الأخبار
الأربعاء 25 سبتمبر، 2013

اختتام أشغال المنتدى البرلماني المغربي الإسباني الثاني بمدريد

اشغال المنتدى البرلماني المغربي الإسباني الثاني بمدريد

أشاد المنتدى البرلماني المغربي الإسباني الثاني الذي تواصلت أشغاله على مدى يومين بمدريد بمبادرة صاحب الجلالة الملك محمد السادس صياغة "سياسة جديدة للهجرة" بالمغرب.
وأوضح البيان الختامي للمنتدى الذي حضره وفد مغربي هام بقيادة رئيسي مجلسي النواب السيدان كريم غلاب ومحمد الشيخ بيد الله أن المشاركين في هذا اللقاء أشادوا "بحكمة جلالة الملك محمد السادس الذي بادر إلى صياغة سياسة بشأن الهجرة واللجوء بالمغرب وذلك في توافق تام مع قيم المجتمع المغربي ومبادئ حقوق الإنسان ومقتضيات القانون الدولي الإنساني".

وجدد البرلمانيون المغاربة والإسبان بهذه المناسبة التزامهم "بمواصلة العمل من أجل اعتماد التشريعات الملائمة بهدف المساهمة في الحد من الهجرة السرية ومحاربة الجريمة المنظمة" مؤكدين أن "الجهود التي يبذلها المغرب من أجل محاربة هاتين الظاهرتين تتطلب بلورة سياسة مشتركة في إطار شراكة استراتيجية بين كافة الدول الأور- متوسطية".

ودعوا حكومتي البلدين إلى "تعميق أواصر التعاون والحوار بهدف تمتين العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ومواصلة الجهود المحمودة الرامية إلى تعزيز التبادل الثقافي والتربوي بين البلدين" مشددين على أن انتماء البلدين لحوض المتوسط يتطلب منهما تكثيف جهودهما لتعزيز دورهما الريادي في بلورة مبادرات متجددة كفيلة بالمساهمة في ضمان الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة بالفضاء الأور-متوسطي وكذا للتمكن من تحقيق السلم في المنطقة.

كما أكد المشاركون في هذا المنتدى الذي أسدل الستار على أشغاله يوم الثلاثاء بالعاصمة الإسبانية على أن "الاستقرار السياسي يعد ضرورة ملحة من أجل تحقيق التنمية المستدامة والتعايش السلمي والرخاء المشترك بين كافة شعوب المنطقة".

شارك في أشغال هذا المنتدى البرلماني المغربي الإسباني الثاني رؤساء الفرق البرلمانية بمجلسي النواب والمستشارين وناقش مجموعة من المواضيع الهامة من قبيل الاقتصاد والهجرة والتنقل والسياسة والأمن والموروث الثقافي المشترك إلى جانب العلاقات البرلمانية.

يشار إلى أن المنتدى المغربي الإسباني الأول كان قد عقد بمدينة الرباط في الخامس من شتنبر من السنة الماضية.

التراث الثقافي المشترك عامل من عوامل التقارب بين المغرب وإسبانيا 

قال رئيس مجلس المستشارين السيد محمد الشيخ بيد الله يوم الثلاثاء في مدريد إن المغرب وإسبانيا بلدان جاران تربطهما اتفاقيات تعاون وشراكة ويتقاسمان تراثا ثقافيا وحضاريا غنيا سيساعد في التقريب بين البلدين.

وأوضح السيد بيد الله خلال جلسة حول "العلاقات الثقافية في إطار الموروث المشترك" نظمت في إطار المنتدى البرلماني المغربي الإسباني الثاني الذي احتضنته مدريد الاثنين والثلاثاء إن الموروث الثقافي المشترك الذي يشمل كافة المجالات الفنية والأدبية شكل دائما نواة العلاقات الثنائية.

وأضاف أن الموسيقى والأدب والشعر والترجمة والطبخ والطب والمعمار كلها مجالات أثرت التراث والموروث الثقافي المشترك وساهمت في التقريب بين الشعبين مبرزا أن التعاون الثقافي الوثيق بين الرباط ومدريد يساهم دون شك في حماية وإغناء هذا الموروث المتنوع.

وبعد أن ذكر بالأهمية التي أولاها الاجتماع من مستوى عال بين البلدين للثقافة
 باعتبارها آلية من الآليات الأساسية في التقريب بين الشعبين المغربي والإسباني أشار السيد بيد الله إلى أن التعاون الثنائي في هذا المجال يسير بشكل فعال وذلك منذ عقود من الزمن.

وفي السياق ذاته أبرز مدير معهد ثربانتس فيكتور غارسيا دي لا كونشا تأثير الثقافة العربية في الأدب الإسباني وأهمية اللغة في التقريب بين شعبي البلدين مشيرا إلى "المكانة المتميزة التي يحتلها المغرب في الحوار الثقافي مع إسبانيا وفي سياسة انتشار معهد تربانتس" الذي يعمل على تعزيز وجوده بالمملكة.

وأوضح أن معهد ثربانتس يتوفر حاليا على ستة مراكز بالمغرب (الرباط والدار البيضاء ومراكش وطنجة وفاس وتطوان) تقدم خدمات متنوعة لتلبية احتياجات الطلاب والمهنيين المهتمين باللغة الإسبانية مشيرا إلى أن عدد الطلاب المسجلين بهذه المراكز في تزايد مستمر وقد بلغ 13 ألف مسجل السنة الماضية.

كما تدخل بهذه المناسبة عدد من رؤساء الفرق البرلمانية المغربية والإسبانية الذين أشادوا بالمؤهلات الثقافية التي يزخر بها البلدان داعين في هذا السياق إلى إعطاء نفس جديد للتعاون الأكاديمي والثقافي الثنائي وذلك من أجل الارتقاء به إلى مستويات أعلى.

وشددوا كذلك على أهمية تطوير وعولمة الصناعات الثقافية بين البلدين وتبني اتفاقات شاملة وشمولية في المجال الثقافي بما يتماشى وتطلعات الشعبين الصديقين كما دعوا حكومتي البلدين إلى وضع "خارطة طريق" لحماية وتطوير الموروث الثقافي المشترك وجعل الثقافة النواة الصلبة للعلاقات الثنائية.

يشار إلى أن المنتدى البرلماني المغربي الإسباني يتوخى تعزيز وتقوية علاقات التعاون والتنسيق بين برلمانيي البلدين حول العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك بما يساهم في تدعيم العلاقات الثنائية المتميزة التي تجمع الشعبين الصديقين بقيادة عاهلي البلدين صاحب الجلالة الملك محمد السادس وجلالة الملك خوان كارلوس الأول.

وإلى جانب حضورهما في هذا المنتدى شارك رئيسا مجلسي البرلمان المغربي في ندوة نظمت بمقر البيت العربي في العاصمة الإسبانية مدريد حول موضوع "المغرب في القرن الحادي والعشرين: مجتمع في حالة تغير مستمرة" بحضور خبراء وفاعلين من المجتمع المدني كما استقبلا من قبل العاهل الإسباني الملك خوان كارلوس الأول.

(ومع)