
تواصل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومنذ إطلاقها من قبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس سنة 2005، جهودها الرامية إلى تحسين الوضعية الاجتماعية والاقتصادية للفئات الهشة بالمناطق القروية، ولاسيما النساء، من خلال تقوية قدراتهن وتعزيز استقلاليتهن الاقتصادية.
وتتجسد هذه الدينامية، على الخصوص، من خلال مواكبة النساء القرويات في تنظيم أنفسهن ضمن إطار تعاوني، يتيح لهن فرصا للحصول على دخل قار وإدماج أفضل في النسيج السوسيو-مهني.
وفي هذا الإطار، تجسد التعاونية النسوية "نساء الخير" بجماعة مزوضة بإقليم شيشاوة والتي تضم حاليا نحو 10 منخرطات يتخصصن في الخياطة ونسج الزرابي، نموذجا ملموسا لهذه المقاربة، بهدف تثمين المهارات الحرفية المحلية.
واستفادت التعاونية من تمويل إجمالي قدره 285.200 درهم، من ضمنها مساهمة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بلغت 171.120 درهما، خصصت لاقتناء معدات وتجهيزات، وكذا لتحديث أساليب النسيج والخياطة.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكدت مديرة التعاونية النسوية "نساء الخير"، سعيدة بندام، أن دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية شكل منعطفا حاسما في مسار هذا المشروع. وأوضحت أن الدعم المالي والتقني للمبادرة، مكن التعاونية من اقتناء معدات حديثة، أتاحت للمنخرطات إمكانية تطوير مهاراتهن الحرفية وتحسين جودة منتجاتهن، مشيرة إلى أن هذه المواكبة عززت أيضا، من حرفية المنخرطات عبر استفادتهن من تكوينات تنسجم مع متطلبات السوق.
وأضافت أنه "بفضل هذه الدورات التكوينية، تمكنت نساء التعاونية من اكتساب مهارات جديدة، وتنويع نماذج الزرابي، والاستجابة لطلبات أكثر تنوعا، معززة بذلك من تنافسيتهن".
من جهة أخرى، أبرزت السيدة بندام، أهمية المشاركة في المعارض المحلية والجهوية، مبرزة أن هذه المعارض تشكل واجهة للتعريف بمنتجات التعاونية، ووسيلة لتعزيز ثقة الحرفيات بأنفسهن وقدراتهن، ما يفتح آفاقا واعدة أمام نساء جماعة مزوضة، نحو مستقبل واعد.
من جانبها، توقفت عائشة، إحدى المستفيدات من التعاونية، عند الأثر الإيجابي لهذا المشروع على حياتها الشخصية والأسرية.
وأوضحت أنه قبل انضمامها إلى التعاونية، كانت آفاقها محدودة ومداخيلها شبه منعدمة، لكنها اليوم، وبفضل نشاطي الخياطة والنسيج، أصبحت قادرة على المساهمة في تلبية احتياجات أسرتها.
وأضافت أن هذه التجربة لم تمكنها من تحقيق دخل قار فحسب، بل ساعدتها أيضا، على استعادة ثقتها بنفسها والشعور بأنها تساهم في خدمة مجتمعها.
وأبرزت أن التعاونية ليست مجرد إطار للإنتاج، بل فضاء للتضامن والتعلم المتبادل وتبادل التجارب بين نساء من مختلف الأجيال.
وعبرت عائشة عن امتنانها للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية وفريق التأطير للدعم والمواكبة المتواصلة، معتبرة أن هذه المبادرة تمثل جسرا فعليا نحو التمكين.
كما أشارت إلى أن نساء التعاونية يطمحن اليوم، إلى تطوير منتجاتهن بشكل أكبر، وتقوية حضورهن في الأسواق الوطنية، لاسيما من خلال التسويق الرقمي.
من جانبهن، نوهت عدد من منخرطات تعاونية "نساء الخير" بالجهود المبذولة لتحسين ظروف عيشهن، مؤكدات أن مثل هذه المشاريع تساهم في محاربة الهشاشة في الوسط القروي، وتثمين دور النساء في التنمية الاقتصادية والاجتماعية بمجالاتهن الترابية.
(ومع: 15 أكتوبر 2025)