Logo Logo
Des terrains de proximité aux stades de la CAN, chronique d'une passion marocaine pour le ballon rond

بالتزامن مع تنظيم المملكة لأكبر تظاهرة كروية في القارة، والمتمثلة أساسا في كأس إفريقيا للأمم، تتجه أنظار المتتبعين إلى الملاعب الكبرى والبنيات التحتية المتطورة التي أظهرت التطور الكبير الذي سجله المغرب في السنوات الأخيرة.

والملاحظ أن شغف المغاربة بالساحرة المستديرة وعلاقتهم بكرة القدم لا يقتصر على المنشآت الرياضية الكبرى فقط، بل ينبض بشكل يومي في فضاءات مفتوحة للعموم.. إنها ملاعب القرب!

هذه الملاعب الصغيرة التي تنتشر في مختلف ربوع المملكة، يجد فيها الكبار والصغار، والذكور والإناث مكانا للممارسة الرياضية الصحية، وفضاء لإطلاق العنان لمواهبهم، ما يجعل من كرة القدم أكثر من مجرد رياضة كسائر الرياضات، بل ثقافة مجتمعية راسخة.

هنا يتلقى الصغار أبجديات كرة القدم الحديثة على يد مدربين راكموا خبرة يمزجون فيها بين الجانب الرياضي البحت وتلقين مبادئ وقيم العيش المشترك وروح الفريق والتنافس الشريف والصبر والانضباط، بما يجعل ملاعب القرب امتدادا للمؤسسات التعليمية.

وبالموازاة مع الجانب التأهيلي البيداغوجي، تعتبر هذه المنشآت حاضنات لاكتشاف المواهب، بالنظر إلى كونها فضاءات يسهل الولوج إليها دون الحاجة إلى بطاقة خاصة أو اسم لامع أو موهبة فذة، بل يقتصر الأمر فقط على وجود شرطي الشغف والحلم.

وفي هذا الإطار، أكد وليد أعطار، رئيس جمعية سبورتينغ أكاديمي فوت في سلا أن الإقبال على الأكاديميات والجمعيات الرياضية عرف ارتفاعا ملحوظا بعد جائحة كورونا، وتحديدا عقب الإنجاز التاريخي في كأس العالم ( قطر 2022 )، حيث تغيرت نظرة المجتمع لكرة القدم، وأصبحت ت عتبر مسارا للتكوين وبناء المستقبل، خاصة مع تتويج المنتخبات الوطنية في مختلف الفئات العمرية ذكورا و إناثا ، ما فتح آفاقا جديدة أمام الأطفال الطامحين لشق مستقبلهم في مجال كرة القدم .

طالما شك لت هذه الفضاءات، على مر السنين، خزانا لمواهب كروية تلقفتها أعين المنقبين وأتاحت لها فرصة الاستفادة من تكوين كروي في إحدى الجمعيات الرياضية المغربية.

كما أن لتعميم هذه المنشآت الكروية أهدافا أخرى تتمثل في إتاحة فضاءات لإدماج الشباب ضمن محيط اجتماعي إيجابي يشكل حاجز صد أمام مظاهر الانحراف والهدر المدرسي، ووسيلة لتقريب المواطنين من الممارسة الرياضية بما يسهم في تعزيز المساواة في الولوج إلى الرياضة.

إن التألق اللافت للكرة المغربية في السنوات الأخيرة على مختلف الأصعدة، يضيف أعطار في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عزز ثقة الأسر في قدرة أبنائهم على شق طريقهم في هذا المجال، مضيفا أن المنافسة القوية التي أصبح يفرضها اللاعب المغربي أمام كبار المنتخبات العالمية جعلت الآباء يؤمنون بإمكانية تحول كرة القدم من مجرد هواية إلى أفق مهني واعد.

وفي خضم أجواء العرس الكروي القاري الذي تحتضنه بلادنا بمناسبة كأس إفريقيا للأمم، سجل المتحدث ذاته أن ملاعب القرب المشيدة بمدينة سلا تعرف دينامية لافتة على مستوى الإقبال والحماس، مشيرا إلى أن هذه التظاهرة القارية منحت دفعة معنوية كبيرة للأطفال، حيث باتت التداريب تعرف نشاطا ملحوظا وحضورا مكثفا، في ظل شغف متزايد لدى الناشئة بممارسة كرة القدم.

من جهته، عبر الطفل عبد الرحمن ،الممارس في سبورتينغ أكاديمي فوت عن عشقه الكبير لكرة القدم، معتبرا إياها وسيلة لتقوية بنيته الجسدية وتنمية شخصيته. كما أكد أن الدولي المغربي أشرف حكيمي ي عد قدوته في الملاعب، معبرا عن رغبته في السير على خطاه مستقبلا .

أما الطفل ريان، تلميذ السنة الثانية إعدادي، فأبرز أن انضمامه إلى الأكاديمية مك نه من اكتشاف قدراته وتطوير مهاراته بفضل التأطير التقني للطاقم التدريبي. ولم ي خف طموحه في أن يصبح لاعبا بارزا ، موجها في الآن ذاته تمنياته للمنتخب المغربي بالتتويج بكأس إفريقيا للأمم، في صورة تعكس أحلام جيل كامل يعشق الكرة ويؤمن بالمستقبل.

إن ما حققه المغرب من إشعاع كروي متزايد على المستويين القاري والدولي لم يأت من باب الصدفة، بل هو تمرة استراتيجية متكاملة تبدأ من الأحياء الشعبية حيث توجد ملاعب القرب لتبلغ آفاقا شاسعة تعكس أن كرة القدم في المغرب ليست ترفا عابر، وإنما شغف حقيقي وهوية وطنية وحلم اجتماعي.

ومع: 30 دجنبر 2025