
أطلق المغرب، يوم الاثنين 21 أبريل، المشاورة الوطنية الخاصة بمشروع منظمة اليونسكو الذي يهدف إلى إصدار، لأول مرة، أطلس دولي للتراث الغذائي، فضلا عن منصة رقمية لصون التراث الغذائي والترويج له ونقله إلى الأجيال القادمة.
وذكرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، في بلاغ لها، أن هذا المشروع المبتكر، الممول من وزارة الثقافة بالمملكة العربية السعودية، والمنجز بشراكة مع وزارة الثقافة المغربية، يندرج في إطار تنفيذ اتفاقية اليونسكو لصون التراث الثقافي غير المادي، المعتمدة سنة 2003.
ويهدف المشروع إلى رسم خريطة للتقاليد الغذائية من جميع أنحاء العالم وتوثيقها وتناقلها، والاعتراف بها كتراث حي ضروري للتنوع الثقافي والتنمية المستدامة والتماسك الاجتماعي.
ويعد المغرب، بتراثه الطهوي الاستثنائي، أحد البلدان التي تم اختيارها للمرحلة التجريبية من المشروع، والتي ستمهد الطريق لإصدار النسخة الأولى من الأطلس بحلول نهاية عام 2027. وستركز هذه المرحلة الأولى على تحديد الممارسات الغذائية التقليدية وتعزيز القدرات المحلية للحفاظ عليها.
وترتبط خمسة من العناصر المغربية الـ15 المدرجة على قوائم التراث الثقافي غير المادي لليونسكو بالممارسات الغذائية (على غرار مهرجان حب الملوك في صفرو أو المعارف والمهارات المرتبطة بشجرة الأركان).
غير أن هذه الممارسات الغذائية التقليدية أصبحت اليوم هشة بفعل رهانات كبرى، من بينها التغير المناخي، والعولمة، وانقطاع سلسلة نقل المعارف بين الأجيال، مما يبرز أهمية اتخاذ إجراءات منسقة وعاجلة لحمايتها.
ونقل البلاغ عن المدير الإقليمي لليونسكو في المغرب العربي، إريك فالت، قوله إن "الممارسات الغذائية وتقاليد الطبخ ليست مجرد وصفات. إنها تعكس هوياتنا ومناطقنا وعلاقاتنا مع الآخرين ومع الطبيعة. ومن خلال تثمينها، نبني مستقبلا أكثر تجذرا في التنوع، والاستدامة، واحترام المعارف المحلية".
من جهته، صرح مدير التراث الثقافي، مصطفى جلوك، بأنه "من خلال مشاركته الفاعلة في مشروع أطلس الغذاء التابع لليونسكو، يبرز المغرب غنى تقاليده الطهوية باعتبارها تعبيرا حيا عن تراثه اللامادي. وتعمل المملكة، بالتعاون مع المجتمعات المحلية، على صون المعارف والمهارات المتوارثة بين الأجيال، مؤكدة بذلك على الصلة الوثيقة بين الغذاء، والهوية الثقافية، والتنمية المستدامة".
(ومع: 22 أبريل 2025)