
تولي المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، منذ إطلاقها سنة 2005، اهتماما خاصا بدعم تمدرس الفتاة القروية، من خلال العمل الحثيث على مكافحة الهدر المدرسي، الذي يظل آفة تضر بالتلميذات في المناطق النائية.
وقد أثمر هذا الالتزام المتواصل للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية في ضمان التعليم للجميع، بإحداث مجموعة من دور الطالبة بإقليم اشتوكة آيت باها، تستفيد من خدماتها العديد من التلميذات المنحدرات من الوسط القروي.
وفي هذا السياق، رصدت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ما مجموعه 16,3 مليون درهم لتأهيل دور الطالب والطالبة بمختلف جماعات الإقليم، في إطار تدخلاتها الرامية إلى دعم قطاع التمدرس والحد من ظاهرة الهدر المدرسي، خصوصا في صفوف الفتيات القرويات.
وهمت هذه المشاريع تهيئة وتجهيز هذه المؤسسات، من خلال توفير عدد من المرافق الجديدة التربوية والصحية، بالإضافة إلى إحداث قاعات متعددة التخصصات وفضاءات للمعلوميات، وتوسعة وتجهيز المراقد والقاعات المخصصة للإطعام والإيواء، إلى جانب إحداث مرافق صحية ورياضية.
وفي هذا الإطار، تعد دار الطالبة الواقعة بالجماعة الترابية إمي مقورن من التجارب الناجحة في مجال الدعم الاجتماعي الموجه إلى تجويد العرض المدرسي بالمناطق القروية، وهي مؤسسة تم إحداثها ضمن برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية للحد من مظاهر الهشاشة، ورصد لها غلاف مالي قدره 7 ملايين درهم.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أوضح الكاتب العام للجمعية الإسلامية المكلفة بتسيير دار الطالبة إمي مقورن، علي شكري، أن المؤسسة تجاوز عدد المستفيدات من خدماتها 1300 مستفيدة منذ إحداثها سنة 2001، وهي خدمات تتنوع بين الإيواء والمواكبة التربوية والدعم النفسي، وغيرها من التدخلات التي يشرف عليها طاقم إداري وتربوي.
وأضاف أن هذه المؤسسة الاجتماعية تستقبل فتيات قادمات من مركز الجماعة والجماعات الترابية المجاورة، في إطار مقاربة تهدف إلى التقليص من الفوارق المجالية والاجتماعية، وضمان ولوج الفتيات إلى المؤسسات التعليمية بمختلف المناطق.
من جانبه، أبرز المكلف بقسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم اشتوكة آيت باها، جواد السكيوض، أنه وتماشيا مع فلسفتها المتمثلة في تعزيز التنمية بجميع أبعادها، انخرطت المبادرة بقوة في إطار برنامج "الدفع برأس المال البشري للأجيال الصاعدة"، من خلال بناء وتجهيز دور الطالبة التي تلعب دورا حاسما في مكافحة ظاهرة الانقطاع عن الدراسة.
وأشار إلى أن هذه المشاريع صممت بطريقة تجمع كافة الظروف المواتية للارتقاء بالفتاة القروية، التي لم تعد مضطرة لترك مقاعد الدراسة لأسباب تتعلق بالبعد عن المؤسسات التعليمية.
وعموما، ساهمت مؤسسات دور الطالبة في تحسين ظروف التمدرس بالمناطق القروية والنائية، من خلال توفير خدمات الإيواء والإطعام والدعم التربوي، ما مكن عددا متزايدا من الفتيات من متابعة دراستهن في ظروف ملائمة، إذ أسهمت هذه المؤسسات في الحد من ظاهرة الهدر المدرسي وتعزيز تكافؤ الفرص في الولوج إلى التعليم، لتشكل بذلك رافدا أساسيا ضمن جهود المبادرة الوطنية الرامية إلى النهوض بالتعليم في الوسط القروي وتمكين الفتيات من مواصلة مسارهن الدراسي.
(ومع: 23 أكتوبر 2025)