المقاربة المتبصرة لجلالة الملك في الحقل الديني تجسدت من خلال حضور أكبر للمرأة والدور المتنامي للعالمات
أكدت الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيدة امبركة بوعيدة يوم الأربعاء بالرباط أن المقاربة المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس في الحقل الديني تجسدت من خلال حضور أكبر للمرأة والدور المتنامي للعالمات.
وأوضحت السيدة بوعيدة في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لندوة دولية حول "النساء في الديانات السماوية" ينظمها على مدى يومين مركز الدراسات والبحوث في القضايا النسائية بالرابطة المحمدية للعلماء تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس أن هذا التوجه يندرج في إطار الإصلاحات الكبرى التي باشرها المغرب في الحقل الديني وتعزيز حقوق المرأة.
وأضافت أن للمغرب علاقة متميزة مع باقي الديانات التوحيدية تتجلى في سياق الدستور الذي يخصص لها حيزا مهما مشيرة إلى أن الحكومة تعمل على تشجيع التسامح والاحترام والحوار بين الأديان مع التشبث بإسلام معتدل تضطلع فيه المرأة بدور محوري.
وأبرزت الوزيرة أن المغرب بذل جهودا كبيرة لتجاوز التباعد بين الديانات وتغليب الانسجام بين المرجعيات الدينية خاصة من خلال انخراطه الفاعل داخل الهيئات الدولية وإسهامه في عدة مبادرات للحوار بين الحضارات والأديان.
كما أكدت أنه أصبح من الضروري أكثر من أي وقت مضى تمرير رسالة للانفتاح والحداثة والتفاهم سواء داخل نفس الديانة أو في ما بين الديانات لتفادي تسخير الدين لأغراض غير أخلاقية.
وأوضحت في هذا الصدد أنه في عالم مليء بالتغيرات ومطبوع بحالة من التوتر بين الأديان يغذيها تصاعد التطرف والتهديد الإرهابي ورفض الآخر أصبح الحوار بين الأديان أمرا ضروريا وذا طابع استعجالي مبرزة أنه في هذا السياق الدولي غير المستقر يبقى المغرب فاعلا ملتزما بالحوار بين الحضارات والديانات بفضل المواقف الثابتة لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس.
ومن جهته أوضح الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء السيد أحمد عبادي أن "النساء كن دوما في قلب الديانات التوحيدية ابتداء من الفترة الإبراهيمية والموسوية والعيسوية إلى الفترة المحمدية مع أمهات المؤمنين وكبار الصحابيات اللواتي كان لهن أبلغ الأثر في بناء صرح الدين الإسلامي".
وأضاف "اليوم نريد أن نحتفل بزوايا النظر النسائية والرجالية التكاملية التي كان وجودها واستقرارها حاجزا دون ما نراه اليوم في المنطقة حيث يتم توظيف الدين في التطرف والإرهاب والتقتيل" مشددا على أن "البشرية اليوم تحتاج إلى استخراج مثل هذه المشوشات والسموم وفي مقدمتها الخوف من الآخر".
وأشار إلى أن الندوة التي تنظم في إطار الحوار الاستراتيجي بين المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية تتطلع لأن تكون منطلقا لهذه الدينامية مشيرا إلى أن التقرير الذي صدر إثر لقاء القمة بين جلالة الملك والرئيس الأمريكي باراك أوباما نص على وجوب إعطاء أهمية خاصة للحوار بين الأديان.
ومن جانبه أكد سفير الولايات المتحدة بالرباط ممثل الحوار الاستراتيجي المغرب - الولايات المتحدة السيد دوايت بوش أهمية موضوع هذه الندوة مشيدا بالدور الذي تقوم به النساء على جميع المستويات وفي جميع أنحاء العالم وكذا بنجاعة السياسة التي ينهجها المغرب في مجال تدبير الشأن الديني.
ويتضمن برنامج الندوة خمس جلسات تهم "الحركات النسائية والأديان والثورات الصامتة: رؤية تاريخية متقاطعة: اليهودية المسيحية والإسلام" و "القيادة الدينية من وجهة نظر نسائية" و "الحوار الديني بصيغة المؤنث" و"الشباب في اختيار حوار الأديان" و"آفاق حوار الأديان بصيغة المؤنث: خلاصات وتوصيات".
(ومع)-13/11/2014