أكد المشاركون في ندوة "الذكاء الاصطناعي في خدمة التربية الدامجة: التحديات والفرص"، يوم الأربعاء بالرباط، أهمية توظيف الذكاء الاصطناعي من أجل المساهمة في تعزيز الإدماج التربوي وتنمية مهارات الإبداع لدى الأطفال في وضعية هشاشة.
وأوضح هؤلاء المتدخلون خلال هذه الندوة، التي نظمتها الجمعية المغربية لتنمية السمعي البصري والمسرح التربوي، بشراكة مع اللجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة، أن الذكاء الاصطناعي يشكل أداة فعالة لتهيئة بيئة تعليمية دامجة، تساعد الأطفال على التعبير عن قدراتهم، وتطوير مهاراتهم الإبداعية، ومواصلة التعلم بشكل يتوافق مع إيقاعهم الفردي، مما يعزز مشاركتهم داخل المنظومة التعليمية.
وفي هذا الصدد، أبرز الأستاذ الباحث في جامعة ابن طفيل بالقنيطرة، مهدي الزهر، أنه يمكن إدماج الذكاء الاصطناعي في مجالات متعددة، بالنظر إلى قدرته على التطور انطلاقا من تجميعه للمعلومات، مشيرا إلى أن هذه الخاصية تتيح له تشخيصا ذكيا لاحتياجات المتعلمين وتحديد مكامن القصور والقوة لديهم وتتبع تقدمهم بشكل فردي، وبالتالي تمهيد الطريق أمام إرساء بيئة تعليمية مرنة وقابلة للتكيف وفق قدرات كل طفل في وضعية هشاشة.
وسلط الضوء على إمكانات الذكاء الاصطناعي كأداة لإدماج الأطفال في وضعية هشاشة، عبر تشخيص ذكي يحدد مكامن الصعوبة ويتيح متابعة تقدم كل طفل بشكل فردي، مع تكييف المحتوى التعليمي حسب الاحتياجات، مثل تبسيط الدروس، وتحويل النصوص إلى قراءة صوتية للطفل الكفيف، أو التفريغ التلقائي للصوت لفائدة الأطفال الصم، مستعرضا تجارب دولية تعتمد برامج لتنويع المحتوى ومواكبة الأطفال وفق قدراتهم الخاصة.
واعتبر أن هناك تحديات كثيرة تعترض طريق تعليم هؤلاء الأطفال باستعمال الذكاء الاصطناعي المتمثلة، على الخصوص، في محدودية تجهيز المؤسسات التعليمية بالتقنيات المتطورة، ومواجهة إشكالية حماية البيانات والمعطيات الشخصية للأطفال، فضلا عن التحديات الرقمية الأخلاقية.
من جهتها، تطرقت مديرة مركز التميز في التصميم والفن التطبيقي في جامعة ابن طفيل بالقنيطرة، حورية قلقول، إلى الحاجة الملحة لتحويل وضعية الهشاشة إلى ثروة إبداعية باستخدام الذكاء الاصطناعي، مشددة على ضرورة توفير أدوات سهلة ومجانية للأطفال في المناطق الحضرية والقروية لتفادي التفاوتات المجالية والفجوة الرقمية من أجل تمكين الأطفال من التعبير والإبداع.
وأشارت إلى نماذج طلبة كانوا يعانون من طيف التوحد والذين تمكنوا، باستخدام الذكاء الاصطناعي، من تطوير مهاراتهم الإبداعية من الرسم اليدوي إلى الرسم الرقمي، معتبرة أن تحقيق أهداف التربية الدامجة يتطلب تغيير العقليات لدى الجهات والفاعلين المعنيين بغية ضمان أن تتحول أدوات الذكاء الاصطناعي من تقنية إلى وسيلة تسهم في توهج شعلة الإبداع لدى الأطفال في وضعية هشاشة، وتمكنهم من التعبير عن قدراتهم وتحقيق إمكاناتهم.
وشكل هذا اللقاء مناسبة لاستعراض تجارب وخبرات فاعلين من مجالات التربية والفنون والتكنولوجيا الرقمية، الذين ناقشوا سبل توظيف الذكاء الاصطناعي كأداة تعليمية دامجة، ودوره في تنمية القدرات الإبداعية للأطفال، إلى جانب إسهامه في بناء مدرسة أكثر إنصافا وشمولا.
ويندرج تنظيم هذه الندوة في إطار يوم دراسي تنفيذا لبرنامج المشاركة لليونسكو 2024-2025 حول "تقوية قدرات الأطفال في وضعية هشاشة عبر السمعي البصري والمسرح والذكاء الاصطناعي".
ويتضمن برنامج اليوم الدراسي، الذي يسعى إلى تعميق الفهم حول التربية الدامجة وإبراز دور الذكاء الاصطناعي في خلق بيئة تعليمية دامجة ومحفزة، تنظيم ماستر كلاس تحت عنوان "الفنون في خدمة التربية الدامجة".
(ومع: 30 شتنبر 2025)
(ومع: 01 أكتوبر 2025)