الأخبار
الاثنين 30 يناير، 2023

السيد ميارة يتباحث بالرباط مع رئيس لجنة الخارجية بمجلس الشيوخ الشيلي

السيد ميارة يتباحث بالرباط مع رئيس لجنة الخارجية بمجلس الشيوخ الشيلي

 أجرى رئيس مجلس المستشارين السيد النعم ميارة مباحثات اليوم الاثنين بمقر المجلس مع رئيس لجنة الخارجية بمجلس الشيوخ الشيلي السيد خايمي كينتانا الذي يقوم حاليا بزيارة عمل للمغرب تمتد إلى غاية 4 فبراير المقبل.
وذكر بلاغ لمجلس المستشارين أن هذه المباحثات تناولت واقع علاقات الصداقة والتعاون القائمة بين المغرب والشيلي وضرورة رفع وتيرة التعاون البرلماني من أجل الارتقاء بها في مختلف المجالات خاصة الاقتصادية والتجارية "التي لا تزال دون طموحات البلدين والشعبين الصديقين".

وفي هذا الإطار، سجل السيد النعم ميارة التطور الكبير الذي عرفته العلاقات الثنائية لاسيما على المستوى السياسي، مذكرا بالزيارة المثمرة التي قام بها، على رأس وفد هام، إلى دولة الشيلي خلال شهر يونيو الفارط والتي مكنت من إجراء مباحثات معمقة مع عدد من المسؤولين البرلمانيين والحكوميين الشيليين توجت بالتوافق حول الرؤية المستقبلية لتنمية علاقات التعاون الثنائي في كل الميادين من خلال تعزيز الحوار البرلماني بين مجلس المستشارين ومجلس الشيوخ الشيلي.
وتقدم رئيس مجلس المستشارين مجددا، باقتراح إحداث منتدى اقتصادي برلماني بين المجلسين كآلية مؤسساتية من شأنها الرقي بالعلاقات الاقتصادية بين البلدين مؤكدا استعداد المجلس لتفعيل هذا المقترح "والمضي به قدما في أقرب الآجال بما يمكن من المرور إلى السرعة القصوى في تعزيز التبادل التجاري واستكشاف إمكانات التعاون واستغلال الفرص المتاحة في مجالات التجارة والفلاحة والطاقات المتجددة وغيرها".

وشدد السيد ميارة على أن انشغال المجلس بهذا الجانب الهام من العلاقات الثنائية يجد أساسه وسنده الرئيسي في الخيار الاستراتيجي الذي تتبناه المملكة تحت القيادة المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس فيما يتعلق بتعزيز التعاون جنوب-جنوب ولا سيما مع بلدان أمريكا اللاتينية، مشيرا في هذا السياق إلى الحضور الوازن للمؤسسة البرلمانية المغربية، خاصة مجلس المستشارين، داخل أهم المنتديات والتكتلات البرلمانية في مختلف مناطق أمريكا اللاتينية والكراييب سواء عبر صفة الملاحظ التي يتمتع بها، أو من خلال العديد من المشاريع التي تقوي الروابط الثقافية والسياسية بين الجانبيين كما هو الشأن بالنسبة ل"مكتبة محمد السادس" التي تم افتتاحها بمقر برلمان أمريكا اللاتينية والكرايب والتي تشهد حاليا عملية توسعة لجعلها منارة حضارية للمغرب وبوابة أمريكا اللاتينية للتعرف على مجمل المعطيات الثقافية والمعمارية والسياسية المغربية.
كما أبرز السيد ميارة حرص المجلس على تعميق وتوطيد خيار التعاون جنوب-جنوب مع دول القارة الإفريقية والعالم العربي، حيث يلعب المجلس دورا محوريا في التقريب بين هذين الفضائين الجغرافيين المتكاملين، عبر اتخاذ مجموعة من المبادرات الهادفة إلى تنمية الحوار البرلماني المثمر بينهما، كاشفا في هذا الصدد أنه سيقوم بمعية رئيس البرلمان الإفريقي ورئيس الاتحاد البرلماني الإفريقي ورئيس برلمان المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (سيداو) بزيارة إلى بنما خلال شهر ماي المقبل من أجل مواصلة وإثراء الحوار البرلماني الإفريقي مع أمريكا اللاتينية.

من جهته، أبرز رئيس لجنة الخارجية بمجلس الشيوخ الشيلي أهمية العلاقات المغربية الشيلية التي تحظى بأولوية خاصة في السياسة الخارجية لبلاده، مؤكدا أن الشيلي، انطلاقا مما تزخر به من فرص، ترغب في تطوير علاقاتها مع القارة الإفريقية وخاصة مع المغرب، حيث أبدى إعجابه بالمشاريع الاقتصادية الكبرى من قبيل مشروع أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب الذي من المرتقب أن تستفيد منه 13 دولة إفريقية، كما أعرب عن تطلعه إلى إحداث خط جوي مباشر بين المغرب والشيلي لتعزيز دينامية وحيوية العلاقات الثنائية.
وبعد أن نوه بالنظرة الاستشرافية التي يعكسها اقتراح رئيس مجلس المستشارين بخصوص إحداث منتدى اقتصادي برلماني بين البلدين، سجل المسؤول الشيلي الأهمية القصوى للحضور المغربي داخل المحافل البرلمانية بأمريكا اللاتينية، مشددا على أن بلاده تدعم هذا التوجه كما لن تذخر جهدا لتنمية وتطوير علاقاتها مع المغرب.

وفي سياق استعراضه للوضع السياسي الداخلي في الشيلي المطبوع حاليا بالسعي إلى اعتماد دستور جديد للبلاد، لم يخف السيد خايمي كينتانا اهتمامه بالاستفادة من التجربة المغربية ومقاربته الدستورية المتفردة من خلال دستور 2011 وما تضمنه من إصلاحات هيكلية خاصة فيما يرتبط بالنظام البرلماني ومكانة مجلس المستشارين فيه.
وفي موضوع آخر، شكل هذا اللقاء مناسبة سانحة عبر خلالها السيد النعم ميارة عن تقديره الكبير لموقف الشيلي الثابت من قضية الصحراء المغربية "الذي يشكل نوعا من الإنصاف تجاه الجهود الصادقة التي يبذلها المغرب، بتعاون مع الأمم المتحدة، لإيجاد تسوية نهائية لهذا النزاع الإقليمي"، كما قدم بالمناسبة توضيحات حول تعلق ساكنة الأقاليم الجنوبية بهويتهم المغربية وقناعتهم الراسخة "باستحالة قيام دولة وهمية فوق هذه الربوع المغربية"، مشيرا في نفس السياق إلى ما تتمتع به هذه الأقاليم من بنية تحتية هائلة وتنمية اقتصادية واجتماعية وبشرية مستمرة.

ومع: 30 يناير 2023