
انطلقت، يوم الأربعاء 21 ماي، الدورة الأولى من المعرض الدولي للتكنولوجيا والابتكار "2025 Way Tech" تحت شعار "الذكاء الاصطناعي: جسر نحو مستقبل رقمي ومستدام".
ويندرج انعقاد هذا المعرض، المنظم بمبادرة من غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة طنجة-تطوان-الحسيمة بشراكة مع مؤسسة الابتكار ونقل التكنولوجيا، في إطار فعاليات الدورة السابعة من المؤتمر الدولي للأنظمة الذكية للتنمية المستدامة، حيث افتتح بحضور وزير الصناعة والتجارة رياض مزور ورئيس الغرفة الجهوية، عبد اللطيف أفيلال، ورئيس جامعة عبد المالك السعدي، بوشتى المومني، وفعاليات وشخصيات أخرى.
ويشكل المعرض والمؤتمر محطة دولية بارزة وموعد ا هاما تلتقي فيه الرؤى العلمية ومجال البحث والتطوير مع دينامية وزخم الابتكار والتكنولوجيا الحديثة، في إطار رؤية مشتركة وتوجه استراتيجي للمغرب، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بغية تسريع وتيرة التحول الرقمي، وتعزيز مسارات التنمية المستدامة عبر توظيف الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة.
في كلمة بالمناسبة، أكد السيد مزور أن تنظيم هذا الحدث يدخل ضمن الأدوار الاستراتيجية لغرف التجارة والصناعة والخدمات في إطلاق النقاشات حول القضايا الراهنة، وفتح آفاق جديدة لتحقيق التنمية الجهوية.
وأضاف أن تنظيم هذا المعرض يعكس رؤية مستقبلية يلتقي فيها الابتكار والعمل المشترك لبناء مغرب أكثر تنافسية وسيادة، مشددا على أهمية مواكبة التحولات التكنولوجية الراهنة من أجل توسيع قاعدة الصناعات من الجيل الجديد.
وأشار الوزير إلى أن المغرب، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، دخل مرحلة صناعية جديدة قائمة على السيادة الذكية، معتبرا أن تحقيق هذه السيادة يتطلب توظيف الذكاء الاصطناعي.
في هذا السياق، شدد على ضرورة تكثيف الجهود والرفع من الإنتاجية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في خدمة السيادة الصناعية المنشودة، مبرزا أن المملكة تتوفر على الكفاءات والقدرات اللازمة لتوظيف الذكاء الاصطناعي لتطوير الصناعة وخلق فرص الشغل، مما يساهم في تقوية الاقتصاد الوطني.
من جانبه، أوضح السيد أفيلال أن تنظيم هذا المعرض جاء ثمرة تعاون بين الغرفة وجامعة عبد المالك السعدي، انطلق من قناعة راسخة بأن أي تنمية اقتصادية حقيقية لا يمكن أن تتحقق دون دعم البحث العلمي وتعزيز الشراكة بين المجالين الأكاديمي والاقتصادي.
وأكد أن الهدف من هذا الحدث يتمثل في المساهمة في تعزيز مكانة المملكة كمحطة رقمية رائدة، وذلك انسجاما مع الرؤية الملكية المتبصرة، مشيرا إلى أن المعرض يندرج أيضا في إطار الاستراتيجية الوطنية "المغرب الرقمي 2030"، التي تشدد على أهمية مواكبة التكنولوجيا الحديثة والانخراط الكامل في التحول الرقمي الشامل لمختلف جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية.
وأضاف أن هذا الحدث لا يعتبر مجرد معرض، بل هو منصة استراتيجية للحوار والتفكير الجماعي بين صناع القرار والمبتكرين والمقاولات الناشئة والباحثين والخبراء، بهدف تطوير مقاربات جديدة لتوظيف التكنولوجيا في قطاعات حيوية كـالطاقة النظيفة، والفلاحة الذكية، والصناعة، والسياحة الذكية.
أما السيد المومني، فقد أبرز أهمية موضوع الدورة الأولى من هذا المعرض، معتبرا أن النقاشات حول الذكاء الاصطناعي تمثل محطة محورية في مواكبة التحولات التكنولوجية العميقة التي يشهدها العالم.
في هذا الصدد، أكد التزام جامعة عبد المالك السعدي بخيار التحول الرقمي كخيار استراتيجي لا رجعة فيه، وذلك عبر إطلاق عدة مشاريع تهدف إلى ترسيخ الثقافة الرقمية وإدماج التكنولوجيا المتقدمة في المجالين الأكاديمي والعلمي.
من جانبهم، تطرق باقي المتدخلين إلى التحديات الكبرى التي تطرحها القضايا ذات الصلة بالذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، مبرزين الأهمية البالغة للذكاء الاصطناعي في إعادة صياغة نماذج الإنتاج والتسيير الكلاسيكية.
ويشمل برنامج المعرض، الذي يستمر إلى غاية 23 ماي، تنظيم ندوات وموائد مستديرة متعددة التخصصات، تتمحور حول مواضيع عدة من بينها "الحدود الجديدة للذكاء الاصطناعي وتأثيرها على المجتمعات والنماذج الاقتصادية"، و"رقمنة القطاعات الحيوية: الطاقة، الفلاحة، الصحة، الصناعة 4.0، التعليم"، و"الأخلاقيات والسيادة التكنولوجية وسياسات الحكامة في ظل التحديات المتسارعة للابتكار".
وتشكل هذه الندوات، باعتبارها محركا للتحول ومنصة للحوار الدولي، مجالا للتفكير الاستراتيجي من أجل إضاءة اختيارات المستقبل، وتغذية السياسات العمومية، وإلهام الأجيال الصاعدة.
(ومع: 22 ماي 2025)