
قرر أعضاء المجلس الاستشاري لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة، اعتماد كرسي "تحالف الحضارات"، المحدث بالجامعة الأورومتوسطية بفاس، ومنحه اسم "كرسي الأمم المتحدة لتحالف الحضارات".
وقد جاء هذا الاعتماد خلال الاجتماع الذي جمع مسؤولي الجامعة الأورومتوسطية بفاس، وأعضاء المجلس الاستشاري لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة، المنعقد في 20 أبريل بمراكش.
وأفاد بلاغ للجامعة الأورومتوسطية بفاس بأنه، خلال هذا الاجتماع، استعرض كل من رئيس الجامعة مصطفى بوسمينة، ورئيس كرسي تحالف الحضارات، عبد الحق عزوزي، أمام مسؤولي تحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة أنشطة الكرسي، التي نالت إشادة جماعية من أعضاء هذه الهيئة الأممية، باعتبار أن الأمر يتعلق بكرسي فريد من نوعه على مستوى العالم يحمل قيم تحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة والجامعة الأورومتوسطية بفاس.
وأوضح المصدر ذاته، أنه بالنظر إلى منجزاته الملموسة، وفي ختام هذا الاجتماع، قرر تحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة اعتماد كرسي تحالف الحضارات المحدث بالجامعة الأورومتوسطية بفاس، ومنحه اسم "كرسي الأمم المتحدة لتحالف الحضارات".
وبحسب البلاغ، فإن الأمر يتعلق ب"خطوة محورية نظرا لدلالتها ورمزيتها"، تؤكد على مكانة هذا الكرسي كفاعل أكاديمي هام في مجال التكوين والبحث العلمي في ميدان تحالف الحضارات، الذي يتماشى بعمق مع تاريخ المغرب والقيم التي يحملها.
ولتفعيل دوره وتحقيق رؤيته التي تتطلبها مهمته، تم تزويد كرسي الأمم المتحدة لتحالف الحضارات بماستر أكاديمي بعنوان "تدبير النزاعات وتحالف الحضارات"، وبتكوين معتمد في سلك الدكتوراه معتمد من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار المغربية.
وفي نفس السياق، عمل مسؤولو الكرسي على جعله منصة للإنتاج العلمي، وهو ما يتجلى من خلال المؤلفات العديدة والمجلات العلمية التي تم إصدارها حديثا.
كما أضحى الكرسي فضاء لتبادل الأفكار والحوار والنقاش، حيث ينخرط الطلبة الشباب المنتمون لأكثر من خمسين جنسية في التفكير الاستشرافي حول مستقبل المجتمعات والتعايش المشترك.
وهكذا، نظم الكرسي العديد من اللقاءات، من بينها "لقاءات الشباب الأورومتوسطيين والأفارقة"، التي انعقد في 14 فبراير 2024 بمقر البرلمان المغربي على هامش الجمعية العامة لبرلمانات دول الاتحاد من أجل المتوسط. وخلال هذه اللقاءات تبادل شباب ينتمون لثلاثين بلدا حول التحديات والرهانات التي تواجه المنطقة الأورو-متوسطية والإفريقية، مع صياغة وقراءة "نداء من أجل المستقبل" أمام رؤساء برلمانات الدول الأعضاء في الاتحاد من أجل المتوسط.
كما نظم الكرسي، يومي 6 و 7 دجنبر 2024، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ندوات ونقاشات حول موضوع تحالف الحضارات، بمشاركة العديد من الشخصيات القادمة من مختلف البلدان، وحوالي 1600 طالب.
ويذكر أنه تم الإعلان عن إحداث "كرسي تحالف الحضارات" خلال الدورة التاسعة للمنتدى العالمي لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة، الذي انعقد بفاس يومي 22 و23 نونبر 2022، خلال الندوة الصحفية المشتركة بين وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، والممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات، ميغيل أنخيل موراتينوس.
ويستند إحداث هذا الكرسي إلى الرسالة الملكية الموجهة للمشاركين في هذا المنتدى، والتي أكد فيها جلالته "إنه لمن دواعي الاعتزاز أن يجتمع تحالف الحضارات بمدينة فاس، بيد أنه أمر بديهي. ألم يكن للمغرب الحظوة والشرف بأن يكون من بين الأعضاء المؤسسين لهذا التحالف ؟ أليست فاس هي العاصمة الروحية لمملكة عريقة ؟ أليست جامعة القرويين التي تحتضنها فاس هي أقدم جامعة في العالم – والوجهة التي كان يحج إليها العلماء المسلمون واليهود، بل وحتى أحد البابوات، طلبا لاستكمال العلم والمعرفة ؟ ألا تشكل جامعتها الأورو-متوسطية حاليا فضاء للحوار الأكاديمي والثقافي بين ضفتي المتوسط ؟ ولذلك فمدينة فاس تجسد، بكل تأكيد، كل معاني التحالف والتلاقح الخصب بين الحضارات".
وأفاد البلاغ بأن هذه الرسالة الملكية، تؤكد بوضوح أن الحوار بين الثقافات وتحالف الحضارات لا ينبغي أن يظل مجرد خطاب ظرفي، بل ينبغي أن يصبح نموذجا يبنى من خلال التعليم والبحث الجامعيين.
وقد أشاد مسؤولو تحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة، وعلى رأسهم الممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات، ميغيل أنخيل موراتينوس، بالجهود الدؤوبة التي يبذلها كرسي الأمم المتحدة لتحالف الحضارات، كما قدموا له الدعم الأممي لضمان نجاح مهمته.
ومن بين الشخصيات الحاضرة في اجتماع مراكش، هناك فضلا عن السيد ميغيل أنخيل موراتينوس، عمرو موسى، رئيس المجلس الاستشاري رفيع المستوى لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة، والأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، وكوليندا غرابار-كيتاروفيتش، الرئيسة السابقة لجمهورية كرواتيا، وماريا فرناندا إسبينوزا، رئيسة الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، ووزيرة الخارجية السابقة لجمهورية الإكوادور، وبنيتا فيريرو-فالدنر، وزيرة الخارجية السابقة لجمهورية النمسا، والمفوضة الأوروبية السابقة للعلاقات الخارجية.
(ومع: 29 أبريل 2025)