Logo Logo
La première édition de la Semaine de l'Architecture: Un RDV pour promouvoir l'architecture et le patrimoine marocain riche et diversifié

افتتحت الأربعاء النسخة الأولى من أسبوع الهندسة المعمارية الذي تنظمه المدرسة العليا لمهن الهندسة المعمارية والبناء التابعة للجامعة الخاصة لفاس، بهدف النهوض بالهندسة المعمارية والتعمير والحفاظ على التراث المغربي الغني والمتنوع.

ويجمع هذا الأسبوع الموضوعاتي الذي يتواصل إلى غاية 18 أبريل الجاري، ويهدف إلى تعزيز التبادل والتفكير، خبراء ومهنيين ومهندسين معماريين ومتدربين في ميدان التعمير، وتلاميذ مقبلين على اجتياز امتحانات البكالوريا. وتوقفت رئيسة جمعية المهندسين المعماريين والمخططين الحضريين بالمغرب، مونية بناني، التي نشطت ندوة بعنوان "مدن المناظر الطبيعية في المغرب: التاريخ والمشاريع"، عند مهنة المهندس المعماري–المخطط الحضري التي "تصمم البيئات والفضاءات الطبيعية والمبنية من خلال اعتماد مبادئ جمالية وعلمية".

وفي معرض تطرقها إلى الإرث التاريخي، ولا سيما عقيدة "المدينة ذات المناظر الطبيعية" التي تم تطويرها في عهد الحماية في ظل شخصيات مثل فوريستيه وزابورسكي، قدمت السيدة بناني دراسة حالات معاصرة حول مشروع تهيئة ضفاف وادي فاس. وأوضحت السيدة بناني أن هذا المشروع، الذي يوجد في طور الإنجاز، يجسد بجلاء التحديات المعاصرة المتمثلة في إعادة ربط المدينة حول نهرها "واد الجواهر"، الذي يعتبر الذاكرة الحية للفاسيين، مضيفة أن "هذا المشروع يهدف إلى بث دينامية جديدة في الضفاف (5.5 كلم) لمكافحة الانجراف والتلوث، مع دمج الاستخدامات الفلاحية وخلق فضاءات عمومية، بالرغم من التحديات. من جهته، سل ط الباحث في الهندسة المعمارية الإسلامية، محمد السمار، الضوء على غنى وتفرد التراث المغربي الذي هو ثمرة مزيج متناغم بين الجذور المحلية المتجذرة والمساهمات المتعاقبة للحضارات التي بصمت البلاد على مدى قرون.

وبعدما تطرق إلى الكنوز المغربية، على غرار المواقع والمعالم التاريخية التسع المسجلة ضمن لائحة التراث العالمي لليونيسكو، والتعبيرات الحية للتراث اللامادي، بدءا بساحة جامع الفنا وفن كناوة (المسجل سنة 2019)، مرورا بالصقارة وشجرة الأركان، أكد السيد السمار ضرورة تعزيز الترابط بين مختلف هذه المكونات.

واعتبر أن هذا الغنى التراثي، في بعديه المادي واللامادي، لا يشكل فقط مصدر فخر وطني معترف به عالميا، بل يعتبر أيضا رافعة أساسية للهوية المغربية، كما نص على ذلك دستور 2011. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد نائب رئيس الجامعة الخاصة لفاس، محمد وزاني جميل، أن النسخة الأولى من أسبوع الهندسة المعمارية تندرج في إطار سلسلة من التظاهرات الموضوعاتية الرامية إلى تسليط الضوء على مختلف تخصصات الجامعة. وأشار إلى أن شعبة الهندسة المعمارية التي تم افتتاحها في بداية السنة الجامعية 2024-2025، تأتي لتلبية الحاجيات المطروحة على المستوى الوطني، ولاسيما بمدينة فاس وجهة فاس-مكناس. وأوضح أن الهدف يتمثل في مواكبة المشاريع المهيكلة في مجال الهندسة المعمارية والتخطيط الحضري والتعمير، وكذا المشاركة الفعالة في الحفاظ على التراث الثقافي والحرفي المحلي. وأضاف أن المؤسسة تطمح أيضا إلى المساهمة في الإشعاع الدولي لهذا التراث، لاسيما من خلال أعمال البحث واستغلال الآليات الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي.

وبحسب مسؤولي الجامعة الخاصة لفاس، فإن النسخة الأولى من أسبوع الهندسة المعمارية يشكل منصة أساسية لتقاسم الخبرات، وإلهام مهنيي المستقبل وتعزيز التعاون من أجل تحقيق تنمية حضرية متناسقة وتحترم الهوية الثقافية للمملكة. وتتطرق هذه التظاهرة، على مدى ثلاثة أيام، من خلال ندوات ومعارض ولقاءات تفاعلية، إلى التحديات والفرص المرتبطة بالتأهيل الحضري المستدام، والحفاظ على التراث الثقافي المغربي

(ومع: 17 أبريل 2025)