق متطلباتهم على أرض الواقع.
وتمحورت المبادرة خلال المرحلة الأولى 2005-2010 حول أربعة برامج، لفائدة مختلف الفئات المستهدفة تمثلت في برنامج محاربة الفقر في الوسط القروي الذي هم 403 جماعات قروية، وبرنامج محاربة الاقصاء الاجتماعي في الوسط الحضري الذي استهدف 264 حيا حضريا، إضافة إلى برنامج محاربة الهشاشة الذي استهدف 10 فئات من الأشخاص في وضعية هشة، والبرنامج الأفقي الذي يهم جميع الجماعات القروية والحضرية غير المستهدفة.
وأعطت انطلاقة المرحلة الثانية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية (2011-2015) من طرف جلالة الملك محمد السادس، دفعة قوية تجلت من خلال الرفع من الغلاف المالي الذي أصبح يناهز 17 مليار درهم، مع توسيع قاعدة الاستهداف لتشمل 702 جماعة قروية و532 حيا حضريا، بالإضافة إلى برنامج خامس للتأهيل الترابي خصص له غلاف مالي إجمالي قدره 5 ملايير درهم، يستهدف مليون مستفيد قاطن ب 3300 دوار، ينتمي إلى 22 إقليم معزول أو جبلي، خاصة في ما يتعلق بالبنيات التحتية والخدمات الأساسية.
ويشكل هذا المشروع المجتمعي نموذجا رائدا مبني على مقاربة لاممركزة وسياسة ترابية هادفة، ضمن مسار تداولي وتشاركي، يحتل فيه المجتمع المدني مكانة هامة في إطار من التفاعل مع ممثلي الإدارة، و النقابات المهنية والأحزاب السياسية والمنظمات الحكومية. وتنخرط المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في منطق تكاملي لا يعوض البرامج القطاعية، وفي هذا الإطار فإن عددا من المشاريع المهيكلة رأت النور من خلال تعدد مجالات تدخل المبادرة، خصوصا تلك المتعلقة بالصحة والبنيات التحتية والأنشطة المدرة للدخل، وكذا التشغيل والتربية والتكوين.
وبمناسبة تخليد الذكرى الحادية عشرة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، استعرض الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية السيد الشرقي الضريس، في 18 من ماي 2016، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لورشة العمل الدولية المنظمة بالرباط، بعضا من مؤشرات الحصيلة الإيجابية التي حققتها المبادرة خلال العشرية الأولى (2005- 2015) والمتمثلة في إنجاز ما يزيد عن 42.000 مشروع لفائدة 10 ملايين مستفيد، باستثمار إجمالي يناهز 37,4 مليار درهم، ساهمت فيه المبادرة بأكثر من 24 مليار درهم، وهو الرقم الذي يبرز الدور المركزي الذي تضطلع به هذه المبادرة.
وأشار الوزير المنتدب إلى أن هذه الإنجازات مكنت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من احتلال المرتبة الثالثة عالميا من بين 135 برنامجا للتنمية الاجتماعية الأكثر أهمية على المستوى العالمي، وذلك حسب تقرير البنك الدولي الصادر في سنة 2015، مسجلا في هذا السياق أن الحمولة الاستراتيجية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمنجزات الكبيرة التي حققتها، جعلتها تحظى باهتمام بالغ من قبل كافة الشركاء الدوليين الذين يواصلون دعمهم لهذا الورش الملكي الخلاق، الأمر الذي يعكس الثقة التي تحظى بها المملكة في مختلف توجهاتها واختياراتها التنموية.
من جهة أخرى، أكد الوزير المنتدب أن الحصيلة الجد إيجابية والمشاريع ذات الوقع الكبير التي حققتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على جميع المستويات تدل بما لا يدع مجالا للشك أن المبادرة انطلقت منذ البداية برؤية واضحة ومحددة، ومنظور استراتيجي له أبعاد مستقبلية بعيدة المدى تروم خدمة المواطن المغربي كما توخاها جلالة الملك محمد السادس عند إعلانه عن انطلاقتها.
جهود جلالة الملك الرامية إلى النهوض بالأوضاع الاجتماعية للمواطنين، لم تنحصر في إطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية فحسب، بل تعززت من خلال تعهد مؤسسة محمد الخامس للتضامن، طبقا للتوجيهات الملكية السامية، بتكريس جهودها للمساهمة في محاربة الفقر والإقصاء.
وهكذا، حرصت المؤسسة على مراعاة ما أفرزته القراءات الميدانية، وخاصة منها ما يتعلق بحاجيات الساكنات المستهدفة. وشهدت، سنة بعد سنة، تنوعا في مزاولة أنشطتها الموجهة لمختلف المستفيدين، انطلاقا من العديد من التدخلات لفائدة دور استقبال الأطفال، التي شهدت إعادة تأهيل بناياتها وتجهيزاتها، وتوسيع مجال أنشطتها لتشمل كذلك الشباب، والأشخاص المسنين، والنساء، والمعاقين، وأعضاء الجالية المغربية المقيمين بالخارج، وكافة الأشخاص في وضعية إقصاء، وهشاشة، وعزلة، لسد حاجياتهم الإنسانية.
وأعدت المؤسسة برامج وأدوات خاصة لتأهيل المستفيدين وإدماجهم اجتماعيا ومهنيا بكيفية أفضل، شملت برامج للتمدرس، والتربية، ومحاربة الأمية، والتكوين المهني، لتمكين المستفيدين من ولوج أفضل للإدماج السوسسيو- مهني. كما أخذ الإدماج الاقتصادي نصيبه من بين أهداف المؤسسة، خاصة من خلال إعداد مشاريع مدرة للدخل، وأدوات لولوج خدمات القروض الصغرى.
وتساهم المؤسسة بمعية الفاعلين الجمعويين الآخرين، في محاربة الفقر تحت شعار "لنتحد ضد الحاجة". وحصلت مؤسسة محمد الخامس للتضامن على الصفة الاستشارية الخاصة لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي لمنظمة الأمم المتحدة.
وتتعد محاور تدخلات المؤسسة إذ تشمل الأعمال الإنسانية من قبيل إسعاف ضحايا الكوارث الطبيعية، والدعم الغذائي، خاصة خلال شهر رمضان، واستقبال المغاربة المقيمين بالخارج، ودعم برامج الجمعيات، إضافة إلى دعم الساكنة في وضعية هشة عبر إرساء أو إنشاء مراكز اجتماعية ومراكز للدعم والنهوض بالمرأة، ودور لاستقبال وإيواء الأطفال والأشخاص المسنين، ودور لايواء الطلبة والطالبات، وبنيات لاستقبال وتكوين وإدماج المعاقين، ومركبات للتأطير والتنشيط السوسيو- ثقافي والرياضي لفائدة الشباب، وبناء مراكز صحية، وتجهيز المستشفيات العمومية.
وفي مجال التنمية المستدامة، تعمل مؤسسة محمد الخامس للتضامن على تحسين البنيات التحتية الأساسية، ومحاربة الأمية، والتربية غير النظامية، والتكوين المهني، وإنشاء وحدات مدرة للثروات المستدامة، لفائدة المرأة القروية على وجه الخصوص. كما تهتم بدعم الجمعيات التي تتقاسم مع المؤسسة نفس الأهداف والقيم، ماديا ولوجستيا.
-سناء بنصري-
الجولة الملكية بالخليج .. محطة نوعية لتعزيز آفاق التعاون الاقتصادي بين المغرب ودول مجلس التعاون الخليجي
شكلت مشاركة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في أشغال القمة المغربية الخليجية الأولى التي انعقدت بالرياض في أبريل الماضي، وقيام جلالته بزيارات أخوة وعمل لعدد من دول مجلس التعاون الخليجي، محطة نوعية على درب تعزيز الشراكة الاستراتيجية التي تربط المغرب بأشقائه في المنطقة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والتنموية والاجتماعية.
وتؤكد الوقائع والشواهد، على أن أبرز ما يعزز الشراكة الخليجية- المغربية أنها تتسم بالشمول والتنوع والعمق، حيث تتضمن أبعادا سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية وثقافية، وهو ما يضمن لها التطور المتواصل، وفتح آفاق جديدة تواكب تطلع الجانبين نحو الارتقاء بمسار هذه الشراكة خلال المرحلة المقبلة، بما يخدم مصالح شعوب المنطقة.
ويعد التوقيت المتميز للجولة الملكية، في ظرف يؤكد فيه المغرب موقعه كمحور اقتصادي ومركز للتقاطع بين القارات، مناسبة سانحة لإطلاق منحى استراتيجي جديد في التعاون المغربي الخليجي ، ولاسيما في المجال الاقتصادي، وذلك بالموازاة مع العلاقات السياسية والديبلوماسية المتينة التي بلغت أرقى مستوياتها.
وإذا كان التعاون الاقتصادي والمالي بين المغرب ومجلس دول التعاون الخليجي قد تغير شكله على مدى العشر سنوات الأخيرة، ولاسيما بفضل الشراكة الاستراتيجية 2012-2017، فقد تزامن تطوره مع ما وصل إليه الاقتصاد المغربي اليوم ، من نضج ونمو وتنمية متقدمة .
وبحسب التقرير الاقتصادي والمالي المرافق لقانون مالية 2016، فقد بلغ الحجم الإجمالي للاستثمارات الخليجية بالمغرب ، خلال العشر سنوات الأخيرة، نحو 5 مليار دولار، منها 2,5 مليار دولار في طور الإنجاز، بالإضافة إلى المساهمات التمويلية لدول مجلس التعاون لفائدة مشاريع في قطاعات الفلاحة و السياحة والعقار والبناء.
كما ارتفعت المبادلات التجارية بين المغرب ودول مجلس التعاون الخليجي بنسبة 11 في المائة كمتوسط سنوي لتستقر عند 28,6 مليار درهم سنة 2014، ممثلة بذلك 4,9 بالمائة من المبادلات الإجمالية للمغرب مقابل 3,6 بالمائة سنة 2000.
وتعكس هذه الأرقام إرادة الطرفين في المضي قدما في إرساء شراكة اقتصادية تنهل من معين المؤهلات والآفاق الواعدة المتاحة لتنمية روابط التعاون الاقتصادي.
والأكيد، أن الحضور المتزايد للاستثمارات الخليجية في المغرب ، أضحى يشكل تجربة رائدة باعتبارها نموذجا متميزا للعمل الاقتصادي العربي المشترك، الذي يعد في جوهره صمام الأمان للمنطقة العربية ويؤسس مرتكزات ودعائم مستقبل عربي في عصر الجيل الجديد للتكتلات الاقتصادية العملاقة والعولمة.
ومكنت علاقات الأخوة التي تجمع صاحب الجلالة الملك محمد السادس وقادة بلدان دول الخليج، والإصلاحات والأوراش الاقتصادية الوازنة التي ينفذها المغرب في مختلف المجالات، من جعل المملكة وجهة مفضلة للاستثمارات الخليجية بحكم الأرضية الاقتصادية الملائمة والمناخ الاستثماري الواعد، وهو ما انعكس بشكل إيجابي على أرض الواقع من حيث الارتفاع المضطرد في حجم الاستثمارات والتبادل التجاري القائم بين الطرفين.
وهكذا، عبرت دول مجلس التعاون الخليجي ومؤسساته المالية والاقتصادية وقطاعه الخاص، غير ما مرة عن تطلعهم الكبير إلى زيادة الاستثمار والانفتاح على السوق المغربية والاستفادة من إمكانياتها الاستثمارية، ولاسيما ما توفره من إمكانية لولوج السوق الافريقي الكبير والواعد.
وساعدت السياسة الحكيمة التي يحرص صاحب الجلالة الملك محمد السادس على بلورتها، في مجال الانفتاح على افريقيا، وتعزيز التعاون جنوب جنوب، على جعل المغرب منصة كبرى للاستثمار والتصدير وبوابة رئيسية لا غنى عنها، لأي راغب في ولوج السوق الافريقي الذي يعيش على إيقاع نمو قوي ومتسارع، جعله مطمحا لجميع الفاعلين الاقتصاديين العالميين.
ومن جهة أخرى، شكل خطاب جلالة الملك في افتتاح القمة الخليجية المغربية، بمحتواه القوي والجريء والوازن، دفعة قوية للتعاون والشراكة الاقتصادية بين المغرب ودول مجلس التعاون الخليجي، ولاسيما في ظل تأكيد جلالة الملك على ضرورة مأسسة العلاقات بين الطرفين وجعلها ترتقي إلى مستوى أقوى وأكبر متانة.
وفي هذا الصدد، شدد جلالة الملك في خطابه أمام القمة المغربية الخليجية ، على أن "الشراكة المغربية الخليجية، ليست وليدة مصالح ظرفية، أو حسابات عابرة . وإنما تستمد قوتها من الإيمان الصادق بوحدة المصير ، ومن تطابق وجهات النظر، بخصوص قضايانا المشتركة"، مؤكدا جلالته على أن اجتماع الرياض جاء " لإعطاء دفعة قوية لهذه الشراكة ، التي بلغت درجة من النضج ، أصبحت تفرض علينا تطوير إطارها المؤسسي، وآلياتها العملية".
كما أبرز صاحب الجلالة بهذه المناسبة أن القمة المغربية الخليجية تعد " رسالة أمل لأنفسنا ، وإشارة قوية لشعوبنا ، على قدرتنا على بلورة مشاريع تعبوية مشتركة".
وبحسب المراقبين فإن التناغم والتطابق التام في وجهات النظر بين جلالة الملك وإخوانه من قادة دول مجلس التعاون الخليجي، ولاسيما على مستوى الدعوة إلى تنويع الشراكات مع التكتلات الاقتصادية العالمية والدول الكبرى، يؤشر إلى ما ستعرفه العلاقات والشراكة الاقتصادية بين الجانبين قريبا من نقلة نوعية.
ويوفر المغرب، الذي انخرط منذ سنوات عديدة في ورش مفتوح وضخم للإصلاح وإعادة الهيكلة، مناخا استثماريا ملائما، كفيلا بجذب كبار المستثمرين العالميين وفي مقدمتهم الأشقاء بدول الخليج العربي، حيث يقترح العرض الاستثماري المغربي في هذا السياق فرصا كبيرة تهم قطاعات العقار والسياحة والفلاحة، إلى جانب قطاعات جديدة متنوعة وواعدة من قبيل التكنولوجيات الحديثة والصناعات الغذائية والكيماوية وصناعة الأدوية والسيارات والطيران والطاقات المتجددة.
وحري عن التذكير بأن، الاستراتيجيات القطاعية الواعدة التي انخرط المغرب في تنفيذها على مدى السنوات الأخيرة، من قبيل مخطط الإقلاع الصناعي ومخطط المغرب الأخضر والمغرب الرقمي والمخطط الأزرق ومخطط أليوتيس واستراتيجية الطاقات المتجددة٬ إلى جانب اتفاقية التبادل الحر التي تجمعه مع الولايات المتحدة الأمريكية، والوضع المتقدم المخول له من طرف الاتحاد الأوروبي، تشكل محفزات موضوعية لجذب الاستثمارات الخليجية وتعزيز حضورها في السوق المغربية.
-عبد الحفيظ بنخويا-
(ومع-21/07/2016)
نحو شراكة نموذجية متعددة الأوجه بين المغرب ودول مجلس التعاون الخليجي
يتجه المغرب ودول مجلس التعاون الخليجي ،بكل ثبات، لإرساء شراكة نموذجية متعددة الأوجه ،يؤمل أن تكون مثالا يحتذى لباقي الدول العربية لمواجهة التكتلات الإقليمية الكبرى، فضلا عن التحديات والمخاطر المحدقة بالمنطقة.
فمنذ إعلان دول مجلس التعاون توجيه الدعوة للمغرب، ومعه الإردن، للإنضمام للمجلس ،رغم بعد المسافات ، عمل ويعمل الجانبان اللذان تربطهما أواصر قوية، على تحويل الحلم إلى حقيقة وتجسيده على أرض الواقع مشاريع واستثمارات وأواصر بين الشعب المغربي وأشقائه في بلدان الخليج ، التي يفوق ما يجمعها من روابط ما يجمع أية شعوب أخرى في العالم، من خلال إرساء اللبنات الأساسية لهذه الشراكة النموذجية والفريدة.
ولإرساء قواعد متينة حرص الجانب الخليجي على دعم المغرب اقتصاديا والمشاركة في نهضته الاقتصادية والاجتماعية التي ينجزها من خلال أوراش كبرى أصبحت مثالا في المنطقة ويشار إليها بالبنان نظرا لفائدتها الاقتصادية والبشرية على المديين المتوسط والبعيد .
وبالمقابل، حرص المغرب على الانخراط في قضايا الخليج، خاصة التي تمس أمنه باعتبار أن ما يمس أمن الخليج يمس بشكل ما أمن المغرب ، وانخرط بقوة في الجهود الهادفة إلى مكافحة الإرهاب ،فانضم للتحالف العربي لإعادة الشرعية لليمن الذي تقوده المملكة العربية السعودية، فضلا عن مشاركته في الجهود العربية والدولية للقضاء على الجماعات الإرهابية خاصة منها تنظيم (داعش).
كما تجدر الإشارة إلى مشاركة المغرب في الجهود التي تبذلها السعودية على صعيد البلدان الإسلامية لتشكيل قوة عسكرية لمواجهة كل محاولة للمس بأراضي الدول العربية والإسلامية خاصة في المنطقة العربية التي أصبحت مثار أطماع القوى الإقليمية والدولية على السواء.
ومن المؤكد أن هذا الدعم الامني/العسكري يبرز الحرص المشترك للمغرب ودول الخليج على التصدي الحازم لظاهرة الإرهاب والتطرف الديني ،عبر نهج مقاربة تشاركية تقوم على التنسيق وتبادل الخبرات والمعلومات والوسائل ،بما يضمن استتباب الأمن وتحقيق الاستقرار الذي يعد أساس التنمية الشاملة والمستدامة.
والواضح أن المغرب ودول مجلس التعاون يتفقون في الالتزام بتدبير سياستهم الخارجية بناء على عدد من المبادىء والثوابت الواضحة أهمها صيانة الوحدة الترابية والأمن الداخلي ، والالتزام بحسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ، وتعزيز العلاقات مع الدول العربية والإسلامية في المقام الأول، وبما يخدم المصالح المشتركة ويخدم قضاياها، مع الحرص على إقامة علاقات تعاون وشراكة عملية مع الدول الصديقة ولعب دور فاعل في إطار المنظمات الإقليمية والدولية.
ويدرك المغرب ودول مجلس التعاون أهمية العمل العربي المشترك ،ويعملان سويا من أجل تحقيق الهدف من خلال التنسيق والتشاور خاصة داخل أروقة الجامعة العربية والمنظمات التابعة لها .ونتيجة لهذا الإدراك تأتي مواقف الجانبين متناغمة إزاء العديد من القضايا التي تهم الأمة العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، خاصة مع التقدير الخليجي والعربي عموما والإسلامي بشكل أشمل لدور المغرب في هذه القضية ورئاسته للجنة القدس وللأعمال الجليلة التي ما فتئت تقوم بها اللجنة للفلسطينيين والمقدسيين منهم على وجه الخصوص من خلال وكالة بيت مال القدس الشريف.
ويرى عدد من المراقبين أن هذه الشراكة التي انطلق العمل لإرساء دعائمها وركائزها بقوة ، يجب ان تكون مثالا يحتذى في المنطقة العربية التي أصبحت تواجه تحديات ومخاطر تهدد بتفككها وتفتيتها لتنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد الذي يعد حسب الملاحظين نسخة جديدة من مخطط (سايس بيكو) ، لا سيما وأن ما يجري على الساحة خاصة في سوريا والعراق واليمن ووصولا لليبيا، ليس إلا أنذار لما يمكن أن يحدث لباقي الدول إن لم تتعاون وتنسى ولو مؤقتا خلافاتها الصغيرة لتتفرغ للمعركة الكبرى .
وهذا الأمر هو ما أكده جلالة الملك محمد السادس في خطابه التاريخي الذي ألقاه جلالته أمام نظرائه قادة دول مجلس التعاون في قمة الرياض في 20 أبريل الماضي.
فقد قال جلالته بالخصوص " إن هذه القمة تأتي في ظروف صعبة. فالمنطقة العربية تعيش على وقع محاولات تغيير الأنظمة و تقسيم الدول، كما هو الشأن في سوريا والعراق وليبيا. مع ما يواكب ذلك من قتل وتشريد وتهجير لأبناء الوطن العربي. فبعدما تم تقديمه كربيع عربي ، خلف خرابا ودمارا ومآسي إنسانية ، ها نحن اليوم نعيش خريفا كارثيا، يستهدف وضع اليد على خيرات باقي البلدان العربية ، ومحاولة ضرب التجارب الناجحة لدول أخرى كالمغرب، من خلال المس بنموذجه الوطني المتميز".
واستطرد جلالته قائلا " إننا نحترم سيادة الدول، ونحترم توجهاتها، في إقامة وتطوير علاقاتها، مع من تريد من الشركاء. ولسنا هنا لنحاسب بعضنا على اختياراتنا السياسية والاقتصادية.غير أن هناك تحالفات جديدة، قد تؤدي إلى التفرقة، وإلى إعادة ترتيب الأوراق في المنطقة. وهي في الحقيقة، محاولات لإشعال الفتنة، وخلق فوضى جديدة، لن تستثني أي بلد. وستكون لها تداعيات خطيرة على المنطقة، بل وعلى الوضع العالمي".
وقد كان لهذا الخطاب صداه الإيجابي رسميا وشعبيا . ففي اجتماع لمنظمة لجان التضامن العربية التابعة لمنظمة تضامن الشعوب الإفريقية والأسيوية ،أعرق وأقدم منظمة غير حكومية (12 ماي)، أشاد المشاركون بمضامين خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس خلال القمة المغربية الخليجية في الرياض.
وأضاف البيان الصادر عن الاجتماع، أن النقاش ، خلال الجلسات، أبرز "وضوح وعمق التشريح الذي تقدم به ملك المغرب للوضع العربي وللدمار الذي لحق بعدة بلدان عربية، والذي يتهدد كل الوطن العربي".
وأضاف البيان أن المؤتمر توقف كذلك عند إلحاح صاحب الجلالة الملك محمد السادس على " أهمية الدفاع عن استقلالية القرار السياسي للدول العربية ضمن خطة صيانة استقلالية القرار العربي للتصدي لتحديات التقدم في المسار الديموقراطي العربي والتنموي العربي".
ويبقى بعد كل ذلك السير على النهج الكفيل وحده بإخراج المنطقة العربية مما هي واقعة فيه ومواجهة كل التحديات بموقف واحد لن يجرؤ أحد على الوقوف أمامه.
(ومع-20/07/216)