انطلقت، يوم الثلاثاء 25 نونبر بفاس، فعاليات قافلة العلوم والتقنيات 2025 التي تنظمها الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة فاس-مكناس، بهدف تمكين التلميذات والتلاميذ من اكتشاف المستجدات العلمية والتكنولوجيات الكوانتية، وتعزيز تفاعلهم المباشر مع الباحثين والخبراء في المجالات ذات الصلة.
وتندرج هذه المبادرة، المنظمة إلى غاية 5 دجنبر المقبل، في إطار "الأيام الجهوية للشباب والعلم" التي تشرف عليها أكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات، بشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، والأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، حول موضوع "العلوم والتكنولوجيات الكوانتية".
وفي كلمة بالمناسبة، أكد مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين فاس-مكناس، فؤاد ارواضي، أن تنظيم هذه القافلة يعكس الإرادة القوية للارتقاء بتدريس العلوم داخل المنظومة التربوية، باعتبارها رافعة أساسية لتمكين المتعلمين من وسائل النجاح المعرفي والمهني والحياتي.
وأبرز أن الأكاديمية الجهوية تسعى إلى إعطاء نفس جديد لتدريس العلوم من خلال إعادة إحياء العمل بالمختبرات العلمية في مختلف الأسلاك التعليمية، وتشجيع المواد العلمية ومقاربات التجريب، وغرس قيم البحث العلمي والنقد المعرفي، وتنمية الحس التحليلي والاستنباطي لدى التلاميذ.
وأضاف ارواضي أن حدود المعرفة العلمية تبقى مفتوحة، وأن الفيزياء الكوانتية تشكل اليوم فضاء رحبا لاكتشافات جديدة وتطبيقات غير مسبوقة، خصوصا مع بروز الحواسيب الكوانتية التي قد تعيد تشكيل المفاهيم المألوفة في حياة البشرية.
من جهته، أبرز الأستاذ بكلية العلوم ظهر المهراز بجامعة سيدي محمد بن عبد الله، عز الدين الزرقاني، أن الفيزياء الكمية شكلت، منذ بدايات القرن العشرين، قطيعة مع الفيزياء الكلاسيكية التي عجزت عن تفسير سلوك الذرات والإشعاع.
وأوضح أن الميكانيك الكوانتي يتميز بطبيعته غير الحتمية مخالفا القوانين الصارمة للفيزياء الكلاسيكية، ومقدما ظواهر مدهشة مثل النفق الكمومي الذي يسمح للجسيمات باختراق حواجز طاقية حتى دون امتلاك الطاقة الكافية، وهو ما فتح الباب أمام تطبيقات رائدة، من بينها تقنيات النانو.
وأكد الأكاديمي أن هذا العلم أصبح اليوم مكونا أساسيا في التكنولوجيا الحديثة، ويقف وراء العديد من الأجهزة الدقيقة التي يعتمد عليها العالم المعاصر.
من جانبه، أوضح يونس جرديوي، أستاذ التعليم الثانوي التأهيلي ورئيس فرع جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض بفاس، أن الذكاء الاصطناعي يشكل منظومة تقنية تمكن الآلات من محاكاة جوانب من الذكاء البشري، مثل التخطيط والتحليل والإبداع.
وأكد أن تسارع تطور الذكاء الاصطناعي يعود إلى ثلاثة عوامل رئيسية هي الارتفاع الهائل في قدرة الحواسيب على المعالجة، وتوفر كميات ضخمة من البيانات الضخمة، وابتكار خوارزميات متقدمة قادرة على التعلم والتحليل.
وأشار إلى أن هذه التقنيات تتيح مزايا عديدة، من بينها إنجاز المهام الروتينية، وتحسين دقة الأداء، وتخصيص الخدمات، واتخاذ قرارات مبنية على معطيات دقيقة.
بدوره، أكد محمد علمي، أستاذ التعليم الثانوي ورئيس جمعية علوم الفيزياء، أن ميكانيك الكم يشكل الأساس الحقيقي لعدد كبير من التقنيات المعاصرة، من بينها المعالجات الإلكترونية، وذاكرات التخزين، ومستشعرات الكاميرات، وشاشات (ليد) و(أوليد)، والليزر، فضلا عن الألياف البصرية والإنترنت.
وأضاف أن غياب هذه الثورة العلمية كان سيحرم العالم من الابتكارات التي صنعت التحول الرقمي، وأسست لوسائل الاتصال الحديثة والحوسبة المتقدمة.
ويذكر أن الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين عبر مختلف ربوع المملكة تحتفي بهذه التظاهرة، من خلال برنامج غني يشمل ندوات علمية، وقوافل ميدانية للعلوم، ومسابقات علمية جهوية، ومعارض وورشات تطبيقية، بهدف تقريب العلوم والتقنيات من المؤسسات التعليمية.
(ومع: 26 نونبر 2025)